التعامل مع الناس: فخاخ القلق الاجتماعي
التعامل مع الناس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المشكلة الأولى، أثناء تعاملي مع أي شخص لأول مرة إذا كان يعرفني بدون أي حديث أو تعامل مسبق بيني وبينه أرى ابتسامته ونظرته الحماسية لبناء علاقة صداقة وحديثه الذي يبعث فيه رسالة بأنه على استعداد لبناء علاقة صلاقة جيدة،، فأتحمس أنا أيضا وأبدأ بالحديث حينها أشعر باستغرابه ليس من حديثي وأنا (مني) يستغربني أنا،، وأرى ذلك ولكن أكمل حديثي فأرى تغير تعبيرات وجهه ونظراته وأسلوب حديثه فألاحظ ذلك أيضا ولكني أستمر بالحديث. فقد وجدت ضالتي التي أبحث عنها،، ((وجدت صديق)) ثم ألاحظ بأنني أنا من يتحدث فقط
ثم أرى عليه آثار الملل، ثم أرى أنه لا يحب أن تتطور العلاقة أكثر من ذلك،، لا يقول ذلك ولكن أرى ذلك من خلال تعبيراته. بل أشعر بأنه يحدث نفسه ويقول ((يا حبذا لو كانت تلك العلاقة عابرة. ويا حبذا أن تنتهي تلك المقابلة الآن،، فقد تورطت)) فإذا انتهى اللقاء وذهب كل منا من حيث جاء. أتمنى لو أراه ثانية (لأسأله ما سبب شعورك هذا تجاهي وماذا لاحظت في شخصيتي وما هي العيوب التي اكتشفتها من أول حديث بيننا ؟!) لا أسأله من أجله هو ولكن من أجلي أنا،،
أريد معرفة عيوبي التي يراها الجميع إلا أنا،، وهذا. ما يحدث لي مع كل أحد أتقرب منه،، حتى لو كان هو المبادر .. وهذا ليس فقط في مكان واحد،، بل في المحافظة التي أعيش فيها أو حتى خارج المحافظة،، في العمل أو خارج العمل ((في كل مكان في هذه الدنيا)) حتى الأقارب أشعر بثقلي على قلوبهم ..
((المشكلة الثانية)) أني إذا جلست مع أشخاص لأول مرة أو عدة مرات. لا أتحدث كثيرا. وإذا تحدثت يظهر علي القلق والتوتر. ثم يتجاهلني الحاضرون تماما،، وأيضا لا أعرف السبب !!
المشكلة الثالثة. إذا جلست وسط مجموعة من الشباب وبدأو في الضحك وإلقاء النكات وشبه ذلك وتم توجيه الكلام لي من أحدهم أشعر بأنه يتنقص مني فأبتسم وأبدأ بالمجاراة، فيتمادى. فينضم إليه آخر ثم آخر وأنا أجاريهم وأضحك. لكن حينها أشعر بتنمرهم علي وأتوتر بشدة ويظهر التوتر علي. ثم ينتهي ضحكهم بكلمة ((شكله بيزعل)). ثم يتم تجاهلي بعدها تماما وأكون ثقيلا عليهم وأظن أنهم يقولون من وراء ظهري نتمنى ألا يأتي أو يحضر جلستنا مرة أخرى. فإذا حضرت. يحدث كما حدث ولكن بشكل مطور ويحدث تعدي غير واضح،،
((المشكلة الرابعة)) ليس لدي أي مهارات حياتية. أو مهنية بخلاف عملي الوظيفي الروتيني،، وأعاني من الكسل ااشديد والخمول والخجل النادر عن التعامل مع النساء حتى الأقارب كبارا أو فتيات،،،، في بعض المواقف التي أظهر فيها أشعر بذهول كأني مخدر،،، أنظر لنفسي نظرة دونية،، وأشعر بعدم تقديري واحترامي لذاتي،،
منطوي،، قليل العلاقات (سطحية) وعلاقات غير صادقة،، أشعر بالحزن والكآبة وكثيرا ما قيل لي ((يظهر بعيونك حزن وانكسار)) أنا أتألم من تلك الحياة وأريد معرفة (من أنا؟ وما السبب لما أنا فيه، وما السبيل للخروج من تلك الشخصية التي لا أعرف توصيفا لها)
نشأت في بيت مليئ بالمشاكل والخلافات الأسرية،، عانيت من التوبيخ والإهانة أمام الناس في صغري من أبي وأمي وكذالك إخوتي،، كنا كالأعداء وليس إخوان،، عانيت من تنمر الشباب في صغري،، وسخرية المعارف وأشعر الآن بعدائي للمجتمع،، أبي رحمه الله وأمي بخير وأحملهم المسؤولية كاملة على ما أوصلوني إليه
وأخبر أمي بذلك أيضا وأنهما السبب في ذلك بسبب سوء التربية
فلم أعرف أبدا مشاعر الأبوة والأمومة بل القسوة والإهمال والتقليل من أي إنجاز قمت به في صغري وكأن شيئا لم يحدث
26/10/2019
رد المستشار
صديقي
بالنسبة للمشكلة الأولى:
من الواضح أنك قد أسأت الفهم وتفسير ما وصفت.... الناس لا تكتشف العيوب بمجرد الحديث معك ولكن عندما تترك العنان لحماسك وفرحتك بأنك قد وجدت ضالتك المنشودة لدرجة أن ينفر منك الناس، فهذا معناه أنك ركزت على رغبتك أنت ولم تراع الآخر.. لقد لفظت ضالتك المنشودة وأسأت معاملتها من أول حديث.. لقد منعت الآخر من التواصل معك وتكوين معرفة طيبة قد تؤدي إلى صداقة حقيقية عن طريق إصرارك على الكلام والاسترسال فيه..
