الم.ا.س.ا والشهية للجنس
الم.ا.س.ا والشهية للجنس.... متابعة
بسم الله الرحمن الرحيم، السادة/ موقع مجانين دوت كوم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أود أن أوجه الشكر لسيادتكم على هذا المجهود الرائع الذي تقومون به على شبكة الإنترنت لخدمة أصحاب المرض النفسي وغيرهم من المهتمين بالطب النفسي. أنا صاحب رسالة الم.ا.س.ا والشهية للجنس التي نشرت في موقعكم الرائع بتاريخ 5/9/2003
وفي الحقيقة فبعد هذه الفترة من الزمن وجدت أنني في حاجة إلى الكتابة لسيادتكم مرة أخرى لما أعانيه من آثار نفسية حيث بدأت الأفكار الوسواسية ترتد إلى عقلي وتفكيري بالتدريج بعد أن أوقفت العلاج للأسباب التي ذكرتها في رسالتي الأولى، وأصبحت هذه الأفكار سيفا مسلطا على رقبتي يجعلني أعيش في قلق بما لا أستطيع معه أن أمارس حياتي بشكل طبيعي.
وأصبح الجميع يلاحظون ذلك مما يسبب لي آلاما نفسية رهيبة فالوساوس (ومعظمها دينية ولكنها ليست تشكيكية كما هو الحال لدى بعض المرضى الآخرين) تسيطر على تفكيري بنسبة 97%
من فترات اليوم في المتوسط رغم علمي الكامل والتام بأنها أفكار تافهة وأنه مرض ضعيف يمكنني السيطرة عليه بسهولة شديدة إلا أنني لا أستطيع ذلك.
والوسواس الرئيسي في حياتي هو أنني أتخيل أنني والعياذ بالله أسب الدين وأشعر بأنني أتفوه بذلك فأشعر بقلق شديد فأقوم بعمل "محاكاة ذهنية دقيقة" إن جاز التعبير، لتلك اللحظة التي أحسست فيها بأنني تفوهت بذلك لأقنع نفسي بأنني لم أتفوه بشيء وأثناء هذه "المحاكاة الذهنية العلاجية البلهاء" أشعر بأنني أيضا قد تفوهت هذه المرة فأقوم بعمل المحاكاة مرة أخرى وهكذا تبدأ الدوامة الوسواسية لدرجة أنني أصبحت كثيرا أظل واضعا يدي على فمي خلال اليوم لأدلل لنفسي عند حدوث الوساوس أنه لا يمكن أن أكون قد تفوهت بشيء فها أنا ذا واضع يدي على فمي فكيف تفوهت بذلك؟!!
ثم بعد فترة تبدأ هذه الحيلة في عدم إقناعي فأقوم بالضغط على شفتيَّ طوال اليوم لأقنع نفسي مما يسبب لي ألما فيهما ثم بعد فترة أقوم بشيء آخر مثل التحدث إلى نفسي باستمرار بأي كلام أو ترديد أي شيء بشكل متكرر لأقنع نفسي بأن فمي كان مشغولا بالكلام فكيف يمكن أن أتفوه بذلك؟!! وكل هذه الوساوس على الرغم من أنني أعلم أنني لم أتفوه بشيء وأنني أصلا لا أريد عمل هذا الفعل وأن هذا مرض نفسي.
والسؤال الهام جدا هو: ألا يوجد على هذا الكوكب علاج فعال للوسواس القهري ليس له هذه الآثار الجانبية السيئة والمتمثلة بشكل خاص في التأثير على الناحية الجنسية والشهية للجنس هذا بالإضافة إلى زيادة الوزن؟
علما بأنني قد جربت دواء (تراي أكتين) لمعادلة التأثير الجنسي ولكن لم يكن له أي تأثير، وأيضا أشير إلى أنني ولله الحمد لا أعاني من أي اكتئاب. وكذلك فقط في الفترة الأخيرة بدأ -وبدون أخذ أي دواء- حدوث قذف بعد فترة كبيرة جدا من التوقف ولله الحمد.
