El-Salam 3alaykoum Wara7mat Allah
Well directly, I was diagnosed with a Obsessive Compulsive Disorder & currently by Compulsive Overeating (Binge Eating Disorder) .
Nowadays, I am still struggling, although I am seeing a psychotherapist and I am reading self-help books. However, I still have this idea to eat or overeat. My main problem is that, I do not like (I am afraid) to look like other males in my appearance or body-frame. It’s just a fixed idea, It’s like an obsession from my childhood. I have a strong belief that “I am fat therefore I am different. I am different, so I am special” and I am doing anything to be special and unique”. So if I go on a diet, then I will lose weight. Then I will not be special. At the end I will lose myself, so I overeat all night and day. I also eat when I worry or have bad moods and when I hear unfair remarks. I feel guilty, lost and anxious!
I am so obese. I am about 330 pounds and six feet tall! When I lost four pounds, I regained eight pounds. I am afraid to diet and then to be slim or look like others, although I have a strong will power. I am seeing a Nutritionist and I am taking medication – Paxil 40mg. Please help me, I would love to be slim and it is a feeling that comes from deep down inside. You should know that I have obsessions about slim guys. I envy (HATE) them for their slim looks and I hate slim guys & their sexy appearance, because they are better than me (my brother is slim)! I do compare my body to them and it’s rooted in my childhood and my mother’s beliefs. In addition, I love food a lot. I have been obese for a long time since my childhood, but now I am getting fatter and I know it’s bad for my health. People, especially guys, hate me a lot and try to get away from me, because I am fat and my parents act negatively towards me (Yelling). I have very low self-esteem. I am struggling with my inner life. I would love to be slim, but I can’t. i am faliure . I am sure that their negative reaction is to my weight & it is to my behavior as well .
Briefly what should I do? Shall I go to a professional on eating disorders? I don’t have enough money to pay. I am getting dizzy by trying everything !! By the way, I control my Obsessive Compulsive Disorder with a therapy called ‘Exposure Response Prevention’. Let me know if I can treat my Compulsive Overeating with the same therapy. Please, if you need some more information, I am ready to tell you. Sorry about my long question. Thank-you a lot. Note : There is a therapy called ‘orthomolecular” that does not work for me. Thanks Dr. Wael !!
17/1/2019
السلام عليكم ورحمة الله،
مباشرةً سأدخل في الموضوع، أنا كما أخبروني بتشخيص حالتي أعاني من اضطراب الوسواس القهري OCD وأيضًا من القشم (الأكل الزائد) القهري Compulsive Overeating أو اضطراب نوبات الدقر Binge Eating Disorder، ومازلت أكافح المرضَ النفسيَّ، أنا الآن أتردد على معالجٍ نفسي وأقرأ الكتب النفسية لمساعدة الذات Self-Help Books، ورغم ذلك ما تزالُ فكرة أن آكل وآكل وآكل تدفعني إلى الأكل أكثر مما ينبغي.
مشكلتي الأساسية هيَ أنني لا أحبُّ (أو بالأحرى أخافُ) أن أبدو كالذكور الآخرين في هيئتي أو قالب جسمي، نعم أنا أكرهُ ذلك، وهذه فكرةٌ ثابتةٌ معي منذ طفولتي وهيَ توسوس لي كما يلي: "أنا بدين إذن أنا مختلف، وما دمتُ مختلفًا فأنا متميزٌ عن الآخرين، وأنا أفعلُ أي شيء لكي أكونَ فريدًا ومتميزًا وإذا اتبعت حميةً منحفةً سأفقدُ الوزن ولن أكونَ متميزًا عن الآخرين، وإذا فقدتُ التميز فسأفقدُ نفسي! وأنا لذلك آكلُ وآكلُ زيادةً طوال الليل والنهار، كما أنني آكلُ أكثر وأكثر عندما أشعر بالقلق أو بسوء المزاج، وكذلك عندما أسمع التعليقات والملاحظات المجحفة من الناس، وأنا أيضًا أشعر بالذنب والتوتر والضياع.
