الفراشة حصرياً... ومساحة اللاقرار م12
السلام عليكم
أعتذر أيها الدكتور العزيز لكنكم أكثر من يشعر بمشاعر المرضى النفسسيين أمثالنا، فلقد انتهت طاقتي، لم تعد لدي طاقة لأكتب.
كلامكَ صحيح في أنني أعربت أكثر من مرة في عدم رغبتي في الذهاب إلى معالج نفسي ولكن حين طفح الكيل ذهبت وأوضحت في إحدى استشاراتي بأنني قمت بخطوة المعالجة النفسية... لا أنكر وجود نتيجة ما وهي اكتشافات واكتشافات ومحاولة التخلص من هذه المتاهة.تلكَ الاكتشافات جعلتني في دوامة لماذا ولماذا؟ ولوم وعتب، كل هذا في داخلي فقط، وصرت في حالة اشمئزاز من كل شيء. ولكنني استبصرت بما يجري على الأقل وخففت من كتماني الذي يخنقني!
لا أذكر تحديداً كم بالضبط ففي العامين الأخيرين بدأت الجلسات وربما حوالي الـ 8 جلسات وانقطعتُ الآن لأنني انشغلت في فترة ولأن معالجتي الآن في إجازة طويلة ولا أرغب بتغييرها فلستُ من النوع الذي يتأقلم مع الأشخاص الجدد بسهولة، ولدي رغبة في العودة لاستكمال الجلسات. وتطرقت إلى أسوأ الذكريات التي لم أتوقع يوما ما أنني سأذكرها أمام أحد، فمشاكلي الحالية ليست سوى ماضي لم أستطع التخلص منه فلا أدري هل حُكم علي أن أكونَ حالة مزمنة، بالرغم من أنني لم أكن أؤمن بالأمراض النفسية المزمنة. كنتُ أقول "فترة وتعدي" "وبتنفرج".
المعالجة نصحتني بمقابلة الطبيب بشأن الأدوية وكانت لي ردة فعل من تجربتي مع السيروكسات الذي ذكرتُ جُرعته في أول استشارة لي وهي 40 ملجم وكانت المدة ثلاثة أشهر بانتظام والشهر الرابع متقطع وأوقفت الدواء وكان السيروكسات باستشارة إنترنتية.أما الإيفكسور فلا أذكر تحديداً كم المدة بالضبط وإن لم تخني ذاكرتي القريبة السيئة فذاكرتي البعيدة أفضل بكثير، أنني تناولته ما يقارب الشهر بجرعة 75 ملجم ومن ثم رفعت الجرعة إلى 150 لمدة أسبوعين ومن ثم إلى جرعة 225 لمدة شهرين ونصف وكان التدرج بطيئاً لأنني لم أقوى على أعراضه الجانبية وكنت بدأته في فترة اختبارات وتلتها فترة الصيام شهر رمضان أي مجموع المدة أربعة أشهر.
تناولت الإيفكسور باستشارة طبيب مباشر وليس عبر الإنترنت.أما التحسن الذي لم أجده، لم أشعر بشيء حين تناولت الزيروكسات لكنني شعرت بأن حالة الضيق قد خفت بشكل بسيط جدا حين تناولت الإيفكسور ولا أستطيع الجزم أنه بسبب الإيفكسور لأنني كنتُ في فترة راحة ولا أعاني من ضغط دراسي ولا ضغط خروجي من عزلتي في كل صباح.
لا أنتظرُ حلا سحريا من العقاقير ولكنني أقبل حتى بحالة خمول للوسوسة وأقبل بحالة الجمود فهي أفضل من حالة الضيق وأقبل بلحظة هدوء كاذبة من القلق المستمر. وأجيب على سؤالك قبلَ أن تسألني لماذا لا أعود لمقابلة الطبيب؟ لأنني تعبت ولا قدرة لي على الشرح ولدي حساسية شديدة في الدخول في تفاصيل الوساوس أمام شخص يسمعني مباشرة، وما يعرفه الموقع عني أكثرَ مما يعرفه الطبيب فلم أقابله سوى مرتين.
لست ألومُ الدواء لستُ ألومُ الأطباء لستُ ألومُ المعالجين... بل ألومُ نفسي أحيانا لأنني تأخرت في طلب العلاج فلم أبدأ بطلب العلاج إلا وأنا بين الثامنة والتاسعة عشرة من عمري، وقد كانت معاناتي منذُ الطفولة ربما الفارق بين بدء المعاناة وطلب العلاج عشر سنوات.
أشكركَ وأدعو الرب أن يوفقك ويسدد خطاك...
وسلامٌ من اللهِ عليكم.
3/2/2019
رد المستشار
وعليك السلام ورحمة الله الابنة الفاضلة "هاوية" أهلاً وسهلاً بك على موقع مجانين وشكراً على ثقتك ومتابعتك مع استشارات مجانين.
من ناحية طريق علاجك لا أدري ما أقول لك؟ عقّاريا لا اختيار أستطيع تفضيله لك إلا الإيفكسور لأنه العقار الذي وصفه لك الطبيب النفساني في الواقع المعاش، ابدئي بجرعة 75 لمدة 6 أيام ثم ارفعيه إلى 150 مجم واستمري عليه ولا تحكمي إن كان أثَّر على الوسواس أم لا إلا بعد مضي مدة 12 أسبوعا من الانتظام على جرعة 150 مجم يوميا على الأقل.... هناك عقاقير أخرى بالتأكيد وبعضها نختاره للموسوس قبل اختيار فينلافاكسين لكن الأئمن هو أن تتناولي ما وصفه لك الطبيب الذي رآك رأي العين.
وأما نفسانيا فإن شكا يختلج صدري وقد قرأت حكايتك عن المعالجة النفسانية وهو أنها غالبا محللة نفسانية أي تتبع مدرسة التحليل النفسي كطريقة علاج... وما أنت بحاجة إليه ويفيدك فعلا هو الع.س.م أي العلاج السلوكي المعرفي... فأرجو أن يكون كلامك مع معالجتك عند عودتها عن حاجتك إلى هذا النوع من العلاج لأن العلاج التحليلي والفرويدي تحديدا لا يفيد مرضى الوسواس إن لم يسبب لهم إزعاحا بتقديم مادة جديدة للوسوسة !!
وأهلاً وسهلاً بك دائماً يا "هاوية" على موقعنا مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>> : الفراشة حصرياً... ومساحة اللاقرار م14