اضطرابات نفسية
أنا وأختي التوأم كنا أول فرحة أبويا وأمي.. اتولدنا في السعودية بعيد عن كل قرايبنا.. أبويا معظم الوقت كان في الشغل وأنا كنت بقضي معظم وقتي مع أختي وأمي وبنت جارتنا وولاد جيراننا بس دول ماكنتش قريب منهم أوي.. أنا كنت مرتبط بوالدتي جدا وكنت قريب من والدي برد بس هو كان عصبي شوية وكان بيضرب.
أنا في الفترة دي لحد سن خمس سنين، كنت برغب بشدة إني أكون بنت مش ولد وكانت اهتماماتي كلها زي اهتمامات البنات.. والدتي كانت بتزعقلي لما بقولها كدا وكانت بتقولي الولد ليه الحريه يعمل اللي هو عايزه ويلبس اللي هو عايزه.. الولد أحسن من البنت! أنا كنت رافض الكلام ده وكنت بعتبره فيه عدم مساواة بين الجنسين . بعدها نزلنا مصر سنة واحدة ودخلنا المدرسة.. اندمجت جدا مع الصبيان وكنت عايش طبيعي جدا .
رجعنا السعودية تاني بعد كدا.. بس أنا مندمجتش خالص بقى في المدرسة الجديدة.. المدرسين كانوا أجانب وأنا اللغة الإنجليزية مكانتش قوية أوي عندي.. في حين زمايلي اللي كانوا عرب ومصىريين كانوا متفوقين عني. ولكن بعد مجهود جبار من والدتي، تفوقت أنا وأختي على زمايلنا دول.. وبقا عندي صحاب بس صحابي كانوا بيملوا مني بسرعة بسبب هدوئي الزايد. هدوئي ده كان بيعجب ناس وبيضايق ناس.. وأمي كانت بتنزعج من ده وبتقولي ماتخافش وخلي عندك ثقة في نفسك والكلام ده .
قد ما أمي كانت بتخاف علي جدا وعلى قد ما كانت عايزاني أنا وأختي نبقى أحسن ناس في الدنيا إلا أنها أذتني من غير قصدها بطريقتها معايا.. أمي كانت بتتهكم علي كتير وكانت محسساني جدا بالفرق اللي بيني وبين الصبيان التانيين.. لأني كنت هادئ جدا زي ما قلت ولأن مكانش لي اهتمامات بالكورة والألعاب العنيفة اللي بيحبها بقية الصبيان.. فهي كانت بتتريق دايما علي طريقة مشيتي وعلى طريقة كلامي.. وكانت بتعلق علي باستمرار لو غلطت أو قلت حاجة مش في موضعها أو لو اتحطيت في موقف وارتبكت أو اتصرفت غلط.. وكان ده أوقات بيبقى بيني وبينها فكانت بتلفت نظري للخطأ اللي عملته بهدوء أوقات وأوقات بتهكم وتعنيف.. أو أوقات كانت بتعلق علي قدام الناس زي أقولها معلش ياجماعة مبيعرفش يتكلم! وحاجات زي كدا...
ممكن يبان ده عادي.. بس للأسف السبب في تكرار الكلام ده وأنا لسه طفل هدم شخصيتي وخلاني معدوم الثقة في النفس وخلاني أكره أي حد أفضل مني! وكنت دايما حاسس إني أقل من كل الناس وأقل من كل أبناء جنسي وأنا مش عارف أبقى زيهم وبقيت حتى بخاف إني أحاول أبقى زيهم!!!! أبويا مكانش ليه رد فعل من كل اللي بيحصل ده.. ولما بدأ يشارك.. بدأ هو كمان يعلق علي.
الفترة دي كانت من 8 سنبن لحد عشر سنين لما تميت ال 11 سنة.. ظهرت علي علامات البلوغ وظهر معاها ميولي المثلية اللي أفزعتني! أنا كنت مدرك أني ذكر.. يبقى المفروض أنجذب لبنت.. إيه اللي حصل دا بقى؟! ولكني كنت مستمتع بالموضوع .
نزلنا مصر تاني ومستقرين فيها لحد دلوقتي. وعرفت إن اللي عندي ده اسمه مثلية جنسية وأنه مرض... الموضوع ده ضايقني جدا وكنت بحاول أشوف طرق لعلاج الموضوع ده لحد ما أنا دلوقتي يئست من علاجه وأيقنت أنه لا سببل لعلاجه إلا بالذهاب لطبيب نفسي..