أنا بدين جدا فوزني 330 رطل وطولي ستة أقدام، وعندما أفقد أربعة أرطال أستعيد ثمانيةَ أرطال بعدها، ورغم أنني أمتلكُ إرادةً قويةً وأترددُ على خبير تغذية وأواظبُ على عقَّار الباكسيل Paxil 40mg إلا أنني أيضًا في الحقيقة أخافُ إذا التزمتُ حميةً منحفةً أن أصبحَ رشيقًا فأبدو كالآخرين، ربما أحبُّ أن أكونَ رشيقًا وهذا شعورٌ بعيدٌ في أعماق نفسي.
ولكن يجب أن تعرفَ أن لديَّ وساوس حول الفتيان ذوي القوام الرشيق، حيث أحسدهم (أكرههم) لمظهرهم الرشيق، وأنا أكرهُ مظهر الفتى الرشيق صاحب الجاذبية الجنسية لأنهُ أفضل مني (ولي أخ رشيق بالمناسبة)، أنا أقارنُ جسدي بأجساد الآخرين وهذه عادةٌ قديمةٌ معي منذ طفولتي، وأمي أيضًا دائمًا ما تفعلُ ذلك، وأيضًا أنا أحبُّ الطعام جدا جدا، وكنت بدينًا منذُ طفولتي لكنني الآن أزدادُ بدانةً فبدانةً وأنا أعرفُ أن ذلك يمثلُ خطرًا كبيرًا على صحتي.
تقديري الشخصي لذاتي منخفضٌ جدا، والناسُ وخاصةً الفتيان يكرهونني كثيرًا ويحاولون الابتعاد دائمًا عني لأنني بدين، ووالداي أيضًا يسيئان معاملتي ويصرخان عادةً في وجهي، فأنا أعيش في كفاحٍ مستمرٍ مع صراعات مشتعلةٍ دائما بداخلي، وأنا متأكدٌ من أن تفاعلات الناس السلبية معي هيَ بسبب وزني وبسببِ تصرفاتي أيضًا، قد آملُ أن أكونَ رشيقًا لكنني لا أستطيع، فأنا فاشل!.
باختصارٍ أسألك: ما الذي يجبُ عليَّ فعله؟؟؟ هل يجبُ أن أذهبَ إلى متخصصٍ في علاج اضطرابات الأكل؟ ليست لديَّ أموال تكفي لذلك! إنني دايخٌ وأزدادُ دوخةً بتجريبي لكل شيء، وبالمناسبة أنا الآن أعالجُ اضطرابي الوسواسيَ القهري بطريقة علاج اسمها التعريض ومنع الاستجابة ‘Exposure Response Prevention’ فهل أستطيعُ أن أعالجَ قشمي القهري (كثرة أكليَ القهرية) بنفس هذه الطريقة؟
أرجوك إن كنت تحتاجُ معلومات أكثر عني فأنا مستعدٌ لذلك وآسفٌ لطول سؤالي، وشكرًا جزيلاً.
ملحوظة: هناك طريقة علاج تسمي التقويم الجزيئي Orthomolecular ، جربتها ولم تفدني، شكرًا يا دكتور وائل.
17/1/2019
رد المستشار
الأخ السائل العزيز، برغم طول الإفادةُ الواردة منك إلا أن بعض الغموض ما زال يغلفُ حالتك بالنسبة لي فأنت تريدُ على ما يبدو لي أن تركزَ على مشكلة الأكل الزائد عن الحد أو كثرة الأكل (القشم) أي على اضطراب القشم القهري، وتكتفي بأن تخبرنا فيما يتعلقُ بحالة اضطراب الوسواس القهري التي تعاني منها أيضًا بأنك تأخذُ علاجًا لها من مجموعة الم.ا.س.ا كما تواظبُ على جلسات العلاج السلوكي بالتعريض مع منع الاستجابة، وهذا برنامجٌ علاجي جيد، ويبدو أن أعراض الوسواس القهري لديك تحسنت بالالتزام به حتى أنك تسأل إن كان من الممكن علاج اضطراب الأكل لديك وهو القشم القهري بنفس الطريقة ؟
ولكنك لا تذكرُ لنا أنواع الوساوس (الأفكار التسلطية) التي تعاني منها في غير ما يتعلقُ بالأكل وصورة الجسد، ولابد أن لديك أفكارًا تسلطية أخرى وأفعالاً قهرية أيضًا لكي يكون تشخيص من يعالجك لاضطراب وسواس قهري تشخيصًا صحيحًا، لأنهُ في حال اقتصار الأفكار التسلطية والأفعال القهرية على ما يتعلقُ بالأكل وصورة الجسد فإن الحالة تصبحُ اضطراب أكلٍ فقط!
