مشاعري متقلبة تجاه خطيبي، ماذا أفعل؟
أنا آنسة في الرابعة والعشرين، مخطوبة لشاب يكبرني بعامين وعلى وشك الزواج. أحببنا بعضنا منذ ٨ سنوات وتمت الخطبة منذ عام، منذ أن تعارفنا قرر أن يخطبني وتكلم مع أهلي وكان لا يزال في الثانوية، لم أعرف قبله أحدًا.
هو أعز أصدقائي وسندي في كل المواقف، لم يخذلني قط.. مررت بأوقاتٍ عصيبة وكان الداعم الوحيد لي والمنقذ في مشاكلي النفسية والدراسية والعملية.. أعتبره صديق روحي المقرب، لا يوجد سر داخلي إلا ويعرفه، لا أستطيع أن آخذ قرارا بدونه لثقتي الشديدة في معرفته لمصلحتي، وهو أمامي كالكتاب المفتوح، أنا محور حياته وسعادته وتعاسته.
هو إنسان بسيط متوسط الجمال وبسيط الحال، قلبه كبير وشخصيته لطيفة وحنونة ويحبني بجنون، وأنا أحبه ولا أستطيع أن أتخيل حياتي بدون وجوده. ولكن مشاعري متقلبة تجاهه، أحيانًا أشعر بأنني أعشقه حد الجنون ولا أستطيع الانتظار للزواج وأنه أجمل وأكمل رجل وحبيب، وأحيانًا بلا أي سبب أشعر أنه غير كافي، أفكر في أن أتركه لأجد حبًا آخر ممتلئا بالشغف والمغامرة.
وأشعر أحيانًا بالملل معه، حتى كل حركاته وكلماته التلقائية تضايقني، لا أطيق منه شيء رغم لطافته ولا أهابه، أشعر أنه مجرد صديق طيب وأنا أريد زوجًا يبهرني.
وأجد شكله الخارجي لا يعجبني ولا ملابسه -رغم أنني انتقيتها بنفسي- ولا مستواه العلمي والثقافي.
وأشعر أنني أريد رجلًا أجمل وأكثر ثقافة ومالًا. وأنني قد أجد فرصةً أفضل إذا تركته. ولكن ماذا أقول لأهلي بعد كل تلك السنوات؟ وماذا اقول له؟ وماذا إذا تركته وندمت أو لم أجد الرجل المناسب؟
فأنا متوسطة الجمال والحال أيضًا.
مع العلم أنني شديدة التلقب والتردد في كل شيء، الدراسة والعمل والعلاقات الاجتماعية، وحتى الأشياء التافهة والبسيطة.
وشديدة التقلب من الفرح للحزن، ومن الحماسة للإحباط، ومن الأمل لليأس لدرجة الرغبة في الموت.
أشعر بالحيرة وبالحزن تجاهه لأنه يحبني بجنون ولا يريد إلا إسعادي، وأنا أفكر بكل هذا.
ما أتعسه!
6/9/2019
رد المستشار
صديقتي
أولا يجب أن نتقبل فينا نحن البشر أننا متقلبون ودائما نريد المزيد وما هو أفضل من الوضع الحالي... يجب أن نتقبل أيضا أن الرحلة نحو إنجاز المزيد أو الحصول على ما هو أفضل هي جزء لا يتجزأ من متعة وسعادة الوصول إلى الهدف والذكي فينا هو من يستمتع بهذه الرحلة بدلا من تأجيل السعادة والاستمتاع إلى لحظة الحصول على الهدف (سوف أسعد عندما يحدث كذا)
من النادر أن يجد الانسان ما تصفينه في هذا الصديق من طيبة ومحبة ... إذا كنت تحبينه في بعض الأحيان كما تقولين فمن الممكن صنع حياة جميلة معه مليئة بكل ما تريدين في علاقة خاصة... من الممكن زيادة ثقافته وأناقته وبناء علاقة زوجية سعيدة وناجحة وجعل هذا مغامرة شيقة ومليئة بالشغف والإثارة... من الممكن استكشاف المتعة في الحياة مع رفيق محب مخلص وإضافة أو صنع الشغف والإثارة معه بدلا من المقارنة بينه وبين شيء مبهم ومجهول في حقيقته ولا نتخيل إلا ما هو براق ومغري على السطح.
من الممكن أن تكوني خائفة من مسؤولية الارتباط والزواج ولذلك تركزين على عيوب خطيبك ونواقصه... قد يكون السبب أيضا هو أنه يعطيك المزيد دائما بدون مقابل أو زيادة اهتمام منك.
من ناحية أخرى، يجب عليك أن تححدي تماما ما تريدنه في شريك الحياة وأن تحددي ما الذي ستعطينه في مقابل ما تريدين أن يعطيك... حددي أيضا كيف ستحبينه أو كيف سوف تعبرين عن حبك وكيف ستبنين العلاقة معه ومواصفات هذه العلاقة... لماذا سوف يريدك في حياته باستمرار؟ حب خطيبك أو غيره لن يستمر بدون ما سوف تضيفينه له وللعلاقة.
إذا وصلت إلى نتيجة أن خطيبك بالقطع لا يناسبك فمن الأفضل فسخ الخطوبة بدلا من إتعاسكما كليكما... لا يجب على الإطلاق أن تستمري في خطوات الزواج لمجرد خوفك من أنك قد لا تجدين ضالتك المنشودة... ماذا تقولين له ولأهلك؟ الصدق والحقيقة.
العلاقات تنجح وتشبع عندما يتبارى الطرفان في إسعاد ومساعدة والنهوض بالآخر وبروح العلاقة والمحافظة على التعاون وحسن النية والمحبة والشغف والإثارة والرومانسية.. في نفس الوقت يجب تنمية النفس لما هو أفضل أداء وأسلوبا.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
ويتبع >>>>>>: خطيبي وتقلب مشاعري،.. بعد الزواج م