الوسواس القهري معنى التجاهل!!
الوسواس...
أنا أعاني من وساوس من فترة كبيرة وبحاول أسيطر على نفسي لكن أصابني وسواس سب الدين من حوالي أسبوعين وفي تزايد عندي أي كلمة أقولها أو حرف بيجيلي وسواس أن أنا سبيت الدين وأن كده أنا بقيت كافر وأقوم أغتسل وأنطق الشهادتين لدرجة ممكن في اليوم الواحد أغتسل مرتين خوفاً من أنه أكون كفرت أو قولت الجملة وأنا مش واخد بالي الموضوع ده تعبني جداً وخصوصاً بسبب الاغتسال صعب الواحد يغتسل كل شوية ولو مغتسلتش وحاولت أقول ده وسواس بقعد طول اليوم في وسوسة مبتخلصش غير لما أغتسل وأنطق الشهادتين الموضوع ده أرهقني جداً
ممكن حل للمصيبة دي؟
وآسف على الإطالة
27/2/2019
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك يا "محمد" لفت نظري عبارتك اللطيفة الطريفة التي ختمت بها كلامك: (آسف على الإطالة)!!! كيف هذا يا بني ورسالتك عبارة عن بضعة أسطر؟!! لماذا أنت قلق من أن ننزعج منك؟!! نحن هنا لخدمة كل من يعاني ويتألم دون منٍّ ولا ألم. أعانك الله فوسواسك من الوساوس الصعبة، ولكن على كل حال يبقى وسواسًا لا أكثر!!
بداية: هل ذهبت إلى الطبيب؟ إذا لم تكن فعلت فنصيحتي أن تفعل، فربما تحتاج إلى دواء يخفف عنك القلق ويعينك على الانشغال عن وساوسك، وعدم الاستجابة لها. وأنت تعلم أن علاجك النفسي له قسم معرفي هو: إدراكك لخطأ أفكارك، وأنها مجرد وسواس، وبحمد الله أنت مدرك لهذا؛ ثم: تأمّل في عدم معقولية هذه الأفكار! هل هي أمر طبيعي؟ هل شاهدت هذا منتشرًا بين الناس؟ هل يعقل أن يكون أي كلام كفرًا؟!!!! ما الرابط العقلي بين ما كل الكلمات وبين الكفر؟!!!
أيضًا: فلنفرض أن الكلام له علاقة بالكفر، لكنك كما ترى لا تستطيع ترك الكلام بالكلية –ولا أحد يستطيعه-، ولا تستطيع دفع الخواطر التي تأتيك...، وهذا هو الإكراه بعينه، وتلك هي المشقة البالغة التي لا يرضاها الله تعالى، ولا يحاسب الناس عليها. وعليه: إذا سألك الله تعالى يوم القيامة عما نطقت به وما شعرت به، فقل له: أنا موسوس! وتيقن أنه أرحم بك من أمك وأبيك، وأنه لن يحاسبك على مثل هذا الأمر الشاق.
ودعني أمثل لك بمثال: لو أن إنسانًا فقد الطعام ووقع في ضيق ومشقة، ولم يجد سوى حيوان ميت، أو خنزير ليأكله، فلا أقول لك إن من الجائز أن يأكل فقط ، وإنما هو آثم وقاتل لنفسه إن لم يأخذ بالرخصة ويأكل. وهكذا أنت يا ولدي، من الواجب عليك أن تتكلم بسائر الكلمات دون تأنيب ضمير، ودون خوف، هي رخصة وجب عليك الأخذ بها حتى لا تقتل نفسك قتلًا بطيئًا...، إنك تحكم على حياتك كلها بالإعدام وأنت ما زلت على ظهر الأرض!!
رخصتك الواجبة هي: ألا تغتسل، ولا تنطق بالشهادتين، وتعيش سائر عمرك وأنت مقتنع بعدم مؤاخذتك على ما يخطر في بالك وعلى ما تشعر به. لا تتعارك مع الوسواس ليذهب، فقط اقتنع أنه لا مشكلة في وروده، ولا تلتفت له بأخذ ولا رد.
وتذكر حديثًا رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: ((جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَسَأَلُوهُ: إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ. قَالَ: «وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟». قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: «ذَاك صَرِيحُ الإِيمَانِ»)). [رواه مسلم]. فالنبي صلى الله عليه وسلم يطمئنك بنفسه أن لا مشكلة فيما تشعر به من شك وكفر، بل ما زال إيمانك خالصًا صريحًا لا تخالطه شائبة، هذا شيء طبيعي لا خوف منه؛ لو لم يكن إيمانك قوياً خالصاً، لما أزعجتك وساوس الشيطان هذه، أنت لا تعلم كمية الهمالة، والاستهتار، وتبلد الحس عند من يكفر حقًا، أنت لست كذلك، فاطمئن. استعن بالله، واستعذ به من الشيطان،
واتخذ الأسباب التي ذكرتها لك آنفًا، وسيذهب عنك ما تجد بإذن الله. إن الله معك فلا تحزن، إن الله مع الصابرين.وتابعنا بأخبارك.