وباعتبار أنك تعاني من اضطرابين متواكبين كما ذكرت في إفادتك، فإنك تكونُ محظوظًا إذا كان عقارٌ واحدٌ يفيدُ في علاج الاضطرابين معًا، فعقاقير الم.ا.س.ا تحسن الوسواس القهري وتحسن اضطراب نوبات الدقر، وهذا هو ما يتوقعهُ خطأً من يقرأ إفادتك لأول وهلة قبل أن يتدبر ما بين السطور في كلماتك، وهو أيضًا ما شعرت أنت به، لأنك لم تشر إلى أي تغير في أعراض اضطراب الأكل رغم استمرارك على عقار م.ا.س.ا؟لماذا لم تتحسن حالتك إذن؟
والإجابةُ ببساطة هيَ أن الأمرَ فيما يتعلقُ بالأكل الزائد لديك لا يبدو أنهُ يحدثُ على شكل نوبات، ففي اضطراب نوبات الدقر تشير دراساتٌ عديدةٌ أن تناول عقاقير م.ا.س.ا يؤدي إلى تقليل معدل أو عدد أو طول نوبات الدقر عند استخدام العقار لفترةٍ مناسبةٍ، ولكننا لا نعتبرُ اضطراب الأكل لديك اضطراب نوبات الدقر لأنك أولاً لم تحدثنا عن نوبات الدقر (الأكل الشره) كما نعرفها، وإنما تكلمت عن الأكل المستمر ليل نهار، كما تكلمتَ أيضًا عن رفض كبيرٍ واعٍ لأن تكونَ رشيقًا ذكوريَّ الهيئة في نفس الوقت الذي تحدثتَ فيه عن شعورٍ عميق مرتعشٍ قد يكونُ موجودًا داخلك بالرغبة في أن تكونَ رشيقًا وجذابًا كالآخرين!،
وهو ما يجعلُ كلامك عن هذه الرغبة يبدو وكأنهُ كلامٌ بدافع الخجل (كأنك تقول لنا: أنا بالتأكيد، ككل الناس أحبُّ أن أكونَ رشيقًا لكنني لا أستطيع)، وهذا ما لا نستطيعُ اعتباره رغبةً في النحافة كالتي غالبًا ما نراها في مرضى نوبات الدقر أو مرضى النهام العصبي Bulimia Nervosa (وهو اضطرابٌ تحدثُ فيه نوباتُ دقرٍ تليها سلوكياتٌ معدلةٌ تهدفُ إلى التخلص من زيادة الوزن الناتجة عن تلك النوبات بشرط أن يحدثَ ذلك بشكل متكررٍ ومنتظم وأن يكونَ منسبُ كتلة الجسم "ويساوي حاصل قسمة الوزن بالكيلوجرام على مربع الطول بالمتر" أكثر من 18)، ويمكنك أن تعرفَ المقصود بنوبات الدقر إذا قرأت ردنا السابق على صفحة الاستشارات بعنوان : تأرجح الوزن ونوبات الدَّقَـر ، المهم أنك لم تتحسن أعراض الأكل لديك، ومن أجل معرفة السبب في ذلك سنناقشُ عدةَ نقاطٍ في إفادتك :
