أريد أن أهرب لكن إلى أين ؟ م
وضعي لا يتحسن بل يسوء!!
أحبّ بدء رسالتي بالشكر والامتنان للسيّد الدكتور جواد التميمي الذي أجاب عن استشارتي الماضية وله مني التقدير والاحترام على تفهمه وفهمه العميق للطب النفسي كما تبين من ردوده سواء على استشارتي أو على استشارات أخرى قرأتها له... وأتمنى بطبيعة الحال أن يتمكّن من الإجابة على استشارتي هذه التي تعتبر تكملة للأولى أو لعلها تليها وما فعلته من بعدها...
تقول لي يا دكتور أن حياتي وظروفي قهريّة نعم هي كذلك، لكنها خارجة تماماً عن إرادتي وتصرفي وليست نتيجة أخطاء اقترفتها كله قضاء وقدر وأنا صابرة مؤمنة...حالنا لا يزداد إلا سوءًا، لكنه مع ذلك يرتكز متخلخلًا وما هي إلا مسألة وقت حتى يتداعى كل شيء فوق رؤوسنا جميعًا
للأسف كما قلت لا يوجد أي داعم اجتماعي لي وأنا لا ألقى بالانتقاد واللوم على الكل على نحو سلبي والسلام،لم أفتر على أحد أبدًا ما قلته لا يمثّل سوى الواقع بل بصراحة اختصرت كثيرًا جداً من المعاناة لكي لا تبدو الرسالة سوداء لا مهرب منها علمًا أن حياتي هكذا فعلاً..
بالنسبة لاتحاد الطلاب فهو غير موجود في جامعتي للأسف، ولا يوجد رعاية صحية نفسية في الجامعة كالتي نصحتني مشكورًا بمراجعتها لكنني رأيت لافتة عن مركز نفسي في الشارع غير تابع للجامعة مختصّ بالعلاج الكلامي منذ بضعة أيام،أنوي الاستفسار عنه ومراجعته قريبًا، أرجو ألا تكون الأقساط باهظة لأن الوضع صعب..
بالنسبة للدائرة الاجتماعية لي صديقة واحدة من جيلي متخرجة منذ عام فتاة مؤدبة وطيبة، أحدثها عن همومي ردودها عادية جداً ومختصرة للغاية ومواسية فقط من كلمتين أو ثلاث من أمثال لا بأس تحملي قاومي فقط،..... لا أشعر أنها مهتمة بمعرفة المزيد.....
بل أشعر أن هذه المشاكل وذكرها لا يريحها وهي لم يسبق لها أن أخبرتني عن مشكلة واحدة في حياتها لذلك قررت أن أتوقف بدوري عن الشكوى فأنا لا أريد خسارتها كما خسرت غيرها من قبل، تتجاوب معي بشكل ممتاز عندما نتحدّث عن اهتماماتنا المشتركة أو الأمور الإيجابيّة، لكني أشعر أنها ليست من هواة الأجواء الكئيبة المتعلقة بمشاكلي، أشعر أنها تتضايق لذلك لن أخبرها بهمومي مجدداً لأني أحبها ولا أريد خسارتها..
يقول لي الناس توقفي عن بثّ همومك ونشر بوستات تتحدث عن مقدار حزنك على فيسبوك هذا ينشر الطاقة السلبية ويكره الناس بك ويشمت آخرين بحزنك...
لذلك توقفت أيضا عن التعبير عن مشاعري وتنفيس أفكاري هناك...
لا داعي لأكرر أنه لا مجال لإخبار أهلي فقد سبق وذكرت أنهم لا يفهمونني وكل شخص بيننا يعيش في عالمه الخاص بعيدًا عن البقيّة...
أحاول كثيرًا أن أحسن من جودة حياتي أراقب غذائي أتناول طعاماً صحياً أغلب الوقت،مقاطعة تماما للمشروبات الغازية منذ فترة طويلة أمارس المشي بانتظام لكن أي شيء آخر من الاهتمام بالنفس يحتاج مالًا وهو شيء بالكاد أمتلك منه ما يوفر حاجاتي الأساسية جدًّا كل شهر ويبقيني مستورة حتى الشهر القادم والحمد لله..
لكني أحاول قدر المستطاع
جاءتني فرصة سفر لدولة أجنبية عن طريق برنامج التبادل الطلابي حيث سيقومون بتدريبي كطبيب مقيم هناك ويوفرون السكن وكل شيء لمدّة شهر... لكنني ولأنني أعرف وضعنا جيّدًا ولا نمتلك ما يكفي لسداد تكلفة تذكرة الطائرة كما أنه سيكون من الفظّ أن أتركهم شهرًا يعانون وأنا أسافر... كلمت والدي قال يفضل أن تنتظري وتحاولي مجدداً السنة القادمة في نفس البرنامج قد تحصلين على فرصة سفر لبلد قريب..نسيت الموضوع وضاعت الفرصة وياله من إحباط...
