أريد أن أهرب لكن إلى أين ؟ م3
الخوف و عدم الإحساس بالأمان إلى جانب عدم القدرة على التصرف
تنتابني مشاعر سلبية معينة أوقاتا كثيرة، ولا أجد من أتحدث لهم عنها فالجميع حولي مشغولون بما هو أهم بكثير من سماع قصصي التافهة، رغم أنها تبدو تافهة إلا أنها تخنقني ولا أخبر أحدا.. المشاعر السلبية محتواها الشعور الدائم بشيء من الخوف الحاضر واللاأمان والوحشة العميقة جدا حد الألم.. قلما تختفي هذه المشاعر.. أشعر أن الوحدة تلتهمني أكثر فأكثر عاما بعد عام والملل يزداد، ولا أستمر سوى بالازدياد من هذه المشاعر عاما بعد الآخر.. مثلما تتوسع المسافات بيني وبين بقية زملائي في الجامعة..
تمر الأيام والشهور ولا أتواصل مع أحد ولا أحد يتواصل معي.. لدي الكثير لأتحدث به لأحد فينصت لكنني لا أمتلك.... أتساءل دائما هل ينبغي بالحياة أن تكون هكذا؟؟ هل هذا طبيعي أم وضعي أنا فقط أم كل الناس هكذا؟!!
لا أعرف إن كنت قلت هذا سابقا لكني أشعر دائما بمدى سخافة حياتي، وهي إنما أصبحت هكذا لأنني لا أفعل شيئا سوى الدراسة، أو بالأحرى ينبغي أن أدرس طوال الوقت لكنني لا أدرس كل هذا الوقت... أكون فقط في جو الدراسة وفيه أقصى ما يمكنني فعله تضييع الوقت بأمور لا تنميني، نوم، أفلام، روايات الخ...
هذا في فترة الدراسة أي العام كله، أما في الإجازة الصيفية، فأنا منذ أن دخلت الكلية لم آخذ إجازة أكثر من شهر ونصف كأقصى حد، لأنني أقوم بتأجيل بعض المواد وأمتحنها صيفا فتضيع الإجازة..
هل أشعر بالأسف على ذلك؟!
إطلاقا...
لأنني لا أفعل شيئا بالإجازة هي الأخرى سوى الاستلقاء أمام شاشة اللابتوب أو الموبايل أو قراءة الروايات المترجمة، لا أخرج لأي مكان عندما أسافر لبيت أهلي.... أبقى حبيسة البيت طوال الفترة أمام الشاشات.. لذلك بالنسبة إلي صيف أقضيه في دراسة مواد التأجيل خير لي ألف مرة من عدم فعل أي شيء في بيتنا هذا الوضع الكارثي بجميع المقاييس.. لا يليق أبدا إلا بأن يكون سجنا للمجرمين.. حيث لديه القدرة على تحطيم أعتى المعنويات بمجرد البقاء فيه ساعة واحدة..
ومن هنا أصبح نظام التأجيل يعجبني، وهو ما يستغرب منه الزملاء لماذا تؤجلين وتقضين الصيف في الدراسة بدل الإجازة؟!!!.. هم لا يعرفون واقعي.. وواقع بيتنا وطبيعة هذه الإجازة.... لا إمكانية للخروج لأي مكان بيتنا هذا في منطقة نائية ولا خدمات هناك تقريبا سوى سوبر ماركت فيه حاجيات البيوت.. وليس هناك أي إمكانية مادية للالتحاق بأي شيء،بيتنا هذا في وسط الصحراء...
إذا لماذا أسافر ربما تتساءلون؟؟؟
الجواب علي أن أفعل هذا من أجل أن أساعد أهلي كما سبق وذكرت وضعنا في استشارات سابقة، يجب أن أساعدهم لذلك أسافر وأشعر بالكثير من الذنب تجاههم عندما أكون أنانية وأأجل المواد ولا أبالي بهم وأتركهم وأنا هنا...
أشعر أن المستقبل مجهول وأنهم في رقبتي.. حتى لو عشت وتخرجت سيكون علي العمل والصرف على البيت الذي لا عائل له اليوم تقريبا، ويعيش على المعونات..
