حياتي أصبحت جحيم بسبب أفكاري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أود شكركم على ما تقومون به من مساعدة للناس وإتاحة الفرصة لهم لتعبير عن أفكارهم وهمومهم ومشاركتها
مشكلتي هي كالآتي:
أنا شخص ولد وتربى وعاش على خوف الله وتمني الخير للجميع والحمدلله ولدت ونشأت في جو فيه الكثير من المشاكل والفقر حتى أن أهلي كان مضطرون لأن يعملوا حتى أوقات متأخرة ثم يعودون للمنزل وفيهم تعب شديد ولم يكن لديهم الوقت الكافي لي.
ومن هنا بدأت مشكلتي أن أحد أقاربي كان في أول بلوغه وكان يسكن قريبا منا فعندما أذهب إليهم ويكون هو لوحده في البيت كان يغرر بي بأن يطمعني بأن ألعب بجواله أو كمبيوتره ولكن على شرط أن يمارس معي الرذيلة أستغفر الله العظيم وأنا كطفل لم أكن أفهم أي شيء كان كل همي اللعب في الهاتف وفعل هذا بي أكثر من مرة ولكن توقفنا بعد مدة قصيرة من الزمن والحمدلله. عندما أصبحت في العاشرة من عمري اضطررت إلى تغيير مدرستي وذهبت إلى مدرسة لا أعرف فيها أحد وهناك أصبحت أتعرض للاهانة من الطلاب ولأني كنت أكره هذا أرد الإهانة فيضربوني وأنا أخشى أن أقول لأهلي فيقول عني جبان وكنت أخشى أيضا أن أتسبب لهم بالمشاكل.
وهنا وحتى قبل بلوغي بدأت تأتيني تخيلات بأني ذليل عند معملتي وأنها استغفر الله العظيم تعاملني مثل كلبها وبدأت أستمتع بهذه التخيلات حتى كان أول استمناء لي بسبب إحدى هذه التخيلات. وهنا بدأت بممارسة العادة السرية كثيرا وأنا أستثار على خيالات بأني أهان وأذل من قبل النساء.
حتى أصبحت في الصف العاشر وتعرفت على فتاة أحببتها وأصبحت أتخيلها زوجتي ككل إنسان طبيعي ثم شاء القدر وانفصلنا. عندما أصبحت في الخامسة عشرة من العمر زادت ممارستي للعادة السرية إلى أن حلت كارثتي الحقيقة ففي أحد الأيام كنت أمارس العادة السرية للمرة الثالثة على التوالي في نفس اليوم فوجدت ألما في العضو الذكري فجاءني الوسواس في أني لست رجل وأني لن أستطيع الجواز ولن أكون إنسانا طبيعيا قاومت هذه الأفكار ولكن لم أستطع التخلص بل قدرت على التعايش معها. ثم شاء القدر وسافرت إلى ألمانيا حيث أقيم الآن وأنا ما زلت على ممارسة العادة السرية ولكن بتلك التخيلات الشاذة بأني أهان وأذل من قبل الفتيات.
لكن منذ فترة ليست ببعيدة استيقظ شيء ما بداخلي قال لي بأني لست كذلك وأن الله كرمني فلماذا أذل نفسي ولماذا أرضى بالذل لذلك اتخذت القرار بأن لا أعود لمثل هذه التخيلات ولن أمارس العادة السرية ولن أشاهد الأفلام الإباحية التي تعزز هذه التخيلات بعد اليوم. وبدأت بتدريب نفسي على الاستثارة العادية مثلي كمثل أي رجل آخر وكنت على ثقة وأمل بأني سأستطيع وسأكون رجل وسأتزوج وأفرح أمي وأجلب صبيانا وبناتا وأربيهم على حب الله وحب الخير للناس
حتى جاءت اللحظة التي انهار فيها كل الأمل فسمعت عن أحدهم عن قصص المثليين والشواذ وهنا بدأت أسترجع الماضي وصرت أخاف أن أكون مثلهم فصرت أضع نفسي تحت اختبارات لأرى إن كنت شاذ أم لا ولكن خفت أن أكمل أي اختبار فأنا لا أريد أن تكون نتيجة الاختبار أني شاذ جنسيا وأني أثار من الشباب. الذي يساعدني قليلا أني أتذكر أني كنت يوما إنسانا طبيعيا فقد أحببت فتاة وأردتها زوجة لي ولم أتخيلها يوما كسيدتي أو شيء من هذا وإنما زوجتي وحبيبتي. أصبحت حياتي منذ تلك اللحظة البؤوس جحيم لم أعد أرغب في استمرار الحياة أصبحت أفكر بالانتحار يوميا لا أستطيع إيقاف التفكير بهذه الأشياء وأخشى أن أصل لقناعة أني شاذ فأفقد معنى الحياة فأنا والله لا أحب هذا ولا أريد هذا. لذلك أرجو المساعدة
هل من الممكن أن أكون إنسانا طبيعيا كباقي الناس؟
هل خوفي من كوني شاذ جنسيا يمكن أن يحولني بالفعل إلى شاذ جنسي؟ أم أني بالفعل شاذ وهذا ليس مجرد وسواس؟
أرجوكم أجيبوني ماذا أفعل فقد تأثرات حياتي بشكل كبير وأنا على باب امتحان مهم من أجل مستقبلي ولا أستطيع الدراسة بسبب هذه الأفكار. لا أستطيع التفكير في أي شيء حتى عندما أضحك أتذكر فيغلب علي حزني. وفوق كل هذا أنا أخشى من فكرة الذهاب إلى طبيب نفسي في ألمانيا فهنا الشواذ يعتبر شيء طبيعي وأنا لا أريد أن يقنعني الطبيب النفسي بأن هذا طبيعي وفوق كل هذا لا أريد أن أحزن أهلي فهم لديهم من الهم ما يكفيهم.
