أريد أن أهرب لكن إلى أين ؟ م2
أعاني من مشاكل في التعامل مع الآخرين
السلام عليكم ورحمة الله، سبق وأرسلت بعض الرسائل على هذا الحساب، وأجاب عنها أحد الأساتذة الدكاترة المحترمين، استفدت لحد كبير من مشورة الموقع، وكنت سأكتب أكثر، لكنني انتظرت حتى أراقب سلوكي ونفسي بتمعن أكثر، لعلي أتمكن من تحديد مشاكل في سبيل البحث عن حلول..
في خضم إجابته عن أحد استشاراتي السابقة، نوه الأستاذ الدكتور سداد جواد التميمي أنني أفتقر لبيئة داعمة ألجأ إليها في مواجهة الظروف القاسية التي منها أعاني حيث أن الانتماء رد فعل نفسي إيجابي..
بالفعل لا بيئة اجتماعية داعمة لدي وولا أصدقاء في الدفعة، بل على العكس الكثير من الأعداء والناس الذين أكرههم من قلبي..
في الكلية من وجهة نظري...
لا يوجد صداقة بعيدا عن جو الدراسة وتبادل المنفعة، وكوني للأسف ذات مستوى بسيط، ولست الأكثر التزاما بصراحة، معدلي من مقبول إلى جيد بالكثير، لذلك لا يبدو أن أحدا يرغب بصداقتي في الدفعة، رغم الألم الناتج عن الموضوع أحيانا أسلي نفسي بالقول لعله خير، لا نريد علاقات زائفة غير مقتنعة بصداقة المصلحة هذه..
للأسف، عندما كنت في السنة الثانية من الكلية جاءت الامتحانات صعبة وأنا لم أكن أدرس جيدا لأنني لم أعرف الطريقة الصحيحة للدراسة في الكلية، اضطررت أن أعيد السنة، أنا وكثير من الزملاء غيري كلنا وقعنا معا وانتقلنا للدفعة الجديدة معا...
المهم، الآن وضعي أصبح أنني طارئة على أبناء الدفعة الجديدة الذين يصغرونني بعام، زملائي من أبناء الدفعة الأصلية خاصة الزميلات أصبحن صديقات معا، حاولت جاهدة أن أنضم إليهن أيضا وأصبح صديقتهن، لكنني عوملت بتهميش وتمييز ببساطة لم أشعر أنني أنتمي لهذه المجموعة. اضطررت بعدها اللجوء للدفعة الجديدة، الذين في الظاهر رحبوا بي، لكن في حقيقتهم لم يكونوا أفضل بكثير من الآخرين، تكررت من قبلهم نفس التصرفات المقصية لي، يتركونني أمشي ويسبقونني ثم يمضون، لا يدعونني للمناسبات المختلفة بينهم..
الخ...
لا الدفعة القديمة احتوتني ولا الجديدة تقبلتني، انتهى بي الأمر وحيدة.. وعلى خلاف وقطيعة مع جميع الزميلات في المعمل..
الجامعة تضع الوافدين أي نحن جميعنا في معمل واحد ومجموعة واحدة في الامتحانات، لذلك هذه الفئة هي التي أجدني مرغمة على التعامل المكثف معها، شئت أم أبيت..
تساءلت لماذا؟!! في البداية كنت أقول الناس سيئون وهكذا... أنا جيدة هم سيئون ونفعيون ولا يركضون سوى سعيا نحو مصالحهم، ولا يحبونك إلا لو كنت متفوقا تنفعهم أو تشجعهم على الأقل، أو مداهنا منافقا تمطرهم بوابل من الكلام المعسول الكاذب.. وأنا لا أمتلك أيا من هاتين الصفتين، أشعر أن حياة كل واحدة فيهم وشخصيتها برمتها مصطنعة وغير حقيقية.. وهذا الشيء يستفزني كثيرا.. نحن لا ندرس لا نفتح كتابا سنرسب، ليلة الامتحان لقد درست نصف المنهج فحسب، كان الله في عوني... وفي النهاية، التقدير لا يتماشى مع الادعاءات بشيء أبدا.. ربما يبدو أن هذا الكلام غير مهم، إلا أنه جانب من زيفهن ولماذا لا أحبذ التعامل معهن..
كل هذا ما كنت أحسبه في الماضي، إلى أن أضحيت في منتهى الوحدة في الكلية، بدأت أتساءل ماذا عني؟! هل أنا مثالية مثلا؟! ماذا لو كان العيب في لا بهم؟!!
جلست أراقب سلوكي فترة،
اكتشف مشكلة حقيقية، أنا لا أجيد التعامل مع الآخرين، وشخصيتي ضعيفة جبانة مترددة غريبة الأطوار.. وأحاول جذب الانتباه ليس لدي self esteem ..
هناك موقف حصل حدد بالقلم الفوسفوري على هذه المشكلة وجعلني ألاحظها.. وأتذكر مواقف مشابهة حصلت..