أنا ماكونتش أي صداقات وماكنتش بخرح ولا بمارس رياضة وده لأني أصلا خايف أنزل الشارع وخايف أواجه الناس وبترعب من الكلام مع الناس أو الكلام العلني قدام ناس كتير وأني بعرق وبيظهر علي الخوف جدا في المواقف ديه بالإضافة لأي موقف يجب إني أتصرف فيه.. برتبك جدا.. وعندي مشكلة برد إني مابعرفش أحفظ طرق خالص! مهما روحت المكان ده مابقدرش أحفظه من كتر ارتباكي!! وأنا مبقاش عندي أي ثقة في نفسي أو في قراراتي ومعلوماتي.. وده كله كان سبب في عزلتي وعدم احتكاكي كثيرا بالناس..
عدم ممارستي الرياضة خلاني أكبر بجسم غير صحي أبدا وغير رياضي فأنا قصير القامة وقدماي ويداي صغيرين جدا بالنسبة لأي راجل عادي وصدري مش عريض وكتفي قصير جدا وغير مستقيم (منحدر شوية) بالنسبة لأي رجل طبيعي.. وبالتالي جسمي الهزيل الضعيف الغير رجولي كفاية.. زاد من عدم ثقتي في نفسي.. وإني أروح الجيم أو أمارس أي رياضة قتالية حتى تزيد من قوتي البدنية وتخليني أقدر أدافع عن نفسي لو حصل أي حاجة... مش سهل أبدا علي.. أنا أصلا بحس بضيق شديد وخوف لما بفكر إني أروح جيم أو أمارس رياضة عشان أحسن من مظهري وأزيد من قوتي...
أنا دلوقتي عندي 19 سنة والأعراض دي كلها لسه عندي.. رغم أني كنت بحاول أغير وأحسن من نفسي عشان أقدر أعيش.. ولكني ماقدرتش... هربت من البيت مرة عشان أخلص نفسي وأخلص أهلي اللي مش قادر أصارحهم بحاجة مني.. بس ماقدرتش ورجعت تاني حتى أني حاولت الانتحار ولازلت بفكر فيه.. ولكني ماقدرتش .
المشكلة أني دلوقتي أنا في جامعة.. وأنه مطلوب مننا إجباري إننا نطلع نتكلم في مواضيع في العلن.. وأنا الموضوع بيربكني جدا بالإضافة لكورس إنجليزي لازم آخده عشان الشغل.. والكورس ده في محادثات مع ناس تانية... وبيشغل بالي موضوع الزواج.. هتزوج إزاي وأنا شاذ وهتحجج بإيه عشان ماتجوزش.. والعمل والوظيفة.. هشتغل إزاي وأنا مابقدرش أصلا أواجه ناس!!!
أنا حاسس كمان إني بلا هدف.. وبلا هواية معينة.. ومش عارف أنا عاوز أوصل لإيه ومرتبك ومشوش التفكير وبنسى كتير جدا...
أنا في أثناء كل اللي بمر بيه دا.. في مواضيع معينه شغلالي بالي كمان!!! زي موضوع الدين.. وما هو الدين الحق؟! أنا أرسلت لكم اسئلني حول الموضوع ده في رسالة أخرى. أنا توصلت إلى أن الإسلام قد أقام الحجة لكي نتبعه ولكن في حاجة لازالت مش مريحاني
وموضوع المساواة بين الجنسين ودور كل واحد فيهم في الحياة.. وهل الرجل بيتألم أثناء الجنس زي ما المرأة بتتألم أحيانا؟؟ أنا بحثت ووجدت أن الجنس متعة للرجل والمرأة ولا يوجد أي ألم.. ده الطبيعي.. ولكن في بعض الأحيان الرجل والمرأة كلاهما يتألم أثناء الجنس نتيجة ممارسات خاطئة أو لأسباب طبية..
وعرفت إن الرجل والمراة متساويان ولكن مختلفان وكل واحد عنده ميزة مش عند الآخر ودورهم في الحياة متحدد على أساس ميزة كل واحد . وإن خلفة الإناث ليها ميزة مش موجودة في خلفة الذكور والعكس وأن الخلفة في حد ذاتها هي النعمة التي يجب أن يحمد الإنسان ربه عليها.. وأن المفروض أن يرضى ويقنع ويسعد بما عنده وينشغل في إزاي يربي ابنه أو بنته ليناسب كل واحد فيهم دوره في الحياة.
