القلق وكثرة التفكير بالمستقبل
السلام عليكم ورحمة الله، أنا فتاة عمري 24 أعيش مع عائلتي والدي وإخوتي في بلد خليجي، سؤالي من شقين
الشق الأول هو أني أعاني من مشاكل التعلق بالآخرين جدا طوال حياتي، في كل فترة من حياتي أتعلق بشخص بشكل غير صحي أبدا بطريقة تعطل حياتي، رجل كان أو امرأة بعيد أو قريب، وبعد مرور فترة أنسى هذا الشخص، جزء من تعلقي هذا لأني أحيانا أنظر بمثالية للطرف الآخر كأنهم ملائكة، في الواقع تضاءلت هذه المشكلة كثيرا بعدما تخرجت من الجامعة ودخلت في خضم البحث عن عمل وأشعر أني نضجت قليلا، ولكن التفكير في الوقوع فيه مرة أخرى يقلقني
أما الشق الثاني فهو متعلق بالأول حيث أني تعرفت على شاب عبر الهاتف مراسلات كتابية فقط بعد إصراره على أن نتعرف، هو شخص من المعارف وهو ببلدنا وأنا ببلد آخر، في البداية رفضت الحديث معه ولكنه أصر أنه يريد التعرف علي بنية الزواج، كان صريحا معي بمعلوماته وتأكدت من ذلك ولكن لا أعرف إن كانت هذه العلاقة صالحة خصوصا أن لدي تلك المشاكل المرتبطة بالتعلق وأخاف من هذا كثيرا وأن أجرح أو أتعب نفسيا مرة أخرى،
ومواصفاته تنطبق على مواصفات الرجل الذي أريد الارتباط به، عمره 31، يحمل الماجستير في الشريعة والقانون، كان يعمل مساعد بجامعته ولكنه الآن يبحث عن عمل رسمي أفضل، متدين كما يبدو لي، كان خلوقا معي، نتواصل منذ مدة سنة ونصف بالرسائل فقط رغم إصراره على رؤيتي وسماع صوتي في البداية ولكنه احترم رغبتي بالرفض حاليا،
خائفة جدا من التعلق به وأن تتعطل حياتي بسبب هذا التعلق، خصوصا أني لا أعرف إن كنا نستطيع أن نتقابل رغم محاولاته بالمجيء لهذا البلد أولا للحصول على وظيفة وحلم حياته أن يأتي هنا، وهذا ما جعلني أشك أنه تعرف علي لمصلحة للقدوم إلى هنا، إلا أنه اعترف لي أنه أعجب بي من كلامي وتفكيري وأصبحت عزيزة عليه وزاد احترامه لي عندما رفضت أن أرسل صوري أو أتحدث معه بالهاتف،
أنا حذرة جدا بالتعامل معه، ولكن في نفس الوقت بدأت أعجب به وأتعلق به، وأكثر التفكير فيه، علما أني سمعت صوته ورأيت صوره على الفيسبوك بعد أن أضافني، الآن أنا مقبلة على وظيفة ولا أعلم كيف سيكون المستقبل بالنسبة لعائلتي والبقاء في هذا البلد أم الرحيل، أشعر بالمسؤولية تجاه والدي وتجاه إخوتي ولكن في الوقت نفسه أحتاج إلى شريك أو بالأصح زوج، خصوصا أني بعمر الزواج ولا أضمن المستقبل إن رفضت بعض الفرص حيث أننا لا نتزوج إلا من جنسيتنا ونعيش في منطقة لا يوجد فيها أقارب أو أناس من جنسيتنا .
مشكلتي بالاختصار تتعلق بمشاعر ومواقف سلبية، أثرت على حياتي في العائلة والبيئة حولي ولدت عندي عقدا، ومخاوف أخرى حقيقة تتعلق بوضعي الاجتماعي مثل الزواج ووضع عائلتي بالمستقبل والقلق حوله
أرجو أني وضحت مشكلتي
وأنا مستعدة أن أوفي بتفاصيل أكثر إذا تطلب.
18/5/2019
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
ليس من الإنصاف القول بأنك تعانين من مشكلة بالتعلق لأن التعلق Attachment عملية غير واعية مصدرها تجارب الطفولة وفي الغالبية العظمى من البشر عملية صحية غير متأزمة. ما تتحدثين عنه في الشق الأول يعكس أبعاد صفاتك الشخصية المنفتحة العاطفية الغير عصابية ولذلك عليك القبول بهذه الشخصية وعدم نبذها. تجارب العلاقات الشخصية جزء لا يتجزأ من عملية نضوج الإنسان عاطفيا والتجربة التي نسميها فاشلة هي واحدة من دروس الحياة المتعددة.
أما الشق الثاني من رسالتك المتعلق بعلاقتك مع هذا الرجل فهي علاقة طال أمدها بعض الشيء ولا بد من انتقالها إلى مرحلة جديدة. لا يمكن القول أنها علاقة واقعية ولا تزال عائمة في بحر من الخيال ولا بد من أن تصل إلى ميناء تستقر فيه.
الشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين شعور سامي يستحق كل التقدير ولكنه في نفس عملية تدمر الإنسان الذي لا يشعر بالمسؤولية تجاه نفسه وسد احتياجاته الناقصة. احتياجاتك قبل احتياجات الأهل وإن لم تلبي هذه الاحتياجات فسيأتي يوم لا تشعرين به سوى بالندم والغضب والفشل.
لا بد من حسم هذه العلاقة وعلى هذا الرجل المبادرة بلقائك وخطبتك إن استنتجت بأنه الحبيب والزوج والمستقبل. إن كان يحبك فعلا فعليه مضاعفة جهوده بدلاً من استمرار العوم في بحرٍ من الخيال. دون ذلك تتوجهين صوب حلم آخر على أرض الواقع.
وفقك الله.
واقرئي أيضا :
الحب والارتباط...والأسس السليمة
مشكلة عاطفية ....انجي محتارة
كيف أتعامل؟؟ فطرة!، وعزلة!!، وانجذاب؟!!