معرفة نفسي
أنا بنت عمري 22 سنة عندي فقدان في الثقة بنفسي كثيرا وكتيرا ما أقارن بيني وبين باقي البنات لا أرى نفسي جميلة ممكن عادية أو أقل حتى من العادية مع أن معظم الناس ترى أني جميلة لكن لا أستطيع منع نفسي من المقارنة كل ما أرى فتاة أقول هي أجمل مني يا ليت عندي شعرها أو جسمها أو وجهها
أتمنى أن أزيد ثقتي بنفسي أكثر انعدام هذه الثقة بنفسي تجعلني أفكر أنه لا يمكن أن يحبني شخص أبدا لأني أرى أن الجميع أفضل مني فلماذا هذا الشخص يأتي إلي أنا وأظن أن هذا التفكير يأتي من أول تجربة حب مررت بها لأني تعرضت للخيانة وليس فقط الخيانة فقد عرفت في نهاية العلاقة بعد 3 سنوات أنه لم يكن في الأصل يحبني ولكن هو يحب صديقة طفولته التي هي أيضا صديقتي وقد ارتبط بي فقط في محاولة منه لجعلها تشعر بالغيرة فجعلني هذا أشعر بالنقص وانعدام الثقة في جميع الرجال فحاليا عندما يأتي شخص ويقول أنه يحبني يصيبني الخوف من هذه العلاقة وأخاف أن أدخل فيها مهما حاول شخص أن يخرجني من هذا الخوف ويعيد ثقتي في بني الرجال لكن لم يستطع شخص حتى الآن مع أن هذه هي السنة الخامسة لي بعد الانفصال ولكن إلى الآن لم أستطع أن أحب أحد ولا أتوقع أن أستطيع فعل هذا
لأن كمان قلت يصيبني الخوف من أن يتركني أو يخونني أو أن لا يكون في الأصل يحبني، أريد أن أتخلص من هذا الخوف
علما أني في الواقع إنسانة خجولة ولا أحب الاختلاط كثيرا بالناس بالرغم أن لدي مجموعة لابأس بها من الصديقات اللواتي أحبهن جدا وهن أيضا يحبوني كثيرا لكن لم أصادقهن إلا بعد وقت طويل من المعرفة والتحليل ورؤية طباعهن جيدا قبل أن أظهر لهن شخصيتي وأعتبرهن في خانة الأصدقاء وأظن أن هذه الشخصية لا تتناسب مع مجالي الدراسي فأنا طالبة طب ويتعين علي مقابلة مختلف الأشخاص والتعامل معهم إذا كان من الأشخاص الذين سأعمل معهم أم من المرضى الذين أقابلهم وفي هذه السنة بالتحديد ظهر لي هذا الشيء لأن قد بدأنا الدور العملي ونزول المستشفيات والاختلاط بالدكاترة والمرضى عن قرب وهذا الخجل والرهبة من الكلام والتعامل معهم يجعلني أشك أن شخصيتي هذه ليست مناسبة لأكون طبيبة وأريد أن أحسن منها
أولا أريد أن أعرف نفسي جيدا وأن أحاول محاولة جدية في تحسين شخصيتي وهذه أول مرة آخذ فيها رأي خبراء في هذا المجال وفي الحقيقة أنا أحب مجال الطب النفسي وعلم النفس كثيرا وقرأت كتب كثيرة في هذا التخصص وأتمنى أن أكون طبيبة نفسية
ولكن في البداية أريد أن أعرف نفسي ودواخلي جيدا
قبل أن أبدأ في معرفة الناس
4/5/2019
رد المستشار
صديقتي
كم هو مثير للدهشة والفضول أن تقولي أنك تنقصك الثقة في نفسك.. إنك تثقين ثقة عمياء في رأيك السلبي في نفسك.. تثقين بأنك لست جميلة مع أن معظم الناس ترى أنك جميلة.. تصرين على أن فتيات أخريات أكثر جمالا منك.. تصرين على المقارنة بينك وبين أخريات وتصرين على رأيك أو تقييمك لجمالهن وتصرين على أنهن أكثر جمالا منك.. كيف تنقصك الثقة في نفسك وأنت لا تشكين في رأيك هكذا؟؟؟
هذا هو ما يحدث في أغلب الأحيان عندما يقول الإنسان لنفسه أنه تنقصه الثقة بالنفس.. يغفل هذا الإنسان عن الحقيقة الواضحة وهي أنه واثق في رأيه السلبي في نفسه ويأخذه كأنه حقيقة مطلقة ويشك في كل ما هو إيجابي مما يقوله لنفسه أو يقوله الآخرون له... أليس هذا بمثير للفضول والدهشة؟؟
علاقة حب وهمية واحدة لا تكفي لكي تكوني رأيا في نفسك.. أقول وهمية لأن الحب يبنى على أربعة أشياء: معرفة واهتمام واحترام ومسؤولية بالتبادل بين الطرفين ويحدث فيها نمو مع الأيام والمواقف والأفعال.. يجب أيضا أن يكون كل من الطرفين ممارسا لهذه الأربع مع نفسه أو نفسها.. إن لم تعرفيه جيدا ولوقت كاف لكي تختبري شخصيته ومبادئه فما حدث هو أنك تعلقت بشاب قال أنه يحبك... ولكن هل يحبك أم أنه معجب فقط؟
في الحالة التي وصفتيها، كان هذا الشخص يستغلك لكي يصل إلى أخرى.. هذا لا علاقة له بإمكانية أن يحبك شخص ما حقيقة.. ولكن هذا له علاقة بفكرتك السلبية عن نفسك (التي لا تنقصك الثقة فيها) والتي أدت إلى تعلقك بهذا الشخص ووصفك لها التعلق بكلمة حب.
