عن العلاج العقّاري للوسواس القهري ؟ م1
طيف القلق وتحمل المسؤولية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مختصر السؤال: هل على المصاب بطيف القلق والاكتئاب البحث عن الوظيفة السهلة التي لا تحمل مسؤوليات كبيرة مراعاة لوضعه الصحي؟
مفصلا:
عطفا على استشاراتي السابقة، حيث أني مصاب بالوسواس القهري والاكتئاب، واستخدمت العلاج الدوائي دون علاج سلوكي معرفي، وقررت بعد سنتين إيقاف الأدوية تدريجيا مع بدء جلسات علاج سلوكي معرفي، أخذت منها عدة جلسات لم أقتنع بها.. ثم غادرت مدينة دراستي وعدت لمسقط رأسي..
تفوقت في امتحانات آخر العام على مستوى الدفعة، ولم أحصل على أي تنويه لولا ورقة النتيجة المحوسبة المحتوية على الترتيب! كان ذلك منذ حوالي عام واحد، ولا زلت أكافح في الحياة، ومتعايش مع وضعي والنسبة المتبقية من الوسواس..
بعد تخرجي عملت للوصول إلى وظيفة كنت أحلم بها في عمق تخصصي، وحصلت على الموافقة المبدئية لكنها في العاصمة التي تبعد عن مدينتي عدة ساعات، عندها عرضت علي جهة عملي الحالية عوضا عنها وظيفة إدارية فنية قريبا من مدينتي، فاستخرت وقبلت بها.
بعد قبولها وجدت أنها من أصعب المهام لتعقيد وطول إجراءاتها، وتشعب ارتباطاتها مع الإدارات الأخرى، وطبيعتها المتقلبة والعاجلة، لا أكاد أطبق فيها شيئا مما تعلمت في سنوات تخصصي، علاوة على عدم وجود مقابل مادي إضافي إلا المنصب والعلاقات، كما اكتشفت أنها عرضت على آخرين فرفضوها، أضف إلى ذلك أن سبب عرضهم لهذه الوظيفة هو عدم رضا الإدارة عن أداء شاغلها السابق.
وشيئا فشيئا بدأت يخمد في داخلي الحماس للعمل، وحل مكانه الشكوى المتكررة والتبرم، وإلقاء اللوم على نفسي والآخرين، واكتملت بقية الصورة النمطية للاكتئاب مع التفكير في الموت لو لم يكن لدي ارتباطات عائلية وإيمان ديني..
عدت لسابق عهدي..
- لا أستطيع قراءة بحث علمي أو فصل من كتاب تخصصي دون أن يشغلني التوتر عن إكماله..
- لا أستطيع الإطالة في صلاة أو دعاء، أو حتى لقاء اجتماعي..
- اشتعلت الأعراض الجسدية للقلق من حبوب الشباب والصدفية..
- أطفالي صاروا مجرد عبء..
- زوجتي المسكينة لا تلقى مني الكثير.. قلّت الهدايا وعبارات الحب، بعد أن صرنا نحن الاثنين مجرد مربيين للأطفال بالتناوب في أغلب الأيام، الكثير منها والقليل مني..
- عدت لتصفح المواقع السيئة شيئا فشيئا لأخرج من قلقي.. مرة في الأسبوع، أو أكثر أو أقل.. تبدأ من أولى ساعات الويكند عادة، حيث أعود مرهقا، ووحيدا لخروج أهلي لجلساتهم العائلية..
- لم أستطع الالتزام بالرياضة التي أبحث فيها عن علاج..
- كثيرا ما أفكر أني لو كنت في وسط آخر لأصبحت مدمنا أو أسوأ..
لا زلت أفكر بإكمال الدرسات العليا، وأحيانا أفكر باختيار مجال هادئ وإن دفنت فيه طموحي وتفوقي الذي لا زال أساتذتي السابقون ومدرائي الحاليون يشيدون به أمامي..
أساتذتي عند التواصل معهم يحثونني على تحصيل الشهادات العليا من الخارج، الذي أهابه كثيرا.. وبعض زملائي الأقل مني مستوى حصلوا على مناصب أرقى لتحررهم من قيد المكان والعائلة..
أطمح لمكان ألاقي فيه التقدير المناسب لذاتي، والسلم والاستقرار الداخلي، وربما لا يجتمعان..
أعيد سؤالي.. هل على المصاب بطيف القلق والاكتئاب البحث عن الوظيفة السهلة التي لا تحمل مسؤوليات كبيرة مراعاة لوضعه الصحي؟
وشكراً
6/10/2019
رد المستشار
الأخ الفاضل "-" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك ومتابعتك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
يؤسفني ما صار إليه حالك أيها الزميل، فقد أوقفت العلاج العقَّاري ثم لم ترق لك جلسات الع.س.م فتركتها وعدت إلى مسقط رأسك، معنى هذا أنك أوقفت كل محاولات الحصول على العلاج.... وأراك بالتدريج تدخل مرة أخرى سجن القلق والاكتئاب.
ما تسأل بشأنه هو هل على مريض القلق والاكتئاب أن يلجأ للتحاشي Avoidance ؟؟ كي يخفف عن نفسه المعاناة مع اضطرابه النفساني ؟؟ والإجابة الواضحة لا ما دام هناك علاج لأن مشكلة التحاشي أنه يساعد على إدامة المشكلات وليس حلها.
الحالة الوحيدة التي يكون فيها خيار التحاشي مبررا هي عدم إتاحة أو عدم إمكانية العلاج وهذا ما أراك تميل إلى تقريره.... ولا أستطيع نصحك بالاستمرار في ذلك.... ببساطة لأن ما تشي به سطور إفادتك هو أنك بدأت بالتدريج تفقد كل ما استفدته من محاولات العلاج السابقة وتضيق أسوار القلق والاكتئاب حواليك .... وهذا وضع يشي بتطورات أسوأ مع الأسف.... راجع نفسك إذن يا دكتور.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.