عشق الأقدام بين الواقع والخيال.. أين النهاية؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بالبداية.. أود أن أعتذر عن الإطالة في الرسالة وعن ذكر الكثير من التفاصيل بفجاجة لكن للضرورة أحكام وأرجو العلم أني أكتب لكم أملاً في الإجابة والحل وليس تفريغاً للكبت كما قد يفعل البعض. ثم أود أن أشكركم مقدماً على المساعدة، والحقيقة أني متابع قديم للموقع وفرحت جداً عندما تنبهت أنه ما زال في الخدمة بعد أن انقطعت عن المتابعة، خاصةً وأنني بحاجة ماسة للمساعدة رغم ترددي الأزلي بمشاركة مشكلتي.
أفضل البداية بوصف شخصي. عمري 26 عاماً وأنا من عائلة جيدة من حيث المكانة المادية والاجتماعية. حصلت على شهادة أحد أعلى التخصصات الطبية، مغترب حالياً وعلى وشك الحصول على شهادة عليا. كل من عرفني عن قرب أكد ذكائي الشديد وعلى صحة مبادئي وأفكاري رغم أنني لا أرى نفسي بهذا الذكاء دائماً. كما أنني تمتعت ولله الحمد ببعض الإنجازات في حياتي العملية وأتمتع بشخصية قوية وشديدة جداً وقيادية. أضيف أنني دائم التفكير ولا أستطيع التوقف عن التفكير في كل شيء من الماضي والحاضر والمستقبل.
علاقتي بالله عز وجل متقلبة، أحبه حباً شديداً لكن منذ اغترابي وممارستي للعبادات باتت متقلبة ما بين الالتزام التام لبعض الوقت والإهمال التام في أغلب الأوقات.
وضعي الاجتماعي مهم لتوصيف المشكلة، فأنا أعزب بالرغم من إيماني الشديد بالزواج المبكر لكن الله لم يوفقني للزواج لأسباب عدة منها ما هو بسببي ومنها ما هو خارج عن إرادتي، وأسأل الله تعالى أن يكون هنالك حكمة في هذا التأخير. بحكم طموحي للزواج وبسبب دراستي وعملي، كان لدي علاقتين عاطفيتين متينتين (بشكل منفصل) كان يفترض أن يتمما بالزواج، العديد من محاولات التقدم للزواج بشكل غير رسمي والعديد من الصديقات من الجنس اللطيف. لدي الكثير الكثير من المعارف والقليل من الأصدقاء.
أخيراً وليس آخراً، تغيرت شخصيتي كثيراً منذ اغترابي، بسبب الوحدة وابتعاد أصدقائي عني وفشلي بعلاقاتي وبمحاولاتي للزواج. صارت شخصيتي أضعف قليلاً وصرت كثير الحزن والإحباط ودائم التمني والدعاء بالموت، مع عدم محاولتي الانتحار واستبعاد ذلك تماماً.
بالانتقال إلى مشكلتي، فأنا عاشق لأقدام النساء منذ كنت طفلاً صغيراً لا أفقه شيئاً بعد وبشكل طبيعي، والحقيقة أن بعض العوامل في صغري ساهمت بتعظيم المشكلة وتحويلها إلى عقدة، فقد كنت أتعرض بانتظام لعقاب الفلقة من زوجة أبي ظلماً وبلا أسباب وجيهة حتى بلغ عمري 12 سنة ثم انقطعت بشكل مفاجئ، لكنها ظلت دائمة الأمر لي بخلع جواربي في المنزل وحتى خارجه دون مبرر. قد تكون فتشية للأقدام أيضاً والله أعلم، وقد طلقها والدي للعلم لكن كنت قد كبرت ودخلت الجامعة.
بالطبع وكمعظم الشباب من جيلي فقد دخل الإنترنت حياتي ليثبت المشكلة وبدأت بمتابعة كل ما له علاقة بالأقدام من صور وأفلام وقصص ومحادثات وبالطبع أدمنت هذه المواقع وللأسف الشديد أدمنت العادة السرية وبت أمارسها بشكل شبه يومي وللعديد من المرات يومياً حتى يومنا هذا. كما أنه تطور عندي بعض الميول للخضوع والمازوخية الخفيفة، وتشكلت عندي رغبة كبيرة مع قناعة تامة بالعيش خادماً مطيعاً لزوجتي المستقبلية.
