السلام عليكم
أنا طالبة في الصف الثالث الثانوي، أبلغ من العمر 17 عاما، لي صديقة في مثل عمري وتسمى نورا، وهذه الفتاة جاءت إلينا المدرسة في الصف الأول الثانوي من الكويت وهذه الصديقة في بداية أولى ثانوي قالت لنا أن لديها أخت توأم ماتت وهما تعبران الطريق سويا وأخذت تحكى هذه الرواية حتى بكيت أنا فقد ماتت أختها في حادث عربة وهى تكسرت أرجلها وبعدين ثاني يوم قالت لنا أنها كانت تمزح وأنها ضحكت علينا وبعد كده أنا سألتها إذا كان الموضوع ده صح ولا لأ قالت لي أنها فعلا كانت عندها أخت توأم بس ماتت وهى صغيرة وفرجتنى شوية صور متقطعة وقالت لي إن نصف الصور اللي مش موجودة فيها صورة أختي التوأم بس أمها قطعتها وقالت لي أنها وأخوها الذي يصغرها بعام يتذكرون أن كان البنت اللي ماتت كانت موجودة.
وقالت لي أنها شافت شهادة ميلاد باسم رانيا وهو اسم أختها التوأم، غير كده قالت لي أنها شعرها اصفر قوى وهو ده شعرها الحقيقي وهى دوقتي صبغاه بنى عشان ميبقاش شكلها غريب فهي شديدة البياض وبعدين البنت دية صحبت وحدة اسمها لبنى وكانت بتمشي معاها كثير مما جعل صاحبة لبنى سالي تغضب منها، وبدأت سالي تكلمها وتحاول تفهمها أنها تصاحب لبنى بس متبعدهاش عن صاحبتها مع العلم إن المدرسة اللي إحنا فيها إحنا مع بعض من أولى حضانة لغاية 3 ثانوي وهى جاءت لنا وإحنا في أولى ثانوي.
وبعد كده نورا بكت من كلام سالي وبعدت عنهم نسبيا وصاحبتني وهنا بدأت رحلة المشاكل ونفس المشكلة بتاعة سالي ولبنى تكررت معايا أنا وعزة وعزة تكلمت معها فلقت نورا بتقولها إنها فرقت ما بيني وبين نورا وأنا كان بقالي مدة بعيدة عن عزة وكنت مع نورا فأنا كنت متخاصمة مع عزة وبعدين نورا بعدت عنى تماما وصاحبت واحدة ثالثة صاحبتنا اسمها نها وعاملتني معاملة وحشة وكنت أنا ونها مبنحبش بعض قوى وراحت نورا تقولها أني بقول عليها مغرورة وتقول كلام أنا مقولتوش وبعدين نورا فضلت تحاول تاخد نها منى ومن عزة ونجحت فعلا إنها تبعدنا عنها لفترة من الوقت،
وبعدين نها حست إننا وحشناها وبدأت تتقرب لنا تانى لكن نورا غضبت وتشاكلت مع نها ولكن نها كانت بتحب عزة قوى فقالت لها أنها عمرها ما تحل محل عزة أبدا عل الرغم أنها بتموت في نورا وبتحبها قوى حتى أنا كمان رغم معاملتها الكريهة ليا كنت بموت فيها وبدأت نها ونورا يتشاكلو مع بعض وهى مفكرتش تسبنا ولا مرة لزقة فينا وكانت كل ما نتصل بها أنا أو نها تقولنا لا بتصل بيكوا ولا بغيركوا وتتكلم بطريقة وحشة بعدين أنا ونها اتفقنا إن إحنا نسيبها وفعلا سيبناها واتفقنا إن إحنا لا نكلمها ولا حتى نبص في وشها ولكن هي كانت تحاول تكلمنا بالعافية لحد ما كلمناها وهى رجعت تصاحب لبنى تانى وكانت بتقولها كلام وحش علينا وخصوصا نها وتقول لها إن نها مبتحبش لبنى ولكن لبنى لم تصدقها،
سألت نها عن الكلام ده فقالت لها لا طبعا وأنها بتحب لبنى وبعدين لبنى تضايقت من نورا لأنها كانت بتقول كلام باطل علينا وكانت مصورة لها عزة وحش ونها حاجة وحشة أما أنا كنت بعاملها كويس وكنت بسكت لها ومكنتش برد عليها فكانت بتقول كلام وحش عليا برده مع إن عزة ونها كانوا فعلا بيعاملوها وحش بعد اللي عملته وكانت عزة طول عمرها مبتحبش نورا لأنها أخذتني منها مرة وأخذت نها انا منكرش إن عزة كانت تحاول تبعد نورا عن عزة شويه وكانت بتقول كلام وحش عن نورا لحد ما انا كرهتها ومرة نورا اشتكت لي من عزة إنها بتقوم وخدانا انا ونها من غير متقول لنورا يلا نمشى سوا كأنها مش موجودة وأنا في آخر يوم دراسي وأعدت أحاول أقول لها كلمتين حلوين لحد ما قالت لي خلاص استافينا،
ولكن أنا حاسة إن رجوعها مصلحة لأنها بعد خناقة أولى ثانوي ليا معها عمري ما حسيت إنها تحبني وهى اتصلت بيا من كام يوم تقول لي إن لبنى مبتكلمهاش مع العلم إن نورا قربت من سالي قوى ولكن نورا ديه فيها حاجة غريبة إنها بتعمل في الواحد حاجات وحشة تتكلم بتصنع وعلى الرغم من كده أول ما تكلمه ينسى اللي عملته فيه وكلنا اجمعنا على كده أنا وسالي ولبنى ونها طبعا ما عدا عزة وأنا دلوقتي نكمل معها صداقة مع أنها غلطت مع كل وحدة فينا غير كده أنها تكذب كثير وتقول كلام روايات إحنا مبنصدقوش وهى لما تتكلم نضرب بكلامها عرض الحائط ونفسي أعرف هي مريضة نفسيا ولا إحنا اللي مرضى؟
وأنا خايفه ارجع أتكلم مع نورا عزة ونها يزعلوا منى لأن هما اليومين دول نسوها نهائي مع العلم إن نورا في وقت من الأوقات قالت لهم أنها تحب نها قوى وأنا حاسة أنها تحب لبنى قوى وأنا أسأل نفسي هي ليه بتحب نها ولبنى قوى مع إنه أنا برضه كنت صاحبتها ليه بحس أنها تكرهنى
أنا دلوقت عايزة أعرف إذا كانت مريضة نفسيا ولا لأ وكيفية التعامل معها
ولو سبناها إزاى نسيبها من غير ما نجرحها، وشكرا.
