في الهجرة والعشق : جدل المراجعات، والتحولات ! م
رد على استشارة جدل المراجعات
أولا
لا علاقة لوضعي العاطفي والنفسي بالهجرة والسفر والحرب، أنا هذه الأمور موجودة في عقلي وحياتي قبل الحرب بعامين تقريبا
ثانيا أنا تلقيت صدمات خلال الحرب لكن ليس لهاعلاقة بوضعي
ثالثا وهو الأهم الوضع المالي ضعيف
وأعرف أن الجواب كيف تريد من فتاة أن تتقرب إليك ووضعك ماليا ضعيف...لقد عرفت فتيات من أسر غنية جدا وعرفن شبابا فقراء وأحببنهن...
أما عن المهارات:::: فتكاد تكون شبه معدومة....فلا أعرف قيادة السيارة، ولا أجيد أي لغة بمستوى جيد، ولست متعلما لأي مهنة، مع العلم أن دراستي هي المحاماة ودخلت هذا الاختصاص ولا أحبه ناهيك عن أن شخصيتي ليست قوية ولا تصلح له، وعندما دخلته كنت موعودا بوظيفة مرموقة بسوريا، لكن كُذب علي، وعندما لم أفلح في الحصول على هذه الوظيفة هنا وأقول هنا بدأت أولى مراحل اليأس والتشتت والقنوط بحياتي ناهيك عن عشرات الوظائف الأخرى تلاها الوضع النفسي العاطفي الذي أشرت له في استشارة سابقة...وما زال موضوع العمل نقطة ضعفي في الخطبة بل بمجالسي العامة.
المهم فشل العمل ما زال يلازمني وإلى الآن لم أجد ذاتي.....مع العلم أن أغلب من أراهم يعملون لا يتفوقون علي إلا بالوساطات والمحسوبيات أو لأنهن إناث.... والمهارات التي عندي مهارات جغرافية تاريخية فقط يعني ضمن إطار نظري بحت
وأخيرا فهمت منكم يا دكتور أن لا حل لمشكلتي إلا بدكتور نفسي
وشكرا
13/10/2019
رد المستشار
السائل الكريم:
تحتفظ ذاكرة موقعنا بالأسئلة كما تحتفظ بالإجابات، والقراء يطالعون هذه وتلك، وأنا أراقب ما يصلك من كلامي مندهشا، ومتسائلا!!
هل العيب في لغتي أم في انتباهك وتركيزك، وقد راجعني مؤخرا شاب اكتشف أن أعراض اضطراب تشتت التركيز أو الانتباه متحققة لديه، ومعها تتحول حياته إلى جحيم، وتضيع أيامه سدى.
أنت تقول: لا علاقة لوضعي العاطفي والنفسي بالهجرة والسفر والحرب، وأنا أكرر أن تغيير البيئة والمحيط الاجتماعي يتيح فرصة ذهبية لخوض مغامرات استكشاف الذات، وتغيير النفس باكتساب خبرات تحتاجها، أو التعافي في آثار أخطاء التنشئة، وجراح وصدمات الحرب.
وتقول: ليس لصدمات الحرب علاقة بوضعي، وهذا وهم شائع، لأن تأثير الصدمات النفسية يؤثر على الدماغ في كل مستوياته ووظائفه، وأيضا فإن ما يحدث نتيجة للصدمة يبدو فرصة ذهبية للتغيير.
وحاولت أن أشرح أن التغيير هو رحلة استكشاف للذات بحالتها الراهنة، والعمل لاستعادة ما تعطل فينا خلال ما مضى من الرحلة، واكتساب النضج، والسير نحو الكمال الذي نعرف أننا لن نبلغه، ولكننا نسدد ونقارب.
إذا كنت تبحث عن علاقة ناجحة بامرأة مناسبة فإن نقطة البدء هي من رحلتك الشخصية هذه، ولا تبدو منتبها لنفسك، ولا بدأت حركتك فيها حتى الآن، بل إن بؤرة تركيزك مشتتة بين نقاط لا طائل من ورائها، ولا يعول عليها!!
ربما أنت موافق على كلامي هذا، وأنت تقول: "إلى الآن... لم أجد ذاتي"، ولا توجد علاقة مباشرة بين أن تبدأ رحلتك، وأن يحصل تغيير فوري في تقييم الناس لك!!
حاولت أن أقول عن فرصة التغيير الذهبية المتاحة أمام المهاجرين، وكتبت إجابة بعنوان:
في المنفى: شباب وصبايا!!!
وحاولت تقديم مقترحات عن بعض ما تحتاجه، وبعض معالم وتضاريس خريطة الرحلة، وذكرت أن الطبيب النفساني قد يساعد، وكذلك المختصون في محاولات ومستويات التعامل مع النفس والمهارات، لكنها تبقى رحلتك في الأول والأخير.
يعني أنت الموضوع، وأنت الدواء، وأنت قائد الرحلة، وتستعين فيها بما وبمن تجد من وسائل مساعدة، وتحتاج لاستكشاف المتاح منها حولك ودعني ألخص أو أقترح نقطة بدء محددة هي أن تبحث بجدية عن الإمكانات المتاحة حولك، ونوعية هذه الإمكانات ستجدها في إجاباتي السابقة كلها عليك، وإجابة المنفى.
وربما تحتاج إلى استكشاف ما لديك فعلا من مهارات، وأنت تقول عن مهارات جغرافية وتاريخية في إطار نظري بحث!!
ما معنى هذا؟!!
أمامك فرصة الهجرة المثالية حيث أنت مبتعد عن المحيط الاجتماعي الذي وصلتك منه الرسائل التي أوصلتك إلى ما أنت فيه، وتحتاج إلى إرادة وإلى سعي لتتحرك في رحلتك، وليس الاستسلام لمقولات وقوالب نظرية، وكليشيهات تعوقك من قبيل أن الناس تتفاضل بالواسطة، أو أن القاعدة أن البنات الجميلات من أصحاب المستوى المادي المرتفع يرتبطن بشباب فقراء وعاطلين!!
انتبه يا صديقي إلى ترسانة أفكارك التي تقيدك، وتحرك في الخرائط التي أصفها لك، واقرأ وتدبر قبل أن تكرر نفس كلامك مرة جديدة.
ودمت بخير.
ويتبع >>>>>>: في الهجرة والعشق : جدل المراجعات، والتحولات ! م2