التنظيف الوسواسي ونجاسة ما تحت الأظافر
نجاسة الحنفية
قبل مرضى كنت لا أقوم بغسل الحنفية بعد غسل يدي من أي نجاسة فأنا أشعر أني نجست كل شيء كنت ألمسه لأن من المنطق أني عندما أقوم بفتح الحنفية تنتقل النجاسة إليها ثم عند غلقها تتنجس يدي مرة أخرى وخصوصا أني لدي إكزيما عصبية منذ زمن قبل مرضي في منطقة الفرج والشرج وكنت أهرش في هذه المناطق وهذه المناطق بالفعل مليئة بالنجاسات خصوصا لو اختلطت بالإفرازات وهذه تكون دهنية بدم الحيض أو المذي
ماذا أفعل ؟؟ فأنا أشعر بالذنب لأني نجست كل شيء وخصوصا لقد قمت بغسل ملابس لأمي وضعتها بدولاب والدولاب به أوراق تحتوي على لفظ الجلالة ومصحف صغير فهل بذاك أكون كفرت ؟؟ لأني تركت النجاسة بجوار أسماء الله ؟؟
وأنا أقول لنفسي أن هذه الإفرازات تكون دهنية فتكون مثل الزيت تحمل النجاسة كالماء وتنقلها.
ماذا أفعل ؟؟
19/10/2019
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك يا "أميرة"
عزيزتي نحن لسنا متأكدين –وأنت موسوسة هكذا- من صحة حكمك على الأشياء، فقد تكوني حكمت على شيء أنه نجس، لكنه في الشرع لا يعتبر نجسًا.
أمر آخر: لسنا كذلك متأكدين من انتقال النجاسة، أعني كون يدك نجسة لا يعني بالضرورة انتقال نجاستها إلى الحنفية، وكون الحنفية نجسة لا يعني بالضرورة أن النجاسة التي عليها انتقلت إلى يدك مرة أخرى، وكون يدك تنجست لا يعني بالضرورة أن نجاستها انتقلت إلى سائر الأشياء، هناك شروط لانتقال النجاسة لم تكوني تعرفينها ولا تنتبهين إليها، فلا يمكننا القطع بالتنجيس، ويبقى الأمر في دائرة الشك....
وطالما أننا غير متأكدين من وجود النجاسة ولا من انتقالها، ولا نعرف أين هي تمامًا في حال كونها انتقلت، فالمتيقن أن الأصل في الأشياء الطهارة، وشكنا في كون النجاسة انتقلت ليس له قيمة؛ لأن "اليقين لا يزول بالشك" كما في القاعدة الفقهية.
انسي ما مضى، وكلما تعلمت حكمًا جديدًا طبقيه دون وسوسة، ولا تحاولي تذكر ما فعلتِ من قبل.
ثم: من قال أن منطقة الفرج والشرج كلها نجاسات؟!!! ألم تنظفيها عند الاستنجاء؟
نأتي إلى قصة: (هل كفرت؟)، الكفر والإيمان حالتان في القلب، يصدقهما العمل، أي يجب أن يقترن العمل باعتقاد قلبي موافق له، أما أن تضعي ثياب مغسولة، أمام مصحف، ثم يأتيك وسواس بأنها نجسة، ليتطور هذا الوسواس إلى وسواس آخر أنك قد كفرت، فهذا لا يسمى كفرًا!
تعريض المقدسات للنجاسة لا يكون كفرًا إلا إذا كان ذلك عمدًا بقصد الإهانة بداية، أو إهمالًا بحيث لا يبالي الشخص هل تتنجس هذه الأشياء أو لا. مما يدل على عدم احترامه لها، وعدم معارضته لإهانتها. هذا كفر لأن الحقيقة أنه لا يبالي في قلبه بدينه ولا بمعتقداته ولا بربه أو نبيه. ومن كان لا يبالي بالإله فهو لا ريب كافر.
أما أنت، فما وجه الإهانة والإهمال في عملك، وقصتك كلها مبنية على وساوس لا أساس لها؟!!!
كل ما حولك طاهر، وأرجو ألا يغلبك هذا الوسواس والخيال السخيف بأنك نجست كل شيء.
كل شيء باقٍ على طهارته. وتعاملي مع الأشياء براحة بال.
واستعيني بالله، وبادري إلى العلاج إن لم تكوني فعلتِ، فكلما بدأت العلاج باكرًا، كلما كانت النتائج أفضل
عافاك الله وأراح قلبك.