قلق وخوف من الموت ونوبات هلع واختلال إنية
السلام عليكم، كل سنة وأنتم طيبين وربنا يتقبل الصيام والقيام
والشكر أجزله لما تقدمونه من إجابات فوق الممتازة أسأل الله أن يثيبكم خيرا ويعظم لكم أجرا
تعرضت لأول نوبة هلع في عمر 19 سنة حتى خلتها لحظاتي الأخيرة فكتبت وصيتي وكان ذلك بعد شهر من حادثة اغتصاب تعرضت لها في الجامعة وكان حادث مؤلم نتيجة لذلك الحادث قل اهتمامي بدراستي حتى تركت الدراسة بعد 4 أعوام خوفي الشديد من والدي وعدم القدرة من مواجهته بأنني تركت الدراسة أصابني بالهم والإعياء الشديد حتى أصحبت الكوابيس المزعجة تزورني كثيرا ومنذ ذلك الوقت وأنا أستيقظ بعد 10 دقائق فزعا مهموما وكأنه الموت ثم يستمر ساعة أو أقل حتى أعاود النوم مجددا
اقتنعت الأسرة أن ما أصابني هي حالة من المس أو العين أو السحر وذلك بسبب تفوقي في الدراسة منذ الصغر وبدأت رحلة العلاج مع الرقاة والأمر يزداد سوء وتتطورت الأعراض إلى خوف من الموت واختلال إنية وخفقان القلب وضيق التنفس حتى كنت أزور المستشفى لأخذ جرعات من الأكسجين وكانت نوبات الهلع تزورني كثيرا حد الإغماء والصراخ والركض خارج البيت حتى صادفني كتاب كيف تقاوم القلق فاطمأننت كثيرا وذهب عني كثير من الروع وقمت بمقابلة طبيب نفساني وأعطاني عقار سيرترالين 50 ملجرام ثم 100 ملجرام حبة واحدة يوميا تحسنت حالتي كثيرا والحمد لله وبعد أكثر من عام توقفت عن العلاج بقرار شخصي إلا أن نوبات من الهلع كانت تزورني في أوقات متباعدة وكنت أتجاهلها وأتعايش معها كنت أعمل في السوق في أعمال هامشية كنت أفتقد الثقة في أن أقوم بعملي الخاص
أنا مصاب بالرهاب الاجتماعي منذ الصغر وما أن يعرض لي أحد الأقارب مشروع لأديره بمفردي ينتابني الخوف من الفشل فأرفض الفكرة برمتها كنت أعمل كأجير براتب ضئيل فهذا كان مريح بعض الشيء رغم أن العمل شاق بدنيا وساعاته طويلة تصل أحيانا إلى 14 ساعة في اليوم كنت أعاني فقط من اختلال الإنية بصورة دائمة تزداد سوءا في الشتاء مع بعض نوبات الهلع ربما في العام مرة كان معظمها يبدأ بطعنة بالقرب من القلب ثم تتجمد يدي اليسرى ولا أستطيع تحريكها ثم أدخل في نوبة هلع عنيفة تستمر لدقائق لكن يبقى أثرها ساعات ولا أستطيع النوم إلا ساعة الفجر
كما أعاني من حالة اكتئاب تمر علي في كل شهر وربما استمرت لأسبوع خلالها تنعدم رغبتي في أي شيء حتى الحديث مع أفراد أسرتي استمر الحال هكذا حتى أصبت قبل شهر بحالة تسمم غذائي كادت أن تقتلني بعدها أصبت بقلق حاد وحالات تشنج قال الأطباء أنها بسبب نقص السكر في الدم تم حقني بدربات السكر وذهب التشنج وبقي القلق الحاد قبل 10 أيام وصل القلق حدا حتى كدت أفقد عقلي وفقدت توازني وتركيزي أسرعت إلى الطبيب النفساني ووصف لي عقار phenobarbitone شعرت بتحسن ولكن لازالت تنتابني المخاوف الشديدة والشعور بأنني لست حقيقيا والخوف من الموت يسيطر علي
