الاسترجاز بالنظر : التخيل أم المشاهدة أكثر حرمانية ؟ م1
صرخة
متابعة لاستشارة، عدت مرتان بعد توقف دام ثلاثة أشهر
في المرة الأولى ضعفت، ولا أنكر حزني وضيقي وضيق صدري واستغفرت الله وأعلم أنه بمجرد طلب المغفرة قد غفر الله لي بإذن الله، ليس هذا اختفافًا معاذ الله ولكن أردت أن أضع كل شيء بحجمه فقط .
في اليوم التالي عدت مرة أخرى بكامل قواي العقلية والنفسية، للمرة الثانية ليس استخفافًا ولا لجرأة على الله، وهذا ليس تبريرًا وسأشرح لك في سطوري القادمة
أشعر بغضب شديد رغم برودي الظاهري أشعر أني في حلقة مفرغة ليس لها نهاية، أدور بها بلا جدوى مجهوداتي آخرها إلى (اللا شيء) ولا أقصد هنا المشكلة الرئيسية وهي مشاهدة الإباحيات، أتحدث عن ما أشعر به عموما كم حقًا هو إحساس وضيع!! رغم إدراكي بأني أمتلك نعم كبيرة وكثيرة من الله عليّ بها، فأنا محبوبة ممن حولي قوية الشخصية حسب قولهم عقلانية ناضجة، حسب قولهم أترك أثر دائما مختلف، تستطيع أن تقول بأنه أثر مميز وكلٌ يرى تميزه من وجهة نظره، عندما أتواجد في مكان ما، أو حتى بعد مغادرته أرى احترام وتقدير ممن حولي، حتى أنهم يلجأون إلي دائما لأخذ مشورتي ولأحنو على جروحهم وغيرها وغيرها
بالرغم من علمي بهذا وأكثر، بداخلي إحساس دفين بأني قليلة ولا أستحق، وبالرغم من جلسات العلاج النفسي لم أستطع أن أعرف سبب هذا الإحساس ولا زال بداخلي وأرى لا جدوى من أي شيء أفعله فكله في النهاية مصيره إلى اللاشيء . لا أحب الاستسلام ولا أحب الهروب بل أحب مواجهة نفسي دائما، على الرغم من أن مواجهة الناس تمثل لي ضغط نفسي وصعوبة على الرغم من أنه لا يظهر علي إطلاقا أي نوع من أنواع الخوف عند التحدث .
اكتشفت في نفسي قدرة رهيبة على إخفاء مابداخلي، ولا أدري أقوة هي أم ضعف شديد!! الشخص الذي تمنيته وما أشرت له في حديثي السابق لم تكتمل قصته تلك القصة أيضًا كان مصيرها للا شيء!! بداخلي غضب، أردت أن أعبر عنه لأن ناره تحرق فيّ يوميّا، لأنه باءت كل محاولاتي العقلانية والمنطقية أن تطفئه وتمتصه وتعالجه، وفشلت على الرغم من نجاحها ظاهريًا. غضب إن تركت لجامه، أصبح كثور هائج يقتل كل شخص يقف أمامه، أو كالنار تحرق الأخضر واليابس، نار بركان يختمر منذ سنوات ويريد فرصة واحدة كي تنشق الأرض ويسيطر هو .
لا أريد أن أتلفظ بألفاظ لا تليق بجلال الله، ولا تليق حتى منطقيا وعقليًا فمن أكون أنا كي أتدخل بحكمة الله أو أن أحاسبه، جل في علاه
أعلم يقينا أن علمي قاصر مهما تعلمت فأنا بشر، وأرى من الله الكثير من نعمه كرمه، ولكنني لا أستطيع أن أستوعب لم هذا العذاب؟
لماذا قُدر أن تكون دروس الحياة بهذه القسوة؟
لماذا قُدر كل ما نتعلمه محفور في أجسادنا كأنه كرباج، لا تُمحى آثار جروحه؟
جروح لا ينفع معها عمليات تجميلية!
لماذا هي الحياة سوداء بهذه الدرجة؟
تشكل لي الحياة غابة بها أشرس أنواع الحيوانات المفترسة والمتوحشة، قل لي كيف يعقل أن أعيش بها؟!
