بعد الطلقة الثانية أرجع له أو لأ؟؟
انهيار حياتي الاجتماعية..
بعد انهيار حياتي الاجتماعية بالكامل وتكرر الطلاق مع زوجتين لأسباب تبدو غير واضحة لأحد ولا حتى أنا…
أحاول التبلد وتجاهل ما أنا فيه من مصائب وأركز على عملي فقط لعلي أنسى ما كان من الفشل الاجتماعي…
أنا إنسان لطيف المعشر محب للحياة صارم جداً ومنظم بشدة فيما يخص العمل والمواقيت.
انطوائي وأحب الاحتفاظ بدائرة علاقات ضيقة جداً…
شديد الذكاء والبراعة في ما يخص العمل والاستثمار وحققت بالفعل عدة نجاحات نادرة الحدوث لمن هم في جيلي.
ولكني أشعر بفجوة هائلة بيني وبين الناس…
أشعر أنهم جهلة وكسالى.
أنا دائم القراءة والاطلاع الثقافي والفني وممارسة الرياضة الشاقة ودائماً ما أصطدم بطريقة تفكير من هم حولي حيث أشعر أنهم لا يستخدمون ما في رؤوسهم من أمخاخ.
أنا دائم الاهتمام بمظهري أيضا فأنا أحب أن أبدو جميلا وراقياً.
في حالتي الزواج التي مررت بهما لم أكن أريد الطلاق أبدا كنت أتمنى الاستمرار ولكن الاثنتين ارتكبتا نفس الخطأ.
الثقة الزائدة بالنفس وكلتاهما مارستا علي ضغوطاً شديدة فكما ذكرت أنا شخص لطيف جداً ولكن حقيقة ما بداخلي لا يظهر أبدا.
فربما أكون في شدة الغضب بينما أبدو مبتسما أو أبدو غاضبا بينما أنا في منتهى الهدوء من الداخل على حسب ما يتطلبه الموقف.
ولكن عموما أنا سريع الغضب أما إظهار الغضب فهذا شأن آخر…
في كلتا التجربتين ظنت كل منهما أنني لا أستطيع العيش من دونها لأن هذا ما كنت أقوله أنا فقد كنت أقول هذا من باب الغزل المستحب بين الرجل وزوجته.
ولكن العجيب أن كلا منهما كانت تطلب الطلاق في أتفه المواقف كنوع من الضغط علي حتى استجيب لبعض طلباتهن التي لا أحب أن أوافق عليها.
وفي الحالتين نفذت لهن طلبهن بالطلاق وذلك بعد الكثير من محاولاتي لإثنائهن عن ذلك إلا أنني لم أكن أجد إلا التعنت.
وفي الحالتين ظهر ندمهن وبكائهن وحسرتهن على ما فقدوا وقالت إحداهن كيف تطلقني لمجرد أنني طلبت الطلاق.
كان طلب الطلاق من الأولى بعد مشاكل كثيرة جدا وأكاذيب ذكرتها عني لكل من تعرفهم وصبرت ولم أطلقها إلا عندما طلبت هي واعتبرت طلبها بمثابة طوق نجاة.
طلبت بعدها ثمنا ماديا لتعود فأعطيتها ما طلبت وتركتها قلت لها إن كانت عودتك من أجل المال خذي المال ولا تعودي.
أنا أنفق على أبنائي بشكل جيد ولا أفتعل أي مشكلات
أما الأخرى فأظنها بلهاء كانت تكرر ذكر الطلاق عدة مرات في اليوم وكنت أترجاها حتى لا تذكر هذه الكلمة أمامي ولكن بلا فائدة.
وتحول الأمر إلى ابتزاز واتخذت قرارا أنني سأطلقها في المرة التالية التي تذكر فيها الطلاق وقد كان.
وأعطيتها حقوقها أيضا…
توالت المشاكل مع أهلي أيضا لأنني لا أستجيب لأي ضغوط فأنا أرى أن العدل والتكافؤ في العلاقات هو دليل على الاحترام المتبادل أما ما حدث معي فقد كان فيه من الإهانات الكثير.
انسحبت بهدوء وأعيش وحدي…
استشرت طبيبا نفسيا قال أنني لا أعاني أي مرض نفسي لكن لدي قلق زائد من المستقبل…
تحت ضغط التفكير المستمر وجدت في الكحوليات بعض المساعدة للحصول على نوم هادئ بعد أن أرهقني التفكير.
لا أشرب كثيراً، فقط إذا زاد التفكير عن الحد ومنعني من النوم ربما مرة أو اثنين كل عدة شهور.
اليوم استيقظت مفزوعاً بسبب كابوس رهيب لم أرى في مثل دقته من قبل وأنا عادة لا أحلم كثيراً.
أنا لا أؤمن بأي شيء غير مادي ناهيك عن الساحرات والأشباح وغيرهم…
وهذا ما جعل الأمر غريباً
هذا هو الكابوس...