لقد أصبحت الحياة صعبة أشعر بالغربة الشديدة وأنا حول أسرتي هل سأفقد عقلي لقد كنت عانيت في طفولتي بإهمال والدي لي وقسوته لقد كان يسافر كثيرا ويغيب شهورا طويلة كنا نسكن مع أسرته وكانت أسرته كثيرة الشجار مع أمي وأمي لا حيلة لها سوى البكاء كنت أتبول على الفراش ليلا طوال طفولتي حتى عمر 12 سنة كان الجميع يعاقبني بما فيهم أمي كانت كل ليلة ينتابني فيها الهم والغم كان جدي أكثرهم غلظة في توبيخي وكان يقارنني بأخي الأصغر لأنه لا يتبول على الفراش كنت حين أستيقظ ليلا وأجد الفراش مبللا يتولاني الهم طوال الليل وأحيانا أهرب صباحا أهيم في الطرقات ولا أعود إلا بعد أن يتملكني التعب والجوع فأعود إلى البيت مكرها لتقوم القيامة والكل يتفنن في توبيخي دون أن أجد من يحن علي وحتى هذه اللحظة أجد ألم تلك الذكريات في صدري
أنا الآن مصاب بالرهاب الاجتماعي حيث لا أصدقاء ولا خروج إلا للضرورة وحين يتوعك أحد أفراد أسرتي أكاد أجن وينتابني قلق حاد على صحته رغم أنها في الغالب تكون وعكه خفيفة أريد ان أتخلص من جميع آلامي قلقي الشديد إزاء أحداث لا تستحق وخجلي الشديد من المجتمع واختلال الإنية والشعور بالغربة الخوف من الموت الذي يلازمني ليل نهار خوفي من النجاح خوفي من الزواج خوفي من المستقبل وأريد أن أعرف ماهو مرضي وهل عقار phenobarbitone مفيد وآمن لأني أخاف من الأعراض الجانبية قد تكون خطيرة أنا في كابوس كبير فلربما أفقد عقلي أو روحي
أعتذر على الإطالة ولكني أكتب بدمع العين والقلب يخفق والحلق يغص وكأنني أتنفس من ثقب إبرة
وفي الختام أتقدم لكم بوافر الشكر والمحبة والدعوات الصادقة، دمتم ذخرا للوطن العربي والإنسانية
13/5/2019
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
البعد الأول لاستشارتك يتعلق بتاريخ طويل للقلق والاكتئاب. لم تكن ظروفك البيئية طبيعية في الطفولة، وتم إضافة القلق والرهاب الاجتماعي مع عدم الثقة في النفس إلى صفاتك الشخصية. لم تتغير هذه الصفات منذ أكثر من عشرين عاما.
البعد الثاني في رسالتك يتعلق بالصدمة التي رسخت أعراض القلق والاكتئاب وعدم الثقة بالنفس. تفاقمت آثار هذه الصدمة اجتماعياً ونفسياً ولم تسنح لك الفرصة بتطوير شخصيتك ورفع قدرتك على مواجهة التحديات.
تحولت أعراض القلق والاكتئاب والرهاب إلى أعراض مزمنة وانخفضت عتبتك للإصابة بقلق شديد مع تعرضك لضغوط ببيئية بسيطة، ودخلت الآن العقد الرابع من العمر وليس لديك فكرة عن أحلام المستقبل وأصبحت مشلولا فكريا ومهنيا واجتماعيا.
حسنا فعلت بمراجعة طبيب نفساني وعقار فينوباربيتون ربما أقدم عقار مهدئ ولكنه لا يستعمل في الطب النفسي هذه الأيام. عليك الحذر من استعمال هذا العقار بصورة متواصلة أو زيادة جرعته ومن الأفضل أن تتحدث مع طبيبك النفساني حول هذا الأمر، ولا تفعل شيئاً بدون استشارة طبيبك.
رغم جميع ما تم ذكره أعلاه ولكن ذلك لا يعني بأن الأمل في شفائك لا وجود له. لا تزال في مقتبل العمر ويجب أن تسعى لتطوير نفسك مهنيا واجتماعيا. العلاج الذي يجب تقديمه إليك أولا هو علاج الصدمة Trauma Therapy ويجب أن تتوجه صوب معالج نفساني. لعبت الصدمة دورها في حياتك ولابد من مراجعتها علاجيا. تتحدث مع طبيبك النفساني حول خطة علاج قصيرة وطويلة المدى.
وفقك الله.
واقرأ أيضا :الخوف من الموت.. لا يمنع الموت بل يمنع الحياة
الحلم بالموت وأعراض القلق والاكتئاب
قلق واكتئاب، وساوس واختلال إنية !
مكتئبة من الماضي وقلقة من الآتي