قلة ثقة بالنفس - حزن عميق -اكتئاب -انطواء على الذات
السلام عليكم
أنا مشكلتي أني مش حابة نفسي ومش حابة حياتي في الأصل وأنا صغيرة أبويا توفى وصدمة وفاته وخسارته قاعدة في داخلي ولحد الآن مش مصدقة وفاته لأنه كان أكبر سند وداعم إلي وبحس بتأنيب الضمير لأنه ما وقفتش جنبه وماكنتش معاه قبل ما يتوفى لأنه الفترة دي كنت في مراهقتي وكنت معجبة بزميلي فانشغلت بإعجابي ولم أهتم بأبوي فتوفى أنا نادمة على كل لحظة ما كنتش جنبه وزميلي اللي كنت معجبة به وانشغلت عن أبوي بسببه.
في البداية كرهته بس ما أراد أنه يتركني وبقي معي ولحد الآن قاعدة أتواصل معاه ومش قادرة أسيبه في لحظات تجيني ألومه لأنه كان سبب في أني كنت بعيدة عن أبوي بس بعدها ألوم حالي وأنا بدي طريقة حتى أسيبه وأنساه لأنه كلما أكلمه أحتقر حالي وأحس أني ضعيفة وأنانية وثم مستواي الدراسي نزل كثير ومع هذا كله أكذب على عائلتي بشأن درجاتي فشعور بالذنب والخزي بسبب أني ما كنتش مع أبوي وبسبب كذبي على عائلتي يرافقني طول الوقت وثقتي بنفسي قلت كثير هالسنين وابتعدت عن ربي كثير وما عدت قادرة أصدق أو أثق بنفسي أنه ممكن أتغير وأرجع مثل قبل بكل نشاطي وحيويتي وثقتي بربي وقربي من عائلتي
والفترة هذه حاسة بالاكتئاب حاسة روحي زهقانة من كل شيء من حالي ومن حياتي
وأحيانا أتمنى أنه أنهي حياتي وأخلص روحي من كل هذا العذاب
15/5/2019
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بك بنيتي، تعاش الحياة بحلوها ومرها. سأبدأ بحلوها وهو أنك عرفت والدك رحمة الله عليه ولك معه ذكريات، ومن حلوها نجاحك في الثانوية، ومن حلوها دخولك كلية قد كانت حلما لك في لحظة ما وما زالت كذلك لغيرك. أما أحلى ما فيها قدرتك على التفكير وإن كان بسلبية، ومن حلوها قدرتك على اتخاذ قرارتك فيها، وأحلى الحلو فيها أنها ما زالت مستمرة.
من مرها فقدانك لوالدك، وشعورك بالذنب بلا مبرر، ومن مرها فشلك في دراستك، أما أمر مرارها فهو كذبك على عائلتك وابتعادك عن دينك.
استثمري حلو الحياة في التخلص من مرها أو التقليل منه فيما لا يمكن التخلص منه. المر الذي لا يمكنك التخلص منه فقدانك لوالدك فمن مضى لا يعود ولكن تعلمي من هذا المر أن تستثمري وجود باقي عائلتك والاقتراب منهم. والدك توفاه الله عندما انتهى أجله وقربك أو بعدك عنه لم يكن ليغير من الأمر شيء. ركزي تفكيرك على ذكرياتك الحلوة معه وأكثري من الصدقة والدعاء له فهو الآن أكثر حاجة لك منه في حياته، وجهي تفكيرك بطريقة صحيحة، ندمك على ابتعادك عنه في فترة ما لن يفيدك أو يفيده في شيء ولا كذلك عيشك في مشاعر الذنب ولا السقوط في الاكتئاب. كوني إيجابية وتداركي ما فاتك معه ببره بعد وفاته، من صلة رحمة والتصدق عنه والدعاء له، أمور يمكنك القيام بها بسهولة بعد تخلصك من الاكتئاب، ولا تكرري ما تعتقدين أنك أخطأت به في حقه. أقول تظنين ذلك أن الأمر مرت عليه سنون وغالبا ما تتشوه الذكريات بالزمن فنجعلها أكثر قتامة مما كانت عليه بالفعل.
خروجك من الشعور بالذنب خطوة هامة وضرورية لتنجي بنفسك من الاكتئاب، وتهتمي بأسرتك ودراستك ودينك وبذلك تزيدين الحلو في حياتك. أما عن علاقتك بهذا الشخص فلم تكتبي تفاصيلها هل مجرد صديق أم هي علاقة عاطفية أم عبث. حسب تصنيفك للعلاقة يكون تصرفك معها فإن كان صديق كباقي الزملاء في الكلية فلا داعي للشعور بالذنب، فهو لم يكن سببا في بعدك عن والدك بل حجة تبررين بها شعورك بالذنب، انشغالك عن والدك طبيعي لفترة يركز فيها الأفراد على بناء شخصياتهم. أما إن كانت علاقة عاطفية فحوليها إلى علاقة شرعية لتتخلصي من الشعور بالذنب بأنك تفعلين ما يخالف مبادئك. إن كانت عبثا لا تحتاج منك لإرادة للتخلص منها، مجرد قرار التخلص من المرار وما يضرنا وتنفيذ القرار يكون بعمل حظر لهذا الشخص على وسائل التواصل معه وتغيير رقمك.
قيامك بخطوات في حياتك من تعديل تفكيرك وسلوكك وتركيزك على نفسك سيزيل عنك الشعور بالهم ويزيد ثقتك بنفسك ويزيد أيامك حلاوة باذن الله. الحياة نعمة عليك استثمارها وشكر الله عليها فقط تحتاجين لتغيري طريقتك في التعامل معها.
واقرئي أيضًا:
تأكيد الذات
بين الجهل بقوانين الحياة، ومصيدة الشعور بالذنب !!
قلة ثقة بالنفس وهبوط في النفسية