قضاء الصلوات ! كيف يفكر الموسوس ؟ م5
دعائي أن الله يرزقني الزوج الشخص الذي أحبه
السلام عليكم
استشارتي دينية
أنا فتاة أحب شخص وأحادثه وأراه وأعلم أن ذلك محرم شرعا وخطأ عرفا ولكن غلبة النفس والهوى جعلتني متمسكة به إلا أن العلاقة هذه لا تعجبني كونها حرام لذلك أنا من حبي لهذا الشخص أدعو الله أن يجعله زوجا لي وأن يجعله زوجا صالحا لي..
سؤالي: هل دعائي هنا فيه محذور شرعي؟ بحكم أنني لازلت أتواصل مع هذا الشخص وأحادثه وفي نفس الوقت أدعو الله أن يجعله زوجا صالحا لي؟ بالمختصر هل يجوز لي أن أدعو الله أن يرزقني هذا الشاب وأنا في نفس الوقت لازلت أحادثه؟
لعل سؤالي فيه وسوسة لكن أتمنى من أستاذة رفيف الإجابة وأن تأخذني على قد عقلي..
وقبل أن أختم أود أن أخبركم أنني تشافيت بنسبة 80٪ من الوساوس التي اعترتني سابقا وتبقى شيء بسيط منها
وشكرا لكم
18/8/2019
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "أمان"
مبارك تعافيك من أغلب الوساوس، وعقبى للخلاص منها نهائيًا...
لعلي لم أفهم سبب الربط بين حرمة كلامك مع الشاب، وحكم الدعاء! أنت لا تدعين الله أن تدوم علاقتكما كما هي مجرد محادثات ومقابلات؛ الدعاء باستمرار علاقة محرمة طبعًا حرام، ولكن دعاءك ليس كذلك.
مضمون دعائك هو التالي: (يا رب أنا أحب هذا الشاب، وأكره أن أعصيك، فاجعل علاقتنا حلالًا لا حرمة فيها، واجعله زوجًا صالحًا). بعبارة أخرى: أنت تدعين الله أن يخلصك من الحرام. لكن تعلقك بهذا الشاب جعلك تصوغين الدعاء بحيث تجمعين بين الحسنيين: الحلال وبقاء العلاقة!!
هذا الدعاء من حيث الأصل حلال غير محرم، لكنه لا يزيل حرمة علاقتكما حاليًا، وماذا لو لم يستجب الله الدعاء لحكمة يعلمها؟ هل ستستمرين على فعلٍ محرم؟ وماذا لو جاء الأجل قبل أن تتحقق أمنياتك؟
علينا أن نكون واقعيين رغم أنه ليس من السهل تجاوز العواطف، لكن الأجر على قدر النصب، صارحي هذا الشاب وقولي له: إنه لا بركة من اجتماعنا على غير طاعة، فأرجو منك أن تتقدم لخطبة جادة، أو نتوقف عن المحادثات حتى إن بقي حبنا قائمًا. وفي نفس الوقت صلي صلاة الاستخارة، وادعي الله أن يجعله زوجًا لك إن كان ذلك خيرًا، وأن يبعده عنك ويزيل حبه من قلبك إن كان زواجك منه شرًا لك.
واعلمي أن الشاب الجاد، صادق المحبة، سيتقدم للخطبة مهما كانت ظروفه، ليثبت محبته وجديته، أما إن كان يتسلى ليمضي الوقت ويسد جوعه العاطفي فأين الصلاح في صحبته والزواج منه؟؟
أعلم أن هذا الكلام سهل على اللسان، شاقٌ عند التطبيق، لكن من يستعفف يُعفه الله. ومن يدري؟ ربما هذه الخطوة منك تكون سببًا في تحقيق دعائك. وربما تكون سببًا في إبدالك من هو أفضل منه بكثير، ولن يضيع الله من يترك شهوته لأجله...
أسأل الله تعالى أن يكرمك بما يسعدك ويقر عينك.
ويتبع >>>>: قضاء الصلوات ! كيف يفكر الموسوس ؟ م7