وقف محمد أمام مجموعة من الأطباء الذين جلسوا حول طاولة مستطيلة يرتدون معاطفهم البيضاء في معمل ذو إضاءة خافتة وقد آثر معظمهم الصمت.
بدى الإرهاق على ملامح الشاب وقد وقف منحنيا ووجهه شاحب ولونه داكن بسبب المرض الشديد.
أخبره الطبيب المواجه له بالحقيقة أن مرضه ليس له علاج وأنه لا أمل في شفائه
لمعت عينا الشاب وحاول الوقوف منتصبا وهو يؤكد أنه يعرف العلاج وأن هناك وصفة قديمة قرأها في كتب السحر قادرة على شفائه.
سأله أحدهم عن هذه الوصفة فأجاب الشاب أن هناك قبر قديم به جثة ساحرة يجب أخذ قطعة منها وإذابتها في بعض الأحماض ثم معالجتها ببعض المواد وتناولها.
نظر إليه أحد الأطباء الذي يجلس على طرف الطاولة الأيمن وسأله ممتعضا "هل جننت؟ هل ستأكل الجثث؟"
تردد الشاب قليلا وقال "لماذا تنظر للأمر على هذا النحو، أنها وصفة طبية" بينما أشار الأطباء إلى الطبيب الذي تحدث وقال الجالس في الوسط "دعه يجرب ماذا سيخسر" ولسان حاله يقول هو ميت في كل الأحوال.
وخرج الشاب وسط دهشة وامتعاض البعض…
يقود محمد سيارة جيب عسكرية على إحدى الطرق الصحراوية مرتديا أفرول عسكري تلفحه الحرارة الآتية من رمال الصحراء.
يصل محمد إلى موقع على جانب الطريق الأيمن ليلتقي ببعض الجنود الذين يبدون متأهبين.
عدل الصول من الكاب على رأسه وهو يمسح العرق عن وجهه ويقول "نحن لا ندري عنك شيئا. هل أنت في فترة استدعاء أم ماذا؟"
أجاب محمد بهدوء "نعم هي فترة استدعاء، ولكن أخبرني أين القبر"
كان محمد ينظر بطرف عينه إلى تبة رملية على يمينه خلف الصول فقد كان فقط يسأل حتى يتأكد أنه لم يكتشف أحد وجود ذلك القبر.
تعجب الصول وهو يسأل "أي قبر، لدينا أوامر بالتمركز هنا وحماية هذا الموقع وكما ترى لا يوجد هنا إلا الرمال"
ابتسم محمد بلطف وهو يقول "لا عليك سأنهي عملي سريعا ثم أرحل، يمكنك العودة إلى عملك"
انضم الصول إلى الجنود الثلاثة القابعين فوق أعلى التلة الشمالية بينما اتجه محمد إلى تلك التبة التي تبدو كقبر قديم.
نبش محمد الرمال الساخنة بيديه وهو جالس على ركبتيه أمام تلك التبة.
كان يبدو كمن يعرف تماما ما الذي يفعله حتى لمست يديه رأسا مستديرا وكشف الرمال عنه ليرى ذلك الجسد المتيبس وقد تحول لونه إلى اللون البني الداكن كالمومياوات الفرعونية.
تعالى صوت قصف مدفعي بعيد إلى مسامعه بينما باشر الجنود الرد بإطلاق النيران وساد التوتر في المكان.
أسرع محمد في عمله وواصل إزالة الرمال عن الجثة المتيبسه حتى ظهرت رجليها النحيفتين والملتوية بسبب الجفاف.
كانت الوصفة تقتضي أن يقتطع جزءا صغيرا من رجل الجثة، وأخرج مقصا حديديا وقبل أن يقطع منها شيئا.
اختفى كل شيء حوله ووجد محمد نفسه داخل القبر…
مرتديا بدلة سوداء
بدا المكان فسيحا إلى حد ما...
نظر محمد حوله فوجد امرأة في العقد الخامس تبدو جميلة ذات شعر أسود كثيف ناعم وطويل أطرافه ملتوية فوق أكتافها وجهها أبيض ووجنتين بارزتين ذوي حمرة شديدة وعينان سوداوين واسعتان بشدة ترتدي جلباب جميلا فضفاضا مشغول بخيوط من الفضة وذو أكمام قصيرة.
أدار محمد عينيه في المكان….
كانت الجدران صخرية حمراء تشبه الحديد المصهور ضوءها الأحمر ينير المكان ولكن الجو كان لطيفا. بينما كانت هناك طاولة صخرية رمادية في المنتصف.
لفت نظره رجلا عجوزا جالسا على صخرة سوداء في الركن الأيسر أشعث الشعر ذو ذقن بيضاء طويلة يكاد يهذي وهو يحدث نفسه ويتلفت يمينا ويسارا.
سأل محمد المرأة "ماذا يحدث؟ كانت الوصفة تقول أنني يجب أن أحصل على جزء من الجثة؟"
أين أنا الآن…
بدت المرأة ودودة للغاية وهي تجيب باهتمام "هذه أشياء رمزية الغرض منها إحضارك إلى هنا إذا حللت كل الألغاز"
ولكنني أعلم ما الذي تحتاجه وما الذي أتيت من أجله…
مدت المرأة يديها ببعض الأحجار الصغيرة المنحوته على شكل حلزونات طويلة.