أضيف بأنني عاشق لكل ما له علاقة بالأقدام من رائحة وجوارب وأحذية، وللأسف الشديد أن من أكبر محفزاتي لهذه الشهوة هو رائحة أقدامي وجواربي!! يذكر أن هذه الشهوات تنافي طبعي العام، فأنا كما ذكرت وبشكل طبيعي جداً قوي الشخصية ولا أرضى بسيطرة أحد علي كائنا من كان حتى ولو كان والدي، لكن هذا هو خياري. كما أني غالباً لا أحتاج لمؤثرات خارجية للاستثارة، فعقلي يقوم بالمهمة بشكل ممتاز.. كما أن المثيرات حولنا هذه الأيام تغني عن الكثير للأسف الشديد.
أعلم أن كل ما ذكرته مسبقاً ليس بالمشكلة الاستثنائية فبالإمكان إيجاد مواضيع كثيرة عنها. وبصراحة شديدة فأنا لا أرى عشقي للأقدام بحد ذاته كمشكلة بل على العكس أجده شغفاً يعجبني والناس أذواق. مشكلتي تبدأ بما يلي هذه الفقرة.
منذ أوسط سنوات حياتي الجامعة، أتيحت لي بعض الفرص لممارسة عشقي للأقدام مع أكثر من فتاة سواء مع صديقاتي أو مع غرباء في غربتي واقتربت من فعل الفاحشة مع إحداهن لكن بحمد الله لم يحدث ذلك (لطفاً لا أريد الدخول في نقاش ديني فأنا أعلم جيدا حجم معصيتي وضعفي أمام المغريات وندمي شديد). المهم، كانت هنا الصدمة الكبرى!!! لم أعجب بالأقدام كما كنت متوقعاً، ليست نفس المتعة ولا الرائحة ولا الطعم الذي بمخيلتي بل في أحيان قليلة كانت تثير اشمئزازي مع العلم أنني دائما أحب رائحة أقدامي وأثار بها. -آسف على ذكر التفصيل التالي- كما أنني غالباً ما أفشل بالوصول إلى انتصاب جيد بشكل تلقائي وبدون تدخل من يدي عندما أمارس هذه الشهوة مع الفتيات المختلفات.
مؤخراً زاد ميلي للاعتراف بمشكلتي (بدون الخوض في كل تفاصيلها) حتى للغرباء ما قد يضعني في مشاكل مستقبلية. وبالرغم من شعوري بالندم بعدها إلا أني كثيراً ما أتمنى الاعتراف بها أمام الجميع بل وحتى ممارسة خضوعي المعنوي لزوجتي بالعلن.
أود بعد إذنكم أن ألخص مشكلتي بثلاث نقاط رئيسية:
1) عندما اعترفت لبعض الفتيات بمشكلتي كانت الردود متباينة، فبعضهم من تقبلها بشكل كبير جداً وبعضهم رفضها رفضاً قاطعاً. لم أعد أعرف، هل يجب ان أعترف لزوجتي المستقبلية بالرغم من احتمالية عدم رضاها وعدم مطابقة خيالاتي (رغم أنها ليست خيالات استثنائية بل يمكن تسميتها توقعات) مع الواقع؟ صرت أخاف بشدة أن لا أتمكن من إرضاء حبي الشديد للأقدام ولا أريد أن أصل للانفصال أو الخيانة لا سمح الله في يوم من الأيام.
2) بات أحد أكبر مخاوفي من الزواج هو الفشل في العلاقة الجنسية بسبب كثرة ممارسة العادة السرية لفترة طويلة جداً. حاولت بشتى الطرق وقرأت الكثير لكني فشلت تماماً بالتوقف لأكثر من أسبوعين أو 3 على الأكثر. أريد التوقف بشدة وأعلم أن حياتي ستتدمر وسيحل غضب الله علي بسبب هذه العادة، لكني لا أستطيع خاصة مع عدم حاجتي الحقيقية لمؤثرات خارجية ومع كونها طريقة لتخفيف الضغط في الغرية.
