التردد وحدود الذات وما زاد شيء عما فات م19
رحلة إلى التعافي بدون سمومكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. دكتور وائل أبو هندي بعد آخر زيارة لي لحضرتك لم أكن أستعجب أي شيء سوى أنه إزاي حضرتك كنت متوقع أني ممكن أعمل في نفسي حاجة وسبتني أمشي كدا عادي وبعدها ما فكرتش أبدا تتصل مثلا
بالرغم من أني قطعت رحلة طويلة جدا في العلاج مع حضرتك يعني (من 2012 تقريبا لغاية آخر جلسة في 2019) وأنا مش بحاول أكون حقير في الاستشارة ولا حاجة بس بجد عاوز أعرف إزاي ممكن مريض يكون ماشي من عندك حاسس أنه ممكن ينتحر وتسيبه (وبالمناسبة الفكرة مش في الانتحار نفسه هي الفكرة في قدرة الشخص على تحمل الألم بس الألم اللي كنت بعاني منه من أن كل حاجة متقفلة بجد كفيل أنه يوصل للانتحار بس هي شوية قراءات مالهاش علاقة بأي جلسة عملتها كانت بتدفعني أكمل لأن الأفضل ممكن ييجي-يعني عشان ماتقوليش لأن ماكنتش هتنتحر ولا حاجة دا حتى حضرتك بنفسك سألتني إنت عاوز تضيع نفسك؟)
حاجة تانية غريبة بردو هو أنه لما أنا بقرأ وأدور بحس أن كل المعلومات اللي بتدوها لنا كمرضى معلومات فطرية مالهاش أي علاقة بعلم أو دراسة. حاجات ممكن نعرفها في البيت عادي ماتستاهلش الانتظام في الجلسات يا دكتور وائل وحقي أنفعل.
أنا عاوز أقول حاجة في حق حضرتك يعني كفيلة تتقال وهي أن حضرتك الوحيد في الأطباء النفسيين(اللي زرتهم) اللي فاهم ماهية الطب النفسي بجد (ودا مش حكم قد ما هو تجربة أنا مش هحكم على سنين طويلة قضيتها في الدراسة والتعليم وأنا مش مؤهل لدا ولا يحق لي أنا أتكلم كمريض أو شخص قصد العلاج وعنده عقل وإدراك أنه يشوف الفروق في العلاج مش أكتر) يعني حضرتك أنا زرت طبيب نفسي مرة فقال لي أنا مابحبش المرضى اللي زيك فازاي هو مش فاهم أن غرض الطب النفسي أو إحدى وظائفه أنه يتعامل مع كل الأشخاص ويحاول يصحح الخطأ يعني بس حضرتك فعلا فاهم دا (ودا بردو مش حكم) ودا كان سبب إصراري على زيارة حضرتك.... بس للأسف.
حاجات كتير جدا من الأعراض اللى بتحصل للمرضى بعد ترك الدواء ولفترة طويلة (شهور أو حتى سنين) ممكن تكون أعراض انسحاب عادي مش رجوع للاضطراب الأصلي ولا حاجة لأن الاضطراب الأصلي بيبقى أخف من الأعراض دي (دا عن تجربة وفيه مواقع كتير جدا بتأكد الكلام دا).
في النهاية بس أنا واحد داخل أكتب لأني حاسس بالندم أني ترددت على الأطباء النفسيين وصرفت عندهم مبالغ كتير جدا عشان أضر نفسي أكتر مش عشان أتعالج وحضرتك ماتردش علي تقول لي أنكم عالجتن ناس كتير وأني حالة عابرة عادي(هم الدكاتره بره بيبصوا لفشلهم في حالة على فكره مش في الحالات اللى عالجوها وحتى لو سألت أغلب المرضى على الدوا هيقولك أنه مابقاش زي الأول بس هي فكرة أنه تخلص من القلق)... الأدوية دي واضح أنها مش سهلة أبدا للدرجة اللي تخليكو تصرفوها زي المسكنات وبطريقة سهلة كدا..
