وسواس الشعور بالذنب م6
أنا في حيره هل أقضي صلواتي بسبب ما فعلته أم لا؟
أنا عندما كنت في الثانوي استحليت أمام مجموعة من الطالبات أمرا محرما .. ولا أعلم لماذا فعلت هكذا كنت أظن أني عندما فعلت ذلك أنه محرم وليس ردة.. (الأمر هو أني كنت أحب فتاة والعياذ بالله وقلت أن تضييع الوقت معها في الحديث حلال وليس حراما) مع أنني وقتها أعلم أن هذه العلاقة حرام حب بنت لبنت ولكن لا أعلم لماذا قلت هكذا ..
ولكن كنت أصلي وأصوم علماً أن صلاتي أصلا كانت خاطئة بسبب شرط الطهارة لأني كنت أصلي بجنابة جهلا مني بوجوب الاغتسال من العادة السرية ولم أعلم ذلك إلا مؤخرا.. ونسيت هذا الأمر وكبرت وتذكرت هذا الموضوع قبل سنة فبادرت بالشهادتين واستغفرت الله وأقريت بحرمة هذا الأمر بيني وبين نفسي..
فهل أنا كنت طول هذه المدة مرتدة؟ (المدة تقريبا 6 أو 7 سنوات ثم بعد ذلك تذكرت الموضوع وتبت) لأنني أريد قضاء صلواتي الخاطئة في تلك الفترة فهل أقضيها أم أعتبر مرتدة؟ وهل يجب أن أقول أمام من تلفظت أمامهم أنه حرام ؟
مع العلم أنه صعب الوصول إليهم لأننا تفرقنا وأصلا أشعر أني نسيت من هم الذين قلت أمامهم هذا الأمر وقد يكونون نسوا الأمر تماما فهذا حدث قبل 8 سنوات من الآن .. يعني هل توبتي شرط قبولها أن أعترف أمامهم أنه حرام أم يكفي أني اعترفت بذلك أمام الله ؟
وهل أقضي الصلوات الخاطئة أم أعتبر مرتدة ولا أقضيها ؟
شكرا لكم
20/11/2019
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلًا وسهلًا بك يا "أمان" مرة أخرى
الاستحلال أن يكون لديك قناعة داخلية أن المعصية حلال، وليس أن تتلفظي بلسانك كما يفعل كثير من ضعيفي الالتزام بالدين لإسكات ضمائرهم تارة واستهتارًا تارة أخرى، فأنت لم تستحلي معصية كما ترين، ولست مرتدة، هذا أولًا.
وثانيًا: بالنسبة للتوبة المطلوب من العاصي ستر نفسه وعدم إخبار أحد بما فعل، بل يتوب بينه وبين الله تعالى ويقلع عن الذنب، حتى الذنوب المتعلقة بالعباد إن استطاع أن يبرئ ذمته دون أن يفضح نفسه فهذا الأفضل، كمن سرق مالًا من أحد، يمكنه أن يعيد المال بأي حيلة، كأن يرجعه إليه على أنه هدية منه، دون أن يخبره أنه هو السارق. كذلك الغيبة، يمكن أن يطلب ممن اغتابه أن يسامحه عن كل إساءة أساءها إليه دون أن يقول أنا اغتبتك بكذا....
الستر على النفس هو المطلوب من التائب
وأخيرًا وهو المهم: أنه من كان شاردًا، ثم أقبل إلى الله تعالى، إذا تعلم شيئًا، طبقه واستغفر لتقصيره فيما مضى دون تفتيش على دقائق الأمور في كل شيء وماذا فعل؟ وماذا قال؟ فالله يغفر الذنوب جميعًا ويفرح بتوبة عبده وإقباله عليه.
لا تفكري في الماضي، ولا تقلقي من المستقبل عيشي ساعتك براحة، قبل أن تكتشفي بعد سنوات طويلة أنك لا عشت الحاضر ولا أحسنت التخطيط للمستقبل، وهذا من حيل الشيطان كي يشغل العبد عن خيري الدنيا والآخرة؛ فمن يفكر في ذنبه ينشغل عن ذكر الله بذكر ذنبه، ويحجزه الحزن عن أداء أعماله كما يجب.
فاستعيذي بالله من الشيطان، وأقبلي إليه بسكينة واطمئنان، فمن لم يعذبك وأنت تفعلين المعصية، أكرم من أن يعذبك بعد أن أقلعت عنها.
أعانك الله وأهدأ بالك
ويتبع >>>>: قضاء الصلوات ! كيف يفكر الموسوس ؟ م8