من الأخت المصرية فاطمة جاءتنا المشاركة التالية:
إدمان الجنس أم إدمان التزنيق مشاركة ومشكلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السادة الأفاضل الأعزاء القائمين على هذا الموقع الأكثر من الرائع جزاكم الله كل خير وجعل ما تفعلونه في ميزان حسناتكم يوم العرض عليه وأعانكم الله وألهمكم الصواب.. آمين يا رب
سؤالي هنا في مشكلة إدمان الجنس أم إدمان التزنيق مشاركة ومشكلة لأنني أيضا من الضحايا كصاحبة تلك المشكلة!!
ما الحل في هذه المواقف؟ كيف نتعامل مع هؤلاء المرضى بالشهوات كي لا نصبح نحن مرضى وسواس قهري وخوف وقلق مرضي ؟؟؟
وهل يجب علينا عدم الصعود لهذه الحافلات؟ وهل الضحية هي التي تعاقب؟ وهل يجب علينا لذلك الجلوس في البيت؟
وشكرا جزيلا لكم
27/10/2004
ومن الطالب المصري محمد جاءتنا المشاركة التالية:
اللهم احفظنا
أولا أحب أن أضم تعاطفي مع صاحبة المشكلة
ثانيا أحب أن أضيف نقطة أن الحكاية دي موجودة في كل مكان
ولكن أليس من الأفضل أن نسال أنفسنا لماذا يفعل بعض الرجال هذا؟
لماذا يلجئون لهذا الأسلوب القذر الذي قد تتعرض أحد قريباته أو أخواته لنفس الموقف؟
وأقول أنني لا أوافق على ما يحدث
ولا حول ولا قوة إلا بالله
29/10/2004
ومن المهندس المصري تامر جاءتنا المشاركة التالية:
إدمان الجنس أم إدمان التزنيق مشاركة ومشكلة
أختي المعذبة أنا أوافقك الرأي في كل ما قلت في مشاركتك ومشكلتك
لكن أنا لي عندك استفسار أنت وكل فتاة أو سيدة تتعرض لمثل هذه المواقف المقززة:
ألم يجدر بك أن تصفعيه علي وجهه؟
ألم يجدر بك أن ترفعي صوتك محذرة حتى لو كان تحذيرا كاذبا؟
صدقيني هذه النوعية القذرة من الناس جبناء بشكل كبير جدا....
اسمحي لي أن أقص عليك قصة رأيتها بعيني رأسي لسيدة وللأسف معها زوجها، في ميكروباص وكان بجواري شخص من هؤلاء الأشخاص الملعونين، هذا الشخص القذر لم يكن وجود الزوج رادعا له، ولم يكن الخجل والخوف من الله رادعا له!
وللأسف أكثر السيدة ظلت صامتة الله أعلم إن كانت فضلت الصمت خجلا أو خوفا، ولكن هو ظن أن صمتها هو استمتاع بما يفعل أو علي الأقل عدم اعتراض!
ولكن فجأة ثارت الدماء في عروقي ووجدتني أدخل معه في صراع واشتباك بالأيدي وطبعا لم أستطع أن أقول سبب هذا الشجار إلا بعد ما نزلت هذه السيدة مع زوجها!
أختي في الله خطؤك وخطأ كثير من النساء والفتيات الصمت إزاء هذه المواقف القذرة
لو صمت فلا تلومي إلا نفسك ! لا تقولي الخجل أو الخوف فهو أكثر منك خوفا، والخجل لن ينفع في مثل هذه الحالات
ولا مع مثل هؤلاء الأشخاص!
27/10/2004
رد المستشار
الأخت "فاطمة" والابن "محمد" والأخ "تامر" أهلا بكم جميعا على مجانين وشكرا على مشاركاتكم واقتراحاتكم الطيبة
ومن اللافت للنظر أن المشاركات كلها من مصر، رغم أن صاحب المشكلة الأصلية إدمان الجنس أم إدمان التزنيق؟!، جزائري يعيش في الجزائر، ولا أظن أكثر من أنها مصادفة!!، أي أنني أتركها دون تعليق، فليس لدي أكثر من أننا بسم الله ما شاء الله في مصر بلد مزحوم الحافلات والقطارات والطوابير، والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.