أعتقد أنها تتوصف لحد ممكن يكون بيحاول الانتحار يوميا مثلا.دا ممكن يكون فعال فيه الأدوية ولوقت بسيط كمان يستعملها.إنما حضراتكم ممكن تكتبوها لحد خارج من مشكلة عاطفية عادي وأنت مش واخد بالك (الأطباء عموما) أنك ممكن تقضي على مشاعره أصلا بالدوا دا ولما يرجع يشتكي لك أن الأدوية تعبته.هتقول له دا اضطرابك الأصلي.
عموما أنا كتبت الرسالة بحكم أني تعاملت معكم وزي أي شخص حس بالندم فحب يتكلم عن تجربته
وأرجو أن حضرتك يا دكتور وائل تنزل الرساله ذي وترد عليها بعيوبها.
25/9/2019
رد المستشار
الابن الفاضل "مصطفى" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على متابعتك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
أسعدني حين قرأت عنوانك رحلة إلى التعافي أني سأسمع عنك أنباء طيبة حول التعافي وأنك صرت أفضل لكنك للأسف لم تذكر شيئا من ذلك، ومضيت على نفس المنوال تتهم العقاقير ومن يصفونها ... وتصر على تكرار ما اختلفت معك بشأنه من أن أعراضك الحالية والسابقة سببها استخدام عقَّار نفساني ما (غالبا من مضادات الاكتئاب) ثم إيقافه بعد أن تقر أنت بعدم فائدته وتصر على ذلك.
بالنسبة لمسألة الخوف عليك من الانتحار عليك أن تعلم أنه غير وارد فلا اكتئابك شديد ولا أنت من المندفعين الذين يلجئون أحيانا للانتحار وليس معنى كلامي إليك ردا على عرضك فكرة الانتحار أنني أتوقع أن تنتحر، فليس من اللائق يا ولدي لا إحراجك ولا استفزازك بعبارة مثل لا أخاف عليك فأنت لن تنتحر !.
وبالنسبة لقولك أن ما يقوله لك الأطباء النفسانيون هو كلام فطري فلا طبعا ليس كلاما فطريا بل هو حاصل تعليم وتدريب شاق وطويل أما إذا كنت أخطأت التعبير وتقصد أنه كلام عادي تستطيع معرفته بالبحث فهذا فعلا كلام صحيح فيما يتعلق بالكلام العام عن النظريات النفسية المختلفة والذي قد يناسب أغلب الناس لكن ما هو خاص بك فلن تسمعه إلا من طبيبك أو معالجك النفساني.
لا أود الدفاع عن العقاقير فلست أصلا من مناصري الإفراط في اللجوء إليها لكن يجب أن تعرف أن العقاقير التي سميت في البداية مضادات اكتئاب واعتاد وصفها الأطباء النفسانيون ليس فقط أثبتت نفسها في مجال الطب النفسي بل إنها الآن أصبحت توصف للآلام المختلفة كما توصف لكثير من الأمراض الباطنية وأحسبها خلال أقل من عقد من الزمان ستكون إحدى البنود في أغلب وصفات أطباء الأمراض الباطنية (القلب والصدر والكبد والغدد الصماء والروماتيزم والجلدية......إلخ) وكذا التخصصات الجراحية كالأنف والأذن والحنجرة وجراحة المخ والأعصاب وغيرها، هذا يا "مصطفى" وضع الأبحاث والمحاضرات العلمية الحالية.
تمنيت أن نتفق بشأن منشأ أعراضك وطرق التعامل معها لكن هذا لم يحدث حتى الآن وأنتظر أن أسمع قريبا عن رحلتك نحو التعافي والذي أؤمن شخصيا بأن له طرقات أخرى غير التي ينصح بها الطب النفساني المعاصر وأسأل الله لك التوفيق، وأهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع>>>>>>: التردد وحدود الذات وما زاد شيء عما فات ! م21