كابوس الجنس كذب وازدواجية وعقدة ذنب
العنوسة ونفاق المجتمع
السلام عليكم ووفقكم الله في عملكم,
في كل مرة أود أن أشارك, أعجز عن الكتابة وذلك للإحباط الذي أعانيه ويعانيه جيلنا ومن جدوى الكتابة نفسها, هذه حقيقة حتى أصدقكم القول.
لكن ما ألبث أن أتفوق على هذا الشعور عندما تسنح الفرصة ومن باب المسئولية في الحياة أيضا.
أولا وللإشارة أنا صاحب المشاركتين:
وكابوس الجنس كذب وازدواجية وعقدة ذنب
وفي رده على المشاركة الأخيرة, قال الدكتور أحمد عبد الله "ولكن مشكلتي في الكذب والنفاق وأقنعة الازدواجية، وهذا ما يتعبني حقا، ويبدد طاقات أمتنا في اللف والدوران بدلا من الاعتراف بالحقائق ومواجهتها!!!
وفي هذه الفجوة بين الحقائق والخطاب المعلن يضيع الشباب وهو يستمع إلى وعاظ كذبة يخوفونه ويرعبونه بالآية والحديث الشريف ويبالغون في التشديد والتحريم على غير حقيقة الأحكام الفقهية أو الأوضاع الواقعية، وهم يقدمون هذا وذاك بوصفه حكم الله ورسوله، والله ورسوله أبرياء من أغلب هذا الكلام المكذوب الصادر عمن يلوون ألسنتهم بالكلام لنحسبه فقها، وهو ليس سوى محض كذب وافتراء على الله وعلى الدين."
وأنا في هذه المشاركة أريد أن أشاطرك فكرتك وأريد أن أتناول هنا الطرف الآخر في المجتمع (العامة).
نجمع كمسلمين أن حل المشكلة الجنسية يقتضي تيسير الزواج, وهذا يعرفه الجميع (آباء وأمهات وفتيات) وكغالب الشباب الذي ما أن يدق باب الزواج حتى يستبشر حينما يسمع من البنت ' أنه كل شيء يبدأ من الصفر والأشياء الكبيرة تبدأ صغيرة' أو من أحد والديها ' أننا لا نبيع بناتنا' هنا الشاب يتفاءل ظانا من نفسه أنه وجد أناسا سيفهمونه ويتفهمون الظروف.
إلا أنه ومع مرور الوقت (وكأن أهل العروس ضمنوا الشاب نهائيا) تبدأ الطلبات المادية, والاستدلال يتعدد, فمرة لا بد من كذا لأنه العرف ومرة لا بد من كذا لأن تقاليد العائلة كذا,...
فبالله عليكم, كيف يقدم الشاب على الزواج حينما يفشل في الأولى والثانية والثالثة ولنفس السبب!!
فليقولها الآباء والأمهات صراحة ولتقولها البنات صراحة, :'الراجل ما يعيبه إلا جيبه' وأن على من يريد أن يخطب لا بد له من (شقة في المستوى وسيارة و....) وكفانا نفاقا.
سيدي, في زمن الفضائيات, أعتقد أنه كثر الكلام في تيسير الزواج لكن الكلام لا يزيد عن العموميات وعن أهمية اختيار صاحب الدين!! وكما قال لي أحد الإخوة:'لو طلبت بنت هذا الداعية الذي يقول هذا الكلام لرفضك لا لسبب الدين ولكن للأسباب التي نعرفها ولا نتجرأ قولها' فالرجاء من الوالدين ومن البنات أن يكفوا عن المثاليات, كفانا نفاقا بيننا ويكفينا ما نلقاه من سياستنا.
إن الازدواجية في الخطاب عند بعض الدعاة كما قال الدكتور عبد الله هي نفسها موجودة عند الأسر وهذا في رأيي من أهم أسباب العنوسة لكننا لا نتجرأ على مصارحة أنفسنا بذلك.
