وسواس الاستنجاء في النساء : تفاصيل !
قلق واضطراب نفسي عام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني منذ فترة ليست قصيرة من بعض المشاكل الذهنية والنفسية التي أعيتني كثيرًا وعطلت حياتي وصرت أشعر معها بالعجز رغم أن ظروفي ولله الحمد جيدة، عندما كنت طفلة تقريبًا وكنت أعاني من الوسواس القهري على ما يبدو وأفكار غير مرغوب فيها كانت تطاردني ولكن بفضل الله عافاني الله منها لفترة والحمد لله على كل حال عادت لي بشكل مختلف.
أحيانًا تنتابني أفكار بغيضة بتمني الشر للآخرين رغم أني والحمد لله كما يقال لي طيبة القلب جدا وبالفعل أنا أحب الخير للجميع وأحزن كثيرًا إذا تعرضوا لأي مكروه أقول هذا من قلبي، لكن هذه الأفكار تأتي رغمًا عني وتزعجني كثيرًا وتحزنني. أحاول التخلص منها بقدر الإمكان الحمد لله لكن الأمر مرهق نفسيًا.
كما أنني متطرفة في بعض الأمور وضميري يؤنبني إذا لم أبذل فيها كل جهدي حتى وإن كان خارج طاقتي وهو ما يستنزف طاقتي باقي اليوم ويجعلني خائرة القوى وفاقدة الرغبة في القيام بأمور أهم في حياتي.
ثانيًا منذ فترة كبيرة نوعًا ما أصبح عندي وسواس في الطهارة والوضوء والصلاة بشكل مجهد جدًا بالنسبة لي.
بالنسبة للطهارة عند الاستنجاء من النجاسة أستخدم الشطاف المدمج بالحمام الأفرنجي (المتاح لدينا) وأمكث وقتًا طويلًا حتى أطمئن إلى كوني قد طهرت... لا أعلم متى يمكنني القول بأنني قد طهرت ويمكنني التوقف عن الاستنجاء... أخشى أن الماء لم يصل إلى المنطقة بما فيه الكفاية فأظل أمرره مرارًا وتكرارًا ولكن لا أطمئن أنه قد وصل بالذات عندما يكون ضغط الماء ضعيفًا وأشعر بالتوتر الحاد والرغبة في البكاء وقد أضطر إلى خلع ملابسي والاغتسال تحت الدش للاطمئنان.
أصبحت أرفض تمامًا الذهاب للحمام خارج المنزل لهذا السبب خشية أن يكون الماء مقطوعًا أو الشطاف لا يعمل جيدًا كما أنني أخشى من تناثر ذرات من البول على فخذي أثناء قضاء الحاجة وهو ما يحدث أحيانًا ولكن في المنزل يمكنني تدبير أمري والاغتسال تحت الدش أما بالخارج لا أدري كيف يمكنني التصرف إن حدث معي وقد قرأت أنه لا بد من صب الماء بما يكفي على الفخذ ولا يجزئ المسح.
كما أنني في الحمامات العامة في العمل مثلًا قد أرى على مقعد المرحاض أو ظهره بقع بنية دقيقة فأرفض استخدامه خشية أن يصيبني بالنجاسة. للأسباب السابقة لا أدخل الحمام مطلقًا خارج المنزل وهو ما دفعني إلى الامتناع عن السفر أو المكوث خارج المنزل لفترات طويلة وهذا يزعجني للغاية ويحرمني من كثير من الفرص الطيبة في العمل أو التنزه مع الأهل والأصدقاء.