آسف على الإطالة ولكن حاولت ذكر كل الأشياء التي أراهاا سببا في مشكلتي وأعتذر على عدم ترتيب الأفكار بشكل مثالي ولكني أكتب وأنا مكتئب جدا
لا يعلم بحالي وقهري إلا الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
19/5/2019
رد المستشار
وعليكم السلام صديقي "إيو" ومرحبا بك على موقعنا.
أرى من خلال استشارتك أنك شخصية قلقة وسواسية، وهذا يبشر بالخير من جهة السلوكات والتوجهات الجنسية، ويبشّر بخير أقل من ناحية الصحة النفسية
لماذا هو خبر سار من ناحية همومك الجنسية؟ ببساطة لأن قلقك ووساوسك تضخم لك أي شعور أو سلوك تمارسه، ويدخلك في دوامة من التخوفات والترقبات بخصوص هويتك الجنسية وميولك، وأقول لك كما يقول المختصون أنه لا شذوذ يمكن تشخيصه قبل إتاحة علاقة طبيعية بين الشخص وبين جنسه المقابل، أما بخصوص التخيلات والإذلال ليس ضروريا أن تطبقها ولا أن تحبّها في حياتك الجنسية الواقعية، وها أنت قلتها، لما شعرت بحب اتجاه فتاة فقدت هذا الشعور بالدونية والإذلال؟ فماذا لو كان كل هذا الإذلال والمازوخية نابعا عن صراعات نفسية وتوكيدية منخفضة جدا تخرج على شكل صراعات مع رغباتك الجنسية ولعب دور الضحية مع الناس؟! بمعنى أنك لما شعرت بالحب والثقة والأمان، خرجت مشاعرك الحقيقية ورغباتك المتزنة.. ولما تفتقد الأمان والثقة والتقدير تنزلق إلى لعب دور المفعول به جنسيا المذلول .
بالنسبة لما حصل لك من اعتداء جنسي (ولم تذكر أهو كامل أو غير كامل) فهو مما يقع للكثير من الناس دون أن يدمّرهم، صحيح أن تجربة الاعتداء الجنسي ليس كغيرها من الاعتداءات الجسدية (حتى لو أردنا قياسها بسطحية وبساطة)، لكن هذا لا ينفي أنها اعتداء وعدوان خارجي على الإنسان، لا ينبغي بحال أن يعتبر نفسه مذنبا مسؤولا عنه، وأن يرمي الخزي والعار على نفسه فيه. وكما أن جريمة وقعت عليك لا تخلق منك مجرما، فإن اعتداء جنسيا لا يخلق منك شاذا كما يتخيل الكثيرون!
أفرحتني بالانعطاف الكبير في حياتك بأن قررت أن تكف عن الإباحيات (واختيار ما تميل له نفسك أو تحب أن تختبره فيها) وأن تكف عن استثارة نفسك بخيالات لا ترضاها.. هذا جيد جدا.. ويبشر بالخير.. ثم جاءت قصة أخرى اقتحمت عليك كيانك.. وهي قضية الشذوذ فتُهت في أفكارها ووساوسها مجددا، ولا يواسيك إلا ماضيك الطبيعي، لذا قلت لك أن مشكلتك هي القلق والوسواس وهذا ما يجب أن تبدأ به رحلتك العلاجية عند مختص نفسي (وقد يترافق الدواء مع جلسات العلاج)
وأنصحك أيضا بالتثقف بشكل علميّ (مصادر علمية رصينة) في قضايا الجنس. فجهلنا وأساطيرنا في مواضيع الجنس قد تعذبنا (شعرت بألم في عضوك بعد أن أنهكته بالاستمناء فسارعت لاتهام نفسك بقلة الرجولة!) فارحم نفسك وحاول تغيير قناعاتك عن نفسك وعن تجاربك، واكتسب ثقة عن ذاتك وإنجازاتك، واجتهد وأكثِر من الإنجازات وتعلم المهارات فهي مفتاحك للخروج من هذا العالم المظلم..
الدنيا لا تنتهي بوجود خلل فيها فلا تضخم مشاكلك لحد تمني الموت، ولا تمت وأنت بين الأحياء بتركك التغيير والصبر.
وإليك بعض الروابط.
الشذوذ الجنسي والوسواس القهري: علاج وسواس المثلية
اضطراب الشخصية القلقة
تحرشات الطفولة وعواقبُ رغم الرجولة