أحب أولا أن أطمئن الأخت فاطمة إلى حقيقة أن التعرض للتزنيق في الحافلات ليس أحد أسباب الإصابة بالوسواس القهري أو بأي من الاضطرابات النفسية لدى الضحية، فليست تصاب بالوسواس القهري إلا من تملك في بنيوتها النفسية والعصبية استعدادا للوسوسة
معنى هذا أن صديقتنا صاحبة المشاركة المشكلة، التي تشاركين فيها لم توسوس لأنها تعرضت لتلك المواقف، وإنما يمثل التعرض للتزنيق أو الخوف منه مجرد وقودٍ للوسوسة لديها، وقد يختفي بعد حين لتوسوس بغيره، هذا إذا كانت مريضة بالفعل باضطراب الوسواس القهري، ولكن الأمر بالنسبة لكل من تتعرض له هو شكل من أشكال التحرش الجنسي تتعرض له من ذكرٍ في ظروف تثير الاشمئزاز في نفسها أكثر من أي شيء في معظم إن لم يكن كل الحالات.
ولكن السؤال المهم الذي تثيره مشاركتك هو كيف نتصرف مع هؤلاء الذين يزنقون أنفسهم بالنساء في الحافلات، وهذا هو ما نحتاج قبل الكلام فيه إلى الإجابة عن السؤال الذي يطرحه الابن "محمد" وهو: لماذا يلجئون لهذا الأسلوب القذر الذي قد تتعرض أحد قريباته أو أخواته لنفس الموقف؟ وفي خبرتي الشخصية ينقسم هؤلاء إلى ثلاثة أصناف:
الفئة الأولى:
تضم صنفا من الذكور يفعل ذلك بسبب الكبت أو الانفلات الجنسي (في الشباب غير المتزوجين) أو الانفلات الجنسي (في المراهقين)، أي أن دوافعه التفريغ أو التجريب، ونحن في غنى عن الحديث في إثبات توزع كثيرين من الناس في منطقتنا ما بين الكبت والانفلات الجنسي عافا الله الجميع، إلا أن من بين من يفعلون ذلك في سن المراهقة مجموعة قد تقع يوما في دوامة المرض النفسي -اضطراب التفضيل الجنسي Sexual Preference Disorder المسمى الاحتكاكية أو التزنيق Frotteurism وذلك من خلال ما قد تنتجه تلك الخبرات المتكررةُ من تشويه لفطرتهم الجنسية السوية، فالنشاط الجنسي السوي إنما يكونُ غير مسروق أو مغتصب على الأقل، لكن الأمر غالبا ما يكونُ عابرا بالنسبة لمعظم من يتورطون في تجريب هذا النوع من الفعل بسبب الكبت.
ومعظم هؤلاء ربما تكفي نظرةُ لوم صامتة من المتحرَشِ بها بعد أن تبعد نفسها بلباقة...
كأن تطلب مثلا من أحد الرجال الواقفين أن يبادل معها المكان مثلا، ومن مريضاتي من كانت تقول بصوت خفيض أترضى بذا لأختك؟ وكثيرا ما يكفي ذلك، لأن الحقيقة أنهم غالبا ما يكونون أكثر خوفا من الضحية، وأكثر شعورا بالجرم الذي يرتكبون من المتوقع، بل إن منهم من يحترز ويحتاط جيدا حتى أنه لا يقبل إلا بعد ضمان سكوت الضحية، ثم يشعرُ بالذنب بعد ما فعل.
وأما الفئة الثانية :
فهم المرضى باضطراب تفضيل التزنيق Frotteurism وهو أحد اضطرابات التفضيل الجنسي التي تندرج ضمن فشل –أو اضطراب- التحكم بالنزوة Impulse Control Disorder ، والذي يعاني صاحبه من رغبة عاتية في الالتصاق بأنثى في مكان كالمواصلات العامة أو غير ذلك بحيث يكونُ المثير الأساسي له هو أنها غير متوقعة أصلا لممارسة الجنس أو أن ذلك يصدمها، ولكن صاحب الاضطراب يرغمها على ذلك، وقد تتبع ذلك تخيلات مثيرة جدا له عن أنها مثلا بعد الرفض تصبح راغبة فيه، أو أنها مثلا ستصرخ من الدهشة أو غير ذلك، وعلى أي حال فإن اضطرابات التفضيل الجنسي تحتاج إلى معلومات كثيرة وشروطٍ لتشخيصها، كما ذكرنا وقدمنا الروابط المبينة في نص المشكلة الأصلية.
