المتردد دائماً..فالخجول كثيراً..!؟
السلام عليكم، أنا ترددت كثير قبل ما أرسل هذه الرسالة لكن ضاق صدري وما بقتشى استحمل كل ده..
أرجوكم ساعدوني أنا خلاص زهقت من حياتي ومن كل من حولي توجد عدة مشاكل أنا محتار فيها وكثيرا ما تعبت من التفكير فيها ومنها أنا مش بأجد نفسي في أى حاجة بالرغم أنى عندي مواهب شتى مثل أني بحب الكتابة وأتمنى أني أكون كاتب مشهور ومعروف والناس تحب تقرأ كتبه ومقالاته، بس أكيد مش بعرف أكتب بالمستوى المطلوب لكن مش عارف أجيد الكتابة مع أنى خيالي واسع وبرده من مواهبي أنني بأغنى وطبقة صوتي واسعة بس محتاج تدريب وكمان بيقولوا أصحابي إن صوتي حلو وكمان بأمثل وعندي قدرة على التقليد مش بطالة أبدا..
وكمان بحب ألعب رياضة وبلعب كرة يد لكن مش أوى أنا بألعب كويس لكن مش المستوى إني العب في نادى كبير بس وكمان مشكلتي الكبرى أنا ما فيش أى حد فهمنى..
أنا عندي أخ يكبرني ب12 عام وأختي تكبرنى7سنين مفيش حد فهمني خالص ولا جوا البيت ولا برة البيت حتى في أصدقائي وكمان كتير بالتزم وأرجع إلى الله وبعد ذالك أبعد أوى أنا بجد خلاص بقيت في حالة صعبة أوى ومش قادر أعيش في الدنيا دي وكانت سيطرت عليا فكرة الانتحار قريب جدا لكن بأرجع وأقول حرام بس ببقي بتمني أنا أى عربية وأنا ماشى تخبتنى وأموت وارتاح..
وأنا مسيطرة عليا فكرة أنا لازم علشان أوصل لحلمي وهدفي أنا أن يكون معايا إنسانة تفهمني وتحبني وتكون الدافع لي والحافز..
بس مش عارف لأني خجول وماليش أى علاقة بأي بنت بس..
وكمان بحس ساعات كتير إني أقل واحد في وسط أصدقائي لأني في الأصل أيام الثانوية العامة ويمكن أنا منذ هذه الأيام دي أنا تعبان نفسيا لما تكون كويس ومستواي كويس مش وحش ومش أقل من أى حد واكتشف أنى أجيب مجموع 61فى المائة في الصف الثاني طبعا أحبطت جدا وبكيت وغير ذالك ما كنش فهمنى كانوا ودايما يقول لي ذاكر ذاكر بدل ما تطلع زبال ولا متلاقيش حاجة تخشها وتقعد في البيت كنت بأجلس في غرفتي وأنا أبكى واتخنق وما عرفش أذاكر وكل ده من كل اللي في البيت فدخلت الصف الثالث وأنا مافيش أى أمل بنسبه لي كنت دايما بردو مهما عملت حتى لو جبت100 في المائه ماجبش حاجة كويسة وفى الآخر جبت 67 ودخلت معهد حاسب آلي
وطبعا أصحابي كلهم اللي قريبين منى دخلوا كلهم كليات وأنا الوحيد اللي دخلت معهد بس فبقيت حاسس إني أقل واحد فيهم ودلوقتى أمامي فرصة إني لو جبت تقدير في الصف الثاني في المعهد أحول كلية تجارة الصف الثاني وقلت ممكن وأحول وجيب تقديرات وأبقى معيد في الكلية وأحضر دراسات عليا لكن جبت تقدير جيد مرتفع في الصف الأول وكما أن شرط التحويل في السنتين جيد جدا تراكمي يعنى وحسيت ساعتها إن عمري ما أعمل حاجه بأحلم بيها وحسيت إن آخر فرصة ضاعت منى بجد أنا خلاص كمية إحباط عندي فظيعة..
هذا كل ما عندي وآسف جداااااااااا للتطويل بس بجد أنا مش عارف أعمل إيه حياتي بقت صعبة..
وشكرا قوى على سعة صدركم..
وأرجو الرد علي بسرعة أرجوكم وشكراً..
22/10/2004
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الكريم "عمرو" كل عام وأنت إلى الله أقرب وعلى طاعته أدوم .. أسأل الله أن يمن علينا بهناءة القرب منه ويمتعنا جميعا بالإيمان الصادق ..
فأذكرك ونفسي ألا نفوت هذا الشهر العظيم ونغتنم هذه الفرصة في التزود لبقية العام ..
