ثلاث مشكلات
بسم الله الرحمن الرحيم، أبعث إليكم بمشكلتي هذه وأرجو أن أجد لديكم الحل بإذن الله، وأرجوكم ألا تهملوها أو تعتبروها هينة لأنها تفسد علي حياتي.
أنا فتاة أبلغ من العمر ستة وعشرين عاما وقد بدأت مشكلتي منذ أن مارست العادة السرية منذ سن صغيرة جدا (11 سنة)، ولم أكن أدرك أنها هي العادة السرية، وإنما هي رغبة العبث بالأعضاء التناسلية كعادة بعض الأطفال، ونظراً لما تخلفه تلك العادة من نشوة استمريت عليها لسنوات طويلة، وكل مرة أنتهي منها أعاهد نفسي على الانقطاع عنها ولكن بلا فائدة، إن الأمر الذي أريد السؤال عنه هو انتهاء الرعشة الجنسية(orgasm) لدي، أو بمعني أصح انعدامها منذ عدة سنوات، ولقد عزوت ذلك إلى غضب الله علي.
أرجو منكم أن توضحوا لي لماذا أصبت بتلك الحالة، وهل عندما أتزوج سأكون طبيعية (أي سأشعر بها مرة أخرى) أم ماذا؟
وهل سيشعر زوجي أنني غير طبيعية لأنني لا أصل لحالة الرعشة الجنسية؟
أنا أعرف أن هناك نسبة من النساء لا يصلن إلى حالة ال (orgasm) فهل أنا منهم للأبد أم أن هناك علاجا أو حلا؟ إذا كان هناك حل أرجوكم أبلغوني به.
هناك شق أخر لمشكلتي، نظراُ لطبيعة تربيتي المتزمتة نشأتُ معقدة بعض الشيء، وظللت أعاني على مدى فترة مراهقتي من مشاعر متضاربة من الحزن الشديد وعدم الثقة بالنفس لأنني تربيت على هذا الأساس خصوصاً من قبل أبي.
وأثناء فترة الدراسة الجامعية كنت أفضل حالا بعض الشيء، لكن حدث أمر أثر علي بالسلب مرة أخرى: وهو موت أخي الأصغر بعد غيبوبة قصيرة، وقد كان هذا الأخ يعاني من مرض الفصام المزمن وعادت الضغوط مرة أخرى، وظللت أعاني من أعراض الاكتئاب حتى وصل الأمر معي إلى درجة لا تحتمل فتوجهت للطبيب النفسي عسى أن يكتب الله على يديه الشفاء، وأنا حاليا أتناول دواء (Cipralex 10 mg) حبتين صباحا، وأيضا (Efexor 75mg) حبتين صباحا وظهرا و(Apexidone 1mg) حبتين صباحا ومساءا وأخيرا حبة (Zolam 1/2 mg) ليلا.
لقد شخص الطبيب حالتي بأنها حالة عدم تكيف مع المجتمع (Adjustment Problem) وهي حقيقة حيث أنني لم أستطع التواؤم مع أي عمل ألتحق به، وأتخذ المعاذير لأتركه، ولم أستمر في أي وظيفة حتى لو كانت ذات أجر مرتفع وظروف جيدة.
هناك ملحوظة صغيرة وهي أنني قرأت أن علاج الاكتئاب يؤثر على الرغبة الجنسية بالسلب، لكني أريد أن ألفت نظركم لحقيقة أنني أصبت بحالة انعدام الرعشة الجنسية قبل تناول الأدوية بكثير، وعندي شك أن سبب انعدامها نتيجة لمشاعر لوم الذات التي كنت أشعر بعدها بعد ممارستها، لكن تبقى الكلمة الأخيرة لكم.
إنني أتمنى منكم شرح أسباب حالة انعدام الرعشة الجنسية لدي، وكيفية العلاج بالإضافة إلى التعليق على مشكلة الاكتئاب التي أعاني من آثارها وجزاكم الله خيرا، وأرجوكم مرة ثانية ألا تهملوا مشكلتي. إنني أفضل حالاُ كثيراُ بفضل الله، فقد استجبت للعلاج، لكني حتى الآن لا أستطيع النزول للعمل، أنا أعلم أن من علامات الشفاء من الاكتئاب هي النزول للعمل والذوبان مع المجتمع، لكني حتى الآن معتكفة في البيت لكن مشاعري أهدأ بعض الشيء.
هناك جانب ثالث لمشكلتي وهي عقدة حب الأجانب لدي، فأنا أحب الأجانب (الأوربيين، والأمريكيين) حبا شديدا مع أن ما يحدث من أحداث لا يشجع على ذلك. وأبقى وقتا طويلا معهم في مواقع الدردشة، وفي كل مرة أقع في حب واحد منهم ويستمر ذلك لفترة حتى يظهر واحد آخر منهم، وقد تطور هذا الأمر إلى حد محادثتهم تلفونيا وممارسة العادة السرية معهم على الهاتف.
