هل أنا مصابة بالاضطراب الوجداني"الهوس الاكتئابي"
الحالة: شك بالإصابة بمرض الاضطراب الوجداني "الهوس الاكتئابي"
العلاقة مع الأهل؟ جيدة ولكن أمر بمشاكل قليلة بسبب ما أمر به تزيد المشاكل
بدأت الحالة: تقريباً 2014 ولكن كانت مستقرة وأقدر السيطرة عليها بخلاف الآن أكثر شدة
الديانة مسلمة، أفكار غريبة عن الدين؟ نعم أحياناً ولكن كما قلت أشعر وكأنها ليست أنا.....
يوم بعد يوم يزيد شكي لدرجة أشك أني سأصاب بهذا المرض من كثرة الشك والتفكير لكن للأسف كل الدلالات تشير لوجوده ماذا لو اكتشفت ذلك؟ ماذا لو أصبحت فعلاً مريضة؟ أنا خائفة وتائهة جداً أشعر أني في دوامة من التفكير لا أريد شيء فقدت الرغبة في كل شيء حتى في الحياة! أصبحت أدعو ربي بل وألح عليه كثيراً ليقبض روحي أفكر في الموت كثيرًا كنت أخاف من الموت ولكن الآن لا يهم بل أريده وبشدة أصبحت أدعي على نفسي بالوفاة في العلن وأمام الكل ولا أخشى شيء بل أنتظر ساعات الاستجابة ليتحقق دعائي تعبت جداً تعبت وأنا أحمل هذا الهم والألم لسنين نعم لسنين! فهو لم يكن قبل بضعة أشهر بل كنت أمر بكل هذا قبل خمس سنين بدأ الأمر بمراهقتي ولكن لم يكن بهذه الشدة أعترف أنني حاولت الانتحار أكثر من مرة ولكن كنت خائفة قطعت معاصمي وخنقت نفسي كالمشنقة ولكن في كل مرة أخاف وأظل أبكي حتى أهدأ تعبت من البكاء بلا سبب.
محاولات انتحاري كانت قبل 3 سنين تقريباً استقرت حالتي قليلاً أصبحت أرى الحياة وردية وجميلة كما قبل لأنني تمر علي فترات الحياة جميلة فيها وفترات أموت من شدة الاكتئاب نعود لقبل سنة عندما كنت في قمة حياتي كانت من أروع اللحظات كنت كما الأبطال الخارقين وكنت أعشق ذاتي وأحبها ولدي شغف في كل شيء أتقن كل شيء ذكية وسريعة البديهة مغامرة وآخذ المخاطرة لا أنام الليل من الحماس نعم السنتين الأخيرة أصبحت قليلة النوم فعلت أشياء لا أستطيع تحملها الآن أقول لنفسي ما إذا كنت أشعر عندما فعلتها؟ وأنا لا أستطيع كنت سريعة الكلام والكل يلاحظ ذلك ويقولون لي تكلمي ببطئ لا نستطيع الفهم ظننت أنها حالتي المعتادة وحزنت لماذا يسخرون مني لكن لم أهتم لأنني قد أقدر ذاتي ولا أسمح لأحد بأحزانها واستمر هذا الحال لمدة شهر تقريباً الآن قبل 8 أشهر رجعت لحالتي الكئيبة الحزينة لا أعلم لماذا تأتي فجأة ليس لها ميعاد ولكنها تأتي رغم ذلك وللأسف هي أطول مما يجب فهي تتراوح ما بين 3- 6 أشهر يا للأسف والمأساة نصف العام أمضيته بهذه الحال!
أما حالتي السعيدة المبتهجة المقدرة لذاتها المبدعة فيها تكون كحد أقصى من شهر إلى شهرين؟ أليس ظلماً؟ تعبت والأدهى والأمر عندما يجتمعان معاً أكاد أنفجر تارةً في أعلى حالاتي وتارةً في أدناها لكن كما قلت سابقاً حالياً أكثر حدة وألماً من قبل والكل لاحظ هذا يخبرونني أني لم أعد كالسابق أصبحت أكثر انفعالاً وحدةً ومزاجية كما يصفونني.... في السابق كنت أستطيع التحمل وإدارة الوضع أما الآن لا أستطيع السيطرة على نفسي أشعر أن رأسي سينفجر تعبت من البكاء كل ليلة تعبت من مطاردة النوم ومعاناتي مع الأرق أصبحت لا أنام الليل إلا قليلاً وأحياناً أعوض هذا النقص في النهار قبل دوامي بساعتين أنا لم أنم القيلولة منذ أشهر طويلة نومي في الليل يصل إلى 3 ساعات مع نوم قبل الدوام بساعتين وهذا مرتين في الأسبوع في العموم غالباً مجموع نومي 4-5 ساعات! فقدت شهيتي لا آكل كثيراً كنت ولا زلت أمر بمرحلة أنني إذا كنت أتضور جوعاً أنام كي لا أطبخ نعم أفضل الجوع على الطبخ، كل شيء يبدو صعب بالنسبة لي حتى الأعمال اليومية أصبحت أستثقلها حتى الاستحمام وتنظيف المنزل لا أرغب بفعل شيء قبل شهرين تقريباً شعرت بفراغ كبير وحزن يملأ قلبي بكيت حتى تعبت وإلى الآن لا أعلم لماذا
من أثر هذا الحزن فقدت الوعي وذهبت إلى المستشفى أهلي قاموا بكل التحاليل لي خوفاً علي المفاجأة أني سليمة! وتحاليلي كانت جيدة سألتني الدكتورة هل تعانين من الضغوط؟ هل كنت حزينة؟ فأنكرت لأني لا أريد أن يعلم أهلي بذلك خوفاً عليهم ولا أريد إحزانهم سأصف لكم ما جعل الدكتورة تظن أني حزينة وأمر بضغوطات لأنني قبل ما أدوخ كان قلبي يدق بسرعة مخيفة ولا أستطيع التنفس وكل شيء من حولي أسود لا أنسى نظرات أهلي وصديقاتي وخوفهم علي كان أكثر ما ألمني لذلك أدعي على نفسي بالموت لأنهي هذا العذاب علي وعليهم أعلم أنه سيحزنهم موتي ولكن في صالحي وصالحهم لأنني لا أعلم إلى أين سيستمر هذا الحال أصبحت كثيرة المشاكل بسبب ما أمر به حتى بعد ما ينتهي الشجار أستغرب لما فعلت هذا؟ وكأنه لم يكن أنا! وبالفعل لست أنا أنا لم أعد أعرف نفسي ولا أفهمها لست أنا....