المستقبل ضبابي مبهم... فوق هذا أنا لا أحسن التصرف أبدا في جميع شئون حياتي فوضى لا أملك أدنى مهارة اجتماعية أو تخطيط أو ذكاء.... منذ فترة أعاد الشخص الذي تكلم لصديقتي بأمر طلب يدي إرسال رسالة لي بعد فترة طويلة.... ترددت حينها أأرسل له جوابا أوضح فيه موقفي وأن أولوياتي هي إكمال دراستي بينما هو أولوياته الزواج حاليا ونحن مختلفان من حيث الأولويات ولا يمكنني أبدا الارتباط حتى أنهي تعليمي..
أم لا أرسل...
هذا الشخص أرسل لي سابقا طلب صداقة بعد ما تحدث لزميلتي بزمن وأنا رفضت ثم بعدها أرسل الرسالة الثانية.... فقررت أن أرد عليه علني أتخلص من إلحاحه، وأخبرته بسبب الرفض كما ذكرت في الأعلى كما أنني تطرقت للاختلاف الفكري بيننا وهو واقع من خلال قراءتي لمنشوراته سابقا... بعدها طوال الوقت أجلد نفسي، وأشعر أنني سيئة ولم أعد فتاة محترمة، وأخطأت بردي عليه كان علي تجاهله وحسب ماذا أقصد من هذا؟؟ أنا الآن فتاة سيئة وتواصلت معه، لو كنت حقا صادقة لما رددت عليه، لماذا فعلت هذا موقفي سيء جدا جدا...
هكذا أقول لنفسي الآن وأنا محرجة.... وأتخيل موقف أهلي لو عرفوا أنني أرسلت إليه ردا على رسالته تبين لي أساسا أنه شخص حاد اللسان وكثيرا ما يتلفظ بكلمات لا تليق في ردوده، وغير ذلك الكثير من الملاحظات على تصرفاته سلوكه وحياته كل هذا استنتجته من صفحته على النت.. فلماذا سمحت لنفسي بالرد على أمثاله إنني أقلل من قيمتي.. ترى ماذا سيقول عني الآن؟؟ هو أو غيره ممن رأوا الرد؟؟
لم يكن هناك من داع لكي أرد التجاهل وحسب يؤدي الغرض..
لا أعرف هل تصرفي هذا صحيح أم لا.. لم أعد أعرف الصح والخطأ كثيرا ما أقع بين هذين المصطلحين ولا أميز بينهما، حيث تبدو لي الصورة غير واضحة أو رمادية... لأنني تربيت صغيرة منذ الطفولة حتى سن 18 في بيتنا بين 4 جدران لا أخرج من البيت بالمرة إلا كل نصف سنة مرة حرفيا!! حياتي كانت في طفولتي كلها نت وتلفاز وبلايستيشن، لذلك أدفع الثمن اليوم، أهلي كانوا لا يهتمون بهذا بل ربما يفتخرون بي أنني لا أخرج إلا برفقة الأسرة كلها أو والدتي أو والدي فحسبي.. عائلتنا مفككة ولا سبيل لإصلاح هذا في الوضع الراهن
آسفة لأنني أطيل على حضراتكم... وآسفة لعدم تنظيم الأفكار في استشاراتي.. لكن حقا هذه الفوضى التي تقرؤونها بين السطور ليست سوى القليل أمام فوضى الصورة الكبرى التي تحمل عنوان حياتي.
29/5/2019
رد المستشار
شكراً على متابعتك.
تم الرد على استشارتك السابقة قبل ٣ أسابيع من اليوم، ومحتوى هذه الرسالة لا يختلف كثيراً عن رسائلك السابقة.
لا شك بأن ظروفك البيئية صعبة وطفولتك ربما فشلت في سد احتياجاتك النفسية والعاطفية، ولكن هذا لا يجب أن يمنعك من تغيير أسلوبك في الحياة وعلاقاتك الاجتماعية، والأهم من كل ذلك التخلص من العصاب الذي تتمسكين به. تكتبين بوضوح وعلى دراية بتأزمك النفسي وحان الوقت أن تتنقلي إلى موقع آخر في الحياة.
لا يستطيع أحد أن يحكم على سلوك ما بأنه خطأ أو صواب في الطب النفسي ومثل هذا الاستقطاب في الحكم لا معنى له ولا حاجة له. حدث ما حدث وانتهى الأمر، وحان وقت التحرك إلى الأمام.
نصحتك بعلاج نفساني سابقاً وأكرر ذلك الآن.
وفقك الله.
ويتبع>>>> : أريد أن أهرب لكن إلى أين ؟ م5