وهؤلاء أشخاص لا يشترطُ أن يعاني أحدهم من كبت جنسي فقد يكونُ متزوجا ورب أسرةٍ ولكن تلك النزوة ترغمه على ممارستها، ويفشل في كبح جماع وسوسته بهذا النوع من السلوك الجنسي المنفلت الحرام، وقد يجدُ الرغبة في ذلك أعتى من مجرد التفكير في مقاومتها لكنه رغم ذلك يتحمل المسئولية القانونية عن أفعاله، وهذا في الغرب، فهم يضعونه في السجن حتى ينجح في إتمام العلاج النفسي السلوكي
وأما عندنا فليست لدي معلومات فقهية عن حد معين لكنني أظن التعامل القضائي مع ذكرٍ يثبت تعديه –المحدود- على حرمة أنثى بمثل هذا الشكل الجبان يبدأ من التعزير والذي يتراوح من مجرد التوبيخ العلني حتى السجن والقتل، أي أن القاضي يقضي بما يراه رادعا للفاعل الماثل أمامه، ولا يفوتني أن أشير هنا إلى أهمية الضبط الاجتماعي في منع مثل هذه الحوادث ولعل تآكل الضبط الاجتماعي مسؤولا عن ما وصلنا إليه
ففي مجتمعاتنا الآن مع الأسف أستطيع القول بأن الفاعل غالبا يتحمل مسؤولية ما يفعل أمام الله يوم القيامة! إلا أن يضع الله فعله أمام رجلٍ ذي حمية كأخي "تامر" صاحب المشاركة الثالثة.
معنى ذلك أن كثيرات ساكتات، وليس السكوت علامة الرضا هنا بل علامة الأنوثة المقهورة في مجتمعاتنا فأنا أذكر لأخي "تامر" ما حكته لي إحدى مريضاتي تفسيرا لرد فعلها بالصمت والنزول من الحافلة في أول فرصة لتتقيأ!، وتلغي مشوارها
المهم أنها قالت لي أي عاقلة مكاني كانت ستسكت، فاستنكرتُ ذلك، فقالت لي: لو أنك رجل بين الرجال في الحافلة، ماذا سيكونُ رد فعلك؟ -علما بأنه سينكرُ بصوتٍ عالٍ ويقسم بأغلظ الأيمان أني كاذبة وهو لم يقصد أبدا إلى آخر ذلك-، ألن تنظرَ لي؟ وربما تفكر أنني فقط أحاول لفت الأنظار؟ بصراحة العقل هو ألا أتكلم، وأحاول الهرب، وقد فعلت، وارتديت الحجاب بعدها، بالمناسبة كنت أعالجها من مشكلة القرف من الجنس وكانت على وشك الزواج.
وأما الفئة الثالثة :
فنضع فيها من يفعلون ذلك الفعل لأنهم مرضى باضطراب عقلي أعمق وأشمل كبعض مرضى الفصام، ومرضى السبه (عته الشيخوخة)، حيث يكونُ مثل هذا الفعل ناتجا عن خلل أشمل في ضوابط السلوك ومنها تقييمه، أي أن المسؤولية هنا غير موجودة لأنهم مرضى.
وأعود إلى فاطمة لأقول تعليقا على سؤالها: (وهل يجب علينا عدم الصعود لهذه الحافلات؟ وهل الضحية هي التي تعاقب؟ وهل يجب علينا لذلك الجلوس في البيت؟) أن المطلوب هو أن تعرفي كيف تضعين الحدود التي تبينُ للمحيطين ثقتك بنفسك واعتدادك بذاتك، وهذا أمرٌ تحتاج الفتاة العربية فيه إلى تكوين غير الكائن،
وهذا أمرٌ شرحه يطول لكن عندنا على مجانين روابط تفيد فيه كثيرا، فانقري ما يلي من عناوين:
البنات والعرقسوس ! : البنات وعلاقتهن بالجنس
سيكولوجية الفتاة العربية.
