فقدان طعم حياة وفقدان النفس. لا أعرف نفسي
أعاني فقدان المشاعر السعادة والحزن. وكره كل شيء في الحياة. السلام عليكم أنا شاب كنت أحب الحياة كثيرا ومرح وحساس كثيرا. كنت أفرح لأبسط الأشياء وأحزن لأبسط الأشياء. كانت لدي دائما طاقة إجابية وأحلام كبيرة. وكنت أحب الخروج مع الأصدقاء. ولا أحب العزلة والوحدة وأحب التحدث دائما.
لكن ما حدث معي منذ شهر غير حياتي 90 درجة. كنت في علاقة حب مع فتاة. وكنا سوف نتزوج قريبا. وقعت في حبها كثيرا. كنا نلتقي كل يوم أحد. وكنا نتحدث معا كل يوم لساعات كثيرة. في الصباح والمساء. وكنا سوف نتزوج. ولكن بسبب بعض الظروف الصعبة قررنا الابتعاد عن بعضنا لفترة من وقت شهرين أو ثلاثة. قلبنا هذا القرار وكان كل شيء على ما يرام خلال الأيام الأولى.
لكن في أحد الأيام استيقظت على شعور غريب غير حياتي. أصبحت شخص بلا مشاعر لا أفرح لا أحزن ولا أشعر بالحب. أرى حياة بألوان باهتة. لا أعرف نفسي. وكأن نظرتي للحياة مختلفة. أصبحت كسول وأنام كثيرا. وأحب الوحدة ولا أحب التحدث مع أي شخص. وحتى عندما أقاوم هذا الشعور وأخرج مع الأصدقاء أشعر بنفس الشيء فقدان الرغبة في الحياة ولا أستطيع الفرح أو الحزن.
أبتسم وأتكلم ولكن دون شعور في قلبي. ليس مثل ما كنت في الماضي وكأن الحياة دون طعم أو لون وكأنه لست أنا. فقدت الفرح والحزن أو شعور بالحياة والحب. أصبحت الآن قلق أن أبقى هكذا شخص بارد بلا شعور. أو أن تعود المرأة التي أحبها بعد أن نحل بعض المشاكل وتجدني هكذا إنسان بلا شعور. خاصة أنا شخص أحب التحدث في الأشياء التي في قلبي وأشعر بها ولا أستطيع تمثيل المشاعر.
مع العلم أنه أنا أعرف أن المرأة التي أحبها سوف نعود معا لأن نحن أخذنا هذا القرار أن نبتعد لفترة بسبب بعض الظروف الصعبة والقوية. لا أعرف ماذا أفعل هل هذه فترة اكتئاب أم هي فراغ أو إحباط. أنا قلق كثيرا و لا أعرف حتى نفسي فقدت الرغبة في الحياة وحتى أحلامي لم تعود مهمة بالنسبة لي. لم أعد أعرف نفسي.
أصبحت شخص بلا مشاعر عكس ما كنت عليه في الماضي. لا أعرف من أنا ولماذا وصلت هكذا. حتى أشيائي التي أحبها لم أعود أحبها وكأنه شخص آخر ولست أنا. أرى حياة دون طعم أو لون وأريد أن أفعل شيء كي أخرج من هذه الحالة ولا أعرف ماذا أفعل. أشعر بشعور غريب جدا. ولم أعد أشعر بالفرح أو الحزن أو السعادة أو حتى الحب. أنا أقاوم هذا الشعور لكن دون فائدة. أرجوك ساعدني حتى أعود كما كنت إنسان يحب الحياة ويمرح وقلبه طيب ويشعر بالحزن والفرح وطعم الحياة. أنا خائف وقلق ولا أعرف ماذا أفعل
18/7/2019
وبعد أسبوع أرسل مرة أخرى يقول:
أنا شاب عمري ٢٣ سنة عشت كثيرا من نوبات الخوف وعدم معرفة نفسي وحدث معي هذا ٣ مرات في حياتي . أول مرة عندما فقدت صديق المفضل كان مثل أخي كرهت كل شيء في هذه الحياة وكرهت نفسي. لكن بعد ذلك بسنة رجعت أعيش حياتي عادي. ثم تكرر نفس الشيء عندما فشلت في دراستي. لكن هذه المرة عرفت أنه نفسي وذهبت لطبيب وأعطاني دواء والحمد الله بعد شهر شفيت تمام.
بعد أن شفيت بفترة قصيرة تعرفت على امرأة ووقعت في حبها. وتحدثنا معا لمدة ١٠ أشهر وكنا نلتقي في بعض أحيان. وحلمت معها بكل شيء في هذه الحياة. وكنا نتحدث كل يوم عبر camera عبر فيسبوك ونلتقي عندما تسمح الفرصة. كان كل شيء بالنسبة لي. وكنا سوف نتزوج. لكن حدثت بعض المشاكل جعلتنا نبتعد بعض الوقت نحن لم نتحدث منذ أكثر من شهر.
