يأس وضياع والهدف غير موجود
ارحموا عزيز قوم ذل
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
نشكركم على ما تبدلونه لإدخال البسمة والسرور على قلوب اليائسين وبعد.
أنا رمزي عمري 40 سنة أعمل مدرس في الابتدائي أعزب أشعر بالضياع ولو لا إيماني بالله العظيم لانتحرت نظرا لما عانيت وأعاني منه الآن وأنا أرى أن مشكلتي فريدة في هذا الكون.
الآن سوف أشرح لكم مأساتي بالتفصيل الممل، مند طفولتي كنت طفلا محبوبا جدا من جميع الناس وكنت مجتهدا جدا ودائما كنت أحتل الرتبة الأولى في المدرسة. اجتزت الابتدائي بنجاح وانتقلت إلى المتوسطة وكنت دائما متفوقا.
ثم بعد أربع سنوات انتقلت إلي الثانوية والتحقت بالداخلية مر الفصل الأول كالعادة بنجاح في الفصل الثاني/حيث كان عمري آنذاك 15سنة في الداخلية اعتدى علي شخصان من زملائي جنسيا والله دون أن أشعر حينئذ أكرر دون أن أشعر لأني كنت نائما وبدأت الهواجس والشكوك وكنت صغيرا فلم أدرِ ماذا أفعل أردت أن أشكوهما إلى المدير وليتني فعلت ذلك؟! حيث كنت بعيدا عن أهلي ثم خفت من الفضيحة، بعدها أصبت بصدمة عصبية عنيفة وتطورت هده الصدمة إلي أبعد حد حتى أصبحت أشك في كل شيء حتى في الذات الإلهية وأصبت حينها بكسرة لا أزال إلي الآن أدفع ثمنها.
ونظرا لكوني لم أفعل شيئا استمر اعتداؤهم علي والله دون أن أشعر مع العلم أن هناك أصدقاء بل قل أعداء كانوا يعلمون بما يجري لي لكنهم لم ينصحوني أو يرشدوني واستمرت المآسي تنزل علي واضطربت نفسيتي وأخفقت في دراستي وكررت السنة ذلك العام.
ربما تتساءلون لماذا لم أبلغ أهلي وليتني فعلت؟؟؟؟ لم أبلغ أهلي بما حصل ويحصل لي خشية الفضيحة وكذلك لكوني طفلا لا أحسن التصرف؟؟؟؟ أنا الآن أكتب هذه الرسالة وأنا أبكي على حياتي المدمرة التي لم يصبح لها معنى.
بعد أن تكررت اعتداءاتهم علي قررت في السنة الموالية أن أنتقل الثانوية أخرى وبالفعل انتقلت إلي ثانوية أخرى وتحسنت نتائجي وتحصلت على البكالوريا وانتقلت إلي الجامعة لكن المشكلة الآن أصبحت الأقارب حيث اعتدى علي ابن عمي وابن عمتي وابن خالي والله دون أن أشعر لأني كنت نائما فأصبت بصدمة ولم أستطع كالعادة أن أقف في وجههم مع العلم أني لما واجهتم وضربتهم أنكروا كل ذلك واتهموني إني مريض ويجب أن أذهب إلي من يعالجني؟؟ لكني في قرارة نفسي أنا متأكد 1000 بالـ 100 أنهم فعلوا ذلك؟؟
انتقلت إلي الجامعة وبعد خمس سنوات تحصلت على شهادة الليسانس مع العلم أن معظم الطلبة كانوا ينضرون إلي على أنني شخص غير عادي وربما شاذ مع العلم والله أنا بريء بريء/ فأنا أصلي منذ أن كان عمري 10 سنوات إلي الآن وملتزم بديني إلي حد ما لا أدخن ولا أشرب خمرا ولم ازني طيلة حياتي/ لست بريئا في شيء واحد وهو أنني لم أبلغ عن المجرمين عندما اعتديا علي في المرة الأولى دائما ألوم نفسي وأقول لو فعلت ذلك لعشت بقية حياتي سعيدا أو على الأقل لو شكوتهما للمدير
ولكنني لم أفعل هذا ولا داك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كنت دائما أفكر كيف أنتقم من هذين المجرمين أفكر ليل نهار وسعيت لذلك أكثر من مرة ولكني فشلت لعدة أسباب نظرا لأن هذين الجرمين يسكنان بعيدا عني، ولم أرَ أحدا منهما مند تحصلت على البكالوريا أي ما يقرب 6 سنوات .