نفسي في أم غيرها : أخي بكل احترام وأنا بالجزمة
الابنةُ المضطهدةُ ودبلوماسية العائلة ! مشاركة
للصبر حدود : أفيقي يا أمنا العربية !
من أم أسطورة إلى امرأة غريبة : الأم العربية
المحرومة والأم البديلة : أمية أمتنا النفسية م
أفش شعري فتقول أختي : ابعدي يا مجنونة !! م
أفش شعري ! صامتة وراغبة في الصراخ !
بدلا من البرد والخجل : أفش شعري ونصرخ معا
أفش شعري : ولنواصل الصراخ مشاركة
من ملفات المهجر : الفتاة المتعلمة فتنة:مشاركة1
وأكتفي بعد ذلك بنقل فحوى حديث دار بيني وبين أخي أحمد عبد الله، وكنا نتكلم عن اضطرابات الأكل النفسية، وعن الحماية التي يقدمها الحجاب للمسلمة، فكان أن تطرقنا إلى الحماية التي يفرضها الحجاب حول جسدها وهي في حراكها الاجتماعي بكل ملابساته، ولكن هذا بالطبع لا يمنع غير الملتزمين من المنفلتين جنسيا المتحرشين بالإناث، لكنه على أي حال يمثلُ شكلا من أشكال الحماية وخطا أوليا للدفاع
وأدعوك هنا إلى قراءة الروابط التالية كي لا نكررَ ما قلناه والكلام تذكري ليس لك وحدك فقد تكونين محجبة، إنما الكلام لكل ضيوف ورواد مجانين:
أنا مسلمة، وزوجي يصر: لا أحب الحجاب
في بلاد العري : غريبة تسأل عن حجاب م
وأكمل معك يا "تامر" أن عليك ألا تغفل أن الأمر بالنسبة لمن تتعرض له هو تحرش جنسي من ذكر غريب في الشارع، وتأكد أن الهروب هو رد الفعل الأول الذي يتبادر إلى ذهنها، وأن عدم افتضاح ما حدث قد يكونَ أهمَّ أحيانا من الهروب، إننا يا "تامر" لا نربي الأنثى في مجتمعاتنا (ولا الذكر وإن كان بنسبة أقل) على التعبير الحر عن رد فعله الشعوري تجاه أفعال الآخرين أي أننا نعلمها السكوتَ والخوف (واعين وغير واعين) خاصة فيما يتعلق بالجنس، لكننا في نفس الوقت نطلب منها ألا تخاف فتغتصبَ مستسلمة لرعبها، وكأن عدم الخوف يكتسب فجأة هكذا، وألا تخاف عند زواجها فتتعبَ زوجها وأهلها، وكأن قبول الجنس أيضًا وتشجع الجسد -المحفوظ في الخوف كل ما مضى من عمرها- كل ذلك يجبُ أن يهبط فجأة من السماء!
إذن فالأسئلة التي ما تزال مطروحة للنقاش هي:
إلى أي معيار سنرجعُ لتأديب الجاني، وحماية الضحايا؟ وتقييم ردود أفعالهن في المجتمع الذي نعيش فيه وفي الزمان الذي نحن فيه؟
وهل سيكونُ معيارا غير التكليف بمعناه الإسلامي؟
إلى أي مدى تجدون تآكل الضابط الاجتماعي وعزوف المسلم عن الأداء في جماعته الاجتماعية مسئولا عما حدث؟ وكيف يمكنُ أصلا ألا تحدثُ مثل هذه الأحداث في غياب الضبط الاجتماعي؟
إلى أي مدى ترى يقدم الحجاب حمايته لفتياتنا من مثل ما حدث مع صاحبة المشاركة المشكلة، دون تعيين شكل معين للحجاب -غير أن يكونَ ساترا للجسد (فلا يصفُ ولا يشف) مناسبا للحركة، ولذوقها هي واختيارها هي كإنسان مكلف؟
شاركونا إذن أو تابعوا مشاركاتكم وأهلا بالجميع على مجانين............
ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>>: إدمان الجنس أم إدمان التزنيق: مشاركات1