غير متصل بهذا العالم، أشعر فقط بوجودي لا بحياتي.
السلام عليكم، أتمنى أن تكونوا في تمام الصحة والعافية. منذ مدة وأنا أتابع هذا الموقع الرائع وقد أعجبني اسم الموقع كثيرا "مجانين" إذ أن داخل كل أنسان قد تجد نسبة ضئيلة من الجنون قد تكون عبارة عن عقد نفسية أو وساوس لكن لا ننسى أننا نعيش في مجتمع لا يؤمن بوجود أمراض نفسية لهذا فإن الغالبية لا تعلم ذلك.
على أية حال، فهذه أول مرة في حياتي أطلب فيها استشارة نفسية، لم أزر طبيبا نفسيا من قبل ولم أتعاطى أي عقاقير أو أدوية مضادة للاكتئاب أو الوسواس من قبل... ولم أكتب أي استشارة على الإنترنت من قبل. كل ما كنت أقوم به عبر السنوات التي مضت هو قراءة استشارات الآخرين وردود المختصين عليها كل هذا كان على الإنترنت فقط.
أولا، أنا طالب جامعي أبلغ من العمر 21 سنة، أدرس اللغة الإنجليزية.
لم أدخن ولم أشرب أو أتعاطى أي مخدر في حياتي، أسوأ ما قمت به هو إدمان الإباحية عبر الإنترنت لمدة ال 4 سنوات الأخيرة. أعشق رياضة كمال الأجسام وأمارسها.
أبي شخص صارم جدا فمنذ بداية مراهقتي وهو يتدخل في شكل شعري وملبسي ومنعي من امتلاك هاتف أو إنترنت بحجة أنها قد تقودنا إلى الحرام فكنت أعيش في وسواس ورهاب دائم من أن يكتشف قصة شعري الجديدة أو أن يكتشف أن معي إنترنت أو هاتف فحينها سأكون في ورطة. فلو اكتشف قصة شعري فحتما سأتعرض للضرب والعودة للحلاق من جديد ليعدلها رغم أنها لم تكن قزعا إلى تلك الدرجة.
أومن أن أكثر شيء عانيت منه في حياتي هو قلة التركيز والانتباه والكثير من الوساوس وتوقع الأسوأ في أغلب الأحيان... فمثلا أكون أطالع كتابا أو مقالا على الإنترنت فتجدني مركزا لمدة 20 ثانية ثم بعدها يسرح عقلي بعيدا إلى أفكار ضبابية وعشوائية وأواصل القراءة لاواعيا... وبعدها أنتبه أنني غير مركز فأرجع عقلي إلى مكانه فأركز لمدة 15 ثانية ثم يهرب ويسرح مجددا وهكذا دواليك...
رغم قلة تركيزي منذ صغري إلا أنني كنت من الطلبة المتفوقين... فما بالك لوكنت مركزا؟؟؟
هذه المشكلة ورغم بساطتها إلا أنها سببت لي الكثير من الإحباط في الحياة اليومية فأنا صراحة غير مدرك لكثير من الأشياء من حولي، فتجدني أجهل أغلب أسماء أنواع السيارات المشهورة في مجتمعنا، كما أنني أجهل أغلب الأماكن المشهورة في مدينتي وكيفية الوصول إليها
رغم أنني قد وصلت إليها عن طريق السيارة لم أكن السائق لكن كان علي تذكر مسار الطريق حتى أعتمد على نفسي إلى الوصول إلى نفس المكان فكلما حاولت أن أركز أثناء الطريق لأتذكر المسار الذي سلكناه، تجدني ركزت لمدة لا تصل إلى نصف الدقيقة ثم يسرح عقلي وها قد وصلنا إلى ذلك المكان ولم أحقق هدفي في تذكر المسار الذي سلكناه.
قد تسألني ما الشيء الذي كنت أفكر فيه أثناء الطريق والذي منعني من تذكر مسارنا وقد أجبيك أنها مجرد أفكار عشوائية وأغلبها عبارة عن تخيلات لسيناريوهات لم تحدث وربما لن تحدث أبدا ربما يكون نظام حماية من عقلي يطبقه بهدف الانفصال عن الواقع الذي عانيت منه منذ مدة وأظن أنه لا يزال يطاردني.
عندما لا أعرف لا أريد أن أسأل من يكون معي عن نوع هذه السيارة أو هذا المكان لأنها ستكون أسئلة بديهية فأخشى أن تظهر سذاجتي. فمن المفترض أن أكون أعلم لأن الجميع تقريبا يعرف نوع تلك السيارة أو اسم ذلك المكان المعروف في مدينتي.
أعاني كذلك من بعض الوساويس الخفيفة مثل العودة والتأكد من إغلاق الباب وحتى أصل أحيانا لإصدار صوت الغلق مجددا لأتاكد، وكذلك عند غلق غطاء القارورة فقد أفتحه مجددا و أغلقه لأتاكد...
أستغرق بالمهام العادية مثل تنطيف الأسنان وقتا أطول والسبب هو أنني عندما أكون أنظف أسناني لا أكون مركزا أو يكون عقلي يقوم بالفعل لا إراديا ولا واعيا وسارحا في أفكاره العشوائية والوسواسية فلهذا استغرقت وقتا أطول.
أحب الظهور في شكل مثالي دائما فقبل أن أذهب إلى الجامعة أستغرق ساعة أو أكثر في تحضير نفسي ومراجعة كل تفاصيل حذائي وملابسي وشكل شعري وجهي وأنفي وساعتي، مع الحرص على عدم الذهاب للجامعة في اليوم التالي بنفس القميص الذي ذهبت به في اليوم الذي قبله.
أنا في توتر دائم فلا أستطيع أن أتوقف عن هذا بيدي أو رجلي عندما أكون جالسا وحدي.