لدي موضوع جديد في حياتي وهو أخي الأصغر مني
معاملته معي سيئة جدًّا لا يتذكرني أبدًا إلا عندما يطلب مني تصحيح شيء لا يروق له، يكلمني مستخدمًا أسوأ الألفاظ
يطلب مني مثلًا أن أغير صورتي على مواقع التواصل ولا أضع وجهي القذر كما وصفه لأنه عيب.... أنه غير مسموح لي الذهاب في رحلة بعد انتهاء الامتحانات لأنه عيب... ألا أعلق على منشوراته لأن بقية من يضيفهم سيعلمون أني أخته وهذا عيب كلام تافه طبعاً لكن هذه هي الأمور التي يفكر أن يتحدث إلي عنها، أنا أعلم فورًا،،، أخي يكلمني؟؟؟
الله يستر أكيد في نكد جديد ومشكلة ووصفي بالقذرة والعيب والمحرجة فقط لأنني موجودة، مباشرة أعلم منذ أن أرى رسالة له على جوالي أكيد هناك شيء سيدفعني للبكاء بقية اليوم إما مشكلة ليس لها حل وكلما جئته بحل يجعله فاشلاً ومستحيلاً ويقفلها من جميع الجهات بكل سلبية، أو هناك تذكير لي بكم أنني قذرة أو شيء كهذا لأنني أضع صوري.... غير ذلك لا يفكر أبداً أبداً أن يكلمني إلا بكل ما هو سلبي... رغم أنني والله فتاة محترمة جداً ومستقيمة جداً أقرب للمثالية طول عمري سمعتي تمام الحمد لله لا أكلم الفتيان ولا أتعامل معهم ولا أتواصل إلا لضرورة قصوى رغم كون الجامعة مختلطة وأنا مرتاحة هكذا
لست قذرة ووجهي ليس قذراً ولا قبيحاً كما يصفه... لسانه سليط أخلاقه قمة في السوء للأسف هداه الله
الآن لدي شيء مهم أريد أن أخبركم به وأرجوكم أن تحذفوا هذه الفقرة من استشارتي لا أريده أن يظهر أريد الخصوصية فيه وقد رأيت هذا ممكنا ومتاحاً في استشارات أخرى لذلك أتمنى حصوله الآن: "......................................................................."
أتمنى أنكم تفهمون ما أرمي إليه وكيف أن والدي برغم تعقيده لمشاكلنا وتدميره لحياتنا وإبادته لمال والدتي ولمالنا هو الآخر ضحية بشكل أو بآخر...
أخي لا يفهم هذا ويكره أبي كثيراً ويخجل منه من زمان وليس الآن فقط...
وهذا تطور رهيب في مشاكلنا، صدمت وذهلت فقدت كل ذرة ثقة لدي به، لا أعرف ماذا أفعل ولمن ألجأ؟؟ لا أعرف حلا لكل مشاكلي
لن أجرؤ على مفاتحة والدي بهكذا موضوع طبعاً ونحن لا نعلم على وجه التحديد منذ متى
ولن تفيد المفاتحة بأي شيء سيبدأ بالنكران واتهامنا أننا لا نثق به ونرمي كل الحمل عليه إلخ...
سبق وفاتحناه بأمور مشابهة ولم نستفد شيئًا سبق وتشاجر مع والدتي بسب أمور كهذه أيضا لا فائدة...
أفكر كثيراً في عواقب هذا الأمر علي شخصياً وعليناً جميعاً
ماذا لو
ماذا لو
ماذا لو...
تستطيعون تخيل ما أفكر به من عواقب طبعا دون ذكرها... الخوف من الفضيحة الخوف على سمعتي الخوف من المرض لوالدي لا سمح الله الخ...
من حولي من زميلات في الدفعة مغتربات مثلي أبعد ما يكون عني من جميع النواحي، تفوق دراسيّ بأقل مجهود، أموال كافية وغنى، أهل داعمون أمهات صحيحات عائلات مستقرّة، علاقات اجتماعيّة سليمة حياة جامعية كما يجب أن تكون يفعلن ما يحلو لهن ثم يخرجن منتصرات بعد هذا.. أخوة يحسدون عليهم فعلًا كل منهن مثال حي للحياة المثالية في نظري
خذ كل هذه الصفات التي ذكرت وعكسها تماماً تحصل على حياتي، وأنا لا أبالغ...