3) أحس أن تفكيري الكثير بالأقدام والرغبة العارمة بالزواج بات قهرياً لا يمكن السيطرة عليه وبات يؤثر كثيراً على حياتي. صحيح أنني لم أفشل أي فشلاً مباشراً حتى الآن لكن إنتاجيتي قلت بشكل ملحوظ بالنسبة لي.
لقد درست مبادئ علم النفس بالجامعة، لكن ليس لدي أدنى فكرة عن كيفية مساعدتي. أنا عاجز تماماً وحزين جداً، كل ما أفعله هو الاستمرار على الحال انتظاراً لاستحقاق غضب الله وانتقامه وأملاً برحمته تعالى. ولا أرى حلاً سوى الموت فهو الطريقة الوحيدة التي لن أتمكن من عصيان ربي بعدها.
لا أعرف كيف ستساعدوني، أو حتى إذا كان هناك طريقة للمساعدة أصلاً. كل ما أتمناه منكم هو الدعاء بالمغفرة والرحمة على الأقل. لن أتوقف عن المحاولة، لكن أعلم أنني أضعف من أن أنتصر بهذه الحرب.
شكراً جزيلاً
وبارك الله بجهودكم ورزقكم من خيراته في الدنيا والآخرة.
6/6/2019
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
رسالتك تبدأ بعشق الأقدام بين الواقع والخيال... أين النهاية. بعد ذلك تتطرق إلى مشاكلك الجنسية وفيها أكثر من خطل جنسي وليس فقط عشق الأقدام، وفي إطار الخطل الجنسي تتطرق إلى أزمات نفسية حول العلاقات مع الجنس الآخر، وفشل محاولات الزواج، والأهم من ذلك شعورك بضعف الشخصية وتفسخها. هناك أيضا الحديث عن اليأس بل وحتى التفكير بالانتحار. في الوقت الذي تبدأ رسالتك في الحديث عن عشق الأقدام تشير في منتصف الرسالة إلى أن عشق الأقدام ليست المشكلة بل على العكس "أجده شغفاً يعجبني وللناس أذواق".
في نهاية الرسالة تلخص مشكلتك كالآتي:
١- هل يجب التصريح بعشقك للأقدام لشريكة المستقبل؟
٢- ممارسة العادة السرية والخوف من الزواج بسببها.
٣- تفكير قهري بالزواج والأقدام.
ما هو في غاية الوضوح في رسالتك عدم الإشارة إلى تاريخ علاقة عاطفية مع الجنس الآخر وتشير إليها بصورة ذكية عن كثرة المعارف وقلة الأصدقاء.
الاستشارة عبر رسالة إلى الموقع غير الفحص في مركز للطب النفسي في أي بقعة من بقاع الأرض. هناك لا شك ضغوط بيئية بسبب الغربة والدراسات العليا، استشارتك لا تخلو من إشارات اكتئابية متعددة. لذلك فإن الخطوة الأولى التي يجب أن تفعلها هو التوجه صوب طبيب نفساني والحديث معه. قد يقرر الطبيب وجود أو عدم وجود اضطراب نفسي وعلاجه إن تطلب الأمر. عند ذاك قد تنتهي المشكلة.
الخطل الجنسي بحد ذاته لا يثير اهتمام المراكز الطبنفسية والغالبية العظمى من المصابين به يمضون في حياتهم بصورة طبيعية. متى ما بدأ الخطل الجنسي يؤثر سلبيا على أداء الفرد وعلاقاته الاجتماعية ويشعر بالنفور منه فعليه أن يتوجه للعلاج. لكنك أيضا في نفس الوقت حالة غير مثالية فتجاربك الجنسية الواقعية لا وجود لها تقريباً.
قد يقرر الطبيب النفساني بعد الكشف عليك تحويل قضيتك إلى معالج نفساني له خبرة في هذه الحالات. المعالجة النفسية بحد ذاته قد يركز فقط على تأزمك النفسي في العلاقات الاجتماعية ويعينك في هذا الأمر أو قد يكون تركيزه فقط على الخطل الجنسي ودخولك في علاج معرفي سلوكي.
وفقك الله.