وسواس الكفرية: وساوس في شهر العسل م7
أفكار كفرية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... أعاود الكتابة لكم عما أحسه وأشعر به... د. وائل ود. رفيف... أنا أشعر أن الأفكار والأسئلة التي ترد على ذهني مني وليست وسواسا حيث أنها أسئلة غريبة المفترض أني أعلم إجاباتها لكن أصبح عندي شك في الإجابة ويتكرر كل مرة نفس السؤال عندما أشاهد أمرا يزعجني أو أحدا مبتلى بابتلاء ما.
وأرد كل مرة بنفس الإجابة على سؤالي الذي لا أود النطق به لخوفي أن يكون كفرا لمحتواه الغريب علي.... وإجابتي تكون أن الدنيا دار ابتلاء وأن الله عدل وسيعطي كلا على قدر بلائه وصبره... وقد أتعمق أكثر في الأسئلة التي لا أجد لها إجابات تقنعني في بعض الأحيان فأشعر أنها استقرت في نفسي حتى أنني قد أتوه وسط الأسئلة والرد عليها فأنسى سؤالا ولا أتمكن من الرد عليه وأخاف أن يكون استقر في نفسي وأعوذ بالله أكون كفرت...
أصلا كل سؤال أسأله لنفسي يكون سؤالا فيه شك وسوء أدب مع الله باتهامات لذات الله وأشعر أنها استقرت في نفسي خصوصا أنها تترافق مع رؤيتي لأحد مبتلى أو مع أمر شرعي شاق علي أو مضطرة لإعادته وأجاهدها وأحاول الرد عليها جميعا بإجابات أنفي فيها الكفر أو الاعتراض على أوامر الله وإذا نسيت سؤالا وبالتالي لم أرد عليه أشعر أنه استقر في نفسي وقد كفرت أعوذ بالله....
أصلا كل الأسئلة من قبل أن أجيب عليها أشعر أنها استقرت في نفسي وأني مؤمنة بهذه الأفكار وأرد عليها لأنفي إيماني بها... ماذا أفعل وهل هذا وسواس أم أفكار مني أكيد أن تساؤلاتي قد تأتي لغير الموسوسين لكن لا تتكرر كل يوم أم أن إجابتي لا تقنعني فيعود السؤال مرات ومرات طوال اليوم.... لا أدري ماذا أفعل وهل أكون كفرت عندما أنسى سؤالا وبالتالي لا أستطيع الرد عليه وأشعر أنه استقر في قلبي من قبل أن أجيب عليه.... أشعر أنني مجددا أعيش مع زوجي في الحرام وأني كفرت... ماذا أفعل
18/8/2019
وأرسلت بعد يومين تقول:
أفكار كفرية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... أكتب إليكم مجددا والقلق يكاد يقتلني... وليته يفعل لأرتاح من معاناتي... تأتيني كلمة بذيئة مفادها أنه غير مهم عندما أتذكر النوافل في الصلاة وعادتي أنني لا أؤديها في كل الصلوات فقط الفجر والعشاء وإذا كنت متعبة في العشاء لا أؤديها وتأتيني هذه الكلمة فأحس أنها وقعت في قلبي مادمت لم أؤدي هذه النافلة أو لا أرغب في أدائها اليوم فأقوم بمقاومة الكلمة والرد عليها مرارا في نفسي حتى يستقر في قلبي أنني لا أقصد بها النافلة
وقد لا أستطيع التغلب على الكلمة فأقوم وأؤدي النافلة كي لا أكون أقصدها بهذه الكلمة وأيضا تأتيني عندما أوسوس في الصلاة بأني نسيت سجدة مثلا وأشعر أنني إن لم أعيد الركعة سوف أكون عملت بمقتضى هذه الكلمه وأكون كفرت أعوذ بالله....
واليوم نمت حتى قرابة الظهر وأنا لم أؤدي صلاة الصبح واستيقظت وأردت أن آخد غفوة وأقوم بعدها للصلاة فجاءتني هذه الكلمة وأحسست أنها وقعت في قلبي مادمت لم أقم لصلاة الصبح وجلست أرد عليها وأقاومها وقررت أنني سأغفو وأقوم ولا أعلم هل عاودتني مرة أخرى أم لا ولكنني غفوت وعندما قمت في طريقي للوضوء أذن صلاة الظهر.. هل أنا في حالتي هذه عملت بمقتضى الوسواس وكفرت أعوذ بالله... وإذا كنت كفرت أعوذ بالله ماذا أفعل؟؟
وهل وقعت علي هكذا طلقة من زوجي لو كنت كفرت أعوذ بالله.