ولا أخفيكم قولًا أنني ألمس ابتزازًا من طرفهنّ فيما يتعلّق بحرماني وأجد أن بعضهن فعلا يستمتع بتذكيري بنقصي وإفلاسي يجرحونني ويحرجونني ويكسرون قلبي ولا يراعون مشاعري، يكثرون من ذكر ما يتمتعون به وأنا محرومة منه مثلًا مدى إسرافهن وكيف أن الباعة يتعجبون من المبالغ التي يدفعونها لهم إلخ...
أنا الحمد لله جميلة ما شاء الله لكنني أشعر بأنه بلا فائدة فأنا حزينة ووحيدة ومدمرة كلياً أفتقر للاستقرار والأمان في أي لحظة قد تتداعى حياتي المختلة أصلا، أحاول أن أحارب كل هذا ولا أستسلم لكنني أختنق وهناك حدود لصبري الذي شارف على الانتهاء
سؤال واحد محدد: هل يمكن لشهادتي التي بقيت لي في هذه الحياة أن تنتشلني من هذا المستنقع الكبير؟ هل تستحق كل هذا العناء؟؟
أم أني سأحصل عليها لأصدم بالمزيد من خيبات الأمل ؟؟؟؟
28/12/2018
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع وتمنياتي لك بالنجاح.
رسالتك تنتهي بسؤال عن شهادتك وإن كانت ستنتشلك من المستنقع الذي أنت فيه؟ السؤال بحد ذاته له جانبه الإيجابي ويعكس تصميمك على مواجهة التحديات التي تعصف بك ولكن هناك بعد سلبي في غاية الوضوح يعكس تأزمك مع البيئة التي تعيشين فيها. هذا التأزم لا يقتصر فقط على المحيط العائلي ويتجاوزه إلى الشبكة الاجتماعية التي تنتمين إليها. يختار الإنسان طوعاً شبكته الاجتماعية بعد مرحلة ما في الحياة وهذا لم يحدث معك بعد والرسالة تعبر عن مشاعرك تجاه زملائك بوضوح. هذا التعبير عن المشاعر قد يضعه البعض في إطار سلبي٫ ولكنه من جانب نفسي عملية إيجابية تعكس قدرتك عن التعبير عن مشاعرك ولم يتم كبتها أو تحويرها من خلال عملية دفاعية نفسية عصابية أو غير ناضجة.
التأزم الثاني في الرسالة يرتبط علاقتك مع الزميلة الأقرب منك. تعبرين لها عن مشاعرك وهي تستمع٫ ولكنك في نفس الوقت غير متأكدة من قوة الرابطة بينك وبينها. هذه العلاقة تعكس بؤرة أزمتك النفسية في التعلق مع الكائنات الموجودة في محيطك٫ ومصدره طفولة غير سعيدة تماماً فشلت في تلبية احتياجاتك المختلفة لسبب أو آخر. لكنك في نفس الوقت حريصة على عدم خسارة هذه العلاقة وتدركين درجة قوة هذه الرابطة. لا يوجد تعلق كامل بينك وبين هذه الصديقة لأن تعلقك لم يصل يوماً إلى شعور كامل بالأمن والسلامة.
يمكن متابعة تأزمك بالتعلق بالآخرين في علاقتك مع أخ أصغر يحاول إثبات وجوده المزيف عن طريق تسلطه على أخت أكبر منه. هذا بصراحة يعكس ضعف شخصيته ولا يوجد أمامك سوى إهمال وجود هذا الكائن لأنه ضعيف وهزيل وما يطرحه من رأي لا يستحق سوى الإهمال لا غير. تنشرين ما تنشرين ولا تبالي بآرائه ومع الوقت سيدرك بأن إثبات وجوده وموقعه في الحياة يحتاج إلى وسائل أخرى غير محاولة استعباده لأخته.
أما والدك فله مشاكله المزمنة وفشل هو في تلبية احتياجات عائلته النفسية ولا يوجد الكثير من الأمل على احتمال تغييره لمسار حياته ومسار عائلته. المنظومة العائلية Family System غير صحية ويمكن القول بأنها غير قابلة للتحوير٫ وليس هناك أفضل من عدم التدخل في عمليتها أو آليتها التلقائية.
لذلك فإن الجواب على السؤال حول أهمية الشهادة هو نعم. شهادتك ستمنحك هوية جديدة وجواز نقل يسمح لك بمغادرة منظومة عائلية عليلة وبداية حياة جديدة. عليك الانتباه إلى تأزمك في التعلق بالآخرين مستقبلا والدخول في علاقة حميمية.
وفقك الله.
ويتبع>>>> : أريد أن أهرب لكن إلى أين ؟ م2