الموقف هو أنني وبعض الزميلات من نفس الفئة التي تحدثت عنها في الأعلى نأخذ درسا في أحد المواد مع زميل أكبر يشرح هذه المادة. الدرس يعاني من مشكلة حيث أن هذه المجموعة ليسوا الأكثر التزاما بالحضور، لا يحضرون كل يوم، وهو لا يشرح إذا لم يحضر على الأقل اثنان..
في إحدى المرات جئت على الموعد ولم يكن غيري قد حضر.. بدأ هذا الزميل الأكبر يهزئنا جميعا أمامي مع غياب البقية ويقول أنه تعب من هذا الحوار ولا أحد يحضر ونحن لا نحترمه الخ.. فطلبت منه أن يشرح لي أنا، فقد حضرت إلا أنه رفض..
المهم استأذنت وعدت إلى البيت، وكتبت للبقية رسالة أعبر فيها عن استيائي مما حدث، وأنه ما كان يجدر بهن أن يورطونني بدرس كهذا إن لم يكن هناك نية الالتزام، لكن أحدا لم يرد وكنت وكأنني أحدث نفسي،،، لأفاجأ بعدها بيومين أن إحداهن أرسلت إلي تبلغني أن الزميل شرح لطالب معنا في المجموعة وقد حضر بعدي بكثير،، وهو الذي رفض أن يشرح لي أنا بعدما جئت على الموعد،،، صدمت وتضايقت كثيرا وقهرت بسبب الموقف.. وتساءلت لماذا؟؟
عندما جاء موعد الحصة القادمة لم أستطع أن أحتمل استحضرت الموضوع، وتكلمت بانفعال مع الزميل الذي يشرح، وعبرت عن مشاعري بصراحة ربما لدرجة جارحة حتى أنني بكيت بمرارة نعم بكيت أمامهم جميعا بحرقة كطفلة لأنني لم أحتمل ولم أتقبل أن أعامل من قبله على هذا النحو والموقف جرحني... دخلنا في جدال انتهى باعتذاره واعترافه بغلطته، في أثناء ما كنا نتحدث بانفعال إحدى الزميلات ضحكت فقلت لها لم أقل شيئا مضحكا فقالت لي بمنتهى البرود واللامبالاة احترمي نفسك أنا لا أضحك بسببك وإنما أضحك مع زميلتي...
المهم بعد أن انتهى هذا الجدال، ذهبت إليها لأخبرها بأن ما قالته لي: "احترمي نفسك" لا يليق، قبل أن أتحدث بكلمة واحدة، قاطعتني وقالت لي أرجوك،،، أنا لست متفرغة لهكذا حوارات ابتعدي عني.. فقلت لها اسلوبك سيء فقالت ماذا عن أسلوبك؟! في إشارة لما حدث في ذلك الموقف..
يريدونني أن أتصرف حسب أهوائهم أنا أكون كرة عجين يشكلونها كيفما شاؤوا، أتصرف حسب إرادتهم وما يناسبهم، حتى لو فعلت ذلك لن يتقبلوني في النهاية... فأي بيئة اجتماعية داعمة هذه التي إليها ألجأ؟!!
لكني لا أنكر أن موقف الدراما والبكاء هذا لعب دور الضحية تكرر كثيرا في السابق بحياتي، أنفعل أبدأ بالارتجاف والبكاء والانهيار، وفي النهاية لا أتمتع بالذكاء. الكافي لكي أسترد حقي، أبكي أنفعل وأصنع الدراما وفي النهاية لا أسترد حقي..
لا أعرف كيف أتعامل.. أشعر أنني أكرر ما كانت تفعله أمي في السابق، نفس الشيء، لكن الفرق بيني وبينها أنها كانت ذات شخصية حادة قوية أنا شخصيتي مهزوزة ضعيفة جبانة،،، أدعهم يفعلون ما يحلو لهم فقط لكي أتجنب المشاكل، وأوجاع الرأس لولا أن الموقف الذي ذكرته في الأعلى تجاوز وتخطى كل الحدود وكان ناتجا عن صمتي طوال الوقت لما أقدمت عليه أساسا، لكنني شعرت أنه وجب أن أرفع صوتي أخيرا، لأنني ظلمت...
سياسة عدم المشاكل التي أنتهجها تجعلني أبتعد عن الناس وأفضل الانزواء بنفسي أبتعد أكثر فأكثر وإلقاء الحمل المادي والمعنوي علي، من باب ترييح الدماغ....
مثلا في السكن المشترك، الجميع يرفض التنظيف، وقد ناقشت معهن الأمر وشعرت أنه ممكن أن تحدث مشكلة بيننا إذا ما استمريت في المناقشة، وقد رفضن أن نحضر من يساعدنا في مهام المنزل كما أنهن لا تقمن بشيء لوحدهن
لذلك صرت أقوم أنا بكل الأعمال المنزلية كالخادمة دون أن أنال كلمة شكر أو تقدير حتى ولا أنتظر مساعدة لن تأتي في الأساس من إحداهن.. لأنني لا أستطيع العيش والدراسة بتركيز في مكان متسخ... قررت التعامل مع السكن كأنه بيتي أنا أعيش فيه لوحدي
أدفع نصف الفواتير والبقية نصفا فقط مع أنهما أختان في غرفة، وتدفعان النصف فقط رغم أنهما اثنتان..... فقط لأنهما في غرفة واحدة، وأنا لم أفاتحهما في هذا الموضوع أبدا تجنبا للمشاكل...