أرجوكم أجيبوني وادعوا لي أن يريحني الله من هذا العذاب .
20/8/2019
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "علياء"
ذكرني كلامك في البداية بتعريف الوسواس الذي ذكره أحد فقهاء المسلمين: (الوسوسة ليست من نفس الإنسان، وإنما هي صادرة من فعل الشيطان، ولا إثم على الإنسان فيها لأنها ليست من كسبه وصنعه، ويتوهم الإنسان أنها من نفسه، فيتحرج لذلك ويكرهه). هذا الكلام مذكور منذ مئات السنين، ومن المعروف أن الموسوس يظن أن الأفكار من نفسه وليست من الشيطان والوسواس. وإذا ثبت هذا فلا داعي أبدًا أن تجيبي على الأسئلة التي ترد على ذهنك، مهما كان مضمونها كفريًا، ومهما شعرت أن قلبك مال إليها، لأن الوسواس يبقى وسواسًا ولا يتغير علاجه بتغير لأقنعة التي يرتديها.
وكل ما ذكرتِه بعد ذلك إنما هو صور متعددة لقولك (أشعر أن الأفكار مني)، لا يهم ما ورد على ذهنك من أن النافلة ليست مهمة!! الوسواس يبقى وسواسًا... ثم عندما تخطر في بال الشخص هذه الفكرة بمعنى أن النافلة ليست في أهمية الفريضة ولا بأس بتركها، فهذا مختلف جدًا عن ازدراء شعائر الإسلام، ولكن وسواسك يجعلك لا تفرقين بين الأمرين، فتعطيهما نفس الحكم.
ومن عجائب وسواسك قولك: (عندما أوسوس في الصلاة بأني نسيت سجده مثلا وأشعر أنني إن لم أعد الركعة سوف أكون عملت بمقتضى هذه الكلمة وأكون كفرت أعوذ بالله) ماذا يساوي شعور وسواسي محض في مقابل إجماع العلماء على أن عليك ألا تعيدي؟!! عندما يسألك الله تعالى يوم القيامة لمَ لمْ تعيدي الركعة؟ أجيبي أنك اتبعت العلماء في ذلك. ومن قلد عالمًا لقي الله سالمًا.
والفكرة الوسواسية الأخيرة عن نومك عن صلاة الفجر ليست أفضل حالًا مما سبقها.
والذي ألاحظه في رسائلك كلها، أن الوسواس ما زال يلف ويدور، ويلبس مختلف الأقنعة ويأتيك بأشكال مختلفة ليصل بك أخيرًا إلى الفكرة المرعبة: (هل أنا أعيش مع زوجي بالحرام؟) قولي للشيطان: احتفظ بنصائحك لنفسك، واقلق على نفسك قبل أن تقلق على آخرتي مما تدعيه من أني (ربما أعيش بالحرام)، سواء كنت أعيش بالحرام أم لا هذا ليس من شأنك، الحكم في هذا مردود إلى العلماء والأطباء، لا إليك ولا إليّ أنا]
أرجو ألا تكون رسالتي بالنسبة لك تخديرًا مؤقتًا، ثم تعودين مرة أخرى بأسئلة أخرى لطلب الطمأنة، من فضلك تذكري هذه الإجابة دائمًا لتعينك على ترك البرهنة والرد على كل خاطر أو قول أو فعل تقومين به، وحاولي الامتناع عن سؤال أحد عن حكم أفعالك، وهل كفرت أم لا؟ يجب أن تقتنعي أنك لا تحاسبين محاسبة غير الموسوس؛ الله أرحم من أن يحاسب المرضى كما يحاسب غيرهم...، المكفرات في حقك ليست كالمكفرات في حق السليم...، وكثير من الأشياء التي يعاقب عليها غير الموسوس، لا قيمة لها إن صدرت من موسوس ولا يؤاخذ عليها... أنت مختلفة فلا تبحثي في أحكام ليست لك.
كان الله في عونك ومن عليك بالشفاء والراحة عاجلًا غير آجل.
ويتبع>>>>>>> : وسواس الكفرية: الجن والغيب والأسحار م9