أنا مقتنع بما توصلت إليه في الموضوعين دول ولكني لا زلت مش مرتاح ومتوسوس وحاسس إن في حاجة غلط.. أرجوكم صححوا لي لو في أي حاجة من مفاهيمي دي غلط وأعطوني الإجابة الصح
وأرجوكم كمان ترشدونني أعمل إيه في ما أعاني منه وتشخصوا حالتي
24/5/2019
رد المستشار
السلام عليكم يا عزيزي "أحمد"، وأهلا بك سائلا وزائرا على مجانين للصحة النفسية.
سأبدأ من جملتك المفيدة جدا في فهم وضعك : (أنا حاسس كمان أني بلا هدف.. وبلا هواية معينة ..ومش عارف أنا عاوز أوصل لإيه ومرتبك ومشوش التفكير) وسؤالي هنا: أنت مشوش ولا تعرف ما تريد، هل يمكنك مع ذلك أن تكون موقنا أنّك "شاذ جنسيّا"؟! إن حالتك النفسية عبارة عن رهاب اجتماعي وقلق أداء مرتبط بتقدير ذات منخفض، وربما عندك وسواس أيضا. هذا ما بدا لي من التشخيص الأوّلي. أما قضية الميول الجنسية فلا يمكنني أن أجزم وسط هذا الركام النفسيّ، فضلا عن أن تشخيص المثلية الجنسية لا يكون قبل إتاحة فرصة حقيقية ومستدامة لعلاقة بينك وبين الجنس الآخر وهذا منتفيّ في حقّك.
ستلاحظ (في بعض الاستشارات التي سأضعها لك تحت) أن الاغتمام بقضية المثلية الجنسية لا يأتي غالبا لوحده، ستجد أن المشتكين منها لديهم صراعات من ذواتهم ومع الناس، غير مرتاحين، لم يحققوا التوازن المنشود بين حب الذات وتقبلها وتقبل الواقع والمضيّ فيه قدما، وعيش العلاقات والمواقف الاجتماعية كسائر الناس دون أن تستهلك طاقة كبيرة جدا لديهم.
لذا يكون عمل المستشار أو المختص أحيانا كثيرا في تفكيك هذه الكرة المتشابكة ويبدأ بالعمل على صورة الذات ورفع تقديرها وإنهاء الصراعات الوهمية، أو علاج الفوبيا الاجتماعية... فتتلاشى إشكالية المثلية ويبدأ الشخص في تغيير قناعاته عن نفسه التي تبدأ في إفراز مشاعر مختلفة اتجاه موضوعات مختلفة، فلما يشعر أنه محبوب وحاصل على الأمان العاطفي، تتغير تفاعلات النفس مع سؤال الجنس والميول الذي هو نوع معقد من مشاعر الاحتياج والبحث عن الأمان أو الابتعاد عن مخاوف ما (مثل بناء علاقات مع بنات يرى نفسه ضعيفا مهزوز الثقة مرفوضا من قبلهن)... وهكذا
ستقول لي أن يقيني من أنني مثليّ أو شاذ يأتي من مشاعر بسيطة وواضحة ألا وهي الميل للرجال واشتهاؤهم بدَل النساء.. وهذا صحيح.. ولن أجادلك في هذا وهو شعور صادق وأوتوماتيكي.. لكني أثير انتباهك هنا إلا أنّ النفسية التي تُفرز "حاليا" هذه المشاعر التلقائية هي نفسية هشّة مضطربة قد تلجأ لحيل دفاعية ملتوية جدا لسدّ حاجيات طبيعية ومشروعة للغاية (الحاجة للأمان، الحاجة للنموذج الذكوري والتوحّد مع Identification، خلق متعة جنسية بعيدة عن مخاطر تقييم الأنثى لرجولتك وفحولتك التي تراها ناقصة.. إلى غير ذلك)
فاطمئن ولا تتسرّع بالحكم على نفسك. فمثلا أنت تصف نفسك وتقارنها مع "الرجل الطبيعي" فما أساس الطبيعي عندك هنا؟ جعلتُ كل ما ليس فيك هو الطبيعي وأنت هو الحالة الشاذة! وضعت Model للرجل (أكتاف عريضة ومستقيمة، أيادٍ كبيرة...!) فهل هذا هو الرجل الذي تسميه "طبيعي"؟ المورفولوجيا الخاصة بك تجعلك بعيدا عن النموذج الذي يصدّر إليه في الإعلام والصور.. لكن هذا لا يعني أنك غير طبيعي نهائيا، كما أنّ المرأة التي ليست رشيقة (بل عجفاء مثل عارضات الأزياء) أو التي ليست مليئة بالانحناءات المُغرية لا تكون "غير طبيعية".. أنت ضحية مثلك مثل أجيالنا الحالية التي أنهكتها النماذج المنحوتة والنازعة نحو الكمال...
