في العشق عندنا : تطبق الشروط والأحكام!
فشل مع البنات لا أعرف سببه ورفض كلي لتقاليد بيئتي
أنا نشأت في أسرة محافظة قرب دمشق، وكنت من الطلاب الأوائل في دراستي، ولكن كنت خجولا، وغير اجتماعي، وكان همي الأول والأخير دراستي، وعندما دخلت الجامعة، كان هدفي أن أكون ذا شأن مهم سواء في عمل دبلوماسي أو قضائي أو إلخ، لم أكن تعجبني عادات بيئتي وتصرفات أغلب الناس، والتي تتحاشى القوي، وتستقوي على الضعيف من العائلات، كان هدفي إن دخلت أي منصب أن أري الناس قيمتي وحتى أمام أسرة أهل أبي وأمي، الذين يعتبرووني غير اجتماعي، ويتحدثون عني سلبيا بمجاسلهم الخاصة وهذا ما كنت أراه وكنت في سن المدرسة...
طوال هذه الفترة وحتى السنة الثالثة من الجامعة، كنت ملتزما دينيا وعلى علم ودراية وذا أخلاق حميدة، لكن كرهي للمجتمع موجود، لم أكلم بنتا قط في حياتي، لكن في السنة الثالثة أرادت بعض البنات أن تكلمني في الجامعة فلم أجرؤ خجلا وضعفا وليس وازعا دينيا، عدت للبيت وأتحسر وأتالم على ضياع هده الفرصة، بل عشرات الفرص، التي رافقتني لسن الثانية والعشرين، ولم أستطع أن أكلم بنتا قط، بسبب خجلي، وضعف تحصيلي العلمي، هنا اضطررت للجوء لعالم الهاتف للتعارف على البنات مرورا بالنت وإلى ما قبل عام تكلمت مع كثيرات، ولكن التي أريدها ومعجب بها وبستايلها وكاريزما شخصيتها إما تختفي أو إما تهرب، ومن لا تعجبني لكنها طيبة وخلوقة تظل تكلمني.....على العموم طيلة اثني عشر عاما لم أنل شيئا ذا قيمة من علاقات الهاتف أو النت، فلم تحبني بنت حبا حقيقيا أو تفتح لي كاميراتها أو ألمس عيونها المعجبة فيني، إلا بحالات قليلة جدا، من تعجبني تكون بسوريا وأنا بتركيا، ومن تكون بتركيا لا أعجبها أو تتجاهلني إلخ، وما زلت في هذه الدوامة إلى الآن
على صعيد آخر، كل ما أرى بنتا جميلة على الموضة غير محجبة أو محجبة بلباس مغري، أنزعج غيرة وقلبي يحترق، وأسأل نفسي ماذا ينقصني؟؟ ودخلت بمشاكل منذ اثني عشر عاما إلى ما قبل سبع سنين، مع أهلي بسبب فشلي في تكوين علاقة مع بنت سمها ما شئت تسلية علاقة جامعة إلخ،،، هذا الموضوع وفشلي شككني بنفسي وشخصيتي، عدا شك مجتمعي من الأقارب وأغلب أهلي المباشرين بشخصيتي.
يمكن القول انني بعد الغربة، ومنذ خمس سنوات تقريبا، ازدادت ثقتي بنفسي، وذهب خجلي بنسبة خمسين بالمائة أقلها، لكن لا أستطيع القول عن نفسي أني اجتماعي أو جريء لحد الآن... فمثلا عندما ألتقي مع بنت على الموضة كتعارف عادي، أخجل من مشيي معها بقرارة نفسي إلى حد معين، أو أن أفعل كما يفعل شباب آخرون في الحدائق أو إلخ....هنا لا نبرر الفعل، ولكن نبحث عن المشكلة....