عند الوضوء أبعثر الكثير من الماء على الأرضية لكن رغمًا عني لا أعرف كيف أتوضأ إلا بهذه الطريقة.. على ما أتذكر قرأت ذات مرة فتوى لأحدهم يسأل عن غسل الوجه وهل لا بد من وصول الماء إلى جميع أنحاء الوجه في الغسلة الواحدة فكانت الإجابة على ما أتذكر أنه لا بد من هذا والله أعلم فأصبحت أصب الكثير من الماء على وجهي حتى يصل مرة واحدة إلى كل بوصة فيه وأحيانًا أشعر أنه لم يصل فأعاود الصب مرات عديدة حتى أطمئن إلى وصول الماء جيدًا إلى كل وجهي في المرة الواحدة! وأيضًا غسل المرفقين الأمر مشابه قليلًا وغسل القدمين. فأجد نفسي قد أمضيت الكثير من الوقت وأهدرت الكثير من الماء وملأت الأرضية بالمياة بشكل سيء. لكن كل هذا رغمًا عني..
أما في الصلاة كنت سابقًا أصلي بدون مشاكل إلى أن قرأت بعض الفتاوى تؤكد على أن أركان الصلاة القولية وبالذات الفاتحة إن لم تنطق فيها مخارج الحروف بشكل سليم فهذا قد يبطل الصلاة أو كما فهمت لا أتذكر جيدًا...، المهم أن هذا الأمر أصبح يوترني عند أدائي للصلاة وأجد نفسي أضغط على نفسي وأجاهد في نطق الحروف من مخارجها وبصوت أعلى من العادي. وإذا شعرت أن أحد الحروف لم يخرج جيدًا أعيد الكلمة وهكذا. المهم أن هذا والله أعلم جعلني أفقد تركيزي تمامًا في الصلاة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كل هذه المشاكل من الواضح أنها أثرت على حالتي العصبية والذهنية وأصبح تركيزي ضعيفًا جدًا وربما كثيرة النسيان وشاردة الذهن للغاية بشكل يؤثر على حياتي بالفعل.. كما أن اتخاذ القرارات حتى التافهة يصبح أحيانًا مهمة صعبة بالنسبة لي.. أشعر أن أعصابي مجهدة بالفعل.. أعراض الـ brain fog كما قرأت..
بالإضافة إلى شعوري بالاكتئاب والحزن لأنني أيضًا شخصية حساسة جدَا Highly Sensitive Person.. وأعتقد أني زدت حساسية أصبحت أشعر بالقلق العام والتوتر من المواقف العادية.. بالإضافة إلى الإحساس باستنزاف الطاقة وفقدان الرغبة في فعل شيء..
فكرت في الذهاب إلى الطبيب لكن أخشى كثيرًا من تناول العقاقير الطبية للمخ والأعصاب فقد قرأت أن أعراضها الجانبية شديدة وفي الحقيقة حياتي لا تحتمل المزيد من الفوضى والإجهاد..
سأسعد كثيرًا بأي نصيحة من حضراتكم للتعامل مع حالتي أو طمأنت بقدر الإمكان.. جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم وجعل كل ما تقدمونه في ميزان حسناتكم..
اللهم لك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه على كل حال
ومن الله بالشفاء والمعافاة التامة لكل مريض ومبتلى...
21/8/2019
رد المستشار
الأخت الفاضلة "White" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
الحالة التي تصفينها هي حالة اضطراب وسواس قهري بالفعل كما أشرت وقد تضاعفت معاناتك عندما بدأت أعراض وسواس التنجس التطهير -وربما التلوث الغسيل- في تعقيد حياتك.
سنعرض لك هنا ارتباطات تفيدك في التعامل مع مشكلاتك وفيها الجانبان الطبي والفقهي معا وهذا ما يمكننا تقديمه لك وللحالات المشابهة، لكن لابد أن تعلمي أن هذا كله على فائدته الكبيرة ليس بديلا عن العلاج السلوكي المعرفي الذي تتلقينه على يد متخصص.... كما أننا لا نستطيع الجزم بأن حالتك لا تحتاج علاجا عقَّاريا أيضًا، فهذا أمر لا يمكن تقريره دون فحص إكلينيكي مباشر.
اقرئي على مجانين:
وساوس الوضوء
وساوس الصلاة
وساوس الاستنجاء
وساوس النجاسة
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات .
ويتبع>>>>>>>: وسواس الاستنجاء في النساء : تفاصيل ! م1