آسفة لما أقول، لكن هذا ما يحدث، أنا أعرف أن هذا خطأ كبير، وأعرف أنني لكي أشفى شفاءً تاما يجب أن أتوقف عن ذلك، فهل من كلمة منكم تساعدني على تجنب الهاوية التي أنا أسعى إليها؟
زهوة 2
12/11/2004
رد المستشار
الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين، ونشكرك على ثقتك، وعلى أحمالك الثلاثة من المشكلات، وقد فضفضت عن كلٍّ منهم مرةً على بريد المشاركات، ومرةً من خلال بوابة استشارات مجانين، فأهلا بهذه الفضفضة الداهمة الوضوح في تعبيرها عن خلل المفاهيم في حياة كثيرات من جيلك من الفتيات، وممن هم أصغر، هاتيك المثقفات المتفتحات الناجحات في حياتهن العملية، والملتزمات نوعا ما من الناحية الدينية متزوجات أو مثلك غير متزوجات، وسواءً من لا يتعاملن مع الإنترنت أو من لديهن اتصال بالإنترنت ولهن عليها حكايات، أهلا بفضفضتك وإن كنت أجدُ منذ البداية أنك تطلبين منا الإجابة على أسئلة في منتهى الصعوبة دون نكونَ على وعي كامل بالحالة نظرا لأن العقاقير التي وصفها لك طبيبك لا يمكنُ أن تدلنا على شيء محدد وكذلك التشخيص الذي أخبرك به، فمن الواضح أنه لا يقصد اضطراب التأقلم Adjustment Disorder يقصد عدم التكيف مع المجتمع بمعناه الفضفاض والذي نستطيع أن نضع ثلاثة أرباع الاضطرابات النفسية فيه، بل إن هناك من يعتبرون اضطراب الفصام -بجلال قدره- مجرد عدم تكيف مع المجتمع.
سؤالك الأول هو عن عدم قدرتك الوصول إلى الإرجاز أو خلل الأداء الإرجازي Orgasmic Dysfunction، والإرجاز الذي تقصدينه بالطبع هو الإرجاز الاسترجازي لأنه يعقب الاسترجاز وليس الإرجاز الطبيعي وقد بينا الفرق المفترض بين هذا وذاك في إجابة سابقة ظهرت علىاستشارات مجانين تحت عنوان : الاسترجاز وأصل الشعور بالذنب بعده متابعة، وواقع الأمر أن الاكتئاب قد يكونُ مسئولاً عن ذلك الخلل، مثلما قد يكونُ الشعورُ الدفين بالذنب مثلما قد يكون ارتفاع عتبة الاستثارة الجنسية لديك نتيجة الإفراط في الاسترجاز، إلا أن كل هذه احتمالات لا نستطيع تأكيد أحدها دون الآخر من غير توفر معلومات كاملة من خلال -المقابلة الإكلينيكية- عن حالتك النفسية وعن خبراتك الجنسية السابقة أيضًا، إلا أن كل هذا لا يشترط أن يؤثر على علاقتك بزوجك المنتظر -أحسن الله رزقك في الزواج-، لأن من الجائز جدا أن تجدي نفسك طبيعية تماما معه من يدري؟، ولا نستطيع في نفس الوقت وفي حدود المتاح من المعلومات أن نجيب على سؤال هل أنا من النساء اللاتي يعجزن عن الوصول للإرجاز للأبد؟ وإن كنا نظن الخير لك إن شاء الله.
وأما سؤالك الثاني فيتعلق بنفس الموضوع وهو غير واضح، وما فهمناه هو أنك حائرة بين علاقة الاكتئاب بالأمر وعلاقة الدواء به، وكذلك أثر فقدك لأخيك يرحمه الله، وما يظهر من عدم وصولك للتحسن الكامل المنشود، ونحن لا نستطيع تقييم استجابتك للعلاج أفضل منك أنت، ولا أفضل من طبيبك المعالج، خاصة وأننا لا نعرف منذ متى وأنت تواظبين على الجرعات الموصوفة، لكننا نودُّ طمأنتك إلى أن الاستجابة لعقاقير الاكتئاب لا تحدثُ دفعة واحدة وأن جوانب من السلوك تتحسن خلال أسبوعين على الأقل كاضطراب النوم مثلا ثم تليها جوانب أخر كالكسل وعدم الرغبة في مقابلة الناس وغير ذلك خلال الأسابيع التالية، المهم هو أن تقييمك الشخصي أنك استجبت جزئيا للعلاج هو أمرٌ مشجع يبشرُ بالخير، فاصبري وواظبي على تناوله.
وأما سؤالك الثالث لكلمة منا تساعدك على تجنب الهاوية التي توشكين على السقوط فيها -لا قدَّرَ الله-، فالحقيقة أن أمرَ الممارسة الجنسية الإليكترونية أو عبر الهاتف أكبر بكثير من أن تنفعك فيه كلماتٌ على مجانين أو على غيره، خاصة وأن هناك من بين اضطرابات التفضيل الجنسي Sexual Preference Disorders نوعا يسمى الجنس الهاتفي، وقد يكونُ من بين أسباب فقدانك القدرة على الوصول للإرجاز من يدري؟!
ولا نظن كون رفاقك أجانب أو عرب أمرًا يغير التشخيص أو طريقة العلاج، وإن كانت الأمور أيسر بالنسبة لك بالطبع مع الأجانب لأنهم لن يفضحوك وربما لا تشعرين بخجل منهم، ما نستطيع تقديمه لك بهذا الخصوص هو تقديم النصح بمصارحة طبيبك المعالج بكل تلك الأمور التي أخفيتها عنه غالبا، واعلمي أن التعامل مع هذه النوعية من المشكلات يحتاج إلى علاج معرفي سلوكي، ولن تكفي فيه العقاقير أيا كانت، واعلمي كذلك أنك إذا بقيت على كتمانك لهذه المشكلة عن معالجك فإنك بهذا الشكل تسعين فعلا نحو الهاوية، أما إذا أخبرته فإنه إن شاء الله سيبدأ معك جلسات العلاج المعرفي ويضع معك خطوات العلاج السلوكي أو يشير عليك بمن يستطيع إكمال مشوار العلاج معك، وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بالتطورات.