وسواس في الطهارة والصلاة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا أعاني من مشكلة في الطهارة حيث بدأت هذه المشكلة منذ 20 سنة وهي ملازمة لي حتى الآن وأحيانا تزداد عندي حتى تكاد تخرجني من الطريق ويمكن أن ألخص معاناتي بالآتي :
أولا خروج البول: حيث أنه وبعد كل وضوء أحس بحركات غريبة في القضيب وكذلك برودة في رأس القضيب وفي السروال لكني أحيانا لا أفتش بعدها لكن الشك يهزمني ويجعلني أقوم بإعادة الوضوء والصلاة وغسل ملابسي كاملة وأعود إلى الصلاة مرة أخرى لكن تعود نفس الحالة السابقة وهذا الأمر يؤرقني كثيرا ولا أعلم له حلا فأرجو أن يتم تقييم هذه الحالة وإفادتي جزاكم الله خير .
ثانيا ما يخص الاستنجاء فأنا أقوم بغسل الدبر بكثير من الماء حتى أتطهر ولا أعلم هل هذا صحيح أم أن هذا أيضا خطأ يجب الامتناع عنه ولا أداري كم مرة يجب علي أغسل الدبر فأحيانا أغسله بأكثر من 10 لتر ماء .
ثالثا في حال جلوسي للتشهد في الصلاة -عند الضغط على مؤخرتي فأنا أشعر كأن ريحا خرج ولست متأكدا فيما إن كان ريحا أو شيء آخر الأمر الذي يجعلني أعيد الوضوء وأعيد الصلاة .
أفيدوني جزاكم الله خيرا .
7/7/2019
وبعد أسبوع أرسل يقول:
وسواس ديني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متدين لكني أمر ومنذ فترة طويلة بوساس الطهارة والصلاة فلا أدري إن كان هذا الإحساس حقيقيا أم أنه وسواس شيطاني ويمكن أن أقوم بتلخيص ما أعانية بالنقاط التالية :
1/ من شدة ما أعانيه فقد جعلت لنفسي ثيابا خاصة بالصلاة وثيابا خاصة بالجلوس في المنزل لأني أشك بخروج البول أو قليل من البراز خوفا مني أن تتنجس هذه الثياب بالبول، وكذلك عند دخولي للحمام في غير أوقات الصلاة أحس بأن البول يرتد على جسمي أثناء التبول في الحمام -حيث أني أستخدم الحمام الإفرنجي أحيانا وأحيانا أخرى الحمام العربي وبالتالي عند الصلاة أقوم بتغيير الملابس الخاصة بالصلاة، ولا أعلم هل هذا الفعل صحيحا أم أنه مجرد وسواس
حيث أني أحاول أحيانا أن لا أتصرف بهذا الشكل ولا أقوم بتغيير الملابس وأصلي بنفس الملابس التي أرتديها وعند الجلوس في المنزل لا أغيرها علي أتخلص من هذه العادة إلا أن تفكيري بالكامل يكون متوجها فيما إذا تنجست الثياب أم وإذا شعرت بشيء من البلل أو البرودة في السروال الداخلي أقوم بغسل الملابس وأعود إلى تغيير الملابس من جديد كما كنت في المرات السابقة وأنا أنظر إلى من حولي لا يقومون بما أقوم به من أفعال
حيث أن ذلك يؤثر سلبا على نفسيتي حيث أراها حياة بسيطة وسهلة عكس ما حياتي، ونظرا لهذا الإحساس فعند إحساسي بوجود البول أحاول أن أؤخره حتى يحين وقت الصلاة حتى أدخل الحمام مرة واحدة نظرا للمشقة التي تحصل عند دخولي لأكثر من مرة بسبب إحساسي بارتداد البول إلى جسدي .
2/ عند الوضوء للصلاة وبعد الفراغ منه وذهابي للمسجد أصلي يكون كل تركيزي فيما إذا أن هناك بولا سيخرج وإذا شعرت بشيء أو حركة في القبل أو الدبر أو إحساسي ببرودة في السروال أو رأس الذكر فإني أقوم بإعادة الصلاة بثياب أخرى وغسل الملابس التي كنت أرتديها وهكذا كل يوم فلا أدري هل فعلا يخرج بولا أم كل هذه شكوك وأوهام وأنا فعلا تعبت وأريد أن أتعافى من هذا فماذا أصنع .
3/ عند الصلاة فإني وبمشقة أكبر تكبيرة الإحرام لا أستطيع الدخول بالصلاة بشكل طبيعي وإنما تحصل مني مشقة كبيرة عند النطق بتكبيرة الإحرام وأحيانا أنطق بها بعد مرور 10 دقائق .
4/ كذلك لا أستطيع قراءة الفاتحة بشكل طبيعي حيث يصعب علي القراءة بشكل سلس كما يفعل بقية الناس وأقوم برفع الصوت قليلا حتى أسمع مخارج الحروف أما بالنسبة لقراءة أي سورة بعد الفاتحة فإني أقرأها بشكل طبيعي .
جزاكم الله خير أجيبوني على كل نقطة من هذه النقاط
وأنا مستعد بإذن الله للعلاج إن أشرتم علي بذلك .
14/7/2019
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وتعالى يا أخ "جميل"
أول ما يلفت النظر في رسالتك هو صبرك على وسواسك عشرين عامًا رغم أنك لم تكن صغيرًا عندما بدأ، أعني كان بإمكانك أن تطلب العلاج باكرًا. والذي معك وسواس بالتأكيد، ولم يكن الوسواس حقيقة في حياته. سأجيبك من الناحية الشرعية، لكن لا غنى لك أبدًا عن الذهاب إلى الطبيب.