هل حقاً أنا مصابة بالاضطراب الوجداني لأنه أقرب ما يصف حالي؟ وأجريت بحوثاً واختبارات على الإنترنت وكلها تشير إليه بحثت عن هالمرض وأعراضه بكل اللغتين العربية والإنجليزية وهذا لم يكن لأسبوع أو شهر كي لا تقولوا أنني أتوهم بل من قبل سنتين تقريباً أعلم أن الإنترنت لا يمكن أن يكون صحيحاً أحياناً ولكن هذا الوصف الذي أجده في النت أقرب إلى ما أمر به وأنا أيضاً أحرص على أخذ معلومات من مصادر موثوقة فبالطبع لا أحد يريد أن يتبلي على نفسه... ساعدوني أنقذوني مما أنا فيه.. خايفة إن لم أكن مصابة بالاضطراب الوجداني "الهوس الاكتئابي" فماذا يجري؟ ماذا يحصل؟ لا أظن أنه اكتئاب لأنه يصاحب كما ذكرت سابقاً بالهوس السعادة المؤقتة وأفضل حالاتي! أنا خايفة هل إذا كنت مصابة سأضطر لأخذ الأدوية؟ لكن أنا لا أستطيع بلع الحبوب! وهل سأدمنها ولا أن أستطيع الشفاء إلا بها؟ وهل حقاً هو مزمن ولا يمكن الشفاء منه؟
يوجد طبيب نفسي في منطقتي ولكني لا أريد الذهاب حتى أتأكد أريد استشارتكم ساعدوني ماذا أفعل؟
أخاف أن لا أستطيع النجاة مما أنا فيه فألجأ إلى الانتحار لا أريد أن أظلم نفسي وأهلي وأحبتي معي....
4/4/2019
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للسائلة الكريمة نقول أنه ليس من مذهبنا الحكم بتشخيص نهائي على مريض لم نجر معه مقابلة تشخيصية مباشرة، ولكن ما تصفينه هو في الواقع أقرب ما يكون إلى أعراض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب من النوع الثاني، والذي يغلب على المريض فيه فترات طويلة من الاكتئاب الشديد الذي قد يصل إلى التفكير في الانتحار بالتبادل مع فترات أقصر من النشاط الزائد والكلام الزائد وقلة الاحتياج للنوم والثقة الزائدة بالنفس التي لا تصل إلى حد الضلالات والهلاوس وهي نوبة تسمى بالنوبة ما تحت الهوسية ـ وهذا النوع هو أقل خطرا من الاضطراب الوجداني ثنائي القطب من النوع الأول والذي تحدث فيه النوبة الهوسية الكاملة التي قد تدفع المريض إلى التصرف بطريقة غير طبيعية للغاية قد تستدعي دخوله للمستشفى،
والاضطراب الوجداني ثنائي القطب بنوعيه هو من الأمراض النفسية الشائعة التي تستجيب للعلاج الدوائي والسلوكي بشكل جيد وقد يؤدي إهمال العلاج وعدم طلب المساعدة إلى مضاعفات خطيرة على صحة المريض النفسية وعلى حياته العائلية والاجتماعية والوظيفية بل وعلى حياته ذاتها، ولذلك فإننا ننصح السائلة بشدة بسرعة التوجه للطبي النفسي المختص الذي يضع خطة علاجية متكاملة تجمع بين العلاج الدوائي والسلوكي في إطار من السرية والخصوصية الكاملة،
وألا تصغي للمعتقدات الشائعة والخاطئة عن العلاج النفسي من أنه عيب أو عار على الأسرة، أو أن الدواء النفسي يؤدي إلى الإدمان، فهذه المعتقدات غير صحيحة، وغالبية الأدوية المستخدمة لعلاج الاضطرابات النفسية المشابهة هي أدوية آمنة إلى حد كبير ولا يؤدي استخدامها تحت إشراف الطبيب إلا إلى تحسن المريض واعتدال مزاجه واستمتاعه بحياته بشكل طبيعي، والواقع أن البرنامج العلاجي في مثل هذه الحالات قد يكون طويل المدى ولكن هذا لا يعني إدمان الأدوية بل استمرارها لفترة طويلة هو في مصلحة المريض لاستمراره في حالة التعافي ووقايته من الانتكاس وتكرار نوبات الاكتئاب والهوس.
شفاكم الله وعافاكم
واقرئي أيضًا:
اضطرابات وجدانية: هوس خفيف واكتئاب؟ Bipolar II