في سياق متصل، أنا كاره تقاليد وعادات مجتمعي ومنذ السنة الثالثة بالجامة وإلى اليوم بنسبة لتقل عن سبعين بالمائة، أصبحت أفكاري تميل للعلمانية الاجتماعية لا الدينية، بمعنى أحب أن أعيش مثل بعض الناس مو عايشة يعني ساعة لربك وساعة لدنياك، ومو كل شيء عيب عيب ومو كل شيء حرام حرام....هي أفكاري صارت، كما أنني ومنذ عشر سنوات تقريبا، أتبع ومؤمن بقاعدة دعوا الخلق للخالق، فلا تزعجني رؤية التي تلبس قصير، ولا المحجبة، ولا المنقبة، ولا المحجبة بلباس ضيق إلخ، أحترم كل الأذواق وكل العادات، عن قناعة وليس بسبب شهوة........وغالبا ما أدخل بمجادلات مع شباب عربي متناقض يحلل لنفسه ويحرم للبنت، يبيح لنفسه الدخان ورؤية ما يعتبره عورة المرأة وإلخ، ولا يتذكر الله إلا عندما يتعلق الأمر بها، وربما لا يصلي ولا يعرف من الحكم الشرعي شيئا....
المهم، فشلت بعلاقة تعارف أو حب مع أي بنت كانت وخاصة من النوع الذي أفضله، وهو العصري المنفتح بشرط أن يحبني....لقد تغير كل شيء فقبل اثني عشر عاما أنا كان همي الحب بحد ذاته، بغض نظر عن البنت .....أما الآن فما أريده حتى بخطبة أو زواج بنتا محجبة أو غير محجبة وبلباس مع عقل عصري وأقول عقل عصري، فلا يهمني مكياج ولبس دون عقل حر....
الخلاصة أنا مو قادر ألاقي هيك بنت، وعلى فرض لقيتها مو قادر أفرضها على أهلي ومجتمعي.....وكما أسلفت أعلاه أنا كرهان تقاليد مجتمعي وبيئتي.....فكيف بدي أتزوج عكس ما في قناعاتي، خاصة كان لي تجربة زواج فاشلة مدة عام، من بنت من بيئتي كاننت حلوة ومتعلمة، لكن من قلبي مو مقتنع فيها، ولا هي طلبي....وهنا أس المشكلة....ليس قصتي جمال وعلم.....بل مجتمع مختلف وعقل منفتح أو حر
....كيف سأفرض قناعاتي على أهلي أو المجتمع......البعض يعتبر أن المال وتوفره سيجعل الآخرين يسكتون.....كن معك مالا الكل يريد رضاك.
ملاحظة: لم أقصد بالفكر الحر الالحاد ولم أقصد بالفكر المتحرر أمورا غير أخلاقية ومجونا وسهرات....بل قصدت لبسا وعقلا والتزاما دينيا قليلا......
أتمنى أن تجدوا لي حلا وشكرا
7/9/2019
رد المستشار
الأخ السائل:-
سبق وأجبت عليك كما وصلك، واليوم أستخدم رسالتك لأتعرض إلى قضية أخرى متصلة بحكايتك.
أنت مهاجر انتقلت من بلد إلى بلد، ومن بيئة محافظة تقليدية أقرب للريف إلى بيئة حضر مدنية.
حالتك تشبه كثيرين، وتأثير هذه النقلة يحتاج إلى تسليط ضوء على المراجعات الغائبة!!
تتحدث عن الالتزام، والأخلاق الحميدة، وعن عجز واضح في التواصل مع الجنس الآخر، وهذه معالم مترابطة تصطبغ بصبغة البيئة المحدودة، والتربية المحدودة، والعقلية المحلية المحدودة حيث الإجابات محسومة، والأدوار الاجتماعية مرسومة، والتقاليد تختلط بالتعاليم، وما هو أعراف اجتماعية يمتزج بما هو ثوابت، أو فرعيات دينية، وهذا المزيج يحتاج إلى مراجعة، وفلترة عميقة، وإلى تغيير في نهج تناول الأمور، وممارسة الحياة، ولا أراك راجعت، ولا أرى غيرك من المهاجرين يفعل، ثم هم يعانون ويتخبطون، ويلومون الزمان، أو البلد المستضيف، أو الطموح إلى الحرية والكرامة الذي لم يحسن أصحابه إدارته في مواجهة قوى عاتية فوصل الأمر إلى ما نرى!!