بالنسبة لإحساسك بخروج بول منك، قال المالكية من كان يخرج منه البول لو مرة في اليوم، لا يجب عليه تغيير ملابسه فلا تفكر في ثيابك كثيرًا. يبقى لدينا مسألة الشك بانتقاض الوضوء ومحاولة عدم الاستجابة للأحاسيس التي تشعر بها لأنها في الواقع غير حقيقية، يمكنك وضع منديل لمدة يوم واحد، بعد أن تجفف جسمك، ثم إن أحسست بشيء فتش المنديل، غالبًا لن تجد عليه شيئًا، أو مرة ستجد ومرة لا...،
وإذا لم يكن الإحساس صادقًا في كل مرة، فلا تطالب أن تقطع صلاتك ولا أن تتأكد هل خرج شيء بالفعل أم لا؟ كلما أحسست بشيء قل: أنا متيقن من وضوئي، وأشك فيما إذا انتقض أم لا؛ ولست متأكدًا من خروج شيء، لعله إحساس كاذب هذه المرة، واليقين لا يزول بالشك فأنا متوضئ إذن، كما أني غير مطالب شرعًا بالتفتيش عن صحة أحاسيسي.
كيفية الاستنجاء وغسل الدبر: يكفي أن تمسح بمنديل حتى يخرج نقيًا غير ملوث، ثم رش المكان بحفنة ماء، وأرجو ألا تكثر التفتيش في المنديل عن النقاط المجهرية!نظرة عامة تعطيك النتيجة: هل ذهب كل شيء أم ما زال هناك نجاسة.
الإحساس بشيء عند الضغط على المؤخرة: غالبًا هذا الأمر يحصل عند وجود فقاعة هواء بين الأليتين، تخرج عند الجلوس بسبب الضغط، وعلى كل حال القاعدة: (اليقين لا يزول بالشك) يقينك (100%) من الوضوء لا يزول بشكك هل خرج شيء أو لا؟ ولا بقولك: (كأن ريحًا خرج ولست متأكدًا)
دائمًا تقول في رسالتك: (أشك، أحس ولست متأكدًا) وهذا لا أهمية له، ولا يعتمد عليه في الشرع، وعليك ألا تبني عليه أحكامًا، فالأمر محسوم شرعًا إذن، والباقي عليك، "لا تطبق ما يقوله الوسواس حتى إن كدت تموت من القلق"
أحاسيسك بخروج شيء جاء فيها حديث خاص، ولو لم يكن الأمر من الأمور البارزة المهمة التي يدخل الشيطان منها، لما جاء فيها حديث، ولعلك تعرف ذلك الحديث، قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا صَلَّى أحدُكُم فَلَمْ يَدْرِ زَادَ أم نقصَ، فليَسْجُدْ سَجْدَتَينِ وهُوَ قاعد، فَإِذَا أَتَاهُ الشَّيطَانُ فقَالَ: إنَّكَ قَد أَحْدَثْتَ، فَلْيَقُلْ: كَذَبْتَ، إِلَّا مَا وَجَدَ رِيحاً بَأَنْفِهِ، أَوْ صَوْتاً بأُذُنِه» وقوله: (إِلَّا مَا وَجَدَ رِيحاً بَأَنْفِهِ، أَوْ صَوْتاً بأُذُنِه)،
المراد به العلم اليقيني، أما الشك فلا يؤخذ به. (وقال حنبل [ابن عم الإمام أحمد]: سألت أحمد قلت: أتوضأ وأستبرئ، وأجد في نفسي أني قد أحدثت بعد، قال: إذا توضأت فاستبرئ، وخذ كفّاً من ماء فرشه على فرجك، ولا تلتفت إليه، فإنه يذهب إن شاء الله). فكما ترى، لا علاج لهذه الوساوس إلا التطنيش شرعًا وطبًا.
أيضًا بالنسبة للتكبير كبر بسرعة وأكمل صلاتك حتى إن شعرت أنك لم تأت به بشروطه المطلوبة، هذا هو الدواء.
وأما الفاتحة، فإنك توسوس بها لخشيتك أن تبطل صلاتك إن قصرت فيها، ولكن لاحظ أن إسماع النفس يشترط فيه سلامة السمع وعدم وجود ضجة تمنع من السماع هذا أولًا، وثانيًا: إذا كان الجهر أن يُسمع المصلي من بجانبه فاعلم أنه إذا سمعك من بجانبك فإنك جاوزت الإسرار إلى الجهر وعليك أن تخفض من صوتك، فالأمر يسير اسأل من بجانبك هل سمعك؟ فإن قال نعم فاخفض صوتك حتى إن ظننت أنك لم تسمع نفسك. وباعتبارك موسوس فاقرأ على أية حال؛ أي إذا جاءك الشيطان وقال لك: لم تسمع نفسك. قل له: بلى أسمعت وتابع صلاتك دون أن تعيد...
ويمكن اختصار كل هذه الأجوبة بجملة: (توضأ وصلِّ ولا تطبق أي فكرة هجمت على ذهنك)، ويسميه العلاج المعرفي السلوكي: (التعرض لما يثير الوسوسة مع عدم الاستجابة).
أرجو ألا تتأخر في الذهاب إلى الطبيب (كما تأخرت أنا في إجابتك)، لعله يعطيك دواءً يخفف القلق ويعينك على التطبيق.
أسأل الله أن يعافيك ويخلصك من بلائك عاجلًا غير آجل، إنه على كل شيء قدير، والزم بابه فلا شيء يعجزه.
ويتبع>>>> : وبعد الوسواس سعر العسل م