31/08/2003
رد المستشار
عزيزتي الحائرة؛
كنتم مجموعة مترابطة من الحضانة إلى الصف الأول الثانوي، ثم دخلت عليكم نورا (العائدة من بلاد الغربة) فأرادت أن تستدر عطفكم بروايتها المؤثرة عن موت أختها التوأم في حادث سياره أليم، وقد كان لها ما أرادت حيث جعلتك تبكى من شدة التأثر، وفى اليوم التالي قالت أنها كانت تمزح وأتت بتعديلات على القصة الأولى زادت من حيرتكم وتساؤلاتكم وانشغالكم بهذه الغريبة القادمة ومعها كل هذه المآسي والأسرار، ولكي تزيد فضولكم قالت أن شعرها في الأصل أصفر وأنها صبغته باللون البني لكي تغير من شكلها.
بعد هذا النجاح في إثارة فضول المجموعة بدأت عملية الاختراق لهذه المجموعة، وكان هذا يعتمد على اللعب على المتناقضات، فهي تقترب من واحدة وتستبعد الأخرى وتعمل على الوقيعة بينهما، ثم تعيد نفس اللعبة مع صديقتين أخريين إلى أن تفرق بينهما، وهكذا حتى أصبحت المجموعة كلها تعيش في حيرة واضطراب.
وعلى الرغم من معرفة الجميع بأنها تكذب وتتخفى وتلبس الكثير من الأقنعة إلا أنهم مع ذلك يقعون في شراكها مرة بعد مرة ولا يستطيعون مقاطعتها بشكل نهائي, والسبب في ذلك أن هذه الشخصية تثير في نفس من يتعامل معها مشاعر متناقضة، فهم يحبونها أحيانا ويكرهونها أحيانا أخرى، وربما يحاولون الابتعاد عنها إلا أنهم يجدون أنفسهم منجذبين نحوها مرة أخرى، وهى تعرف ذلك، وتعرف أيضا أن خيوط اللعبة بيدها فهي قد اخترقت المجموعة، وأحدثت بينها فجوات لكي تعيش فيها، وهى تعتقد –خطأ– أنها لا تستطيع العيش بين الناس إلا بهذه الطريقة.
وعلى الرغم من كل أخطاء مثل هذه الشخصيات إلا أنها كثيرا ما تتمتع بجاذبية خاصة تجعل من الصعب على من يعرفها الابتعاد عنها رغم معاناته منها، إن صديقتك لديها بعض مظاهر اضطراب الشخصية السيكوباتية Antisocial Personality Disorder (أو الشخصية المستهينة بالمجتمع Dissocial Personality Disorder) والتي تتسم بالكذب ولبس الأقنعة وعدم الولاء وعدم القدرة على إقامة علاقات حميمة، والوقيعة بين الناس وإثارة المشاعر المتناقضة، وإثارة الحيرة والبلبلة، وشق الصفوف، وإحداث الفرقة داخل المجموعات.
وربما تكون قد اكتسبت هذه الصفات من ظروف نفسية أو اجتماعية عاشتها، وجعلتها تتبنى هذا الأسلوب في التعامل مع الناس، وهى في النهاية تدفع ثمنا غاليا لهذا، فهي تعيش في حالة اغتراب ووحدة قاسية لأنها لا تشعر بالانتماء ولا تشعر بالأمان وهى في حاجة حقيقية للمساعدة.
ولكي يمكنكم مساعدتها يجب أن تعودوا مرة أخرى إلى ترابطكم من خلال إعادة التواصل بينكم, بان تجتمعوا معا لتناقشوا المشكلات التي حدثت في علاقاتكم، وأن تتفقوا على أن تلتقوا على فترات متقاربة لتحسين العلاقات بينكم، أما الخطوة الثانية فهي محاولة تقديم المساعدة لصديقتكم، وربما يستدعى ذلك مصارحتها في جلسة جماعية ببعض الأخطاء التي وقعت فيها، وفى نفس الوقت دعمها ومساعدتها لتقبل ذلك ولمحاولة تغييره مع إعطائها الإحساس بالأمان وسط المجموعة.
ولا مانع من مواجهتها بهذه الأخطاء كلما عاودت الرجوع إليها، وحبذا لو كان ذلك بواسطة أقرب واحدة لها في المجموعة، وسوف ينجح العلاج إذا وجدت من يحبها فعلا في هذه المجموعة، أما إذا فشلت هذه الجهود ووجدتم أنها لا تستجيب لذلك فعليكم حماية صداقاتكم من التصدع بسببها، ثم مساعدتها لاستشارة أحد المختصين في العلاج النفسي.