لقد فقدت طعم الحياة وأصبحت خائف ولا أعرف نفسي أو لا أعرف ماذا أريد. وفقدت الشعور بطعم الحياة. أقاوم هذا الشعور وأخرج مع الأصدقاء لكن بدون فائدة. أصبحت لا أعرف نفسي. لا أستطيع حتى أتحدث مع الناس. لا أشعر بأي مشاعر في قلبي لا حزن ولا فرح ولا أستطيع التحدث مع الناس أو أي شخص جديد أو أي مرأة.
أصبحت أشعر أن الجميع أفضل مني. منذ أسبوع اتصلت بي المرأة التي أحبها وتحدثنا لن نلغي زواجنا وسوف نعود معا بعد أن نحل هذه المشاكل. وسوف نتزوح بعد ٣ أو ٤ أشهر. لكن لم أشعر بالفرح. كنت دائما أرى صفحة الفيسبوك خاصة بها عندما أرى صورتها أكون سعيدا.
كنت شخصا غيورا كثيرا وأحب الحديث معها لكن الآن لا أشعر بأي مشاعر نحو أي شخص مثل الفارغ ولا أعرف نفسي.
أرجوك أريد أن أعود كما كنت أشعر بالحب والفرح والحزن وأعود أحب أحلامي. حتى أحلامي لم أعود أهتم بها. أصبحت مثل الفارغ.
25/7/2019
رد المستشار
أهلا وسهلا بك صديقي "عليّ" على موقع مجانين للصحة النفسية
إن ما تصفه بصدق هو اكتئاب واضح، والذي يخطئ الناس غالبا في فهمه على أنّه غياب السعادة، والصحيح أنّ الاكتئاب هو غياب تلك التقلبات المزاجية والحيوية بين الشعور بالحزن والشعور بالسعادة، بين الغضب والاطمئنان، بين الإقدام أو الرفض، كأن المكتئب يعيش حالة من فتور المشاعر تعذبه، لا يشعر فيه بالحياة ولا أهميّتها.
كنت متعلقا بتلك الفتاة وتحبّها وتملأ عليك حياتك كلّها، خصوصا أنّك (على ما فهمتُ) لا تدرس ولا تعمل، وقد أدمنْتَ الحديث معها وليس لك انشغال إلا بها، كانت عالمَك كلّه، ولما رحلتْ عنك اكتشفتَ أنّك كنت تعيش في قوقعتها وكنتَ تستمد الرضا والسعادة والفرح منها... لا شك أنّ فراغك وغياب أهداف واضحة في حياتك وعدم استقلاليتك المادية وظروفك الصعبة شكّلت وسطا ملائما لتضخيم "مصيبة الفراق"
شعرتَ بالرفض من محبوبتك وبالظروف تتكالب عليك وربما شككت أنها ستكون لك ودخلت دوامة من التعاسة وانهيار صورتك عن ذاتك وثقتك بنفسك... وربما هذا يعلّمنا مجددا أنّ تجاهل بناء الشخصية وتطويرها معنويا وماديا والسعي أو التسرّع في الدخول في علاقات عاطفية (سهلة لأنها لا تحتاج مهارة أو تجربة) يؤدي بالشباب إلى مشاكل من هذا القبيل وتدهور للعطاء في الدراسة والعمل والحياة عامة.
الحلّ حتى تخرج من هذا كلّه، هو أولا تقييم منجزاتك لحد الآن وتصحيح المسار ووضع أهداف واقعية والخروج من مجرد التمنّي والأوهام، حتى تسترجع ذاتك واحترامك لها، حدد ما تريد فعله وما يُمكنك فعله في هذه المرحلة.
ثم (ولا بد) زيارة مختص نفسي لتقوم بجلسات علاجية، وبما أنك ميسور ماديا فلا عُذر لك، وسيُساعدك هذا كثيرا على فهم نفسك وحالتك واجتناب تفاقُمِها وتجنّب السلوكات والأفكار التي تزيد الحالة سوء كاعتزالك للناس والتركيز على التوقعات السيئة أو الاكتئاب من اكتئابك والدخول في دوامة لا تنتهي!
وإليك بعض الروابط لعلك تجد ما ينفعك:
ما هو الاكتئاب؟
الحواجز المانعة للشفاء من الاكتئاب
وسواس الحب في بلاد الجزائر
لا وظيفة، ولا هواية: الخواء يؤدي للتعلق
سرعة التعلق وسرعة التغلق !