نفسي والناس ... ويقتلني الوسواس !
وسواس قهري في النظافة والطهارة
أعاني في دخول الحمام، اعتبره جحيم وأفكر كثيار قبل الدخول خوفاً من أن أتنجس بعدها وأستحم،، أقرف من جلوسي على المرحاض من وراء استخدام عائلتي حيث أني أجلس بحذر وبدون راحة، بعد التبول أرى أن هناك قطرات بول قد أصابت المرحاض فاقوم بغسله وغسل أرجلي كاملة،
وأثناء التبرز أحس بأن ماء المرحاض يرتد على جسمي وأنا جالسة فأخاف أنه تطاير من الماء النجس على ظهري وشعري فأستحم بعدها كاملة وأقوم بغسل ملابسي كلها، أتحرك بحذر داخل الحمام حتى لا أصاب بتطاير الماء من الأرض على أرجلي، وإذا لمست أي شيء في الحمام أغسل يدي بعدها مباشرة،،
وأعاني في البيت حيث أن عائلتي لا تهتم بالنظافة كثيراً وأرى أشياء خاطئة يفعلونها وأقرف منها وأرى أن كل شيء جلسوا عليه أو مشوا عليه قد أصبح نجس ولا أستطيع الجلوس مكانهم ، مقيدة بمكان واحد وهو سريري لأنه نظيف ولا أحب الجلوس في مكان غيره، أراقب بشدة ماذا يفعلون فأتدايق كثيراً منهم لأنهم لا يهتمون بالنظافة كثيراً، فماذا أفعل في هذه الحالة،
أريد حلاً جذرياً فقد تعبت كثيراً من التفكير والشك في اتساخ ملابسي بعد استخدام الحمام وقضاء الحاجة وأغسل ملابسي كثيراً وأغسل يدي كثيراً بعد ملامستي لأي شيء، ساعدوني أرجوكم..
23/1/2019
رد المستشار
أهلاً وسهلاً بك يا "ميرال" في موقعك، وأرجو أن يكون في سطوره دواء لك
الحل الجذري للوسواس يكمن في عدم استجابتك الإرادية له، مهما كان ذلك صعبًا ومقلقًا في البداية؛ لأنه بعد فترة وجيزة سيختفى من حياتك، وأي مرض يحتاج علاجه إلى الصبر وشيء من الألم، حتى يحصل الإنسان على الراحة، ويمن الله عليه بالشفاء.
الحل الجذري بكل بساطة أن تقاومي رغبتك في غسل رجليك (وليس أرجلك، فأنت لك رِجلان فقط)، قاومي رغبتك في غسل رجليك بعد دخول الحمام، وكذلك رغبتك في الاستحمام وغسل الملابس، أو غسل اليد بعد لمس الجدران. وأجبري نفسك على الجلوس في سائر أماكن البيت سوى سريرك!!!
نعم هذا هو الحل!
لعلك تقولين لي: وكيف تريدينني أن أبقي النجاسة على جسدي؟
سنسير معًا خطوة خطوة:
1-عندما تشعرين بالقرف من الجلوس على مقعد الحمام بعد أهلك، قولي لنفسك: (هم بشر، وأنا بشر، ولو كنت مكانهم لكسر خاطري إذا قرف الناس مني، والناس منذ القدم مختلفون في طريقة تعاملهم مع الأشياء وتنظيفها، وعليّ أن أكون إنسانة قويّة تعرف كيف تتعايش مع الآخرين رغم اختلافهم عنها). اجلسي الآن... قاومي شعورك بالاشمئزاز والقرف...، فكري في شيء آخر...، أو فكري بالحياة الجميلة التي ستعيشينها في المستقبل بفضل الجلوس على المرحاض بشكل طبيعي!!!
الآن باعتبارك ضيّقت على الوسواس ولم تسمعي كلامه، فسيحاول الظهور بشكل آخر أشد من ذي قبل، ستشعرين أن كل جسدك أصابته النجاسة، حتى الأماكن التي تغطيها الثياب ويستحيل وصول شيء إليها، وهذا ما يحصل معك بالفعل!!!
عندما تشعرين برغبة في غسل رجليك، قفي لحظة واسألي نفسك: (يا ترى هل أصابتني النجاسة فعلًا؟ أم هي مشاعر كاذبة بسبب الوسواس؟) نظرة عامة تكفي لإعطائك الجواب، وحاذري التدقيق والتفتيش، فهي من الطباع الأصيلة في الموسوس، لست مطالبة شرعًا إلا بنظرة عامة، أما ما لا تراه عينك من رشاش النجاسة فلا يضر ولا ينجس حتى لو أحسست به.
أمر آخر متعلق بأهلك: إن النجاسة لا تنتقل إليك إذا جلست مكان أحدهم! القرف يجعلك تشعرين بأشياء غير موجودة.
كونهم لا يتورعون عن النجاسات والأوساخ، لا يعني أنهم نجسوا أو وسخوا المكان الذي جلسوا عليه أو لمسوه. الهر لا يتورع عن النجاسات، ومع هذا فهو لا ينجس المكان الذي يسير عليه، الخرفان، والخيل، ونحو هذا... كلهم لا يتورعون عن النجاسات، وكان النبي صلى الله عليه وسلم، يركب الخيل، ويركب البغال، والإبل، ويمسك الخراف ويحلبها، ويجلس بقربها، وجعل الهرة تشرب من الماء الذي كان يتوضأ به، وقال: ((إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، إِنَّهَا مِنَ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ وَالطَّوَّافَاتِ)). مع أن الهرة تخالط النجاسات كثيرًا، لكن حيث لم نرَ النجاسة بعيننا فهي طاهرة، ولا تنجس غيرها.
والإنسان في أسوأ أحواله أفضل من الحيوان.
الناس كلهم يجلسون على المرحاض...، لا يغسلون أيديهم بعد لمس الجدران...، ينامون على أسرة بعضهم البعض...، ولم يمرضوا بسبب ذلك ولم يموتوا، ولا أحد يستطيع القول أن صلاة من يفعل ذلك باطلة!
أرجو أن تتفكري جيدًا في هذا الكلام، وأن تستدركي الأمور قبل أن تستفحل وتستعصي على العلاج، ستعيشين عمرك في سجن بغير قضبان، كلما حدثك وسواسك بشيء اعملي بعكسه، المسي جدار الحمام، اجلسي على أسرة غيرك، اتركي قدمك بدون غسل....، فإن شق ذلك عليك جدًا فلا مانع من الاستعانة بدواء تحت إشراف طبيب، والعيش الهنيء مع الدواء، خير من أن يقضي عليك البلاء، فلا أنت مع الأحياء ولا أنت مع الأموات.
أسأل الله تعالى أن يأخذ بيدك ويعينك، وتابعينا بأخبارك.