ساعدوني
السلام عليكم، لقد تعرفت على موقعكم الرائع من خلال قناة اقرأ "حديث الساعة" وأشكركم علي مجهوداتكم في حل المشاكل وتطرقكم لموضوعات حساسة.
أنا الأخت صابرينة من الجزائر عمري 34 سنة ماكثة في البيت أعيش مع عائلتي في الجزائر، أنا مسلمة وملتزمة بالشريعة الإسلامية، حلمي هو أن ألبس الحجاب وأتزوج مع الشاب الجزائري الذي يحبني وأحبه حبا طاهرا ويريد أن يتقدم لخطبتي، ولكن يوجد مشكل كبير وعويص وهو أنني أعاني من مرض اسمه (Transsexualism "التخنث النفسي")
بمعنى الجنس الجسدي مولود ذكر والجنس النفسي أنثى بمعنى روح امرأة في جسد رجل وهدا المرض ليس له علاج نفسي إلا الحل الجراحي أو ما يسمى عملية تغيير الجنس
وأحيطكم علما أنا نسبة الهرمونات الأنثوية في دمى مرتفعة مما جعل مورفولوجيتى الجسدية أنثوية جدا مثل المرأة إلى حد كبير مع وجود ثديين كبيرين
وأحيطكم علما أن هذا التشخيص الطبي لمرضي هو من طرف طبيبي المعالج المختص في الأمراض النفسية والعقلية بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا بالجزائر العاصمة
وحسب رأي الطبيب المعالج دواء هدا المرض هو اللجوء لعملية تغيير الجنس من ذكر لأنثى مع العلم أنا جميع أفراد عائلتي كلهم موافقين ويساندونني ماديا ومعنويا من أجل سعادتي لأكون امرأة كاملة وصالحة
لكن هدا النوع من العمليات غير موجود في الجزائر وبالتالي أرجوكم أن تساعدوني على إيجاد طبيب جراح في مصر ماهر مختص في عمليات تغيير الجنس فحسب معلوماتي مصر تقوم بهذا النوع من العمليات وفى الأخير أقول لكم ثقتي فيكم كبيرة وحلكم لمشكلتي إنشاء الله سيغير حياتي كلها من التعاسة والتوهان إلى السعادة والالتزام
أتمنى أن ينشر ندائي هذا في الصفحة وجزاكم الله كل خير ومزيدا من النجاح والتميز.
المعذبة الحزينة
صابرينة
13/10/2004
رد المستشار
الأخت/الأخ صاحب المشكلة
أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين، وشكرا جزيلا على ثقتك، واجهتني صعوبةٌ معرفية وأنا أبدأ الرد على مشكلتك هذه رغم أنها ليست أولى مشاكل خلل الهوية الجنسية أو لنقل: خلل التناغم الجنسي بين الروح والجسد في الكبار، التي أرد عليها أو بالأحرى أتصدى للرد عليها.
ولعل سبب الصعوبة يكمن في ما عرضتني له سطور الإفادة الإليكترونية حين بدأت بـ: (أنا الأخت صابرينة)، فأنا أعرف اسم: صابر وهو اسم ذكر، وأعرف أن هناك اسم صابرين: وهو اسم أنثى عندنا في مصر، وإن بدا صالحا كاسم ذكر أيضًا ولعله يكونُ كذلك في الجزائر، فلا علم لدي، فهل أنا أتكلم مع صابرين الذي يحسُّ بنفسه صابرينة؟ أو صابرين الذي يتمنى على الله سبحانه أن يعينه في إصلاح الخلل التناغمي في هويته الجنسية؟ فيتحول طبيا وجراحيا إلى صابرينة؟
وحينما أكملت استيعاب سطورك الإليكترونية ألفيت نفسي لا أعرف هل أقول الأخت أم الأخ؟
باختصار بدأت الإفادة وأنا أقرأ صابرينة، الأخت المسلمة الملتزمة التي تحلمُ بارتداء الحجاب، والزواج من من تحب، ثم بعد ذلك بدأ الحديث عن مشكلة اضطراب "التخنث النفسي" Transsexualism والذي أسميه خلل التناغم الجنسي الروح/جسدي في الكبار،
والذي أرى فيه أن وجود ظواهرَ جسدية مرئيةٍ وغير مرئية كالهرمونات يعني أننا بصدد حالة مرضية،أصبح بإمكان الطب والجراحة اليوم علاجها، والإسلام دينٌ يأمرُ بطلب العلاج من كل داء جسدي أو نفسي، واقرئي: موقف الإسلام من التداوي بالعقاقير نفسية التأثير(1)
وبما أنك ذكرت ما يشيرُ إلى وجود مظاهر جسدية أنثوية وكذلك ارتفاع في نسبة هرمونات الإناث في دمك (والذي فهمت أنه طبيعي وليس محدثا طبيا) إضافة إلى تعرفك على نفسك كأنثى، ومساندة أهلك لك، وأن طبيبك النفسي قد أخبرك بأن الأمر يحتاج إلى علاجٍ جراحي، وأنا إذن أقبل مرضك وسأحاول مساعدتك،
وإنني أسأل الله أن يعينني على تقديم النصح لك.