تناول محمد الأحجار وهو يتعجب فهو لا يعلم كيف سيستخدم هذه الأشياء.
اتجه محمد إلى ما بدا له بابا والذي كان خلفه للخروج ثم تردد قليلا وعاد ليسألها
هل هذا فقط ما أحتاجه
ردت عليه المرأة بهدوء "هذا ما أتيت إلي من أجله"
زاد فضول محمد وهو يلقي بنظرة إلى ذلك الرجل الجالس على الصخرة
قال محمد بتوتر "سؤال أخير، من هذا الرجل؟ هذا الرجل لا يجب أن يكون هنا"
قالت المرأة "لا عليك به هو لا يدري شيئا"
فجأة تغير كل شيء
وجد محمد نفسه ما زال جالسا أمام التبة الرملية ممسكا الأحجار المنحوتة بيديه وجثة المرأة مسجية أمامه كما كانت وقد قاربت الشمس على الغروب بينما عم الصمت المكان ولا وجود لهؤلاء الجنود.
أغرق محمد الجثة بالبنزين استعدادا لإشعالها ولفت نظره أن الجثة كانت راقدة على طاولة حجرية تشبه تلك التي رآها داخل القبر منذ قليل وكانت تحتضن تحت ذراعها الأيسر دمية بيضاء لطيفة.
أخذ محمد الدمية وفكر أن يعطيها لابنته لتلعب بها ولكنه تذكر أن ربما تكون روح الساحرة متلبسة لتلك الدمية فتركها مرة أخرى.
وأكمل محمد إغراق الجثة بالبنزين بينما صوت المرأة يتردد في رأسه "لماذا تغدر بي بعد ما فعلت من أجلك"...
انتهى الكابوس هنا.
أرجو مساعدتي فأنا لم أعد أفهم ما أمر به وما يحدث لي…
12/3/2019
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحتاج بداية للاعتراف بعيوبك الشخصية، وإن ذكرت بعضها إلا أن أعجابك ورضاك عنها واضحا.
الشخصية مكون ناتج عن خبراتنا ويمكن تغييره، وقد رأيت أن سماتك وطريقتك في الحياة لم تجلب لك السعادة، وكذلك الهروب إلى الخمر لن يفعل. أحيي فيك إنجازاتك المادية ولكنك كما ترى ليست الماديات سبيل السعادة، إنهم البشر رغم ما فيهم.
فشلك في الاختيار أو الانسجام مع زوجتين يشير بوضوح إلى وجود خلل لديك. فكر في عيوبك أيضا دون أن تلقي اللوم فقط على شريكات حياتك، نجاح العلاقات يعتمد على الطرفين وكذلك فشلها. اكتفيت بنجاحك المادي متجاهلا الجانب النفسي، ها قد عرفت أن المال يكسبك سلطة ما ويعوض انكسارات الماضي ولكن لا يعني السعادة. تعكس كلماتك تعالي على من حولك بأنهم لا يستخدمون أدمغتهم فكيف لإنسان ذكي مثلك أن يختار مثل هذه الخيارات، أنت مسؤول عن طلاقك أكثر منهن، لديك حزمة ضخمة من الأفكار الذكورية المغلوطة.
إن لم تعترف بعيوبك التي ليس أقلها صعوبة المراس ولا تناقض مشاعرك مع ما تظهره لن تجد الراحة والاستقرار وتتحمل اللوم كاملا في ذلك.تحتاج الحياة لتبادل العطاء والمشاعر وعلى رأسها التسامح مع ضعف الآخرين.انزع تلك الأشواك التي تصيب من يقترب منك واسمح لهم أن يتعلموا منك مناقبك. شاركهم طريقتك في التفكير والتخطيط ولا تكتفي بالزهو بنجاحك وإنجازك.
إن لم تغير من نفسك ستبقى هدفا للطامعين الذين ستقبل استغلالهم لك مع الزمن كي لا تبقى وحيدا تعيسا أو ستحظى برفقة خانعة أمامك كارهة في قلبها فهل هذا ما يريده شخص ذكي لنفسه. جزء كبير من نجاحك يأتي من محبة الناس الصادقة لك.
يشير كابوسك ببساطة لرغبتك بحل سحري يريحك من معاناتك ولكن لا يوجد مثل هذا الحل، إن كنت تريد أن تتخلص من معاناتك فعليك تغيير بعض صفاتك باتجاه السواء لا باللجوء لتغييب عقلك بالخمر، ليست بالأمر السهل ولكنها في متناول شخص سوي قوي الإرادة ذكي.
راجع نفسك وتابعنا بأخبارك وأهلاً وسهلاً بك في موقع مجانين.
ويتبع >>>>: بعد الطلقة الثانية أرجع له أو لأ؟؟ م1