بعد تخرجي من الجامعة ذهبت لأجري مسابقة للتوظيف وفي أثناء الامتحان رأيت أحد المجرمين فعرفت أن هو كذلك مشارك في السابقة حينها غلى الدم في عروقي وقررت أن أقتله في ذلك اليوم عند الاستراحة خرجت إلى المدينة ذهبت إلى السجد صليت ثم خرجت واشتريت خنجرا كبيرا وعدت إلى السابقة وتعمدت أن أخرج مع الأوائل حتى لا يفلت مني؟ وانتظرت حتى خرج ثم رحت أتتبعه إلى أن استفردت به في أحد الأزقة فاجأته من الأمام وطعنته طعنة كبيرة في بطنه لكن المجرم من هول الصدمة شد في بطنه وهرب مع العلم أن البلاد كانت تعاني من الإرهاب في ذلك الوقت كانت رجال مندسين في كل مكان فلم أسع أن أتبعه خشية أن يلقوا علي القبض استرحت/ كان دلك في صيف1994 قليل وشعرت بسعادة غامرة لأنني استرجعت بعضا من كرامتي لكني سرعان ما عاد إلي الشعور بالنقص ثانية فقررت أن تكون المحاولة الثانية ناجحة مهما كلفني ذلك؟
إذ بعد سنة من ذلك أخذت 1995 أخذت أجمع المعلومات عن المجرمين من أصدقائهما وكثيرا ما كنت أقوم الليل وأدعو الله أن يمكنني منهما مع العلم أن أحدهما كان رجل أمن يحمل مسدسا إلى أن حان صيف 1997 حيث كنت دائم البحث عنهما ولعظمة قيام الليل حيث أني في الليلة السابقة لذلك كنت دعوت الله أن يجمعهما مع بعض لأنتقم منهما
فإذا بهما ذلك اليوم يمران معا أمامي مع العلم أنهما يسكنان بعيدا عن تلك المدينة وكان معي خنجر كبير فأخذت أذكر الله وأدعو أن يثبتني وأخذت أتتبعهما دون أن يشعرا بي إلى أن حانت الفرصة وأصبحت قريبا منهما فوضعت الخنجر في رقبتي أحدهما ثم جذبته بعنف ومباشرة طعنت الآخر في كليته اليمنى أخذ الدم يسيل من رقبة الأول وهو مذعور هارب مع أن المسدس كان في جيبه أخذت أجري وراءه لكنه هرب إلي ثكنة عسكرية فخفت على نفسي وأخذت سيارة أخي لأسبقهما إلى الاستعجالات في المستشفى لكنني وجدت هناك رجال الشرطة منتشرين في مدخل المستشفى فلم أغامر بالدخول.
وبعد بقاء المجرمين في المستشفى لمدة تزيد عن الست أشهر قدما شكوى ضدي وبعد سنة من ذلك أدخلت السجن وبقيت فيه 4 أشهر مع العلم أنه في السجن اعتدى علي أحد السجناء والله دون أن أشعر وأنا الآن في سن ما يقارب الأربعين دون زوجة مع العلم أن أقراني أبناؤهم على وشك الزواج
أنا الآن لا أرى حلا لما أنا فيه إلا بقتل كل من اعتدى علي ودمر حياتي
والله أنا دائما يسيطر علي هذا الإحساس مع ما أسمعه من بعض الناس من همز ولمز لا أرى مخلصا لما أنا فيه إلا الدم أهلي يصرون على تزويجي ولكني أرفض خشية أن تعايرني زوجتي ذات يوم بما حصل لي
أغيثوني يرحمكم الله هل أنا ديوث هل أنا ديوث هل أنا ديوث من فضلكم أجيبوا على هدا السؤال؟؟؟؟؟؟
أرشدوني من فضلكم هل أقتل من اعتدى علي في السجن أولا ثم بعدها أفكر في الزواج؟؟؟؟
إلا يحق لي أن أدمر حياتهم كما دمروا حياتي؟؟؟؟ بربكم ماذا أفعل والله لم يسبق لي أن بحت بهذا لأحد من قبل أنا أثق فيكم أن تردوا علي أني ملهوف فأغيثوني يرحمكم الله هل أتزوج قبل الانتقام ؟ أم أتزوج ثم أنتقم؟ أرجو منكم أن تجيبوا على أسئلتي هده والله أنا في حيرة من أمري
ومؤخرا خطبت ولكن خطبتي كانت كأنها تحت الضغط يعني إلحاح الأهل جعلني أقدم على هذه الخطوة وتم بدلك بعد صلاة الاستخارة مرارا
ولكن أنا من طبيعتي بعد الذي حدث لي أصبحت مترددا في كل شيء/ أقدم على العمل ثم تجدني أتردد
أنا الآن أري مستقبلي كالآتي:
ربما أتزوج لكن أكيد زواجي سوف يكون فاشلا/ نظرة الناس إلي/ والماضي الكئيب الذي لا زال يلاحقني حتى الآن/ ربما نظرة زوجتي إلي.......... أرى نفسي ناقص لست كالآخرين, أشعر دائما بالنقص لا أستطيع استفزاز الآخرين خشية أن يعايرونني
هناك حلان آخران بدل الزواج/ الأول هو الانتقام من كل من تسبب في تعاستي وحطم حياتي وحتى لو تزوجت يبقى هذا الخيار قائما في أي لحظة وهو الهجرة ولكن يعلم الله أني حاولت كثيرا لكن دون جدوى
أشعر الآن أني قيدت نفسي بهذه الخطبة أفيدوني يرحمكم الله ماذا أفعل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أرى فيكم أملي الوحيد أنني راسلت الكثير ممن يدعون أنهم علماء لكنهم لم يردوا علي ربما لأني لست أنثي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أخوكم المعذب المحطم
رمزي
08/10/2004
رد المستشار
أخي العزيز "رمزي" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحيانا تضيع الحواجز بين الحقائق والتخيلات فنرى رغباتنا أو مخاوفنا أو أفكارنا الداخلية وكأنها تحققت في الواقع ثم نتصرف على أنها حدثت فعلا دون أدنى شك في ذلك
وهذا لا يعني أننا نكذب ولكن يعني أن ثمة اضطراب في التفكير أدى إلى اختلاط الداخل بالخارج دون وعي منا, والخطورة تأتي حين نبدأ في التصرف بناءا على هذه الأفكار والتخيلات على أنها حقيقة فنقع حينئذ في مشكلات لا يعلم مداها إلا الله, ومن هنا وجب الحذر.