هذا مستوى من المستويات التي تحتاج منك جهدا، وهو ليس منفصلا عن مستوى استكشافك لذاتك وأجزاءك من جزء خجول، وآخر طامح إلى التحرر، جزء متعلق بالأهل والأقارب ويرى أهمية لهذا التعلق، وجزء راغب في الاستقلال الفكري والاجتماعي!!
الفوضى التي بداخلك تحتاج إلى استكشاف وفهم وتنظيم وتركيز على نظامك الداخلي سيساعدك على فهم العوائق والحواجز والقيود التي تكبلك وتعيق مساعيك في التواصل والقبول. ثم يأتي المستوى الثالث الذي يحتاج منك إلى جهد، وهو مستوى المهارات وهو مستوى لاحق سيظهر حين تحدد ما هي المهارات التي تحتاجها لتنجز أهدافا واضحة، ومهام محدودة بعد أن تحددها أولا!!
أنت حاليا في خضم صراعات وجدليات كثيرة منها:
- جدل النظام النفسي الداخلي مع النظام الاجتماعي الخارجي: إلى أي الجانبين سيختار؟! التحرر أم التكيف؟!
هل إلى صوت حريتك في تحديد اختياراتك أم صوت بيئتك التقليدية التي خرجت منها، أم بيئتك الجديدة بما فيها من خلافات!!!
- جدل الواقع الذي تعيش فيه مع الواقع الرمزي في الفضاء الأثيري، عالم الانترنت بآفاقه وصعوباته وجاذبيته وإحباطاته.
- جدل الآمال والأحلام والرغبات مع التقاليد، والفشل، وبقايا الخجل.
هذه هي معالم رحلتك يا صديقي، ولن تجد لدينا "الحل"، ولا لدى غيرنا، أنما أصف لك معالم الطريق إن شئت السير!!
ومن أدوات الرحلة تحتاج إلى مجموعة أو مجموعات أو دوائر دعم ومساندة نفسية واجتماعية تطرح فيها هواجسك بحرية، وتسمع فيها خبرات ومهارات من غيرك وتدريب المهارات جزء من العلاج الجدلي السلوكي فهل سمعت عنه.
وتحتاج إلى ثقافة نفسية منظمة قد تحصل عليها بالدراسة، أو بكورسات أونلاين، أو التثقيف الذاتي.
ولا أدري ما هو المتاح من ذلك مجانا، وما هي إمكاناتك المادية؟!
كما تحتاج إلى وصل ودعم وعمق روحاني لا أدري هل تتيحه عندك التجمعات الصوفية أم لقاءات أخرى، والروحانية مساحة خطيرة ومهجورة لم تعد تشبعها الطقوس الدينية بعد أن غابت عن الممارسات التعبدية أعماقها وجذورها ومقاصدها الروحية!!!
ضاعت منا ثورة التركيز على عالمنا الداخلي لمصلحة التشتت في العالم الخارجي كما لا أدري ما هو متوافر من خدمات صحة نفسية متخصصة بحيث تستطيع استشارة المتخصصين في المساعدة المختلفة التي تظهر لك، ولا تعرف ما هو متوافر عندك من سبل التعاطي معها، تحتاج إلى التواصل واستفسارات كما لم تذكر لنا أصلا كيف خرجت من بلدك، وهل تعرضت لصدمات نفسية هددت حياتك، أو حريتك؟!
ولم تذكر لنا مدى استقرارك في الوضع المالي، والقانوني من حيث أوراق البقاء في مكانك الجديد، وهل بذلت أي جهد في تعلم اللغة التركية، أو الانفتاح على ثقافة تعيش في محيطها، وهي ذات تاريخ، وتفاصيل كبيرة هل رغبتك في الانفتاح والتحرر من قديمك تترجمها تحركاتك على الأرض، وتواصلك مع الناس؟!
ما هي الأنشطة التي تمارسها في المجالات المختلفة؟! الجسمانية، والعقلية الثقافية، والروحانية، والاجتماعية، والوجدانية الشعورية؟!
أنتظر تفاعلك مع رسالتي هذه، ودمت بخير.
ويتبع >>>>>>: في الهجرة والعشق : جدل المراجعات، والتحولات ! م1