(1) أول ما يعنينا هو تلك الفكرة التي تسميها بالثابتة، وأنت غير واضحٍ في بيان رد فعلك على هذه الفكرة، فأنت تبدو مقتنعًا بها لأنك تكرهُ أن يكونُ قالب جسدك رشيقًا كالفتيان الآخرين كما قلت في إفادتك، فهل هذه الفكرةُ الثابتةُ فكرةً تسلطية؟ لكنك لم تعد تقاومها! مثلما يحدثُ في بعض المرضى بعد فترةٍ طويلة ربما من الإخفاق في مقاومتها، أي أن هذه الفكرة لديك أصبحت في مكانٍ بين الفكرة الوهامية (الضلالية) Delusional Thought التي يؤمنُ بها المريضُ ويتصرفُ تبعًا لها، وبينَ الفكرة التسلطية Obsessive Thought التي يرفضها المريضُ ويقاومها أو على الأقل يعتبرها بلا معنى ولا يتصرفُ تبعًا لها بالتالي،
ثم أن مشاعرك تجاه القالب الجسدي الذكوري الرشيق تبدو متناقضةً فأنت تكرهُ أن تكونَ رشيقًا وتحبُّ أن تكونَ رشيقًا في نفس الوقت وهذا واضحٌ في إفادتك، عليك إذن أن تحددَ موقفك الشعوري والفكري من هذه الفكرة، ثم ما هيَ حكايةُ أخيك الرشيق الذي أخبرتنا بأنه موجودٌ بين قوسين لكي تشدَّ انتباهنا إلى وجود معاناةٍ تعيشُ معك في نفس البيت، عندما تحدثت عن حسدك (الذي فسرته أيضًا بأنهُ كره) لأصحاب الجسد الذكوري الرشيق الذي تراهُ ذا جاذبيةٍ! ثم تعقبُ على ذلك بأن أصحاب الجسد الرشيق من الذكور أفضل منك!، هل هو حسدٌ أم كره أم تناقض مشاعر إننا لا نستطيعُ القفز إلى نتيجة مؤكدة، وأنا للأسف لا أستطيع استبعاد وجود أبعاد ذهانيةٍ لحالتك ولا أدري هل ستحتاج إلى إضافة أحد مضادات الذهان أم لا؟
(2) وزنك 147 كجم وطولك 1,83 متر، ومنسب كتلة الجسم يبلغ بالتالي 43,8 كجم/متر مربع، أي أنك بدينٌ بدانةً مفرطة، وبالرغم من ذلك فأنت لا تجدُ فعلاً يجعلك متميزًا إلا أن تأكل أكثر مما يلزم! فهل الأكل الزائد عن الحد (القشم) في هذه الحالة صالحٌ لأن يكون الفعل القهري الواقع ضمن إطار اضطراب الوسواس القهري؟ بالطبع لا لأن الفعل القهري الواقع ضمن إطار اضطراب الوسواس القهري هو فعلٌ يُضْطَرُّ إليه المريض لكي يقلل من الضيق والتوتر الناجمين عن أفكاره التسلطية، ولكن هذا الفعل القهري لا يمثلُ متعةً في حد ذاته، فهل أنت تأكلُ دونَ استمتاعٍ بالأكل؟ بالطبع لا، فالقهر المقصود في حالتك قهرٌ من نوعٍ آخر هو المتعلقُ بالاندفاعية والانفلات تجاه الشهوات التي هيَ متعةٌ في حد ذاتها، كالأكل والشرب والجنس، أي أن معنى القهر في تسمية القشم القهري يختلفُ عن معناه في تسمية الوسواس القهري، فالأول قهرٌ لتعظيم المتعة بينما الثاني قهرٌ لتقليل المعاناة.
