الوسوسة من نجاسة الكلاب
السلام عليكم.. أعاني منذ 2005 من السواس القهري...أصبح كل شيء عندي نجسا. تعلمون أن في أوروبا الأغلبية يمتلكون الكلاب ومعهم في الشوارع والباصات حتى بعض المتاجر...أصبحت حياتي جحيما..لا ألمس أي شيء تيقنا مني بأنها نجسة من باب العمارة التي أسكنها إلى صندوق البريد وحتى المال عندما أدفعه لشيء ألبس القفازات..والله سئمت الحياة..
أجلس في البيت لأيام دون أن أخرج إلا للضرورة..شعوري بالألم والقهر على زوجتي وابني الصغير لأني حرمتهم من كل شيء. ابني الصغير دائما وفي البيت. محرم عليه الخروج أو اللعب في الحدائق. حين أرى الكلاب في الحدائق يجن جنوني وأعرق وينتابني العرق وصداع فظيع يبكيني.. لكثرة مصيبتي لا أعرف من أين أبدأ وكيف أنهيه..أرجوكم أفيدوني.
أريد أن أعيش حياة عادية. أفرح بابني وزوجتي الهلكانة معي جزآها الله عني كل خير... قصتي طويلة لا أستطيع ذكرها بأسطر. ولكن أيقن جيدا أنكم فهمتم حالتي..حرمت من مصاحبة ومصافحة أحد لأني أخاف أن يكون قد لامس شيء نجس أو يكون عنده كلب في المنزل..تعقدت من العملات والتعامل معها لأني أظن بأنها تتداول بين الناس ومنهم من يملك كلابا وعلى هذه الشاكلة حدث ولا حرج..شكري الجزيل لكم على مساعدتي لأخلص من هذا المرض وهذه المصيبة والحمد لله على كل حال...
14/3/2019
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا أخ "AA"
رغم غلظ نجاسة الكلاب إلا أن هذا الوسواس من أبسط ما يكون، إن الأمر إذا ضاق اتسع، ولا يرضى الله تعالى أن نعيش في حرج وهم، ولهذا ينبغي أن نأخذ بالرخص ونعمل بالمذاهب الأسهل عند صعوبة العمل بالأحوط والأشد. وقد كانت الكلاب تقبل وتدبر وتبول في المسجد النبوي، ولم يكونوا يرشون شيئًا من ذلك، كما روى البخاري وغيره عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما.
ما عليك إلا أن تقلد مذهب الإمام مالك، الكلب عنده طاهر، ولعابه طاهر، ولا مشكلة معه البتة، لكن إذا ولغ بلسانه في إناء فيه ماء، يندب غسله سبعًا بدون استعمال التراب، وذلك من باب التعبد؛ أما إذا أدخل الكلب يده، أو رجله في الماء، أو لعق الإناء بلا ماء فلا يستحب تطهير ذلك كله...
الخلاصة، أن الكلب عند المالكية في طهارته ونجاسته، كسائر الحيوانات الطاهرة، فهون عليك. غير أنهم يقولون-كباقي المذاهب- بحرمة اقتنائه لغير صيد أو ماشية...
ثم هل تعلم بأن الكلب عندهم يجوز أكله مع الكراهة؟!!!!!! حيث يقسمون الحيوانات من حيث أكلها إلى: مباح الأكل، ومكروه الأكل، ومحرم الأكل. والكلب من القسم المكروه!
مذهب الإمام مالك من المذاهب الأربعة المعتمدة التي يصح العمل بها كما تعلم، فأرح نفسك وتخلص من العذاب الأليم الذي أنت فيه.
وأهلًا وسهلًا بك دائمًا,وتابعنا بأخبارك.