*حيـرة ثم حـــيرة*
السلام عليكم، لا أعرف ماذا يحصل لي. فمرضي هذا الذي لا أعرف له اسما، أحس بأنه يتطور شيئا فشيئا، والذي بدأ معي حسبما أعتقد حوالي 5 سنوات. ففي البدايةِْ، أصبحت أتعرض لنوبات من الضحك وتصاحبها نوبات من البكاء . بحيث أرى أشخاصا لا يغيبون عن ذهني أبدا وأحب أن أراهم وأكلمهم، تم فجأة أتوقف وأقف وأقول: "ما أنا بفاعل بنفسي". ثم أفتح عيني لأجد أنني ظللت واقفا أكثر من 3 دقائق أو أكثر،ثم أخرج من غرفتي راغبا في الذهاب إلى المطبخ لأجد نفسي في غرفة أبي مثلا، ثم أذهب لأخلد إلى النوم كوسيلة لأخفف عن نفسي. وبعد التحاقي بالجامعة، لاحظت بأن مستوى التركيز لدي قد ضعف بشكل كبير، فأصبحت لا أستطيع الانتباه وأثناء طريقي إلى البيت قد لا أنتبه إلى السيارات ومن حولي فأصيب بالفزع أحيانا.
وأثناء حلول موعد الصلاة، وبينما أنا أصلي لا أتذكر كم ركعة صليت أو إن كنت قرأت الفاتحة.... وهذا كله بسبب أولائك الأشخاص الذين أراهم، فهم لا يغيبون عن ذهني ولو دقيقة واحدة. وكم من مرة تخبرني أختي بأنني أتكلم لوحدي سواء في المنزل أو الشارع أو الحافلة وتصرخ في وجهي لما أفعل ذلك، بل وقد تحاول ضربي أحيانا وتذهب لتخبر أمي بهذا لتأنبني هي بدورها، ولكنني أنكر هذا، فأنا لا أتذكر شيئا. فأبي علم بذلك وطلب من أمي أن تحذرني من تكرار هذا الفعل.
سيدي، هذا الشيء بدأ يربكني كثيرا. فأنا قد حصلت مؤخرا على الإجازة وذلك بصعوبة كبيرة جدا ولا تطاق وربما بفضل الله الرحيم بعباده والقادر على كل شيء. أعلمكم أنه عندما أقرأ نصا معينا سواء بالعربية أو الفرنسية، لم يعد بإمكاني فهمه بسهولة وخفة، فقد يتطلب وقتا طويلا ومع التكرار لمرات عديدة والتركيز المكثف، ولكنني قد لا أفهم أحيانا عبارات وهي في الحقيقة بسيطة جدا ككلمة "شجرة" ، فأظل أقرأها عدة مرات وأعيد الجملة بأكملها لأستوعبها, وقد لا أفهم السؤال الموجه إلي، فأطلب أن يعيدوا السؤال مرة أخرى فأجيب جوابا متقطعا ويقال لي بأن جوابي غير واضح.
لقد أصبحت الأشياء بالنسبة لي مجرة لا معنى لها بشيء. أصبحت أخاف من الناس، بل عندما أمر أمام المرآة أفزع من ظلي . أنا ليس لدي أصدقاء. ولا أريدهم. لا أنسى أبدا أنه في يوم من الأيام أنني أصبت بإحباط شديد لا يطاق ولم أعرف ماذا أفعل ولماذا كل هذا العذاب ولماذا يعاقباني والدي بكل هذه القسوة، فصرخت ومزقت ملابسي التي كنت أرتديها وضربت رأسي مع الحائط وظلت في غرفتي يوما كاملا. لا أحد يكترث لي وأختي أصبحت تناديني بالمجنون وأصبحت لا أطيقها وأولئك إلا أشخاص لا يريدون أن يخرجوا من رأسي.
أعلمكم أنني عشت طفولةمعذبة، فأبي سامحه الله كان يضربني بقسوة ولا يعاملني كباقي إخوتي، ورغم كوني كنت صغيرا إلا أنني كنت أصرخ بطريقة غير عادية وكان أبي يحملني ويضربني أرضا فتنقبض أنفاسي فأنفجر بكاء ويعيدضربي من جديد. وإن كان هذا من الماضي ولكنه قاس جدا، لا أستطيع نسيانه. حاليا أتهيأ لدراسة الماجستير. حالتي تزداد سوء وأنا لا أريد الذهاب إلى الطبيب فأبي يرفض ذلك. وأنا جد خائف على مستقبلي وأريد أن أعرف هل عذا المرض خطير وأن تقدموا لي بعض النصائح.
أتمنى النجاح لهذا الموقع والتوفيق إن شاء الله.
والســــــــــــلام
14/02/2019
رد المستشار
الابن العزيز أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا على ثقتك، تعبرُ إفادتك تعبيرا صادقا عن الغياب الكامل للمفاهيم النفسية الصحيحة في أسرنا ومجتمعاتنا، فلا يعقل يا بني أن تستمر معاناتك طوال هذه السنوات مع تدهور كبيرٍ في معنوياتك –على الأقل- وفي علاقاتك أيضًا وفي قدراتك المعرفية ومستواك الدراسي.... وأهلك من حولك لا يفطنون إلى حقيقة ما يحدث لابنهم، فيعرفون أنه مرض نفسي وأن علاجه يكون لدى الطبيب النفساني ، واقرأ أو ادع أحدا من أهلك لقراءة ما تقود إليه صفحة الطب النفسي شبهات وردود على موقع مجانين.
الحقيقة أن ما تشي به سطور إفادتك في مجملها، بل ويبدو واضحا في بعضها لهو مدعاة كبيرة للقلق من جانبنا ولا يصح أن يستمر الحال هكذا فأنت منذ سنواتٍ خمس تعاني من صورٍ وأصواتٍ في رأسك كما تقول أنت وهلاوس سمعية Auditory Hallucinations وبصرية Visual Hallucinations كما نقول نحن في الطب النفسي، إضافة إلى فقدان القدرة على التركيز والاستيعاب بل والدخول في حالة من التوهان... إلى غير ذلك من أعراض الاضطرابات الذهانية Psychotic Disorders.
ولتعرف ما هي الأعراض الذهانية اقرأ ما تأخذك إليه الروابط التالية:
مرض الفصام
الفصام والوهام
وأحسب أن العرض على أقرب طبيب نفساني أمرٌ واجب ومُلِحٌّ لأنك تحتاج إلى من يصف العقاقير العلاجية المضادة للذهان وربما المضادة للاكتئاب في حالة كحالتك، ويجب أن نصبر عليها أياما أو أسابيع حتى يظهر أثرها العلاجي الصحيح.
يؤسفني أن أقول للسيد والدك الذي تتوقع أنه سيرفض ذهابك إلى الطبيب، أقول ما دمت استشرتني –والله المستشار العدل- حالة ابنك يا سيدي تحتاج لا إلى مجرد علاجٍ لدى طبيب نفساني بل قد يرى ذلك الطبيب النفساني علاجها داخل مستشفى نفسي لتضمن بإذن الله سرعة تحسنه وتابعنا بأخباره .