(3) أنت أيضًا لا تلجأ إلى أيٍّ من السلوكيات المعدلة Compensatory Behaviors (وهي سلوكيات يلجأ إليها معظم مرضى اضطرابات الأكل للتقليل من أثر ما تناولوه من طعام على أوزانهم ومنها السلوكيات المعدلة التفريغية كالاستقاءة أو ابتلاعُ المسهلات أو مدرات البول أو الحقن الشرجية، والسلوكيات المعدلة غير التفريغية كاستخدامِ عقاقيرَ لتثبيط الشهية، أو الصوم أو التريض المفرط، وكلها سلوكياتٌ مرضيةٌ تضرُّ ولا تنفعُ بالطبع فإياك من اللجوء إليها) وأنت لم تشرْ إلى ممارسة أيٍّ من هذه السلوكيات على الأقل في الفترة الحالية، فهناكَ في إفادتك ما يشير إلى مرورك بعدة حمياتٍ منحفةٍ وحدثَ لك معها تأرجحُ الوزن أو ترجاف الجسد،
وذلك حين قلت (أفقد أربعة أرطال لكي أكسب ثمانية أرطال بعد ذلك)، وهذا هو حالُ الغالبية العظمى من من يتبعونَ الحميات المنحفة أيًّا كان نوعها، لكنني في نفس الوقت أجدُ نفسيَ مضطرًا لأن أسألك: كم أنت رافضٌ لبدانتك؟ الآن على الأقل؟ فأنا مرةً أخرى لا أجدُ الإجابة الدقيقة على هذا السؤال في كلماتك، لكن الرفض الذي تبديه هو بالتأكيد أقل من القدر الذي يسمح بتشخيص اضطراب نوبات الدقر، وقد أشرت في إفادتك إلى بعض الانفعالات التي تتعامل معها وتواجهها بزيادة الأكل مثل الحزن والضيق والإحباط والتعليقات السلبية من الآخرين وهو ما نجدهُ في أغلب أصحاب الجسد البدين في ظل الثقافة الشائعة التي تعلي من صورة الجسد الرشيق وتسيءُ كثيرًا إلى البدين.
(4) ثم هل نستطيعُ اعتبار شعورك بالإخفاق وبالحزن والضياع وانخفاض تقدير الذات يمثلُ اكتئابًا، أم أنهُ ليسَ أكثر من تعبير عن رد فعلك على مواقف الآخرين السلبية منك بسبب بدانتك بما في ذلك والداك، وهذا هو الوضع الأغلبُ احتمالاً، وهنا أنصحك بقراءة ما ظهر على صفحتنا سابقا مثل: اشتهاء السكريات واكتئاب لا نماذجي ، وأيضًا ما تحت تصنيف : بدانة: عدم رضا عن الجسد Body Dissatisfaction، ولكنك أشرت إلى معرفتك بأن مواقف الآخرين السلبية منك هيَ بسبب تصرفاتك أيضًا فأي تصرفات تقصد؟ هل هيَ أيضًا تصرفاتك فيما يتعلقُ بالأكل أو بالقشم القهري؟ أم أنها تصرفاتك بوجهٍ عام؟ للمرة الثالثة لا نجدُ الإجابةَ واضحةً في إفادتك مع أن هذا الأمرَ مهمٌ جدا لأنهُ قد يبينُ لنا أهمَّ ما تعتمد عليه تقديرات المسار المرضي والاستجابة العلاجية وكذلك المآل المرضي لحالتك، وهو احتمال وجود اضطراب شخصية خاصةً من النوع الذي يتسمُّ بسمة الاندفاعية والانفلات، فنحنُ نحتاجُ إلى معلومات كثيرةٍ عن صفاتك وسمات شخصيتك لكي نستطيع الحكم على كثيرٍ من الأشياء، فعليك إذن أن تخبرنا بذلك وبالتصرفات التي تقصدها.
(5) أشرت في إفادتك أيضًا إلى أنك تمتلك إرادةً قويةً، وأنا أعتقدُ أن هذه صفة رائعة تجعلُ العملية العلاجية أكثر نجاحًا إن شاء الله تعالى، ولكن ما هيَ دلائلُ ذلك؟ وهل يمكنُ أن تستخدمَ إرادتك تلك في الالتزام بسلوكياتٍ معينةٍ سأخبرك بها لاحقًا تجاه الأكل؟ وهل يمكنُ أيضًا أن تستخدمها في الالتزام بجلسات علاج معرفي يوجهُ إلى فكرتك الثابتة تلك من قبل المعالج لكي يتمكنَ من مساعدتك على تغييرها.