* ملحوظة: الأدوية التي وصفها لي الطبيبان السابقان كانت .............. من الطبيب الأول وأيضا .............. – .............. من الطبيب الثاني
والسؤال الآخر يتمثل في أن ابن أخي البالغ من العمر أربعة عشر عاما قد بدأت ألاحظ أعراض الوسواس القهري عليه (رغم قلتها حاليا) وطبعا العائلة كلها بدأت تلومه وتوبخه بعنف على ما بدأ يفعله من تصرفات وهم غير مدركين طبعا أن هذه هي بدايات المرض عليه رغم محاولاتي بأن أقنع الكبار منهم بذلك حيث كما ذكرت في رسالتي الأولى المرض وراثي في أسرتنا فمعظم الأسرة مصابة به ولا يعترف بذلك أحد من الكبار إلا أنا.
وأعلم مدى الألم الذي يسببه التحقير من أفعال الموسوس وإلقاء اللوم عليه.
فماذا يمكنني فعله لهذا الصبي الذي قد ينتظره مستقبل مؤلم وأدعو الله أن ينقذه من هذا الشقاء بإذنه تعالى؟
علما بأنني لم أتكلم معه بأنه مصاب بهذا المرض أو أنه وراثي في الأسرة.
وأود أن أشكر سيادتكم مرة أخرى.
12/11/2004
رد المستشار
الأخ العزيز "عبد الله" أهلا وسهلا بك، عودا حميدا إلى مجانين، وشكرا جزيلا على الثقة والإطراء الطيب، بارك الله فيك، وأعتذر لتأخري في الرد عليك فقد زادت أعباء موقعنا مجانين بصورة نسأل الله أن يعيننا على مواصلة الوفاء بمتطلباتها
والحقيقة أنك قدمت لنا وصفا دقيقا للأفكار التسلطية التجديفية، وللأفعال القهرية التي تعقبها، حتى أننا نعتبره وصفا نموذجيا واعيا فشكرا لك مرة أخرى.
من الواضح إذن هذه المرة أن إيقافك للماسا أدى إلى عودة أعراض الوسواس القهري بشقيها الأفكار والأفعال، وليس كما ذكرت في المرة السابقة من عودة الأفكار دون الأفعال،
أي أننا نحتاج مرةً أخرى للعلاج، ومن الممكن أن تفيدك إضافة بعض جلسات العلاج المعرفي السلوكي المكثفة إلى العقار هذه المرة، فهي إن شاء الله تعطي نتائج أفضل إذا أضيفت إلى العقار.
إذن فليس أمامك مع الأسف غير العودة إلى تناول السيرترالين الذي تحسنت في السابق عليه، مع ضرورة إجراء علاج معرفي سلوكي تتعلم فيه كيفية التعامل مع مثل تلك الأفكار المزعجة، وأما مسألة أثر العقار على شهيتك الجنسية فلا حيلة لك أعرفها غير ما ذكرته لك سابقا من تحديد موعدٍ للجماع مثلا يوم كذا في الأسبوع أو أكثر من يوم إذا شئت أي لا تترك الأمر للشهية، وأما إن كان ما يزعجك هو فقدان القدرة على الاستمتاع الجنسي فإن ما لدي -مع الأسف والشعور بالعجز من جانبي كطبيب نفسي- فهو تناول بعض العقاقير المحفزة للرغبة الجنسية من الأعشاب المشهورة والتي تباع في الصيدليات، ذلك هو ما أنصح به، واحسب أن النتيجة ستكون طيبة بإذن الله.
واقع الأمر أن تأثير الماسا على عملية القذف والإرجاز غير مفهوم بالكامل بعد، فأنا أذكر أنك بينت لنا في رسالتك السابقة كيف أثر تناولك للم.ا.س.ا ليس فقط على القذف أثناء الجماع وإنما أيضًا على معدل الاحتلام إذ تناقص معدل احتلامك وهو الأمر الذي ما زلنا نحاول فهمه، ونسأل مرضانا عنه منذ أثرت لنا السؤال في إفادتك الأولى، فاسأل الله أن يفتح علينا، خاصة وأن التأثير يبدو مختلفا من شخص لآخر.
وأما بالنسبة لمشكلة ابن أخيك فإن الصحيح هو أن تقترب منه وتحاول معرفة ما يجول بخاطره من أسباب معاناته ولو حتى من بعيد لبعيد أي ربما تكتفي منه بالإشارة إلى تسلط شكوك أو أفكار معينة دون أن تصرَّ على معرفة التفاصيل
وأما ما بعد ذلك فهو أن تصطحبه إلى الطبيب النفسي فأنت عمه، وإن شاء الله يكونُ له الخير، ولا تنسى متابعتنا بالتطورات.