نفسي مريضة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مشكلتي بدأت أنني كنت في علاقة عاطفية لمدة دامت 9 سنوات وقامت بخيانتي وتركتها ومنذ ذلك الوقت لم أستطع إفراغ طاقتي المكبوته بأي حال حتة أنني لا أستطيع البكاء، زاد الأمر علي إلى أن وصل إلى ضيق تنفس حاد وخوف من المرض والموت والذي بدوره أدى إلى حالة قلق وترقب دائمين، قمت بالكشف الطبي عند أكثر من طبيب وجاءت النتيجة بالإجماع عدم وجود أي مرض عضوي والموجود لدي هو قولون عصبي بسبب نفسيتي، نصحني أحدهم بـ Cipralex والبعض الآخر بـ Librax ولكنني فضلت عدم أخذ أي أدوية إلا باستشارة متخصص، علماً انني منذ 2017 وأنا أجلس في المنزل في غرفتي منعزل عن العالم حتى أنني نسيت شكل مدينتي،
أنا أعلم أن حالتي هي قلق وتوتر ووسواس قهري مرضي ولكن ما لا أعلمه هو كيفية علاج ذلك، آخر شيء حدث البارحة هو تشنجات في وجهي وذراعي ويداي، ومع رش الماء على وجهي وشعري بدأت أهدأ، كنت أريد الذهاب إلى طبيب نفسي ولكن حالتي المادية في الوقت الحالي لا تساعد بسبب أنني لا اعمل، أرجو منكم الحل في أسرع وقت لأنني خائف، خائف من الأمراض وخائف من الموت.
8/6/2019
وكان رد أ.د محمد عبد الحكيم المبدئي هو : السلام عليكم ورحمة الله
هناك نقطة هامة غير مذكورة في السؤال وهي منذ متى اكتشف السائل خيانة الشخصية التي يتحدث عنها وكذلك مدى تأثير هذه التجربة على حياته العملية فمثلا هل كان عاطلا أصلا قبل التجربة أم أنه ترك عمله بسبب هذه التجربة،
رجاء الاستفسار من السائل عن هذه النقاط قبل الرد
وشكرا
تم إرسال السؤال للمستشير وكان رده :
اكتشفت خيانتها في نهاية علاقتنا بعدها تركتني بحجة أن والدتها غير موافقة على خطوبتنا ولم أواجهها بخيانتها.
قبل نهاية العلاقة كنت أعمل في وظيفة جيدة وبعدها تركت العمل لعدم رغبتي في عمل أي شيء.
11/6/2019
رد المستشار
يصف السائل أعراضا مرضية واضحة تتراوح بين أعراض الاكتئاب والقلق، ولست أتفق معه في الربط بين هذه الأعراض بشكل مباشر وبين العلاقة غير الناجحة التي دخل فيها،
صحيح أن ظروف الحياة وضغوطها المتعددة - ومن ضمنها الفشل في تكوين علاقة عاطفية مستقرة - قد يكون له دور في إظهار أعراض الاضطرابات النفسية عند البشر، ولكن لا شك في وجود استعداد عند الإنسان المصاب حتى يظهر عنده المرض، إذ أن غالبية البشر يمرون بمثل هذه الظروف ولا يصابون بعدها بمثل هذه الأعراض، خاصة وأن ما يصفه السائل من تجربة لا يمكن اعتبارها تجربة استثنائية، كما أن الأعراض التي يصفها لا تشبه أعراض كرب ما بعد الصدمة (والذي يحدث أحيانا بعد التجارب الاستثنائية كالحوادث و موت أحد المقربين للشخص.. الخ).
فنصيحتي الأولى للسائل ألا يسرف في الربط بين ما يعاني منه وما مر به من تجربة ولا يسرف في لوم الشخصية التي كان مرتبطا بها في التسبب بظروفه، وأن يحاول التكيف مع ظروفه واستكمال حياته بشكل طبيعي بعد إهماله للشخصية التي لم تعطه اعتبارا ولم تحترم مشاعره تجاهها، فإن لم يستطع فليحاول طلب المساعدة الطبية في إحدى المستشفيات العامة أو الخيرية فسوف يجد من يساعده ويصف له الدواء المناسب للأعراض التي يشعر بها، ولا بأس من استخدام أحد العقاقير التي ذكرها إن كانت قد وصفت له من قبل طبيب مختص لفترة ما قد تمتد لعدة شهور حتى يستعيد استقراره النفسي،
وربما كان بحاجة إلى علاج نفسي يعزز قدرته على التعامل مع مشاعره بشكل أكثر توازنا ومع الآخرين بشكل أكثر حزما بحيث لا يسمح لأحد بأن يلعب بمشاعره ويسلبه إرادته واستقراره النفسي بهذ الشكل، وقبل كل ذلك وبعده عليه أن يعود إلى عمل نافع يقضي وقته فيه بعيدا عن الأفكار والذكريات ويصنع به مستقبلا يرغم من خانه على الندم أن فرط فيه.
والله الموفق والمستعان