لا أدري ما يحدث
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا: أود أن أشكر د. وائل وكذلك أسرة هذا الموقع على هذا المجهود الجبار جعله الله في ميزان حسناتهم إن شاء الله، وأدعو الله أن يجمعني وإياكم في الفردوس الأعلى من الجنة
أما مشكلتي التي أود أن أستشيركم فيها فهي:
أنا كثيرة البكاء لأي سبب (على الرغم من كوني متفوقة دراسيا, محبوبة اجتماعيا, أحب كل الناس, في نظر الكل ليس هناك سبب في هذه التعاسة)
الغريب في الأمر أنني تنتابني مشاعر فرحة غامرة وأشعر أن الأرض والسماء لا يسعان هذه الفرحة (يحدث هذا حين أحضر مؤتمر علمي في تخصصي الدقيق, أو أشارك في محاضرة علمية مع أحد المهتمين, أو أجلس مع صديقتي المقربة.
وهذا لا يحدث كثيرا بسبب اختلاف تخصصاتنا الدراسية (خاصة أنى أدرس تخصص دقيق فعدد الطلاب فيه لا يتعدى أصابع اليدين وأنا البنت الوحيدة في هذا التخصص), كذلك أنا كثيرا ما أحدث نفسي وهذا الأمر بدا منذ الطفولة وزاد مع مرور الأيام (ويحدث هذا في أي مكان, في الكلية أو المنتزهات أو المواصلات العامة تخيلوا معي فتاة في العشرين تمشى في الشارع منفردة وتبتسم للاشيء أو تشير بيدها إشارات مبهمة), ومع استمرار الضغوط أصبحت أعانى من الدوار والصداع النصفي المستمرين (الدوار مرة أسبوعيا, والصداع من اثنان لثلاث مرات في الأسبوع) مع الإحساس بالإرهاق المستمر والرغبة الدائمة في النوم (الذي لا أناله بسبب انشغالي المستمر في الدراسة والاستذكار).
أما حالي مع القرآن فأنا أحاول دائما ألا تنقطع صلتي به وأحرص على ألا أغضب الله في أفعالي (علاقتي بزملائي في الدراسة هي في إطار الزمالة فقط, ليست لي أي تجارب عاطفية).
دائما تنتابني الوساوس حين أركب مواصلة عامة أشعر أنها سوف تحدث حادث مروري فظيع وأتخيل أنى سوف أفقد ساقي أو أصاب بشلل دائم ولن أكمل الامتحانات, حين أنام أشعر أن المبنى سوف ينهار وأموت تحت الأنقاض, حين يتأخر أحد علي أتوقع أسوأ الاحتمالات, يوم النتيجة أدعو الله ألا أرسب على الرغم من تفوقي وترتيبي الأول أو الثاني على دفعتي دائما
كذلك أصاب بنوبات فزع بدون مبرر منطقي (أشعر كأنني فعلت معصية لا أدرى ما هي)
وأصاب برعشة في يدي وأحيانا ركبتي وأحيانا كلاهما (بدأ هذا منذ عام ويحدث مؤخرا مرتين أو ثلاث أسبوعيا)
اشعر بعدم الأمان........ والوحدة حتى وإن كنت في جمع كبير
أرجوكم أفيدوني
ملاحظة
أنا لست منزعجة من أمر تحدثي مع نفسي لكن الكل أخبرني أن أتوقف وأنا لا أستطيع
12/11/2004
رد المستشار
الأخت الفاضلة…..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنت بطبيعتك متقلبة انفعاليا حيث تشعرين أغلب الأوقات بالحزن والتعاسة بدون سبب واضح ثم تشعرين في لحظات أخرى بفرحة غامرة دون سبب واضح أيضا.
كما أنك تعانين من وحدة مزمنة وليست لديك القدرة على عبور ذاتك إلى ذات أخرى والتفاعل معها بعمق وحب, لذلك تعيشين وحدة قاتلة لأن العبرة ليست في أن نعيش وسط الناس ولكن العبرة هي أن نعيش في الناس وبالناس وللناس.
وكنتيجة منطقية للطبيعة المضطربة انفعاليا وللوحدة الشديدة فأنت تعانين حالة من القلق النفسي (التوتر والرعشة والصداع والدوار وتوقع أحداث سيئة) مع بعض أعراض الاكتئاب (الميل للنوم والشعور بالذنب والإرهاق السريع).
أنت في حاجة لزيارة طبيب نفسي يصف لك أحد مضادات القلق والاكتئاب تساعدك على المدى القصير في التغلب على الأعراض, أما على المدى الطويل فأنت تحتاجين إلى تعلم مهارة الاسترخاء وتحتاجين لتعلم مهارة إقامة العلاقات الاجتماعية الحميمة وتجاوز حدود ذاتك, ويمكن أن يتحقق هذا من خلال عدد من جلسات العلاج النفسي تستعيدين فيها ثقتك بنفسك من خلال رؤية موضوعية لمواطن ضعفك وقوتك كما تمارسين فيها تدريبات على الاسترخاء وتكتسبين خلالها بعض المهارات الاجتماعية اللازمة.
والزمن معك وليس ضدك, فكلما تقدمت في السن ازداد نضجك الانفعالي وازدادت مهاراتك الاجتماعية بشرط أن تكوني راغبة في ذلك وساعية إليه فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك، ليست لدي إضافةٌ بعد ما تفضل به مجيبك الدكتور محمد المهدي غير إحالتك إلى عددٍ من الردود السابقة لمستشارينا لأن في قراءتها ما يفيدك إن شاء الله،
فانقري بالفأرة ما يلي من روابط:
الزهرة المضطربة : وحدةٌ واكتئاب و....
احباط واكتئاب مستمر ...... فما الحل ؟
التقلب الانفعالي: بين السواء والمرض
اختلال الإنية وخلطة القلق والاكتئاب
خلطة القلق والاكتئاب ومسرح الجن !
الشخصية النوابية (الفرح انقباضية)
وحدي في المنزل : وساوس وتخيلات جنسية
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بالتطورات، الطيبة إن شاء الله.