استشارة نفسية
أنا طالبة بالثانوي من عائلة متواضعة أخلاقية وماديا المشكل اللي عندي منذ 5 سنوات رغم أني واعية بغلطي لكن لا أستطيع التخلص من هذا المشكل كان لدي صديقة في الإعدادية كانت تجمعنا صداقة مصالح هذا ماقالوه لي عن أنها تستغلني في الامتحان والدراسة لا أعلم كيف حصل لكني كذبت عليها ادعيت أني شاب أراسلها وواقع في حبها لمدة سنتين كنت أعتبرها مضيعة للوقت
لكن في عامي الثاني بالثانوي تعرفت على أصدقاء جدد كانت صداقتنا جيدة لكني مجنونة فابتعدت عن صديقتي السابقة وباشرت حكاية جديدة مع كلتيهما أي تقمصت دور أولاد آخرين (يالأسفي على نفسي) عندما أيقنت بأني أغرق في هذه المتاهات حاولت الخروج ولم أستطع وصدقني تعلقت بشابين صرت أألف قصصا وحكايات لكن الصيف الماضي مع انقضاء السنة الدراسية اكتشفوا الحقيقة يالبأسي دخلت في دوامة من الإحباط والمرض
بعد خسارة صديقاتي اضطررت لتغيير الثانوية هذه السنة هي أخيرة لي بإذن الله لكن لم يفارقني عذاب الضمير يوما وحزني فأنا لم أجد أصدقاء مثلهم... في الآونة الأخيرة تعرفت على صديقة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك فتاة رائعة خلقا وأخلاقا وجدت فيها الصديقة والأخت الفاضلة لكن شيطاني المظلم حرضني لادعاء أني حبيب ومن ثم أنشأت حساب آخر على فايسبوك وأصبحت أحادثها على أني هو أو صديقة كنت أشعر بالبأس لفعلي هذا لكني لا أستطيع التوقف حتى انتبهت أختي لي وقرأت بعض الرسائل وعندما أخبرت أمي وقد كان لها علم بالحادثة السابقة غضبت مني قالت أني حقا مريضة نفسيا وأني سيئة للغاية وكلام جارح آخر
أنا الآن لا أعلم ماذا أفعل ضميري الذي يؤنبني عدم رغبتي بخسارة صديقتي أعتقد أنها حالة انفصام في الشخصية لا أعلم أنا أشعر بالضيق والضياع هذه سنة التوجيهي لا أريد أن أخذلهم لكن قد خذلت نفسي أنا لا أستطيع الدراسة إلا عند الحديث معها
أرجو المساعدة ماذا أفعل؟
ما هي حالتي كيف سأدرس؟؟؟ أرجوكم ساعدوني
15/5/2019
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بك معنا. لم تذكري الكثير عن باقي جوانب شخصيتك لأعرف إن كنت تعانين من اضطراب الشخصية الحدية.
ونظرا لصغر سنك وعدم نضوجك الكامل سأبدأ معك من البداية، فأقول لك إن الحياة تقوم على التعاون والبعض يرى في التعاون مصالح. لا يستطيع أحد أن يحيى وحيدا ولابد أن تربطه مصالح مع الآخرين ويتعاون معهم في هذه المصالح، تكون العلاقة سيئة إن حققت فقط مصلحة أحد الطرفين، صديقتك التي رأى أهلك أنها تستغلك لمصلحتها كانت من جهة أخرى تشجعك على الدراسة.
من سمات الشخصية السوية الالتزام بالمعايير الأخلاقية ومنها الصدق والأمانة وهو ما خالفته في صداقتك السابقة والحالية. تكذبين عليهن وتكشفين سترهن وتتلاعبين بمشاعرهن، وقد أعجبتك لعبة السيطرة عليهن هذه فعدت إليها ثانية مع صديقتك التي تعرفت عليها على الإنترنت، فهل أنت متأكدة من أنها فتاة فعلا.
لقد ساهمت في إنضاج صديقتيك السابقتين بدرس عدم الثقة في العلاقات عبر الإنترنت، فهل تعلمت أنت أيضا هذا الدرس.
كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابين، توبي إلى الله عن ذنبك، فلا يملك سلوكك سوى نفسك، فاحكمي عقلك واضبطي هوى نفسك الذي يشجعك على التلاعب بمشاعر من يفترض أنه يهمك أمرهن. تتطلب التوبة عن حقوق العباد الاعتذار منهم فهل اعتذرت لصديقتيك السابقتين، إن لم تفعلي عليك القيام بذلك، ربما حين ترين ما عانين من سلوكك يردعك ألمهن عن تكرار العبث بمشاعر الناس، عليك الاعتذار بغض النظر إن قبلنه وسامحنك أو لم يفعلن ففي هذا تكفير عن ذنبك سيشعرك بالراحة.
نجاحك في دراستك يعود عليك أنت أولا وآخرا وليس على أهلك، ولا يملك أحد عقلك سوى نفسك وبالتأكيد ليس الحديث مع أي كان. توقفي عن الحديث مع صديقتك الجديدة بصفتيك معا كبنت وولد، ستشعرين بالضيق لبعض الوقت ولكنه سيمضي كلما ذكرت نفسك بأهمية الوقت وانعكاسه على الآتي من حياتك، وبالمقارنة بين راحة عابرة ونجاح دراسي يؤهلك لنجاح مهني لابد أن ترجح كفة مستقبلك.
أخيرا كلمة حق لا بد أن تقال بغض النظر عن ذنبك في حق صديقاتك فهن يتحملن أيضا شيئا من وزر ما عانين. مع الحرية تأتي المسؤولية فإن كانت لهن حرية الحديث مع شخصية على الإنترنت فعليهن تقع مسؤولية حماية أنفسهن من التعلق الواهم وكذلك من التحقق مع من يتعاملن. لا أظن أنه في وقتنا الحالي هناك من لا يعرف كم الخداع عبر التكنولوجيا الحديثة.
اطوي هذه الصفحة من حياتك ولا تعودي للعبث كي تريحي نفسك من ذنوب العباد ومن الشعور بالذنب.