نفس المشكلة، مشكلة العجلة في الدخول في علاقة حب سواء من ناحيتك أو من ناحية أحد بني الرجال، هي ما يجعلك تشكين فيهم.. وينبغي أن تشكي في من يقول أنه يحبك بدون أن يتعامل معك لفترة طويلة تتبادلان فيها الأفكار وتؤدي الخبرة والتعامل في مواقف عدة إلى التأكد من المبادئ والمشاعر.. لا يكفي أن يقول أحدهم أنه يحب.. لا يكفي أن يقول لك أنه صاحب مبادئ أو أن يحكي لك عن مواقف شريفة ونزيهة وبطولية ونبيلة.. مراقبة الأفعال ومضاهاتها بالكلام هو ما يجب أن يحدث قبل أن نصدق ما يقال.
لكي تتخلصي من الخوف من أن يتركك أو يخونك أو ألا يحبك أصلا، يجب عليك اختبار التعاملات على مدى طويل.. ستة أشهر على الأقل قبل أن تقبلي أحدهم كصديق ثم بعد ذلك قد يكون هناك مجال لمشاعر الحب.
لكي تتخلصي من الخوف يجب أن تقبلي نفسك على أنك أجمل من البعض وأقل جمالا من البعض الآخر.. يجب ألا تركزي على وجود علاقة مع شاب على أنها الشيء الوحيد الذي سوف يطمئنك على نفسك وقيمتك.. يجب أن تنمي قيمتك في رأيك الشخصي عن طريق أن تتخذي الطرق والسبل التي سوف تجعلك تشعرين بالفخر بنفسك (وليس الكبر أو الغرور).
لكي تثقي في نفسك في أي مجال، يجب دراسة هذا المجال وتنمية مهاراتك فيه رويدا رويدا.
دراستك وتحليلك للناس قبل أن تصادقيهم شيء جيد ومطلوب ولكن لا داعي أن يكون هذا في إطار الخجل.. الخجل الزائد هو الخوف من أن يكتشف الآخرون عيوبنا من مجرد أن نتحدث إليهم عن أية مواضيع ومن أول لحظة.. شيء غير منطقي ولكنه يكمن في رأيك السلبي في نفسك.
التعامل مع الأطباء الزملاء والمرضي في إطار العمل لا يستدعي الخجل ولا يستدعي أن تصادقيهم ولا يستدعي أن يحبونك ولكن يستدعي تركيزك على جودة العمل وتنمية المهارات وتحصيل المعلومات... كما يقولون: لا حياء في العلم أو الدين.
يجب عليك أن تقرري: ماذا أريد أن أكون؟ مثل من ممن أعرفهم أو قرأت عنهم؟ كيف يفكرون ويتصرفون؟ كيف يمكنني تقليدهم وتعلم مهاراتهم الفكرية والعملية والاجتماعية؟ ما الذي يمنعني سوى الخوف الغير مبرر من أن يكونوا رأيا سلبيا عني؟؟ لماذا يهمني رأيهم على أي حال؟ لماذا أعتقد أنهم أفضل مني وأن رأيهم في هو الحقيقة المطلقة مع أنه من المستحيل أن يعرفني آخر أكثر من معرفتي لنفسي؟إجابة هذه الأسئلة سوف تكون بداية جيدة وجديدة.
أنصحك أيضا بمراجعة معالج نفساني لمناقشة هذه الأمور وتكوين خطة لتصحيح الأفكار والإدراك.
إن كنت تريدين أن تكوني طبيبة نفسانية، فجزء من هذا أن تراجعي المعالج النفساني وتحصلي على وجهة نظر محايدة.. كثير من مدارس علم النفس وخصوصا المدرسة التحليلية تصر على أن يخضع الطبيب أو المعالج تحت التدريب لجلسات لمناقشة أفكاره ونقاط قوته وضعفه.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
واقرئي أيضًا :
عقدة النقص لا اضطرابات نفسية
عايز أعرف نفسي
كيف تنمي ثقتك بنفسك م
كيف تفهم نفسك ؟ مبادئ