ليس بيدي: حلول: للفراغ العاطفي!! م
ليس بيدي:حلول: للفراغ العاطفي!! Follow up
السلام عليكم، كتبت لكم سابقاً مرتين بنفس الاسم بإيميل مختلف وحصلت على ردود ولكم الشكر الجزيل. بدأت بالفعل بتطبيق نصيحة الدكتور أحمد وخارطة الطريق. لكن في المرتين لم أطرح مشكلتي كاملة لأني أستشعر الخجل. ومازالت المشكلة تؤرقني وأشعر بالسوء الشديد. مشكلتي قد تكون بسيطه في أعينكم لكنها والله كبيرة في قلبي وتثقلني وأستشعر الخجل في كلامي عنها فلا أستطيع ذكرها لوالدتي أو أختي أو صديقاتي أرجو منكم الرد ولو بتوجيه بسيط ولكم خالص الشكر جزاكم الله خيراً.
كتبت بأني في الولايات المتحدة لدراسة الدكتوراة، وتخرجي بإذن الله قريب وعائدة للوطن بعدها. لم يتيسر لي الزواج لأسباب خارج يدي ولم يكن الموضوع يؤرقني في السابق. في بداية العشرين لم يكن يقلقني الموضوع وكنت أشعر أن سن الثلاثين سن جيد للزواج. أما خلال الثلاث سنوات الماضية بدأت أجد أن أغلب صديقاتي من هن بعمري قد تزوجن وبعضهن يسر لهم الله الإنجاب. بدأت أشعر بالغيرة الشديدة مع أني لم أكن يوماً شخصية غيورة ووالله أني فرحة لهم وأدعو لهن بالتوفيق. لكن بنفس الوقت أستشعر الوحدة الشديدة ولا أستطيع أن أمنع نفسي من الشعور بالحزن على نفسي بلا شعور أفكر وأقارن نفسي بهن فأنا لست أقل منهن جمالاً ولا نسباً ولا ديناً ولا ثقافة ولا علم ولا ذكاء ثم أستعيذ بالله من الشيطان وأدعو لهن بالتوفيق وأدعو لنفسي بالرزق. ثم لا ألبث وأعود لنفس التفكير. تعبت من التفكير والمقارنة والغيرة بدأت أشعر بفراغ عاطفي كبير لا يملؤه كتب، ولا دراسة، ولا دعاء، ولا صداقة، ولا رياضة. أحاول الانشغال بنفسي وبحياتي والاستمتاع بهواياتي إلخ بلا جدوى. أعود دائماً لنفس التفكير السلبي وأشعر بغصة في قلبي وكسرة في نفسي.
بدأت ثقتي بنفسي تتزحزح وبدأت أشك بنفسي، ربما أنا لست حسنة الشكل، ربما شخصيتي غير محببة، ربما حجابي وتديني الظاهري سبب نفور الشباب مني. لاحظت بأن البنات غير المحجبات والذين يبالغن بالزينة هم المرغوبات دائماً ولديهن طوابير من المعجبين. أنا عشت سبعة سنين في بلاد الغربة وأرجع لبلدي في الإجازات كلما أمكن، أتخيل في يوم أنني سألتقي صدفة بمن يعجب فيني بالجامعة أو في البلد أو في المطارات ويخطبني لكن لم يحصل. (أنا لست مصرية وشروط الزواج في بلدي مقيدة جداً من حيث النسب والتوافق الاجتماعي).