أخشى من الأماكن الجديدة التي لا أعرفها فتجدني لا أحب السفر أو التنقل... والرغبة في العزلة والبقاء في غرفتي... إذا كنت أمشي في طريق يخلو من الناس يبدأ عقلي في تصور أنني قد أتعرض لعملية اعتداء أو سرقة وأزيد قلقا عندما يظهر شخص ما أو جماعة لكن في الأخير لا يحصل شيء.
عقلي لا يتوقف عن التفكير فأشعر أن عقلي دائما مشغول وحضوري الذهني منعدم تقريبا... فلا أستطيع حتى التركيز على كلام الشخص الذي يتحدث إلي أو أثناء كتابتي لهذه الاستشارة. أنا قلق بسبب أو بدون سبب، قلق بشأن ما سيحدث لي في المستقبل وكيف سأتصرف حيال الأمر. أعيش في أحلام اليقظة فأتخيل أن معي سيارة فارهة وأمر من أمام الجامعة وكيف سيعجب بي الناس.
أخاف من كلام الناس حولي ونظرتهم إلي فتجدني أحلل نفس المواقف آلاف المرات داخل عقلي... أخاف من تشوه صورتي أمام العامة...
من جهة أشعر أنني مميز عن الآخرين من حيث طريقة تفكيري ومن جهة أخرى أجد أنني أقل منهم في كيفية التصرف في المواقف التي تتطلب ذكاءا اجتماعيا أو فطنة.
ليست لدي مشكلة في التواصل مع الناس، فمهاراتي في التواصل جيدة، لا أجد أي مشكلة في فتح حوار مع شخص لا أعرفه... وكيف أستعمل الكلمات المناسبة. لكن أكره أن تسلط علي الأضواء.
أنا أفكر 99% و أنفذ فقط 1% ثم أفشل. من خلالي سردي للاستشارة ستجد أن أفكاري مشتتة....
لا أريد الذهاب إلى طبيب نفسي فأنا أعلم جيدا أنه يمكنني ان أعالج نفسي عن طريق التحكم في أفكاري فقط وترويض عقلي...
لا أريد تعاطي اي عقاقير أو أدوية، أظن أن ما ينقصني هو الصلاة والتأمل فسيكونان علاجا أفضل. وأنت ما رأيك يا دكتور؟
24/7/2019
رد المستشار
... قرأت رسالتك جيدا، ومعك الحق بعدم الذهاب إلى طبيب نفساني. وكما ذكرت تماما في رسالتك أنك لم تزر أي طبيب... فأنت لست بحاجة إلى استشارة طبيب.
كل ما ذكرته في كتابك هو في حدود السلوك الطبيعي لأي شخص سوي. الأفكار والوساوس التي ذكرتها لا تمثل أو ترقى إلى اضطراب نفسي...
وكذلك عدم التركيز أو السرحان أحيانا أيضا شيء طبيعي في حياتنا اليومية... لسبب ما ينتاب الشخص من قلق وتوتر من جراء الضغوطات الحياتية...
لا تشغل بالك بنوع السيارات والطريق أو الشارع أو المكان...
مشكلتك بسيطة ولست بحاجة إلى أن تؤطرها أو تجعل منها حالة تؤرق حياتك.
فحتى ما ذكرته عن والدك واهتمامه ومتابعته لك فيما ذكرته في رسالتك من قص الشعر والملبس... هذا شيء طبيعي... وما خوفك أو وساوسك إلا ردة فعل بسبب أن يكتشف والدك هذه السلوكيات...
اطمئن... ومن على ثقة... بأنك سوي ولست بحاجة إلى طبيب.
ويتبع >>>>>>>: أشعر فقط بوجودي لا بحياتي! طبيعي! م
التعليق: آلسـَلآم عليـكم وَرَحْمــَـہ آللًـہْ
كيف الحال أخي عبدالخالق،
أنا أخوك أحمد
أنا قد قرأت رسالتك والأعراض التي تمر فيها وأجد من العجيب شدة تشابهها مع العديد من الأعراض التي أمتلكها الامر الذي جعلني أكتب هذه الرسالة
ما أثار إعجابي بالأخص موضوع الذاكرة القوية فأنا أواجه أغلب الأعراض التي تواجهها ولدي ذاكرة تصويرية تعود لأول اسبوع من حياتي لأكون صريحا ودقيقا الشيء الذي لم أخبر به العديد من الناس لاحتمال ظنهم بكذبي
موضوع الأعراض التي تكلمت عنها يمكن أن تفسر لاضطراب ADHD أو اضطرابات القلق هذا على الأقل ما فسرته بالنسبة لي
الموضوع أرقني بالأخص كثرة التفكير والسرحان لذكريات قديمة أو استحداث مواقف لم تحدث بعقلي وانسحابي عن الواقع
أشعر أنه مثلما قلت موضوع أستطيع حله بنفسي لا أعلم لماذا ولكن أشعر بهذا الشعور
أنا مهتم أن تخبرني كيف جرت الأمور معك هل ثبت على تشخيص أو وجدت طريقة تحل بها الموضوع
أنا متشكك جدا من الأعراض ولا أستطيع تحديد ما هي يالضبط أحيانا أراها adhd ثم أنفي هذا التشخيص لأنها لا تتوافق معه فأشخصها على أنها اضطراب قلق وأبقى موسوسا عن الموضوع خاصة أني لا أملك فكرا عن ما هو الأمر وسأستفيد جدا إذا شاركتني تجربتك
هذا إيميلي في حال احتجت لوسيلة للتواصل رجاءا إنبائي ماذا جرى معك وإذا وجدت حلا ورجاءا لوجه الله شاركني تجربتك وشكرا
إيميلي ha........@gmail.com