فأول شيء يجب أن تقوم به هو أن تزور مختصا نفسانيا أو طبيبا لتعمل على تقدير ذاتك المنخفض وما يترتب عنه من فوبيا اجتماعية وقلق الأداء.. برنامج علاجي تغير فيه نظرتك لذاتك وتبني صورة إيجابية عن نفسك، تقتحم فيها مخاوفك وتواجهها بدل الهروب منها... آنذاك سيكون عليك أسهل أن تعمل على تحسين شكل جسدك في حدود المستطاع، فكم من قصير تلقاه أنت نفسُك مليء بالرجولة والقوة والحزم.. مما يُنسيك شكله وحجمه، والناس تحكم بالانطباعات الأولى التي لا دخل لك فيها، وهذا صحيح، لكنّها تغيّر تلك الانطباعات بما تجده من سلوك وحديث وتصرّف، وهذا أنت كفيل بتغييره والتحكم فيه.. ليبقى الحُكم النهائي تابعا لما تقوم به أنت لا ما يعتقده الغير.
سلوكات التأمين (الهروبية التي تمارسها لتعود لمنطقة الأمان الخاصة بك) تعزّز خوفك وتعزز نظرتك السلبية لذاتك، وتثبّت الأساطير التي تؤمن بها.. وهذا أخطر ما في المخاوف والاعتلال الاجتماعي، أنها العزلة الفكرية والنفسية تبني صورة مشوّهة عن الذات ومن ثَمّ عن الآخرين وعن العالم..
واجه مخاوفك والمشاعر المزعجة التي تترافق معها، اذهب للجيم وتمرّن فهذا حقّك ولن ينتزع أحد بالسخرية، ويوم تعترف أنّك هكذا خُلقت وأنّ شكلك ليس عيبا قاتلا، ستزعجك التعليقات أو النظرات، لكنك ستمضي قُدما وتعتبر المذنب هو الآخر الذي اعتدى عليك وأهانك بشيء لا تملك تغييره! ولن تلوم نفسك وتهرب وتتقوقع تاركا للمتعجرفين المجال واسعا..
ويوم تعترف أنّك ضعيف في الإنجليزية وتتصالح مع نفسك، ستعطي نفسك فرصة لتعلّمها كسائر الناس فالكل بدأ ضعيفا في تعلم أي لغة، مارس بعضا أو كثيرا من السخرية فهي تخفف القلق، كأن تقول بالمصري كده: "أنا noob في الإنجليزي" أو "أتاكم طرزان يتعلم الإنجليزي" وجئت لأتعلم معكم.. ولا تتفاخر في أعماق نفسك وتفترض أنك "يجب أن تكون عظيما في الإنجليزي" فيلتقي هذا الشعور مع مستواك فيها فتتحطّم.. ذلك الافتراض الأول رغم براءته إلا أنه مدمّر ويعيق أي راحة نفسية ضرورية للتعلّم.
نمّ مهاراتك التواصلية، ولن يكون ذلك إلا بعد أن تحترم نفسك وتحبّها وتعذرها... فصدّقني شخص هادئ مهتزّ الثقة متردد لا يُحسن الأخذ والرد في النقاشات هو أكثر إزعاجا من شخص قصير صغير اليدين وضيق الكَنَف.. وسَلْ من تحب وستجد نفس الجواب. فالمشكلة عندك أنّك تركّز على ما لا يركّز عليه الناس فتضيّع ما يهتمّ به الناس، لتحقّق في نفسك النبوءة، أي أنّك تخشى ألا تكون في المستوى بسبب شكلك وقامتك وطريقة كلامك.. فإذا بك تفقد العفوية وتؤكّد لهم ما تخشاه حقا.