أنا أعرف مسبقا أنك ستفاجأ بكلامي هذا وربما تستنكره وأنا لا ألومك في ذلك فطبيعة الاضطراب الذي تعانيه تجعلك غير واع تماما بما يحدث في الواقع بعد أن تسرب جزء كبير من الخيال إليه فأصابه بالتلوث وأصبحت لا تستطيع (فعلا ) التفرقة بين هذا وذاك.
لقد ذكرت حالات اعتداءات جنسية كثيرة عليك من زملائك في المدرسة الداخلية، وتكرر ذلك كثيرا منهم ثم من ابن عمك وابن عمتك وابن خالك ثم من زميلك في السجن, والغريب في الأمر أن كل هذه الاعتداءات حدثت لك – كما ذكرت - أثناء النوم دون أن تشعر, وهذا يضع علامات استفهام كثيرة حول مصداقية وواقعية هذه الاعتداءات, ولا ندرى أهي رغبات أم مخاوف أم حقائق.
وهناك في الطب النفسي نوعان من الحقائق:
الحقائق النفسية التي يعتقدها الشخص بصرف النظر عن صحتها من عدمه
والحقائق الواقعية التي حدثت فعلا, وبما أنك تعتقد فعلا أن هذه الأحداث وقعت وأنك أصبحت تتصرف على هذا الأساس لدرجة التفكير في قتل من تتهمهم بالاعتداء عليك إذن فالأمر يحتاج لاهتمام كبير قبل أن تقع الواقعة ثم تجد نفسك وقد ارتكبت جريمة قتل ويكون مصيرك الإعدام أو في أحسن الأحوال مستشفى الأمراض العقلية.
حكاياتك عن الانتقام تبدو أيضا مختلطة وغير منطقية في كثير من جوانبها, ومع هذا فأنت تعيش تحلم بالانتقام من أشخاص تعرفهم أو تتخيلهم, وهذا قد جعل حياتك تتوقف عند رغبة الانتقام وحرمك من أن تعيش وتستمتع بحياتك وتتزوج وتنجب, وحتى حرمك من علاقة صحية بالله حيث انتابتك شكوك في ذاته سبحانه وتعالى, فطاقتك النفسية كلها مستنزفة ومهدرة في أفكار يبدو أنها أفكار مرضية, ولذلك فعلى الرغم من بلوغك سن الأربعين إلا أنك لم تحقق الإنجازات المتوقعة لمن هم في مثل سنك, ولم تشعر بالسعادة في وحدتك, وأنت مهدد بارتكاب جريمة في أي لحظة تعصف بما تبقى من وجودك.
أما عن سؤالك المتكرر إن كنت ديوثا أم لا فالإجابة أنك تعانى مرضا يحتاج لعلاج وبالتالي
فلا أحد يصمك بهذه الأوصاف, وأرجو أن ترحم نفسك من مشاعر النقص والدونية والإثم التي تلقيها على نفسك.
ومن ناحية الخطبة فمن الأفضل تأجيل أي قرار بشأنها حتى يتم العلاج, فدع الأمر فيما يخصها على ما هو عليه ولا تتخذ أي قرار حتى يعافيك الله, ولكن بوجه عام فإن الخطبة – إن كانت موفقة – فهي جزء من علاجك لأنها تربطك بالواقع من ناحية وتخفف من اضطراباتك الجنسية والعاطفية من ناحية أخرى خاصة حين تكلل بالزواج.
بناءا على كل ما سبق أنصحك وبشدة أن تذهب إلى أقرب طبيب نفسي في البلد الذي تعيش فيه وتصارحه بكل ما ذكرته في هذه الرسالة وأكثر, فأنت في حاجة إلى علاج دوائي وعلاج نفسي حتى لا تكون ضحية لاضطراب الأفكار الذي تعانيه والذي يترتب عليه اضطرابات وجدانية وسلوكية خطيرة.
رجائي لا تؤجل هذه الخطوة وحاول الاستعانة بأحد الأقارب كي يتابع رحلة علاجك حتى تشفى من كل هذه المعاناة.
ويتبع >>>>>>>: لا يسلمُ الشرفُ الرفيع من الـ م