ما قلته نابع من تجربة شخصية وأعترف أنني تناولت طرف الرجل في هذه المشاركة وأتمنى أن نقرأ هنا رأي الطرف الأخر.
للإشارة أنا هنا تكلمت بصفة عامة, وهذا لا ينفي وجود أسر (أباء وبنات) موضوعيين ويعملون على تيسير الزواج, لكن هذه النماذج نسمع بها ولا نصادفها للأسف وكأنها من الخيال.
في الأخير أتمنى أن يتغير الخطاب عن الزواج وخصوصا عند الدعاة وفي البرامج التي تبثها قنوات "ملتزمة" التي تلخص الخطاب في الدين بمفهومه الضيق فما تفيد زوجة محافظة على صلاتها وهي ذات تعامل جاف؟!! ويتكلمون عن الجانب المادي ويعطوه حقه كاملا بلا حرج حتى يكون الخطاب واقعي, وحتى نجد الحل الأمثل لمشكلة الجنس.
وفي الأخير أختم بما جاء في القرآن الكريم: "يا ليت قومي يعلمون"
والسلام عليكم ورحمة الله .
4/10/2004
رد المستشار
الأخ الكريم:
إن السلوك الاجتماعي –كما تعرف– يرتبط بنوعية وفهم الدين الذي يشيع بين الناس، والاستخدام الحالي للدين هو مجرد شكليات وصور ومواعظ خالية من الروح والفعل والمضمون في أغلب الأحيان.
وعموم الناس، وبعض المتصدرين للوعظ والإرشاد والإفتاء يقولون ما لا يفعلون، وليس هذا بجديد بل هو معروف ومشتهر في حياة كل أمة وثقافة، ولكن الذي نعتقده هنا هو المصارحة والنقد، والمراجعة الشجاعة تفرض تصحيح المسارات، وهذا هو ما نحاول فعله أو فتحه في موضوع الزواج وغيره.
وعجبت لك أنا في قولك أنك تريد أن تقرأ رأي الطرف الآخر، وتعني الفتيات والنساء، فماذا تكون بربك رسائل السجال المتصل بيننا وبين أختنا التي فتحت الباب عبر رسالة:تغيير استراتيجي: - بدلا من انتظار الزوج؟!!!،
فإذا كان الأهل يلتمسون تأمين مستقبل ابنتهم في الماديات، فإن "الطرف الآخر" لديه مخاوفه من ازدواجية الرجال وعدم أمانتهم،
وربما أيضا في وعودهم التي قد تنقلب بعد ذلك إهمالا أو غدرا كما تري في بعض المشكلات،
وكما قلت أنا يوما أن التكوين ينبغي أن يتضافر أو يترافق مع التمكين بل ربما يسبقه إن شئنا إصلاحا لحال المرأة، فإنني أيضا أري التكوين شرطا لنجاح الزواج، وليس مجرد القول بالتيسير كما يعتقد البعض،
وكما أن الأمومة وحسن التبعل للزوج لا يهبطان من السماء وحيا من الله، ولا ينبثقان من الفطرة تلقائيا،
فإن الرجولة والأبوة وحسن القوامة علي المرأة ليست أشياء مودعة في التركيب البيولوجي لخلايا الذكورة أو قدراتها البيولوجية التي يمكنها أن تشتهي وتمارس الوظيفة الجسدية، ولكن بقية الأدوار والوظائف تحتاج إلي تدريب وتكوين للرجل.
وقلت وأكرر أنه شتان الفارق بين تيسير ممارسة الجنس بالحلال من خلال أفكار مثل زواج فريند أو ما هو شائع الآن من أشكال الزواج العرفي والمسيار، وهذا واضح وبسيط من ناحية فهم أبعاده، وبين إقامة أسرة فيها زوجة وأم فاهمة واعية، وأب وزوج يعرف مهامه ويقوم بها، والملف مفتوح للمزيد من المشاركات.