الشيء الذي لم أكتبه سابقاً وأريد له حلاً أو نصحاً أن المشكلة زادت سوء خلال السنتين الماضيتين وهو شيء لم أفعلة في المراهقة ولا بداية العشرين وأجد نفسي أفعله على أعتاب الثلاثين. وأعتذر عما أكتبه ووالله أني أستشعر الحرج لكن أحتاج حل لأن قوة إرادتي فشلت في منعي منه. طوال حياتي كنت إنسانة محترمة وأضع الله بين عيني وأغض بصري ولا أنظر للحرام ولا أسمع الأغاني التي تثير العواطف. لكن مع غيرتي بدأت أتخيل تخيلات محرجة وغير مهذبة فقط لأشعر بأنني مرغوبة ومحبوبة. وتطور الأمر لشعوربالاستثارة. وبعدها للأسف -وآسفة مجدداً على صراحتي- مداعبة البظر، لدقائق قليلة لا أستمر طويلاً. ولا حتى أصل للأورجازم أو الإرجاز ولا أصلاً أعرف كيف أصل لها. مداعبة لدقائق قصيرة أستطيع أن أشعر خلالها بشيء لطيف، لا أفكر بشيء آخر، وأخفف من الشعور بالاستثارة. بدون النظر لأي شيء حرام فقط في خيالي بشكل عام ولا حتى أفكر بشخص معين أو بفعل محدد.
بعد أن أنتهي أشعر بالذنب والقرف الشديد لإهانة نفسي وجسمي بهذه الطريقة. ثم أشعر بالحزن والوحدة الشديدة والفراغ العاطفي وأحياناً كثيرة أبكي بعدها من اختلاط المشاعر. أشعر بأنني أريد المزيد لا أعرف كيف أصفه غير وكأنني جائعة لكنه جوع لا يسده طعام، أشعر بأن فعلي لم يصل التمام أو الكمال وأتمنى الوصول له لكني لا أعرف ولا أجرؤ، وأشعر بالقرف من نفسي للنزول لهذا المستوى وكأني صبي مراهق لايستطيع السيطرة على شهوته، وأشعر بالحزن الشديد وبالوحدة وأتمنى أن لدي من يشاركني حياتي وأفكاري ويحتويني. غالباً بعدها أبكي وأعانق وسادتي وأتخيل أن هناك من يشاركني سريري ويعانقني ويحبني. أنا أدرك مداعبة النفس فعل محرم لكن أجد صعوبة في التوقف. أعاهد نفسي على التوقف وأستغفر وأتصدق وأشغل نفسي لكن لا ألبث إلا أن أرجع وأعيد الكره.
I’m aroused and frustrated all the time. And I feel absolutely disgusting and heartbroken for this. I thought good girls don't have sexual thoughts. I feel so bad I just want to turn it off.
(أنا مستثارة ومحبطة كل الوقت، وأشعر أني مقرفة تماما ومحطمة القلب، أظن البنات الجيدات ليست لديهن أفكار جنسية، أشعر أنني سيئة جدا ولا أريد أكثر من إيقافها)
أفهم بأنه لاتوجد نصيحة للتخلص من الفراغ العاطفي ومشاعر الغيرة ومشاعر الوحدة لكن كيف أتخلص عالأقل من عادتي السيئة. هي تسعدني لدقائق معدودة، لكن بعدها أمر بساعات أو حتى يوم من الضيق بنفسي والندم. أكتب لكم وأنا أبكي من الضيق.
جربت كل شيء
التقرب من الله والصوم والاغتسال وشغل النفس بالهوايات وبمشاغل الحياة والدراسة وحتى الابتعاد عن الصديقات اللاتي أغار منهن بلا فائدة وأعود لنفس الفعل.
19/5/2019
رد المستشار
الابنة السائلة
هناك نظرية تصنف الناس حسب وعيهم إلى مستويات، وهناك مجموعات بوح نسائي على الفيسبوك، نقلت لي منها إحدى عميلاتي رسالة تشكو مما تشتكين منه وقالت العميلة إن الشكوى متكررة واللغة موجعة .. إلخ
بدا لي بعد رسالتك الأحدث أن شرائح واسعة من مجتمعاتنا المسكينة تبدو في مستويات وعي بالذات والعالم وبالدين لا تسعفها إلا بالنحيب على المشكلات دون الوصول إلى مخارج وحلول!!!
