الإسكندرية
الاستشارة عن والدي
توفت والدتي منذ 6 سنوات وتركتني ابنة متزوجة وأختي غير متزوجة حتى اليوم وأبي ومنذ ذلك الوقت بدأت المشاكل سارع أبي في البحث عن زيجة جديدة وأخبرناه بأنه حقه ولكن بعد أن تتزوج أختي لأنها لن تستطيع العيش مع امرأة غريبة أو أن يتزوجها في شقة أخرى
تعرف بامرأة من ديانة أخرى كانت تشككه في دينه حتى أصبح مزدوج يضع أيقوناتها الدينية في المنزل وكذلك يصلي فروض الإسلام بعد أن كان ملتزم ويحلم كثيرا بالرسول عليه الصلاة والسلام تعب تعبا شديدا ودخل العناية المركزة وانتهينا بأنها تضخم بالبروستات انتهينا منها ولكنها تركته مريض سكر وبعدها حاول الاتصال بتلك المرأة ولكنها قطعت علاقتها به
فبحث عن أخرى جذبه أن زوجها توفي وترك لها 3 بنات صغار وهي في الثلاثينات من عمرها يدعي أنه يريد كفالة أيتام ويتزوجها ولكنها تكذب عليه بأن بطاقتها الشخصية ضاعت وبناتها مزقوا شهادات ميلادهم وتقوم بتطعيمهم في دور الصحه بدون الدفاتر الخاصة بهم ولمدة عامين تؤجل عمل بدل فاقد لبطاقتها
طبعا هذا الكلام واضح فيه أنها تريد أن تخبئ هويتها وهذا يخيفني فيها كما أن مستواها المادي والثقافي أقل منا كثيرا كلما سأل أبي أي أحد من أقربائه أو أصدقاؤه عن تلك العلاقة يتخوفوا منها ولكنه يقاومهم ويخفي الموضوع ويستمر فيه أقوى
وجدته يسجل مكالمتهم وسمعت بعضها وهي تضغط عليه باستمرار في كل مكالمة أن يعطيها مرتبه وبالفعل يعطيها ويقترض منا ليعطيها ويترك أختي بلا طعام وفي منزل هالك يريدنا أن نبيع أملاكنا باسمي وأختي ليعطيها ولأني أدافع عن حقوقنا وأرفض البيع اعتبرني بنت عاقة وأخبر جميع العائلة بأني شخصية خبيثة وعاقة
أختي تمثل عليه دور أنها لا تعرف شيء لأنها مازالت تعيش في المنزل وتعبت نفسيا من تصرفاته وتعيش اكتئاب بسبب إهماله لها هناك صورة على هاتفه أنه أحضر تلك المرأة إلى المنزل هي وبناتها بينما سافرنا أنا وأختي وكتب عليها ذكرى زواجه أخشى أن يكون زواجا عرفيا لأنها تدعي أنها لا تملك بطاقة
كيف نقنعه أن يبتعد عنها دون أن تؤذينا
مع العلم لم تقصر أختي يوما في مراعاته لدرجة أنها كانت ترفض الخروج حتى يعود من العمل ليجد غداء ساخن
19/8/2019
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الواضح من سرد الأحداث أنه قد حدث تغير في شخصية الوالد وقدرته على الحكم السديد على الأمور في الآونة الأخيرة، فننصح السائلة باستنفاذ محاولات الإقناع ووساطة الأصدقاء أو الأقارب الذين قد يكن لهم الوالد الاحترام لمحاولة إقناعه باختيار الشخصية المناسبة له من حيث العمر والمستوى الاجتماعي وتجنب الشخصيات المثيرة للشكوك وتجنب الإجراءات المتهورة التي لا تتناسب مع عمره ووضعه،
فإذا لم تجد هذه المحاولات -وأظنها قد تمت بالفعل- فننصح باللجوء للطبيب المختص للتشخيص والعلاج، ومن المفيد هنا وضع احتمال التدهور المعرفي (dementia) في الحسبان، فالنوع التقليدي من التدهور المعرفي الذي يعرفه عامة الناس (مرض الزهايمر) والذي يتميز بتدهور الذاكرة القريبة المدى تدهورا شديدا، هذا النوع ليس هو النوع الوحيد من أنواع التدهور المعرفي، فهناك أنواع أخرى من التدهور المعرفي لا تؤثر تأثيرا شديدا على الذاكرة ولكنها تؤثر أولا على الحكم السديد على الأمور والسيطرة على النزعات المتهورة،
ومن أشهر هذه الأنواع مرض بيك الذي ينتج عن ضمور تدريجي في الفصين الأمامي والجداري من المخ مما ينتج عنه اندفاع شديد وتصرفات غير مألوفة وغير مقبولة اجتماعيا ولا تتناسب مع الشخصية السابقة للمريض نفسه والتي عرف بها طوال حياته دون ظهور خرف شديد أو فقدان للذاكرة على الأقل في المراحل الأولى من المرض.
وربما كان من المفيد بل من الضروري عمل تصوير للمخ عن طريق أشعة الرنين المغناطيسي التشريحية أو الوظيفية إن توفرت لمعرفة مدى كفاءة عمل المراكز المخية الخاصة بالتفكير واتخاذ القرار ووصف العلاج اللازم. وقد يكون من الضروري في بعض الأحيان اتخاذ الخطوة المؤلمة باللجوء للقضاء لإبطال التصرفات القانونية للمريض إذا ثبتت إصابته بالمرض المذكور أو غيره من الاضطرابات النفسية والعقلية التي تعوق قدرته على الحكم على الأمور
والله المستعان