الخجل.. النحافة.. كره الحياة الوحدة..
أنا أريد حلا لهذه الحياة الناس تعيش حياتها وأنا في البيت لا أخرج بسبب الخجل الخوف وضعف الثقة بالنفس
ليس لي صديق ولا صديقة ولا أخ أريد التحرر أصبت بحزن شديد بسبب الوحدة
أريد حلا لروتيني اليومي كيف أملأ وقتي وأكسب أصدقاء وأنا نحيف جداً جداً جداً أريد صديقة هذا هو الحل شعرت بالسعادة عندما كان لي صديقة أو شبه صديقة
أريد حلا لحزني ووحدتي
31/3/2019
رد المستشار
أهلاً بك صديقي "المستنصر بالله" على موقع مجانين.
ما تعاني منه هو تقدير ذات منخفض جدا، وأظنّ أن السبب الأكبر في هذا هو جسدك النحيف جدا (ثلاث مرات كما تصف) وثقتك تحطّمت بسبب ذلك، ثم بدأت تكوّن تصرفات تجنّبية للاجتماعات والصداقات والخروجات، بسبب تركيزك الشديد على جسمك ونحافته معتقدا أن ذلك هو أنت، أن نحافتك تساويك أنت كشخص.. فحرمت نفسك من التفاعل الطبيعي مع الناس.. لا أحد يمنعك من اتخاذ أصدقاء، لكن شرط أن تحترم نفسك وتحبها، وتعطيها فرصة من أجل ذلك، يجب أن تتخلص من عقدة الصورة والجسد، حتى تتعلم المهارات اللازمة من تواصل ومزاح وردود أفعال مناسبة..
المشكل أنّك قبل أن تتحرك لفعل شيء تشعر من الداخل أنك محط الأنظار والسخرية والاحتقار، بالتالي فأنت لا تتحدث وتحب البقاء في الظلّ حتى لا يُلاحظك الناس ويحكموا على شكلك، فتُعزّز فكرتك أنك "ضعيف الثقة وغير مهم عندهم" ثم تبدأ حلقة أخرى من الضعف والتجنّب.. وهكذا دواليك حتى تتجذّر أفكارك الخاطئة عن نفسك وعن الناس وعن كيفية خلق الصداقات وربط العلاقات الاجتماعية. لاحظ أنّك لما تشاهد أحدا مشهورا ذو بنية نحيفة أو حتى صورة قبيحة لم يمنعه ذلك من تقديم عرض أو غناء.. أنت الذي تلاحظ وتعيش عذاب صورة الجسد، تتناسى فجأة أنه نحيف وتركز فقط على جوانبه كإنسان منتج أو مبدع أو متحدّث وما يقوله وتحاول فهمه.. فما بالك بغيرك الذي لا يعيش مركزا على قضية الجسد!؟ بمعنى آخر، أنت الذي تلعن نحافتك لا تلاحظُها في إنسان انعتق من صورة جسده ليعطي الصورة الحقيقية عن نفسه وعقليتك وشخصيته ويجعل الناسَ تقبل به رغما عنها.
أما اشتياقك لصديقة بسبب شعورك بالسعادة، صدّقني حتى تلك الصديقة لن تريد إنسانا ثقته مهتزّة باهت الحضور في المجالس والنقاشات! ما حصل معك أنّك اكتشفت الراحة والثقة والتقدير مع تلك الفتاة، وما إن ترتبط بفتاة بشكل عاطفي حتى تبدأ بالتعلق بها بشدة وأخذ كل متطلباتك النفسية منها من ثقة ومديح وحب واحترام، لدرجة أنّك ستنظر لنفسك عبرها وعبرها فقط، ويوم تتركك (وهذا ما سيحصل في هذا السنّ) ستتحطّم وتتساقط كأوراق الخريف! لذا احذر من ذلك الإحساس الخادع بالأمان مع أي صديقة، لأنك بدل بناء شخصيتك والاعتماد على "قدراتك الداخلية وإمكانياتك" ستبدأ "تشحت" وتطلب الصداقة من شخص آخر حتى ترقّع بما يعطيك شخصيتك.. وتصير اعتماديا جدا من الجهة النفسية والعاطفية، كمن كان عليه تعلّم لُبس ثيابه بنفسه، ففضّل الاعتماد على الآخرين فبقي كذلك يحتاج من يُلبسه كلّ مرة!
تعلمُ المهارات والخروج من قوقعة الخوف والخجل متعب ومؤلم، لكنه أقل ألما من الألم الذي تشتكي منه الآن والوحدة التي تنعاها... لذا نصيحتي لك أولا أن تبدأ بتغيير أفكارك عن نفسك وعن المجتمع، فالناس لا تبني علاقاتها وتعلّقها وحبها للناس على الشكل وحده، وهذا ما ستكتشفه بمجرد الملاحظة البسيطة، وكلما تشجعت وقمت بخطوة معيّنة ستجد خجلاً وحرجاً شديداً خصوصاً إن قمت بها أمام من لا يحترم أو ينتقد كثيراً، لكن هذا شيء طبيعي فأنت ستبدأ في تغيير نظام أمان بأكمله كنت تشعر به في الانعزال وعدم التعرض لأي موقف يُحاكمُك فيه الناس، لكن تذكّر أن الناس الذين يحكمون عليك هم أيضا يعانون من مشاكل وعُقد وليس لهم الحق في الحكم عليك، ووجهات النظر تختلف كثيراً ولست ملزما بإرضاء أحد، فلماذا لا يرضى هو بوجهة نظرك أو تصرفك؟! وطبيعي أن لكل تغيير وعلاج وخروج من مأزق مجهود وآلام وتضحيات فلا تضع السلاح من أول معركة، وخوض الحرب إلى نهايتها حتى تنتصر وتستعيد ثقتك.. فهي حرب حياة بأكملها، إن انتصرت فيها ستنعم طول حياتك، وإن استسلمتَ فتشقى العمر كلّه.
وأول شيء ستبدأ به هو محاولة معرفة سبب نحافتك عند طبيب تغذية أو طب عام، ثم تبذل مجهودا لاكتساب الوزن والتريّض (بناء الأجسام) حتى ترضى عن شكلك بشكل أفضل.. وهذا سيساعدك على أن تقتحم العلاقات والمجالس أكثر وأكثر..
أما عن مللك وروتينك، عيب أن تقول ذلك وأنت ب16 من عمرك، تفتّح على عوالم القراءة والهوايات، والأنشطة المناسبة لسنّك وأقرانك (من هم بنفس سنّك ووضعك) تقرب من أصحاب الأنشطة والتنافس في مدرستك... اقرأ كتبا وروايات وحدّث أصحابك عنها وازرع فيهم الشوق بقصصها وأحداثها، شاهد الأنيمي والأفلام والوثائقيات وشاركهم شغفك بما تشاهد وتتمتع به، كن على سجيّتك ولا تراقب كل كلمة وحركة منك... تعلّم أشياء تعيد لك الثقة وتميّزك عن غيرك وتُعرف بها، لا من أجل الناس بل من أجلك أنت.
إن خرجت من وحدتك وكسّرت أسطورة أنك ممقوت ووحيد ولا يمكن أن تكون صداقات فتحب الحياة من جديد.. تحتاج في هذا لمساعدة coach أو مختص نفسي وهو أفضل.. حسب إمكانياتك.
تمنياتي لك بالتوفيق، وناقش أهلك ممن تثق فيهم في الأمر.. وتابعنا بأخبارك .
وإليك بعض الروابط :
كيف تنمي ثقتك بنفسك؟
أكذوبة الأيزو الإنساني: تصحيح مفاهيم