هل هو مجرد فراغ عاطفي ؟
عمري ٢٤ سنة تقريبا، محبب إلى الأب والأم الحمد لله، علاقتي بإخوتي كويسة إلا الصغير بسبب الغيرة.
مشكلتي أني دائما أقع في مشكلة التعلق العاطفي، بدأت منذ الصغر بسبب أن علاقتي بأخي الكبير مجوفة لا يصاحبني ولا يتكلم معي..، تعلقت بصديق أكبر مني بسنتين جدا وكنت أفكر فيه كل يوم وهناك بعض التخيلات الجنسية رغم أني لست شاذا ولا أفكر جنسيا بشذوذ مع غيره..
ثم ابتعدنا ونسيته وتعلقت بشخص غيره أصغر مني جذبتني وسامته وأنه أمرد وأسلوبه وتعلقت به كثيرا لدرجة عدم النوم بسببه وأيضا كانت هناك تخيلات جنسية معه فقط. ولم أمارس هذا الفعل الحمد لله إطلاقا ولدي شهوة قوية تجاه النساء.
ثم مررت بتجربة سيئة بسبب هذا التعلق وأنه كان لا يحب هذا القرب الشديد فابتعدت عنه وعانيت في ذلك، ولكن سرعان ما لفت انتباهي ولد صغير وسيم وشخصيته جذابة فأحببته وأحبني بشدة فتعلقت به أيضا إلى حد ما..
قد يكون سبب المشكلة علاقتي بالأهل لكن الآن علاقتي بأخي الكبير جيدة جدا وأتحدث مع أبي وأمي وإخوتي إلا الصغير بسبب مشاكل في الصغر تكابرت وصار من المستحيل أن نتصاحب.
لدي رغبة جنسية طبيعية مع النساء لكن أحيانا أشتهي أولاد ما بين ١١ و١٥ مثلا، لكن أولاد معينين لهم صفات معينة كالوسامة الشديد والكاريزما والأسلوب الجيد أو الشخصية الملفتة لي وعددهم لا يزيد عن ٤ مثلا كحد أقصي، فأشتهي الجلوس معهم والحديث معهم وغير ذلك.. أما غيرهم فأشمئز من هذا الفعل.
ما هو سبب المشكلة؟؟
وما العلاج ؟
3/11/2019
رد المستشار
مرحبا بك صديقي "محمد" على موقع مجانين للصحة النفسية.
تتلخص إفادتك في أنّك غير شاذ نهائيا، تشتهي النساء بشكل عاديّ، لكنك تتعلق بشباب وسيمين جذابين لهم حضور وكاريزما، والمشكلة في نظرك بدأت لما رفضك أخوك ولم يعطك الاهتمام الكافي، فعوّضتَ بأصدقائك وسعيت لسدّ احتياجاتك العاطفية وأحيانا تخيلاتك الجنسية بهم.
هذا التعويض في مرحلة الطفولة لا يزال يصاحبك لحد الآن وأنت تبلغ 24 سنة، لم تتخلص منه ولم تخلق تعويضات أخرى تليق بسنّ الرّشد.
فنحن الآن بين احتمالين بعيدين كل البعد عن المثلية:
أولهما أنّك لا تزال عالقا في طفولتك المبكرة وطُرق تعويضها ودفاعاتها، ولم تُطوّر شخصيتك لتتخلّى عنها ولم تبين تحديات عاطفية ونفسية جديدة لإثبات ذاتك وتعويضها بطُرق أكثر استقلالية.
ثانيهما أنّ تعاني من وسواس التعلق، وسواس من النوع المتناسق مع الذات Egosyntonic فأنت لديك وساوس تعلق وحب اتجاه شباب بمعايير معيّنة، تفكر فيهم بشكل مرضيّ يعيق نشاطك الطبيعي في الحياة، ولا ترفض تلك فكرة أن تشتاق إليهم أو تشتهي الجلوس والحديث معهم.
أما بالنسبة للفراغ العاطفي فهو وحده لا يفسّر ميولاتنا وخيالاتنا، إنما قد يُفسّر انبثاقها وخروجها، فهي موجودة وتظهر بقوة أوقات الفراغ والأزمات. لذا قد يكون عاملا مفسّرا لاستبصارك بالمشكلة، ووجود شريكة في حياتك قد يطمِس هذا الجانب فيك إلى الأبد، وتبقى مجرد ميولات فاترة بمعنى أنّك لن تستطيع أن تنزع إحساسك بالراحة والاستظراف اتجاه شاب بمثل المعايير التي ذكرتَ، لكنّك لن تأبه كثيرا لذلك الشعور ولن يؤثر عليك كما يؤثر عليك الآن، ارتباطك سينقُلك من وضعك كطفل يبحث عن الحنان والقبول من أقرانه الذكور، إلى رجل يحقق ذاته مع امرأة تحبه ويحبها ويفرّغ كل عواطفه معها وفيما بعد إلى أب سيكون هو مصدر الحنان والاهتمام بالنسبة لأطفاله.
إلا أنّي أنصحك أن تتأكد من احتمالية وجود الوسواس وامتداده في حياتك بطريقة أو أخرى مهما كان طفيفا، لن تخسر شيئا إن ذهبت عند مختص نفسي للحديث عن الأمر. حاول أن تطوّر من ذاتك وأن تكتشفها، تعلم أشياء جديدة تحبها بعيدا عن روتين العمل والبيت، طور مهاراتك في تخصصك ومهنتك، كيفما ظهرت لك دون جدوى وحقيرة. ابحث عن هواية تجعل منك إنسان راضيا بإنجازاتك مهما صغُرت، فلا يمكن أن يكون هذا الكائن المسمى الإنسان دون هوايات غير مكترث لصقل روحه والارتقاء بها، فإنه ما إن يفعل ذلك إلا ويتدنّى مستواه مع نفسه وفي طريقة عيشه.
وتمنياتي لك بالتوفيق والتعجيل في زواجك بالمرأة المناسبة.
واقرأ أيضًا:
وسواس الحب والتعلق المثلي
صورته لا تغيب : التعلق المثلي
أحبه بجنون : نار التعلق المثلي
ويتبع>>>>>>>: مجرد فراغ عاطفي ؟ أم تعلق مثلي ؟ م