أما مخاوف "العروض المقدمة في الكلية" فهي مخاوف مرعبة لكل من لا يملك ثقة وأريحية في التواصل والوقوف أمام نظرات العشرات من المراقبين والمقيّمين.. لكنّك يمكن أن تحدّث أساتذتك عن مشكلتك، فلا أفضل أن تنسحب كليّة من الوقوف أمام الطلبة لكني في الوقت نفسه لا أنصحك أن تقوم بحصة كاملة، إن كان العمل يُقدم من قِبل طالبين، تحدث مع الأستاذ بأنك ستقوم بإلقاء المقدمة أو الإشارة إلى بعض المحتويات، وزميلك يقوم بالباقي أو يجب على الأسئلة وهكذا حتى تتمرّن. لأنك إن هربت من هذا ستهرب مدى الحياة، وهي فرصة جيدة لتكتشف إحساسا رائعا بضبط النفس والرضى عنها وإنجاز شيء ما وتكسير العقبات النفسية (وهي حلاوة كبيرة جدا أرجو أن تعيشها)
بالنسبة لما عشتَه من التربية التسلّطية فهي معاناة وفصول مسرحية كئيبة لا تريد أن تنتهي في بلداننا وبيوتنا! وأرجو من كل من يقرأ في هذا الموقع وتقع عينه على مثل هذه الاستشارات أن يعرف هول ما يفعله كأب أو أمّ، أو الغاية لا تبرر الوسيلة، وأنّ حسن النية ليست كافية لتفادي الإعاقات النفسية والدمار للأبناء! وسيُحاسبون عند من استأمنهم تلك الأمانة. لذا نصيحتي لك هي ألا تحاول استجداء الثقة والتقدير من أهلك وابحث في أرض الله الواسعة عن ذلك لوحدك، وإلا ستبقى رهينا بأرض قاحلة تنتظر أن تُنبت زرعا، حاول أن تكتشف نفسك بعيدا عن أهلك وتحبها عبر نظرتك أنت لنفسك لا هم..
أما عن أسئلتك الدينية فهي جزء من صراعك، فغالب الناس يشعرون بتلك التناقضات ولا يجدون إجابات للكثير من الأسئلة الشائكة، لكنهم يمضون في حياتهم ويمارسون التجاهل تلقائيا أو الدوغمائية (اعتقادي صحيح رغم كل شيء) حتى لا تحطّمهم دوامة التساؤلات والشكوك والتعمق في التفاصيل.. ولم أعرف رسالتك الأخرى حتى أجيبك عن أسئلتك، إلا أنني متأكد أن النفوس لما تضطرب وتحير وتهرب من واقعها تبحث بشكل تلقائي عن معارك جانبية وأي تفاصيل مزعجة يحسب المغرق فيها أنه يتأمل ويتفلسف، في حين أنه يعيش معاناته بطريقة أخرى، (فالتأمل والتفلسف مريح من جهة ولا ينتج عنه هذا الضيق والهزال) على المستوى الوجداني والمعرفيّ، وينقل صراعاته الشخصية والاجتماعية (الميول الجنسي، أخطاء التربية والسخط عليها، الظلم الاجتماعي والعبث الثقافي...) إلى مستوى أعلى وأعمّ من الفرد الذي يمثّله، بمعنى آخر الصراعات الخاصة به هي التجسيد، والصراعات الفكرية هي التجريد لتلك التجربة الشخصية.
لذا ينبغي أولا أن تعرف ما يجب تنحيته للتركيز على ما هو أولى، ضع جانبا القضايا الدينية والمشاعر المبهمة اتجاه الرجال أو النساء، وركز على تغيير صورتك وعلاج رهابك الاجتماعية، ثم تنتقل شيئا فشيئا للمعارك التالية، ولا تفتحُ جبهات في الوقت نفسه إلا حطمتَ نفسك وأنهكتَها، وربما ستكشتف أن بعض المشاكل ستتلاشى تباعا بسبب ارتباطها بمنبع واحد ولن تحتاج لرفع سلاح فيها أو فتح جبهة قتال.
ووحده المختص من سيعينك على هذا، وبما أنّك مرتاح ماديا فأرجو أن تسارع بالعلاج المعرفي السلوكي، ولا تعتمد على الدواء وحده
سأتركك مع بعض الروابط وحاول قراءتها كاملة وما تحيل له من استشارات أخرى تجد فيها ضالتك، وتمنياتي لك بالتوفيق والتحسّن.
الشذوذ الجنسي والوسواس القهري: علاج وسواس المثلية
المثلية وظروفي النفسية.....من يقنعني أنا ؟
الميول المثلية الجنسية
رهاب اجتماعي : قلق الأداء
رهاب أولي السلطة قلق الأداء واللسان المعقود
ويتبع>>>>>> : كيف أتأكد أن نبوة محمد حق ؟ م