أنا لا أستطيع أن أواجهها، أنا بشر، لست حيوان مفترسًا مثلهم كي أتعايش وأتأقلم!!
فشلت مرارًا وتكرارا، لا أستطيع أن يكون هذا هو الجزاء والناتج!
لا أستطيع أن أتعامل مع الانهزامية مرة أخرى، سئمت التمثيل، وخارت قواي!
لا أريد هذه الحياة بإيجابياتها قبل سلبياتها، ولا أريد الموت وحالي حال اللاشيء!
إذا مت الآن وأنا في اللاشيء، سأبعث على ماذا؟!
ماهي التقييمات التي تقييم أعمالي لأجلها إذن؟!
هل يوجد في الآخرة (قسم) اللا شيء، لا هو جنة ولا نار؟
إذن لما هي الحياة؟!!
لا أحب الاستسلام ولكن لا أعرف طرق أخرى غيره هذه المرة، فهو يشكل لي انهزام. ولا أريد أن أكمل جلساتي النفسية، وبالفعل نفذّت وقررت. أني لا أعود لها مرة أخرى. ثم يفرض الواقع كلمته في النهاية ويقول لك هذه هي قوانيني، سواء قبلت أم رفضت فأنا ليس عندي استثناءات ولا عندي عزيز لا أدري لم أكتب لكم قد يكون أملٌ خفي بين طيات روحي يصرخ يطلب نجدة، حتى لو كان آخر المطاف إلى اللاشيء!
قد يكون كلامي به نوع من التشتت، أو اللامعقولية، أو به تأمل للحياة زيادة عن الطبيعي، أو حتى قد يكون وسواس، لا أدري!
فأرجو معذرتي
4/5/2019
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك يا "آية" على موقعك مجانين
كثيرًا ما نجد أناسًا، يعلمون أن الله هو مالك الكون، المتصرف فيه، وأنه ليس لهم إلا الرضى والخضوع لعظمته سبحانه...، وهم مع هذا يعيشون مشاعر الغضب والتسخط، ولا يشعرون بطمأنينة ولا رضًى
إن جاء من يحدثهم عن الله وأقداره، كانوا يعرفون أكثر منه، ومع هذا هم في الرضى أقل منه!
تعلمين أن العقل شيء مختلف عن المشاعر، وأن العقل يقنعه الدليل والبرهان، ولكن الإنسان لا يستطيع ضبط مشاعره بخطاب عقلي مجرد، بل لابد معه من خطاب شعوري يناسبها، وهذا الخطاب الشعوري هو الالتزام بالصلاة أولًا، ثم الالتزام بورد يومي من القرآن الكريم والأذكار مهما قلت، المهم أن يكون لك موعد مع الله سبحانه لا يتخلف تجلسين معه في الصباح والمساء، تقرئين صفحة من القرآن، أو تستغفرين، أو تصلين على النبي صلى الله عليه وسلم الذي ذاق المشاق كلها في سبيل أداء مهمته الربانية وإيصال الرحمة الإلهية إلينا. هنا تجدين الطمأنينة ويسكن الغضب، ويبدله الله سكينة وأمانًا.
ويعينك على ذلك في البداية أن يكون لك صديقات تجلسين للذكر وتلاوة القرآن معهن، أو أن تذهبي إلى حلقة ذكر في مسجد، ثم بعد أن تعتادي يصبح هذا غذاؤك الذي لا يمكنك تركه في سفر ولا حضر وحيدة كنت أم مع الآخرين، لأن فواته يعني عودة الضيق والغضب مرة أخرى.
أنا ضامنة لك إذا كانت لك جلسة صافية مع الله تعالى ولو ربع ساعة، أن تجدي تغييرًا كبيرًا في حياتك، وأن تخرجي من (اللاشيء)، وتتنعمي بكل شيء رغم كل المصاعب.
هذا هو الطريق الوحيد، فلا تشتتي نفسك في طرق غيره، وأسأل الله أن يعينك على السير فيه
ويتبع >>>>>>>: الاسترجاز بالنظر : التخيل أم المشاهدة أكثر حرمانية ؟ م3