بمجرد إطلاعي على رسالتك أيقنت أنى رددت عليك من قبل.. فالبريد الإلكتروني ليس غريبا على؛ والأهم هذه التفاصيل التي حملتها رسالتك.. وإن كانت للأسف الشديد حملت كما من الإحباط واليأس لم أعرف لم وصلت إليه.. وهو ما جعلني أفكر.. ترى هل وصله ردي الأول.. الحب والجد .. هل يجتمعان ؟
فكنت أتوقع منك متابعة ما ذكرنا في الرسالة الأولى وتخبرني ببعض التفاصيل الإضافية التي
لابد منها لتحديد مجال حياة.. كنت أتوقع أن ترد على وتخبرني إن كنت بدأت تسلك أيًّا من السبل التي اقترحناها عليك في الرسالة السابقة أو حتى أنك لم تجد أى منها مناسبا لك..
ولكن أن تصلنا رسالتك مفعمة بهذا الكم من الإحباط فلا يمكنننى أن أفهم ذلك .. لأني أعلم أن من يقضى وقته عاملا على تحقيق أى من أهدافه لا يتسع الوقت لديه للإحباط واليأس والتفكير في الانتحار (معاذ الله)..
أخي "عمرو" اسمعني هذه المرة جيدا.
تحقيق الذات لا يكون بالتمني ولا يكون فقط بمجرد امتلاك المواهب، وإنما الأهم صقل هذه المواهب والاستفادة منها والتجربة - ولن أقول لك حسب الفرصة المتاحة.. بل التجربة وفق الفرص التي نصنعها نحن .. لا تصدق أن هناك ما يسمى فرص وحظ وإنما الفرصة تقابل من يسعى لها .. ولا تذهب لأحد في جحور الاكتئاب واليأس..
هل تتصور مثلا أنك يمكنك أن تكون كاتبا مشهورا إلا إذا تدربت على الكتابة وصار نشاطا دائما لك تمارسه يوميا لتحسن مهارات الكتابة لديك وإن لم ينشر لك حرف.. هل تعلم أن كثيرا من الكتاب المشهورين نشروا كمًّا هائلا من كتاباتهم التي كتبوها في مرحلة الظل أى قبل أن يعرفهم أحد.. وإنما حين كتب هؤلاء وجدوا ما ينشر لهم، وحين مشوا الطريق وجدوا فرصة (ولو يتيمة) للنشر ففتح الله بها عليهم ووجدوا لديهم كتابات يختارون منها للنشر فعلا.. وهكذا..
اكتب لأنك تحب الكتابة وتستمتع بها.. هذا يمتعك يشعرك بقيمتك؛ وفى نفس الوقت يحسن مهارات الكتابة لديك.
اكتب وبعدها ابحث عن قراء.. ويسعدني كثيرا أن أكون من هؤلاء القراء الآن إن رغبت..
ذكرت أنك تحب التمثيل.. هل جربت أن تكوِّن مع أصدقائك فريقا بسيطا للتمثيل ولو للأسرة.. ولو في حدود الأصدقاء .. ولو في الشارع على الرصيف يا أخي !
أين جنون الشباب المحمود.. أين إبداعه وكسره للقيود التي تقف في طريق وجوده وإثباته أنه موجود وأنه أهل لهذه الحياة ويستحقها...
لو أن صوتك جميل.. ما التجارب التي قمت بها ليسمعك الناس.. ألم تسمع عبارة:"سمعنا صوتك".. لا أحد يمر على الأبواب ليكتشف الأصوات الجميلة ولكن تعقد مسابقات، حفلات؛ أمسيات يستضاف فيها أصحاب هذه المهنة وتكون فرصة للشباب ليعرضوا قدراتهم وربما كانت فرصا لبداية الطريق لكثيرين..
عمرو...
أحدثك وتملأ رأسي كلمات محمد منير الجميلة : "أخرج من الأبواب الحرة الضيقة الكون صابح جميل والشمس مرقرقة".. عمرو... الكون صابح جميل فعلا لمن يراه جميلا..
أخرج من الأبواب الضيقة .. وإن لم يمكنك الخروج منها.. اكسرها!
أخرج لتبحث أنت عن الفرص فتجدك الفرص في طريقها..
لا تتعجل وأعلم "إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا "..
هذا وعد حق.. هل تصدقه؟؟؟
هل تعتقد فعلا أنك لتسير الحياة لابد لك أن تكون بجوارك إنسانة تفهمك وتحبك وتكون الدافع لك؟؟ ترى كيف يتحقق هذا الجوار؟.. وما هو ثمنه؟
هذا الذي تتحدث عنه هو السكن والمودة الذي يعين الإنسان على صعاب الدهر ولا يتحقق إلا بالزواج.. فهل أنت قادر عليه اليوم؟ وما أعنيه ليست المقدرة المالية.. إنما المقدرة على أن تكون قائد أسرة ومسئول عنها.. هذا الأمر يحتاج استعداد وتأهيل ورائع أو أنك حاولت من الآن إعداد نفسك لهذا الدور لتسعد به ويقر عينيك بأهلك..