خذي عندك الأمثلة التالية
- مجتمعات لم تحسم حتى الآن هل هي مجتمعات بدوية تقليدية حيث يتزاوج الناس على أساس العائلة والقبيلة، وحيث حياة الناس تبدأ وتنتهي في مضارب الديرة وفيها تدور كل الأحداث والزواج سهل ميسور ومرتب وتقليدي!! أم هي مجتمعات مدينية تعيش التحديث بتغيراته وانعكاساته على نمط الحياة، وأشكال العلاقات، وتصورات العيش
كثير من المجتمعات العربية يترنح مرتبكا بدرجات بين هذا وذاك، ولا تدور فيه أية نقاشات حول ماذا نريد؟ وكيف نعيش؟ وكيف سنلبي احتياجاتنا الإنسانية البسيطة والأساسية؟؟؟
ربما نكون على نفس الحال بعد شهور من انتهاء وضعك الصعب عندما ستعودين إلى بلدك بعد حصولك على شهادتك
وربما ما ننتظره هو معجزة لظهور الفارس المنتظر الذي تتحقق فيه كل الشروط المجتمعية والعائلية وشروطك أنت الشخصية وأحلامك المختزنة طوال عقود
في نفس المستوى من الوعي.. تدورين وترتبكين في متاهة كلام شبعت منه البشرية وتناوله الفقهاء وعلماء البيولوجيا والجنس والنفس بما لم يبلغك -فيما يبدو!!
ممارسة الإمتاع الذاتي هي النشاط الجنسي الوحيد المتاح أمام ملايين -بل عشرات الملايين- ممن لا شريك شرعي لديهن أو لديهم، ولا يذهبون ولا يذهبن إلى خيار الزنا!!!
والضرورات تبيح المحضورات بقدر الحاجة
ولممارسة الإمتاع الذاتي أصول وقواعد حتى يؤدي الغرض منه ويكفي للإشباع الجزئي على فترات مناسبة -تختلف من شخص لشخص-
أنت ذهبت لأمريكا للحصول على الدكتوراه ولم يبلغك بعد كل هذا الطحن والجدل والإنتاج الفكري وترددين نفس الكلام الذي كانت تردده فتاة في خمسينات أو ستينات القرن الماضي عن القرف من المشاعر الجنسية والرغبات والخيالات العادية وتستشعرين الحرج..إلخ
أنا لا ألومك ولا أنتقدك، ولكن أتأمل معك.. في أي مستوى وعي تقبع ملايين تشتكي وتبحث عن حلول -حيث لا توجد مخارج وحلول حيث هم- في مستواهم أو في الطابق اللي محبوسين فيه!!!
لذلك وبفضل متابعتك وتواصلك معنا وأشكرك على استمرار ثقتك.. بدا لي عبثية الحوار حول البحث عن حلول، لأن مربط الفرس هو مستوى الوعي الفردي والجمعي والمجتمعي الذي يعيشه صاحب السؤال
يعني الطابق الذي أنت فيه حاليا لا توجد فيه حلول، وليس فيه سوى الوجع وازدراء الذات وارتباك الثقة بالنفس وكل ما تصفين
أكدت على إدارة الموقع بحذف بلدك، كما طلبت، وبترجمة عباراتك التي كتبتها بالإنجليزية -من فرط خجلك، وشعورك بالعار!!! فيما يبدو.. أهلا بك دائما، وتابعينا بأخبارك.
واقرئي أيضا :
أحلام يقظة وفراغ عاطفي
التعليق: صديقتي، ربما حان الوقت لنقل الآفاق والنظرات لما هو أبعد من مشكلتك،،
استشعري أن مشكلتك هي مشكلة الملايين بما فيهم نفسي،، حان الوقت للكفاف عن الصراخ نفسي نفسي،، وبدلاََ عن ذلك اصرخي : مجتمعي مجتمعي،،وسعي آفاقك وانظري حولك وحاولي معالجة ما يمكن في مجتمعك الذي وضعك في هذا الموقف، ومهما طال الزمن إذا تكاتفنا سوياً، مهما كانت مشاركة الفرد المكافح ضئيلة بالنسبة لمجتمع كامل، فسنبني مجتمعا أفضلاً عادلاً بفضل الله عندها لن تكون مشاكلنا كيف أشبع حاجاتي الإنسانية والشهوانية، بل ستكون معركتنا حينها أسمى وأعظم من ذلك.
وفقك الله