أكثر من الاعتذار على كل كبيرة وصغيرة تبدر مني لزميلات السكن، فقط لكي لا تحدث المشاكل،، فأنا أتوتر بسببها وتتأثر دراستي...
هذه كلها أمثلة على ما أمر به من مشاكل في التعامل مع الآخرين، لم آخذ حقي مرات كثيرة للغاية وأنا أسكت فقط لأنني لا أحتمل المشاكل وأن يرفع أحدهم صوته علي سأفتعل الدراما كالعادة ثم يفعلون ما يريدون في النهاية كالعادة، ولا آخذ أي شيء من حقي، لذلك أستسلم...
وحيدة منبوذة مكروهة لا تستطيع التعامل هذه أنا.. كل مشكلة مع الناس أصبح حلها لدي اجتنابهم،، مشكلة أن زميلتي في العضر الشفوي الpresentation لا تريد أن تقوم بدورها، أتحمل عبء القيام به كاملا وحدي ولا أخبر الدكتور المشرف بما حدث لكي أريح رأسي،، مشكلة مع البنات في السكن؟؟ أصبحت أخطط إن أبقاني الله للعيش وحدي... مشكلة في الجامعة مع الزميلات في اللاب؟؟؟ سأتحدث مع أحد المسؤولين حول إمكانية نقلي للاب آخر... مشكلة في الدرس الخصوصي؟؟؟ كنت أريد أن آخذ الدرس وحدي لكن ظروفي الاقتصادية لم تكن تسمح... كل مشكلة مع الناس حلها باجتنابهم والبقاء وحدي... بت أخاف الصدمات من الآخرين، حيث أن جميع الذين أختلفت معهم كانوا في البداية في نظري أناسا ممتازين جدا ثم موقف واحد يغير رأيي بهم، أنصدم وأعتزلهم بعدها وأقاطعهم تماما...
هناك شيء آخر يستفزني في طريقتهم، وهي أنه يحصل موقف سيء بيننا في يوم نتشاجر ويحصل مشاحنات في الكلام، اليوم الثاني يتحدثون إلي وكأن شيئا لم يكن،،، لكي يقلبوا الطاولة علي بشكل أو بآخر وأنه أنت التي تفتعلين القطيعة وأنت السيئة.. لا أعرف بصراحة لماذا يفعلون ذلك
مشكلة >>مشاحنات>> في اليوم التالي حديث طبيعي جدا وكأن شيئا لم يحصل بيننا بالأمس ولا يتحدثون حول ما جرى البارحة من الأساس...
ماذا أفعل دلوني !
7/5/2019
رد المستشار
شكرا مسبقاً على رسالتك.
متابعتك هذه المرة لا تختلف كثيراً عن المشاكل النفسية التي تعانين منها سابقاً، ولا تزالين متأزمة مع الآخرين، ولكن الأهم من ذلك لا تزالين متأزمة مع نفسك. تبحثين عن دور ما في الحياة أو الأصح من ذلك مسرح الحياة تماما كما يبحث أحد الممثلين من الهواة عن دور ما في أية مسرحية لكي يبدأ مشوار حياته الفنية والمهنية. لكي يحصل الإنسان على دورٍ ما في الحياة أو المسرح فعليه أن يضع عصابة جانباً أو يكبته ولا يسنح له فرصة التأثير على دوره. هذا ما فشلت في عمله مع تأزمك مع زملائك في جميع الأمثلة التي تم طرحها. من وجهة نظرك العيب فيهم من خلال طرحك الشخصي، ولكن من يتفحص الأمثلة التي تم طرحها قد يصل إلى استنتاج آخر معاكس تماماً.
عصابك أيضاً في غاية الوضوح في رسالتك. لا توضحين ماذا تدرسين وما هي أحلامك وأهدافك في الحياة. لا تتحدثين عن موطنك وجامعتك والحديث فقط عن تعامل الآخرين معك. نعم البيئة التي تعيشين فيها لا تلبي احتياجاتك الناقصة ولكن في نفس الوقت يصعب العثور على دليل يوحي بأنك جادة فعلا في التخلص من عصابك للوصول إلى السعادة والهناء.
هناك حاجة لدخولك في علاج نفسي مع معالج نفساني وتتفقين معه أولا على ٦ جلسات. بعد نهاية الجلسات الستة تقررين إن كنت بحاجة إلى جلسات أخرى أو العثور على طريق واحد في الحياة تتوجهين فيه صوب أحلامك بمفردك.
وفقك الله.
ويتبع>>>> : أريد أن أهرب لكن إلى أين ؟ م4