ولكن لا تصدق أبدا أن تلك العلاقات التي تراها بين أصدقائك والصديقات هي علاقة حقيقية تحقق سكنا أو مودة.. هي تحقق صورة هذا الشعور؛ تحقق الإحساس بأنهم مرغوبون؛ مهمون؛... ولكن لا تحقق أبدا العلاقة الحقيقية. فاستعد للعلاقة الحقيقية بدلا من العيش في صورتها وأوهامها.. لا تتعجل..
ابن نفسك أولا.. فلمَ تختار أن يكون دافعك للحياة هو علاقة مع إنسانة ما؛ أليس هناك ما هو أولى بأن يكون حافزا لك؛ ودافعا لك.. للحق من ينتظر الحافز الخارجي لا يمكنه السير.. ماذا لو لم توجد هذه الإنسانة أو أن ظروفك الآن لا تسمح بوجود هذه الإنسانة إلى جوارك.. هل تتوقف عن المسير أم انك تسير وتتقدم لأن في هذا التقدم أصلا صناعة لفرصة الزواج والحصول على شريكة الحياة.
أخي ابن نفسك أولا حتى يمكنك أن تتشارك النجاح فيما بعد؛ مع إنسانة تعينها أنت أيضا على النجاح.. أختمها لك بجملة أرجو أن تبقيها في عقلك : " النصر الجماعي لا يتحقق إلا بعد النصر الفردي " .. لا يمكن لأحد أن يدفع أحد للنجاح إلا إذا كان هو شخصيا ناجحا..
ابن تقديرك لذاتك لأنها معين حقيقي للإنسان في الإقدام على الحياة بما فيها..
وتقدير الإنسان لذاته له دعائم أساسية: الإحساس بالحب والأمان والانتماء. والدعامة الثانية والهامة جدا هي الإحساس بالإنجاز. وأنت قد حباك الله بتوليفة من القدرات التي يمكن أن تستوعبها مساحات كثيرة تعرف نفسك من خلالها وتزيد إنجازاتك من خلالها " كاتب؛ مشترك في فريق ..؛ لاعب - ولو هاوي - في مركز ... " وهكذا عدد أدوارك ..
النقطة الأخيرة التي أود أن أمر عليها قبل أن أتركك هي أن تحاول جاهدا أن تبنى علاقتك مع الآخرين وأولهم على الإطلاق أسرتك.. حاول أن تفهمهم وأن تفهمهم من أنت؛ ماذا تريد؛ ماذا تشعر؛ كيف تفكر؛ اطلب منهم أن يساعدوك.. صدق لن تجد أكثر من ألأهل رغبة في الدعم وحرصا وحبا للأبناء, وإن بدا منهم ذلك أحيانا - وفق ثقافتنا - في ثوب خشن..
بالطبع هذه النقطة تحتاج منا تفصيلات عديدة ولكنها هامة جدا جدا لأنها في حقيقة الأمر تساعدك كثيرا في بناء تقديرك لذاتك أيضا لأنها ستسهم في بناء شعورك بالحب والحنان والاهتمام .. الذي يمكنك أن تنطلق به لعالمك الخارجي من العلاقات الصحيحة..
العلاقات الصحية أخي بمثابة الركن الركين للإنسان الذي يبنى عليه الكثير من الأشياء الهامة..
والأهم أن العلاقات الجيدة يتمتع بها المتمتع بتقدير صحي للذات .. وهو ما يشعرنا أنها دائرة كل من طرفيها يوصل للآخر : تقدير الذات يسهم في علاقات ناجحة مشبعة؛
والعلاقات الجيدة المشبعة ( خاصة مع الأسرة أولا ) يسهم في إعلاء تقدير الذات..
لن أذكر تفصيلات لكيفية بناء هذه العلاقات حتى تسألني وحتى توافيني بتفصيلات أكثر يمكنني أن أبنى عليها ..
أخي عمرو
لو أن عليك الآن فعل خمسة أشياء توصلك لما تريد: ما هم.. اكتبهم حالا وهيا نخطط لفعلهم.. أنتظر منك ردا قريبا تخبرني فيه بما فعلت لتنمية قدراتك التي وهبها الله لك.. وأن تقلب الرسالة السابقة على كل وجوهها وترد على ما ذكرته لك فيها.. فهكذا أخي يكون النفع من التواصل..
وفقك الله وبارك فيك..
أرجو منك الإطلاع على الاستشارات التالية :
كيف تفهم نفسك؟ مبادئ
ماذا تفعل؟؟؟ : استبطن نفسك بنفسك !
كيف تكون نفسك ؟
كيف أبني ثقتي في نفسي؟
انخفاض تقدير الذات
كره الذات : علاج معرفي
هل هو عدم ثقة في النفس؟
كثرةُ البكاء أم نقص التوكيدية؟
فتور في المشاعر أم نقص في توكيد الذات؟
البحث عن النفس قبل البحث عن الزوج
كيف تنمي ثقتك بنفسك، م
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين، فتابعنا بأخبارك.