(6) نحتاجُ إلى أن تصفَ لنا طريقتك في الأكل ونوعية الأطعمة التي تفضلها ليسَ لأننا ننوي علاجك بطريقة التقويم الجُـزَيئي Orthomolecular Therapy التي قلت أنها لم تنفع معك ولكن لأننا نحتاجُ إلى فهم سلوكياتك ومشاعرك تجاه الأكل جيدًا، وفيما يتعلقُ بسؤالك عن إمكانية استخدام التعريض مع منع الاستجابة في علاج اضطراب الأكل لديك فأنا أقول لك أن هذا ممكن ولكن فقط بعد أن يتمُّ علاجك معرفيا وتنتهي فكرتك الثابتة "أنا بدين إذن أنا متميز"
(7) ثم أن هناكَ أيضًا ما نحتاجُ معرفته منك وهو منذ متى وأنت مستمرٌ على عقار الباروكستين أو الباكسيل كما يسمونه عندكم، فهذا العقار من مجموعة الم.ا.س.ا يفترضُ منه أن يساعدك كثيرًا، فإن كانت مدة استمرارك عليه تزيد على ثلاثة شهورٍ حتى الآن ولم تتحسن أعراض اضطراب الأكل لديك، فقد يكونُ من المفيد أن تغير نوع الم.ا.س.ا الذي تتناوله بنوعٍ آخر ويمكنك معرفة كل شيء عن عقاقير الم.ا.س.ا بضغط الارتباط السابق.
وفيما يتعلقُ باضطراب القشم القهري الذي نظنُّ حالتك أقرب ما تكونُ إليه فيمكنُ تعريفُهُ بوجهٍ عامٍ بأنهُ الأكلُ المستمرُّ بإفراطٍ، إلى جانب الانخراط في نوبات الدقر أحيانًا، دونَ اللجوءِ إلى السلوكيات المعدلة الموجودة في مرضى النهام، وهناكَ من يعرفونهُ بأنهُ إدمانُ الأكل، إذ نرى المرضى يستخدمونَ الأكلَ للتعاملِ مع مشاعر الضيق والملل والخواء التي يعانونَ منها إما بصورةٍ مزمنةٍ أو على شكل نوبات، وكأنهم يملأونَ بالطعامَ فراغهم النفسيَّ العاطفيَّ أو يعتبرونهُ بمثابةِ التعويض أو الثأرِ، وهم عادةً ما يستخدمونَ الأغذيةَ السهلةَ الطريةَ والتافهةَ من ناحيةِ قيمتها الغذائيةِ وإن احتوتْ على سعراتٍ حراريةٍ عاليةً بسببِ ما فيها من السكريات والدهون، ويبدو الشخصُ وكأنهُ يتجنبُ مواجهةَ مشاعره، فيلهي نفسهُ بالأكل، مواجهًا به الغضبَ أو الحزنَ أو الإحباط، ومعظم مرضى القشم القهري يعانونَ من البدانة لكنَّ هذا لا يعني أن كل بدينٍ يعاني من القشم القهري.
هناك برامج علاجٍ سلوكية معرفية تصلحُ بإذن الله في حالتك، ولكنك تحتاجُ لكي تتمكنَ من تطبيقه إلى علاجٍ معرفي و/أو عقاري يوجهُ إلى فكرتك الثابتة تلك التي أشرت إليها عن صورة جسدك، وإذا أجبتَ على أسئلتي السابقة لك سأقوم بعرض البرنامج العلاجي في ردي التالي عليك، كما أنني أريد منك إن كانَ ذلك ممكنا أن تكتبَ إفادتك القادمة باللغة العربية فأنت عربي تعيش في دولة عربية ولا أعتقدُ أن الأمرَ سيكونُ صعبًا عليك، ونحن في انتظار إفادتك القادمة .