من المهم في التعامل والحديث مع الآخرين ألا يكون تركيزك على نفسك ولكن على الآخر.. إذا ما رأيت علامات الملل والضجر فهذا معناه أنك تتحدث في شيء لا يهمه أو أن تناولك لما تتحدث عنه يثير حفيظة أو استياء المستمع أو أن أسلوبك وطريقتك فيهما إصرار طفولي على شحاذة العواطف والتقدير والتعظيم.. وكأنك تقول للمستمع "كن صديقي.. اعترف بأنني صديق عظيم وإنسان رائع.. تعاطف معي وقدر ظروفي وكم ظلمت في هذه الحياة بالرغم من أنني إنسان طيب ورائع.. أعطني ما أريد.. اهتم بي.. استمع لي أتحدث حتى ولو كنت أهذي أو أتحدث في أشياء تافهة أو مزعجة بالنسبة لك.. أريد منك القبول والاهتمام والتقدير بل وأفترض أنه ولا بد أن يكون موجودا ولا بد أن تنصاع لما أريد وتحقق ما أعتقد"
اسأل أقاربك عن ما ينفرهم منك واستمع وأنصت حقيقة وبتركيز وبرغبة حقيقية في الفهم .... لا تقس أو تبرر أو تدافع عن نفسك.. فقط أنصت وافهم وتشاور معهم في إيجاد التعديل السلوكي المطلوب حتي تكون المعاملات مريحة ومرضية لهم ولك.
المشكلة الثانية تتعارض مع وصفك للمشكلة الأولى ولكنها من الممكن تفسيرها بنفس التفسير أو العامل المسبب وهو أنك تركز بصفة مبالغ فيها على نفسك وأدائك.... توترك سببه الخوف من الرفض من الآخرين ورغبتك الشديدة في أن يتقبلوك وأن تكون بصورة جيدة في نظرهم.. هذا لن يحدث بدون وجود تبادل في اللطف بينك وبينهم، مبني أصلا على وجود شيء أو اهتمام مشترك بينك وبين الآخر..
لو تكلم شخصان من مشجعي فريق واحد فمن السهل استرسال الحديث فيما هو شيق بالنسبة لهما وهو كل ما يتعلق بفريقهما المفضل.. إذا كنت تريد تكوين صداقات صحية، فعليك أن تكتشف ما يحبه الآخر.. هذا معناه أن تنصت للآخر وتلاحظ التعبيرات والإيماءات غير لفظية التي تدل على ما يحب وما يكره.. يجب أن تكون خارج دائرة الاهتمام بنفسك ورغباتك بطريقة عمياء وأن تركز على الآخر.. إذا فعل الطرفان هذا فستكون النتيجة هي التواصل والوئام وبداية المعرفة الطيبة والصداقة.
المشكلة الثالثة نتيجة المشكلتين السابقتين.... تنفر وتبعد عنك بطريقة لا واعية من تريد صداقتهم وتجالس وتخالط من لا تفيدك أو ترضيك صحبتهم من المتنمرين والساخرين والسطحيين الذين هم صغار وضعاف وبلا قيمة داخليا ويموهون ويخفون هذا ويرضون أنفسهم عن طريق الحط من قدر الآخرين والسخرية منهم.
المشكلة الرابعة هي السبب الحقيقي وراء الثلاثة مشاكل الأخرى.. تركيزك على لوم والديك وكراهيتك لطفولتك تسلبك كل الفرص في التقدير الذاتي الجيد وبناء شخصية جذابة وصداقات صحية.... لم تعمل على تنمية مهارات أو ثقافة أو تحسين وضعك أو النهوض بنفسك وإنجازاتك.. لم تعد صغيرا وليس من المجدي أن ترتكن على آلام الطفولة لبقية حياتك.... عليك بأن تقرر ما تريد وتسعى لتحقيقه بخطط منطقية ومعقولة ومتفائلة.
أنصحك بمراجعة معالج نفساني لمناقشة هذه الأمور ووضع منهج لتنمية مهارات التواصل وتعديل السلوك والأفكار
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
ويتبع >>>>>>>>: التعامل مع الناس: فخاخ القلق الاجتماعي م1