انتقال النجاسة
سافرت إلى دولة ثم حدثت معي مشكلة بسبب الإقامة أدت إلى دخولي لحجز الهجرة ومكثت فيه أياما وخرجت منذ عدة أيام، وهناك لا يوجد اعتناء بالطهارة، فمن يدخل إلى دورة المياه يدوس على آثار من البول وينقلها لداخل الغرفة ومنها إلى الأسرَّة، أصابني من جراء ذلك هم كبير حيث أني أدخلت حقيبتي إلى الغرفة واضطررت إلى لمس كثير مما فيها ويداي فيهما شيء من عرق فانتقلت إليها النجاسة والمشكلة أن هناك بعض الأوراق ولا أدري كيف سأطهر كل ذاك؟؟؟...
وأيضا قد لبست الجوارب بعد أن ابتلت قدماي وكنت قد دست على أرض الغرفة ثم لبست الحذاء، فهكذا شعرت (أو أيقنت في قرارة نفسي) أن النجاسة قد أصابت الحذاء والملابس.. وعندما خرجت وسافرت إلى بلد أخرى لم أعرف كيف أطهر كل ما لدي من ثياب وأغراض وحذاء فأصبحت أسوف وللأسف اضطررت إلى الصلاة في المسجد وأنا كذلك، رغم أنني اغتسلت كثيرا وطلبت من أصحاب الفندق أن يغسلوا بعضا من ثيابي، ولكني أعود فألبس الحذاء وامسك بالجوارب حتى بعد (غسلها ولكن يصيبها العرق وتتأثر بالحذاء) وحتى أيضا الهاتف الذي أستعمله لم أطهره فعندما أمسكه تتعرق يداي وألمس ثيابي ..
قرأت مؤخرا أن النجاسة إذا فقدت صفاتها من ريح وطعم ولون فقد طهرت وذلك على رأي أحد المذاهب، فإذا كان ذلك صحيحا فلا نجاسة عندي لأنه لا توجد أي من تلك الصفات في ثيابي أو أغراضي، ولكن لا أعلم يقينا أن ذلك ينطبق على حالتي هذه، ولدي مشكلة أني لا أثق بعلم أي شخص حتى وإن كان إماما في مسجد، فكثيرا ما كنت أرسل أسئلة لموقع إسلام ويب أو إسلام سؤال وجواب، ولكنهم مؤخرا رفضوا الإجابة عن أسئلة الوسوسة..
أرجو أن تكون إجابتكم مدعمة ببعض الأدلة الدينية حتى تطمئن نفسي..
وجزاكم الله خيرا كثيرا..
14/9/2019
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك يا "عبد المعين" في موقعك وموقع كل الموسوسين
المشكلة عندك من أصلها غير موجودة، النجاسة لا تطهر بفقد صفاتها، لكن يؤثر هذا على انتقالها
قال الحنفية: إذا لاقى الطاهر الرطب نجاسة جافة، لم تنتقل النجاسة إلا إذا ظهر أثر النجاسة على الطاهر الرطب.
فإذا كانت النجاسة قد فقدت صفاتها فهذا يعني استحالة انتقالها إلى الرطب الذي يلاقيها.
إذا كانت الأرض متنجسة ولكن جافة، ودست برجلك الرطبة عليها: تبقى رجلك طاهرة، إلا إن وَجَدّْت أثر النجاسة على رجلك. فإن فقدت النجاسة صفاتها وهي على الأرض، فمن باب أولى ألا تظهر صفاتها على رجلك.
ولنفرض أن حذاءك متنجس، إذا لبست جوربًا وتعرقت رجلك في حذاء متنجس، تبقى رجلك وجوربك على طهارتهما، لأنه لا يوجد صفات للنجاسة في حذائك، فلا تنتقل إلى رجلك ولا جوربك. وقس على هذا كل الأشياء...
قال العلامة علاء الدين الحَصْكَفي في كتابه "الدر المختار" في مسائل شتى أوردها بعد انتهاء كلامه عن الخنثى: (...لو نشر الثوب المبلول على حبل نجس يابس، أو غسل رجله ومشى على أرض نجسة أو نام على فراش نجس فعرق ولم يظهر أثره لا يتنجس..).
أرجو أن يكون هذا النص يكفيك دليلًا على صحة الكلام، وأني لم آتِ به من جيبي، وراجعه إن شئت على الإنترنت، وكتاب الدر المختار للحصكفي يطبعونه مع حاشية ابن عابدين عليه، وتسمى الحاشية: "رد المحتار على الدر المختار" وهو المرجع الأول في فقه الحنفية. وفي نسختي المطبوعة الكلام موجود في الجزء 5، صفحة 484.
وأتركك بأمان الله