وسواس الطهارة والنجاسة وشهور الحمل
وسواس الطهارة
السلام عليكم كنت قد بعثت برسالة مسبقا وقالت لي د. رفيف إن علاجي هو إذا رأيت النجاسة بأم عيني أقول لا توجد نجاسة وأتعامل طبيعي.
الحمد لله لقد تحسنت كثيرا منذ أن طبقت هذا الكلام ولكن مؤخرا أصابني هاجس أن يد ابنتي متنجسة فهي كثيرا ما تلعب في حفاضها ويكون به بول وأحيانا أشم يدها تكون رائحتها بول ولكن أثبت على موقفي وأقول لا توجد نجاسة حسب الفتوى ولكن عقلي يقول لي اليد متنجسة وهي تمسك الطعام وكل شيء وأخاف أن أغضب الله.
وأيضا أحيانا أمسك مكانا قد تلوث من البول سابقا ولم أطهره ولكن لا أغسل يدي بعدها ثم أمسك أشياء عدة ثم أضع كريما فأشعر بالذنب أنني لم أغسل يدي وأقول إن الكريم تنجس.
أنا حتى الآن لا أغسل يدي من شيء مما ذكرته وأعمل بالفتوى ولكن يأتيني شعور بأن الله غاضب مني وأن كل محيطي نجس فهل أستمر
أم أنني تجاوزت الحدود في الأخذ بالرخص
14/6/2019
رد المستشار
الأخت الفاضلة "Heba Nour" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
مهمة جدا هذه الاستشارة يا "Heba Nour" فقد أجابتك د. رفيف قائلة "إنما علاجك كما يقول العلماء: لو رأيت النجاسة بأم عينك قولي: لا يوجد نجاسة!" وخلفية ذلك قواعد فقهية وحقائق علمية يبدو أن إيضاحها واجب وهذه القواعد والحقائق هي ما بنت عليه مجيبتك الفاضلة ردها، ويبدو أنها ليست واضحة بالنسبة لك ويجب إيضاحها.
القاعدة الفقهية تقول : "لا نجاسة إلا بعلامة (تفرض نفسها ولا نفتش للوصول لها) والحكم بالنجاسة من غير علامة وسوسة"! والكلام بين علامتي التنصيص خارج الأقواس هو من نص كلام الفقهاء وأما ما بين الأقواس مستنتج من فهم نصوصهم هم وفهم أحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام الناهية عن التعمق لأن التعمق في تحري النجاسة يؤدي إلى اختلاط الأمر على المتعمق.... حتى أنه قد يرى علامة نجاسة فيما لا يرى أحد فيه علامة نجاسة.
الحقيقة العلمية هي أن الموسوس معرض للإدراكات الحسية الكاذبة في ما يتعلق بموضوع وسواسه، أي أن الموسوس بالخوف من النجاسة معرض لإدراكها كذبا! أي أنه يمكن أن يرى أو يشم نجاسة فيما لا نجاسة فيه! ويحدث ذلك عادة عندما يبحث الموسوس عن النجاسة ويتحرى وجودها من عدمه أو يبحث عن ما يشير إلى وجود النجاسة فيما لا تبدو عليه نجاسة
بالتالي يمكننا أن نقول أن علامة النجاسة التي تفرض نفسها فرضا تعتبر علامة نجاسة توجب التطهير وأما العلامة التي يجدها الموسوس نتيجة بحثه وتعمقه فلا يعتد بها أولا لأنه موسوس له رخصة وثانيا لأن تحري التخلص من النجاسة لا يجب على الموسوس نظرا لما يستتبعه من إدراكات حسية كاذبة....
وفي حالتك يمكننا القول بأنك إذا شممت النجاسة وأنت لاهية عنها يعني شممت نجاسة في يد ابنتك دون أن تكوني قصدت شمها بحثا عن النجاسة فإن يدها عليها نجاسة... وأما إذا شممت يدها بهدف تحري نجاستها من عدمه فإن ما تدركينه من نجاسة لا يعتد به ومعفو عنه!
وتضيف د. رفيف الصباغ مجرد لعب البنت بحفاظها لا يعني أن يدها تنجست ما لم تتيقني أن اليد دخلت الحفاظ ولامست البول، إذ ربما أدخلت يدها في الحفاظ وهو جاف، أو ربما لامست مكانًا جافًا منه، أو ربما لمسته من الخارج. لهذا عبارة (أن تفرض النجاسة نفسها فرضًا على الموسوس) أفضل ما يعبر به عن طريقة معرفة الموسوس لوجود النجاسة
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات .
ويتبع >>>>: وسواس الطهارة والنجاسة وشهور الحمل م1