أحيلك أولا إلى بعض الروابط عن خلل الهوية الجنسية في الطفولة، وعواقبه في الكبار، أو ما أصبحت أفضل تسميته بخلل التناغم الروح/جسدي في الطفولة أو في الراشدين، فانقري العناوين التالية :
اضطراب الهوية الجنسية : التحول الجنسي
السادية والمازوخية وخلل الهوية الجنسية
تقابلنا كأطباء نفسيين حالاتٌ لها أجساد الذكور ونفوس أو أرواح الإناث، والعكس صحيح، وبينهما حالات مشتبهات، فهناك من تراه ذكرا كامل الذكورة جسديا (أو مختلط الذكورة بالأنوثة جسديا) لكنه يقرُّ بأن إحساسه بنفسه ومشاعره منذ بدأ يدرك هي مشاعر أنثى، وهناك من تجد بتحليل هرمونات الجنس لديه أنه أنثى هرمونيا أي جسديا لكنه غير مرئي بالعين المجردة، ولما كنت كطبيبٍ نفسي أعلم أن النفس والروح تحكمان الجسد وتوجهان مشاعره، وأعرفُ كذلك أن الهرمونات تؤثر في السلوك البشري، أي أن هناك شذوذا جسديا عضويا، وليس نفسيا معرفيا فقط، فإنني أقول أن عملية تغيير الجنس تجرى في مصر، وهي مقبولة عندي كطبيب نفسي مسلم وليس كفقيه، ولكن بشروط لابد أن تجتمع:
1- أن يكونَ هناك شذوذٌ عضوي واضح مرئيا (مثلما هو في حالتك ككبر حجم الثديين مثلا)، أو غير مرئي كوجود زيادة في هرمونات الجنس المراد التحول له (مثلما في حالتك أيضًا).
-2- أن تكونَ وضعية عدم التناغم الروح/جسدي موجودة منذ سنوات الطفولة الأولى، حتى أرغمت المحيطين بالطفل على معاملته معاملة الخنثى! (وهذا ما أستنتج أنه متوفرٌ أيضًا في حالتك).
-3- أن يتم اجتياز فترة مناسبة من العلاج النفسي المعرفي الذي يشمل ما يترتب من أحكام الفقه الإسلامي على هذه المسألة الملتبسة، لأن المفترض هنا هو أن ذكرا له حقوق وعليه واجبات الذكور، سيتحول إلى أنثى لها حقوق وواجبات، وقد تكونُ هناك فترة من العيش الاجتماعي بين! فكيف تكونُ أحكامها؟ هذه إحالة إلى أخي أ.مسعود صبرى من قسم الفتوى في موقع إسلام أون لاين.
وأنقل لك هنا فتوى أ.د. محمد بكر إسماعيل: (بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: الخنثى يجوز له أن يتزوج إذا كانت رجولته ظاهرة، بمعنى أنه ينتصب، ويكون قادرًا على الجماع، أما إذا لم يكن كذلك، فإن الطبيب هو الذي يحكم بأنوثته حينئذ، فإذا قال إنه أنثى، وجهاز الأنوثة موجود فيه؛ تزوج على أنه أنثى، وهذا يسمى بالخنثى المشكل، وقد كانوا قديمًا يعرفونه بعدة أمور، فإذا رأوه يتبول من ذكره قالوا إنه ذكر، وإذا رأوه يتبول من فرجه قالوا إنه أنثى، لكن الطب الآن قد تقدم، وأصبحنا نعرف إن كان هو إلى الرجولة أقرب، أو إلى الأنوثة أقرب، وعلى الطبيب أن يحدد ذلك بدقة، وأن يجري له عملية إن أمكن، أو يترك الأمر على ما هو عليه إن كان في العملية صعوبة أو ضرر. والله أعلم).
يبقى أن أقول بقبولي كطبيب نفسي بأن هناك حالات قليلة من الشذوذ العضوي الواضح الذي لا يتم علاجه إلا بجراحة تغيير الجنس وهذا أمر مقبول طبيا وأيضا اجتماعياً، وأعتقد أن لبعض زملائنا من الجراحين في جامعة عين شمس القاهرية خبرات في مجال إجراء هذه الجراحة، إلا أن عليك التبين من موقفك القانوني حسب القانون المطبق في موطنك لأنك قد تظل في نظر القاضي ذكرا رغم إجراء العملية!
والحقيقة أنني أردت بما فعلته في بداية ردي هذا حين كتبت (الأخت/الأخ) أن أبين لك أنك نقلت إلى حالة العيش بين بين هذه على المستوى الإليكتروني، وأن عليك أن تتوقع مثل هذا الارتباك في رد فعل الآخرين، وأن تتعلم كيف تتعامل معه،
ولا أخفيك سرا أنني ملأتني تساؤلات عن حياتك طوال أربعة وثلاثين عاما كيف كانت؟ وماذا كان دور الطبيب النفسي المعالج معك؟
ولا أستطيع أن أغفل تذكرتك بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن المتشبهين من الرجال بالنساء كما لعن المتشبهات بالرجال من النساء، وتذكرتك بقوله تعالى : (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً) (النساء:119)
عليك أذن أن تصدقي مع الله ثم مع نفسك قبل أي خطوة تتخذينها بعد هذا العمر.
أيضًا أنا لا أدري هنا هل تعني موافقة الأهل ومساندتهم لك في ما تريدين أنك في الأصل تعيشين كأنثى؟ هل هم يعاملونك كأنثى؟ مثلما لا أدري هل شكل الجسد الأنثوي هذا الذي أوقع حبا طاهرا كما وصفته بينك وبين من ينتظر إجراءك للجراحة حتى يبني بك كزوجة،
هذا الشكل الأنثوي حدثَ من تلقاء نفسه أم أنه استحدث باستخدام الهرمونات الأنثوية؟ كل هذه أسئلة حيرتني وأرجو أن تتابعيني بها، لأنه في تلك الحالة تصبح الشروط التي ارتأيتها غير منطبقة، والله ورسوله أعلم.